سوء التغذية الناجم عن المجاعة يلاحق الأمهات وأطفالهن بشمال غزة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
غزة- عندما اندلعت حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانت ختام عابد حاملا في شهرها السادس، ومنذ ذلك الحين لم تتلقَ أي رعاية صحية ولم تحظَ بفرصة للاطمئنان على صحة جنينها، فشدة القصف والقذائف التي كانت تتناثر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة منعتها من الخروج من بيتها عدا عن تعطل معظم المستشفيات الذي أدى إلى تدهور وضعها النفسي والصحي.
كانت ختام متخوفة من لحظات المخاض، فهواجس الولادة كانت ترافقها في كل ليلة، كيف ستلد؟ ومن سيشرف على ولادتها؟ وهل ستجد طبيبا مختصا؟ أم أن كثافة القصف ستضطرها للولادة في البيت؟
في 14 يناير/كانون الثاني الماضي عند الساعة العاشرة والنصف ليلا اشتد عليها ألم المخاض، وفي تلك اللحظات كان من المستحيل أن تستطيع الخروج من البيت، فجيش الاحتلال يستهدف أي جسم متحرك في الشارع.
وبغصة يملؤها الألم قالت ختام "ولدت في البيت، وكنت بين الحياة والموت وبحالة صعبة جدا".
توقعت ختام أن تفقد حياتها أو حياة جنينها أثناء الولادة من شدة الألم، خاصة أنها لم تذهب إلى المستشفى، ولكن ساعدتها عمة زوجها مع خبرة محدودة في التوليد.
كانت تتوقع أن لحظات ميلاد طفلتها جوري -التي تبلغ من العمر حاليا 6 أشهر- الأكثر وجعا، لكنها عانت بعد ذلك بشدة من سوء التغذية الناجم عن حالة المجاعة في شمال غزة، والذي بدوره أثر على قدرتها على الرضاعة، فحليبها غير مشبع، وجسدها النحيل لا يحصل على الغذاء المناسب، إضافة إلى شح الحليب والسيريلاك الخاص بالأطفال.
وبالإضافة إلى المعاناة من سوء التغذية تواجه النساء الحوامل في قطاع غزة صعوبة في الوصول إلى أبسط الخدمات الطبية، وتتشابه معاناة بسمة دلول مع سابقتها، إذ أنجبت طفلتها ياسمين (10 أشهر) في أول أيام الحرب.
وعندما طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان شمال الوادي أن ينزحوا جنوبا كانت تفصلها عن موعد ولادتها أيام معدودة، لكن كثرة عدد الشهداء والجرحى والمصابين في مدينة غزة والخوف على حياة عائلتها دفعا دلول إلى النزوح لمدينة خان يونس.
كان الخوف يسيطر عليها من أن يأتي وقت المخاض قبل النزوح من مدينة غزة، ودون أن تجد مستشفى يستقبلها نتيجة الاكتظاظ وقلة الإمكانيات التي يعاني منها القطاع الصحي.
وتقول دلول "كنت خايفة يجي موعد ولادتي، والوضع خطير، فاضطررت أنا وزوجي وعائلتي أن ننزح إلى الجنوب، خاصة أن وضع مستشفى الشفاء لا يسمح للولادة حينها".
أنجبت دلول في مستشفى مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، وبعد مرور 7 أيام قررت العودة إلى بيتها رغم وضعها الصحي السيئ والقصف المستمر، لتضع طفلتها في سريرها وتربيها بمنزلها.
واجهت دلول تحديات كثيرة في توفير الغذاء لطفلتها وإعطائها التطعيمات المناسبة لعمرها، فمعظم المراكز الصحية مغلقة وخرجت من الخدمة.
وأضافت "المجاعة التي نعاني من ويلاتها هي حرب أخرى غير الحرب النفسية والعسكرية، أواجه معاناة كبيرة لأني لم أتلق الغذاء المناسب حتى يكون حليبي مغذيا لطفلتي وتستفيد منه".
ولا تتناول الرضيعة ياسمين أي طعام مناسب لعمرها ونموها، فحرب المجاعة أثرت عليها وعلى والدتها "حتى غذاء الأطفال من الحليب الصناعي والسيريلاك غير متوفر، وإذا توفر فهو باهظ الثمن" تقول الأم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
شهداء من ضحايا المساعدات في غزة وسوء التغذية يفتك بالأطفال
استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون صباح اليوم الأحد بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء متفرقة بقطاع غزة، في حين شددت منظمة اليونيسيف على أن سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الأطفال في القطاع.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية في أنحاء متفرقة بقطاع غزة.
وذكر مصدر في مستشفى ناصر بأن فلسطينيين اثنين استشهدا وأصيب أكثر من 50 آخرين من منتظري المساعدات برصاص جيش الاحتلال غربي مدينة رفح، كما استشهد 3 فلسطينيين من منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط القطاع.
كما أفاد مصدر بمستشفى الشفاء في غزة باستشهاد 7 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقتي التوام وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأصيب آخرون جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات في مدينة خان يونس جنوبا.
وقد بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العمل بآلية نقاط توزيع المساعدات الإسرائيلية منذ مايو/أيار الماضي أكثر من 100 شهيد، إضافة إلى عشرات المصابين.
جوع وسوء تغذية
من جهة أخرى، قال الناطق باسم اليونيسيف جيمس إلدر إن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني الأمرّين لتأمين وجبة يومية واحدة لأطفالها.
إعلانوأضاف إلدر أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد آخر في ظل الحصار والهجمات الإسرائيلية المستمرة، واصفا الحالة الإنسانية في القطاع بأنها "قاتمة ومروعة ومحطمة للآمال".
ولفت إلى أن تقدير أعداد الأطفال الذين يموتون جوعا يوميا أو أسبوعيا أمر بالغ الصعوبة في مثل هذه الظروف، وشدد على أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون "لأسباب بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة".
وأوضح إلدر أن "سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الطفل بسبب أمور بسيطة بمقدار 10 مرات".
وانتقد المتحدث النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه حاليا في جنوب غزة من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولم تسمح إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار الماضي إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 500 شاحنة يوميا بحد أدنى.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.