في تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر في مايو من عام ٢٠٢٤، أُعلن أن الانتانات الجنسية، لا زالت تشكِّل تحدّياً صحياً كبيراً على مستوى العالم. و قد أظهر التقرير، أن الحالات التى سُجلت في العالم للانتانات الجنسية، قد تجاوزت الأرقام التى حددتها منظمة الصحة العالمية كهدف أولى لتخفيض الانتانات الجنسية إلى العُشر بين عاميْ ٢٠٢٣ و ٢٠٣٠.
الهدف المحدد، أن ينزل عدد البالغين الذين يصابون بمرض السفلس (الزهري) سنويا في العالم من حوالى سبعة ملايين إلى سبعمائة الف فقط بحلول عام ٢٠٣٠ م. و رغم الجهود التى بُذلت لمضاعفة الخدمة الصحية المقدمة لتحقيق الهدف أعلاه، إلا أن عدد الاصابات قد زاد من سبعة ملايين حالة زهري إلى ثمانية ملايين في سنة ٢٠٢٢م. معظم هذه الزيادة كانت في القارات الأمريكية وفي أفريقيا .
تحاول منظمة الصحة العالمية التأكد من التزام دول العالم باتخاذ الإجراءات المطلوبة لتحقيق الأهداف السابقة، ومن المعلوم أن المنظمة تقدم مساعدات للدول التى لا تستطيع تحقيق هذه الأهداف بمفردها.
أربعة انتانات جنسية قابلة للشفاء إن عولجت هى ، السفلس (الزهري) ، التعقيبة (السيلان) , داء المتدثرة (كلاميديا), داء المُشعرات ( ترايكوموناس) ، سبّبت هذه الأمراض ما مجموعه مليون حالة من الانتانات الجنسية يومياً عام ٢٠٢٢ ، مرض الزهري سبب مائتين وثلاثين ألف حالة وفاة سنة ٢٠٢٢.
أظهرت المعلومات المحدثة عام ٢٠٢٢، أن هناك ارتفاعاً في نسبة البكتيريا المسبِّبة لمرض السيلان، القادرة على مقاومة العديد من مضادات الحيوية. و في استقصاء بحثى شمل ٨٧ قطراً ، ظهر أن نسبة بكتيريا مرض السيلان المقاومة لعقار ال كفترياكسون في تسعة من هذه الأقطار، قد زادت من خمسة الى أربعين في المائة. علما بأن العقار المشار إليه، هو الجبهة الدوائية الأخيرة في مواجهة المرض.
الأمراض المشار إليها، تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وخاصة عند الاتصال بأكثر من شريك واحد ، ممّا يعنى أن الزيادة في الإصابات المعلن عنها، ناشئ عن الممارسات الجنسية المنفلتة. و للأسف لا تحاول المنظمات العالمية ضبط الموضوع بتحفيز الانضباط الجنسي ضمن الروابط المشروعة، و لكنها تبذل مجهوداً عظيماً في اتخاذ إجراءات وقائية عند ممارسة الجنس، و نظرا لأن ممارسة الجنس أحيانا تنفلت الى خارج الممارسات الرشيدة، فإن كثيراً من هذه النصائح، لا تطبق في كل مرة، وخاصة عند المراهقين .
إحدى مشاكل مرض الزهري الكبرى، هي إمكانية انتقاله من الحامل إلى جنينها في أي مرحلة من مراحل الحمل، كما وينتقل مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بهذه الطريق أيضا، و لكن المعتاد أن يتم تصّنيفه كمرض مناعى، رغم أن العدوى به تحدث من خلال ممارسة الجنس. ( يتبع)
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
انطلاق النفرة الكبرى لإصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض بولاية الخرطوم تحت شعار “الصحة للجميع وبالجميع
شهدت محلية أمبدة صباح اليوم انطلاق فعاليات الحملة الكبرى لإصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض، تحت إشراف حكومة ولاية الخرطوم، وبمشاركة فاعلة من منظمات المجتمع المدني والمواطنين، وذلك في إطار تعزيز جهود التعافي وإعادة الخدمات الأساسية للسكان.
حضر مراسم التدشين كلٌ من وكيل وزارة الصحة الاتحادية د. هيثم محمد إبراهيم، ووالي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، ووزير الصحة المكلف بالولاية د. فتح الرحمن محمد الأمين، حيث أشار المتحدثون إلى أهمية العمل الجماعي والمجتمعي من أجل بيئة صحية وآمنة.
وأكد وكيل الوزارة الاتحادية أن هذه الحملة تمثل مرحلة جديدة نحو عودة الحياة إلى طبيعتها في الخرطوم، مثمنًا صمود الكوادر الطبية، ومعلناً دعمًا مالياً قدره 50 مليون جنيه لدعم الحملة، مع التشديد على ضرورة استمرارية حملات مكافحة النواقل والخدمات البيئية.
من جهته، شدد والي الولاية على أن النظافة وصحة البيئة مسؤولية جماعية، موضحًا أن الحرب قد أثّرت على سير العمل الروتيني، لكن بفضل جهود وزارتي الصحة الإتحادية والولائية والشركاء، تم كبح انتشار الكوليرا. وأعرب عن أمله في أن يكون هذا العام نهايةً لمعاناة المواطنين مع آثار الخريف، مشيدًا بكل الجهات التي ساهمت في الحملة.
بدوره، نوه وزير الصحة المكلف بأهمية الإعداد المبكر لفصل الخريف، وتحسين سلامة المياه والأغذية، مشيرًا إلى انخفاض ملحوظ في حالات الكوليرا بفضل الجهود التشاركية بين الحكومة والمجتمع والمنظمات.
وأكد المدير التنفيذي لمحلية أمبدة أن ما يواجهونه من تحديات يتطلب تضافر الجهود، مشيدًا بالتضحيات التي تقدمها كوادر الصحة في ظل الظروف الصعبة.