الاقتصاد نيوز - بغداد

بعد عام 1990 -وهو عام دخول دولة الكويت- شهد العراق حصارًا اقتصاديًا، طال قطاع النفط، وبعد عام 2003، بدأت بغداد تنفتح على العالم، إذ بدأت تستقبل الخبرات العالمية.

ويرى الباحث والكاتب في مجال الطاقة والاقتصاد الدكتور بلال الخليفة، أن القفزة النوعية التي شهدتها بغداد حدثت بعد عام 2009، بداية من إطلاق جولات التراخيص، ودخول الشركات العالمية الكبرى، مثل بتروتشاينا وشل وتوتال إنرجي.

جاء ذلك خلال مشاركة الخليفة، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان "العراق.. مستقبل إمدادات الطاقة بين الفرص والتحديات ودور دول الخليج".

وأوضح الخليفة أن دخول الشركات العالمية، جعل العراق يواكب التطور العالمي، فارتفع سقف إنتاج قطاع النفط، رغم أنه لم يكن قد بلغ الهدف الذي كان قد رسمه في بداية جولات التراخيص.

وعلى الرغم من ذلك، وفق الخبير الطاقي، ظل مواكبًا لأحدث التقنيات العالمية، وبدأ يخوض غمار المنافسة، في وقت كان يواجه فيه كثيرًا من العراقيل.

قطاع النفط والغاز في العراق

قال الباحث والكاتب في مجال الطاقة والاقتصاد الدكتور بلال الخليفة، إن العراق في جولات التراخيص التي تمّت بعد أعوام 2009 و2010، الأولى والثانية والثالثة، كان يركّز على جانب الاستخراج، وكانت الخطوات جيدة، إلّا أن البلاد شهدت تباطؤًا في مجال الغاز.

وأضاف: "المعروف أن 70% من احتياجات بغداد من الغاز هي غاز مصاحب، وتعتمد الدولة على عمليات الاستخراج، وللأسف قبل عام تقريبًا كان يُحرَق نصف الغاز المستخرج، ولكن قيادة قطاع النفط والغاز انتبهت لذلك، فوضعت خطة لاستغلال جميع الغاز المنتج".

وأوضح الدكتور بلال الخليفة أن جولات التراخيص الخامسة والسادسة ركّزت على الاستخراج في الحقول التي تحتوي على الغاز خصوصًا، مثل الحقول التي تحتوي على غاز غير مصاحب، وهذه نقطة مهمة للغاية.

وتابع: "النقطة الثانية، هي أن العراق مثله مثل أيّ دولة منتجة للنفط، يتأثر سلبًا وإيجابًا بالأحداث العالمية والإقليمية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وأحداث غزة، وأحداث البحر الأحمر، لا سيما أن أكثر من 90% من إيرادات الموازنة العامة تأتي من الإيرادات النفطية".

ومن ثم، وفق الخليفة، فإن أيّ صعود أو هبوط، مثلما حدث خلال جائحة كورونا، يعني تأثُّر بغداد بشكل كبير، ويعني تراجُع سعر برميل النفط العراقي، لا سيما أن النظام في بغداد ريعي، معتمد في الأساس على إيرادات قطاع النفط والغاز.

ولفت إلى أن الاهتمام مؤخرًا كان باستغلال الغاز المصاحب، بالإضافة إلى التركيز في جولتَي التراخيص الخامسة والسادسة على حقول الغاز بشكل أكبر، مثل حقل عكاز في الأنبار، والعقد مع شركة توتال إنرجي لحقل "أرطاوي"، لاستغلال 300 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز.

وأشار الدكتور بلال الخليفة إلى أن الهدف من هذا الاتفاق كان الوصول إلى عدم حرق أيّ كميات من الغاز المصاحب، ومن ثم يمكن للبلاد أن تقلل التكلفة وتوقف إهدار المال العام وتكلفة الأعباء على الموازنة العامة، الخاصة باستيراد الغاز من الخارج.

لماذا لم تهتم الشركات العالمية بجولات التراخيص؟

خلال الحلقة، وجّه سؤالًا إلى الخبير في مجال الطاقة الدكتور بلال الخليفة، بشأن السبب في عدم وجود اهتمام عالمي، وتحديدًا من الشركات الغربية، بجولات التراخيص في العراق.

وقال الحجي: "يحاول الغرب الآن التخلص من النفط والغاز الروسيين، حتى إسرائيل تحاول في الوقت الحالي أن تُقنع أوروبا بأن تستورد الغاز الإسرائيلي، ومع ذلك عند طرح جولات التراخيص لم يكن هناك اهتمام من الشركات الغربية.. فما السبب؟".

وردّ الدكتور بلال الخليفة قائلًا، إن العزوف عن هذه الجولات له أسباب عديدة، أهمها أن الحقول التي شملتها الجولات الأخيرة، سواء ملحق الجولة الخامسة أو جولة التراخيص السادسة، لم تكن غازية بامتياز، فهي كانت حقول مشتركة، وإذا كانت غازية، فإن حجمها لم يكن مشجعًا، فالحقول الكبيرة كانت ضمن جولات التراخيص الأولى.

السبب الثاني، وفق الخليفة، أن الحكومة العراقية جعلت العقود في جولة التراخيص الأولى والثانية عقود خدمة، لكن العقود الغازية جعلتها عقود مشاركة بالإنتاج لتشجيع الشركات، لكن للأسف لم يكن هذا محفزًا للشركات، مضيفًا: "لماذا تشارك الشركات في حقول تعمل فيها بعقود جولات التراخيص؟".

وأكد أن النقطة الثالثة، والتي تمثّل أهمية كبيرة، هي الجانب الأمني، فالمعروف أن رأس المال جبان، والأحداث التي وقعت خلال السنوات الأخيرة، مثل الحرب ضد تنظيم داعش، واحتمال عودتها أيضًا، يمكن أن تكون سببًا رئيسًا في عزوف الشركات الاستثمارية عن الدخول.

وأشار الدكتور بلال الخليفة إلى أنه قبل عام أو عامين، كانت هناك محاولات من بعض الشركات للخروج من قطاع النفط والغاز في العراق، مثل شركة شل وشركات أخرى، وهذا كان مؤشرًا غير جيد بالنسبة إلى هذا القطاع.

للأطلاع على آخر الأخبار تابعونا عبر التليغرام

https://t.me/Economynews2021

 

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار قطاع النفط والغاز جولات التراخیص فی العراق فی مجال لم یکن

إقرأ أيضاً:

أكبر اكتشاف نفطي في تاريخ الجمهورية التركية

حققت تركيا خطوة مهمة في طريقها نحو الاستقلال في مجال الطاقة من خلال اكتشاف نفطي تاريخي في جبل غابار. فقد ارتفع إجمالي الاحتياطي المكتشف إلى 867 مليون برميل بعد العثور على 600 مليون برميل في حقل الشهيدة أيبوكي يالتشين، مسجلًا بذلك رقمًا قياسيًا في تاريخ الجمهورية التركية. كما تم توفير فرص عمل لأكثر من 3 آلاف مواطن في هذه الحقول.

وتواصل تركيا تصدّر المشهد في مجال الطاقة من خلال اكتشافات واستثمارات رائدة.

فبعد أكثر من 90 عامًا من أعمال الحفر والتنقيب عن النفط، أصبح للنفط مكانة مهمة في سلة الطاقة الوطنية، حيث وصلت الاحتياطيات المكتشفة في السنوات الأخيرة إلى أرقام كبيرة. وكانت أولى عمليات الحفر قد بدأت في عام 1934 في بئر باسبرين-1 في ولاية شرناق، والتي أصبحت تُعرف اليوم بـ”مدينة النفط” بعد الاكتشافات المتوالية في جبل غابار.

اكتشاف 600 مليون برميل في غابار
بجهود شركة النفط التركية المساهمة (TPAO) التي تعمل على تقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة وزيادة استخدام الموارد المحلية إلى أقصى حد، تم في 10 مايو 2021 اكتشاف النفط في بئر شهيدة أسماء شفيق-1 في جبل غابار، حيث تم العثور على نفط بوزن نوعي 36 API.

وفي نهاية عام 2022، بدأت عمليات الإنتاج من الحقل عبر الآبار التي تم حفرها، ليتم في أبريل 2023 الإعلان عن اكتشاف احتياطي جديد بوزن نوعي 41 API في حقل الشهيدة أيبوكي يالتشين، مع بدء الإنتاج التجريبي في نفس الشهر.

أكبر اكتشاف نفطي في تاريخ الجمهورية
تم تسجيل هذا الاكتشاف كأكبر اكتشاف نفطي في تاريخ الجمهورية التركية.

وبحسب بيانات واردة في البرنامج السنوي لرئاسة الجمهورية لعام 2025، والذي أعدته وزارة الخزانة والمالية ورئاسة الاستراتيجية والميزانية، فإن مجموع الاحتياطيات المكتشفة في حقول الشهيدة أسماء شفيق، الشهيد الملازم أقدنيز، الشهيدة أيبوكي يالتشين، محمد عرفان غولر، بولند صادق أوغلو، وبولموشلار وصل إلى 867 مليون برميل.

غابار يتحول إلى “أكثر الحقول إنتاجية”
ساهمت هذه الاكتشافات في زيادة نسبة الإنتاج المحلي. وتحول حقل غابار بسرعة إلى أكثر الحقول إنتاجية في البلاد.

اقرأ أيضا

حدث غريب في أفجلار إسطنبول

الأحد 18 مايو 2025

ووفقًا لبيانات المديرية العامة للمعادن والنفط، ارتفع الإنتاج اليومي من النفط في تركيا من نحو 59 ألف برميل في عام 1999 إلى 64 ألفًا في عام 2020، ثم إلى 69 ألفًا في عام 2021، وصولًا إلى 80 ألفًا مع نهاية عام 2022. ومع دخول إنتاج غابار حيّز التنفيذ، تجاوز الإنتاج 81 ألف برميل يوميًا. ومع احتساب الإنتاج من باقي الحقول، فإن إجمالي الإنتاج التركي تجاوز 135 ألف برميل يوميًا.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف تركي يقلب موازين سوق الغاز الإقليمي
  • وزير الطاقة يبحث مع وفد من شركة أمريكية خاصة الفرص الاستثمارية في مجال الغاز
  • اكتشافات الغاز.. ورقة طاقة تعزز مكانة تركيا الإستراتيجية
  •  الطاقة .. ضوابط على تحويل المركبات من بنزين وديزل إلى غاز
  • أكبر اكتشاف نفطي في تاريخ الجمهورية التركية
  • وزير النفط:سنحقق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية نهاية العام الحالي
  • تصدرتها قطاعات الطاقة والبنوك والاتصالات.. 135.9 مليار ريال أرباح الشركات للربع الأول
  • اردوغان يعلن عن اكتشاف احتياطي كبير من الغاز الطبيعي
  • تركيا: أردوغان يعلن عن اكتشاف احتياطي ضخم من الغاز الطبيعي في البحر الأسود
  • تركيا تعلن اكتشاف احتياطيات جديدة من الغاز الطبيعي في البحر الأسود