وقفات تربوية مع بداية عام دراسي جديد
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
سعيد بن محمد المحرزي
يقترب العام الدراسي من بدايته، لذا يُسارع الجميع للاستعداد له، بدءًا من وزارة التربية والتعليم بكافة مؤسساتها المركزية واللامركزية، وكذلك المؤسسات التجارية والجمعيات الخيرية والأهلية، الكل يستعد وفق مجاله وتخصصه، ناهيك عن استعداد الآباء والأمهات مع أبنائهم في توفير المُستلزمات الدراسية المختلفة، غير أنَّ هناك استعدادًا آخر ينبغي أن ينتبه له الجميع، خاصةً الآباء والأمهات، ألا وهو الاستعداد النفسي والمعرفي والمهاري.
في الأسطر التالية، أطرح بعض الأفكار من خلال وقفات تربوية مُختصرة:
الوقفة الأولى (المؤسسات التربوية والمجتمعية): ينبغي خلال هذه الفترة أن تنشط الحوارات التربوية مع مختلف شرائح المجتمع من أولياء أمور وطلاب حول بداية العام الدراسي، بحيث تقدم هذه الحوارات من المؤسسات التربوية والإعلامية المختصة، حتى توفر دعمًا معرفياً وتربوياً لأولياء الأمور والطلاب على حد سواء، وهنا ينبغي أن تقدم هذه الحوارات بمختلف الطرق والوسائل الإعلامية من لقاءات مباشرة، أو فيديوهات قصيرة، أو منشورات كتابية، أو دورات مهارية مصغرة وخاصة في كيفية التواصل بين مختلف أطراف العملية التعليمية من مُعلمين وطلاب وأولياء أمور حتى تتمكن تلك الرسائل التربوية من أن تصل للجميع وبالطريقة المناسبة.
الوقفة الثانية (أولياء الأمور): يقع الدور الكبير للأسرة في تهيئة أبنائها للدراسة، وذلك من خلال الحوارات الهادفة حول الاستعداد النفسي والمهاري والمادي للدراسة، لذا نقول للمربي هنا تحدث مع أبنائك حول الأهداف المرجوة من الدراسة، حيث إن رضا الله تعالى هو الغاية الأولى من الدراسة، ثم يأتي بعد ذلك تنمية العقل واكتساب وتطوير المهارات بحيث ينفع الأبناء أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ودولتنا الحبيبة عُمان، بل يمتد نفعهم للعالم أجمع.
أيها المربي العزيز.. ناقش مع أبنائك كيف ينبغي أن تكون علاقته بمعلميه وزملائه الطلاب، وتحدث معه حول المهارات التي يمتلكها وكيف يمكن أن يستفيد منها، وحول المهارات التي يحتاجها وكيف سيتدرب عليها، وأخبره بأنَّ طريق التفوق له أساسيات لا بُد من الأخذ بها مثل: التركيز في الحصة ثم المذاكرة أولًا بأول، وأخبره بأنَّ المعلومة التي يشرحها لزملائه ستبقى في ذاكرته طويلًا. اطلب من أبنائك الآن الاطلاع على المناهج من خلال موقع البوابة التعليمية ليتعرفوا على العناوين الرئيسية في كل كتاب، وتحدث معهم حول طرق المذاكرة وكيفية تلخيص الدروس، وحاورهم حول فكرة أن الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي من أكبر المُشتِّتات للطلاب في هذه المرحلة، وتأكد من امتلاك أبنائك لمهارة إدارة الوقت لأنها من المهارات المُهمة للنجاح في الحياة، ودرب أبنائك على مهارة إدارة التعلم والتعلم الذاتي بحيث يستطيعون الاستفادة من قدراتهم وميولهم والموارد التعليمية المتنوعة في صناعة النجاح والتفوق التعليمي.
أيُّها المربي الفاضل.. حاول الاستفادة من الخبرات التعليمية المتنوعة في عائلتك الكبيرة وفي المجتمع من حولك في تنمية مهارات أبنائك، بادر للاستفادة من هذه الخبرات وشجع أبنائك على ذلك.
الوقفة الثالثة (المؤسسات التجارية ): ينبغي على المؤسسات التجارية أن تنتبه لأسعار المستلزمات الدراسية؛ فالمغالاة في الأسعار ضارة بالتاجر والمشتري على حد سواء، ولتعلم هذه المؤسسات أن لها دور فاعل في دعم العملية التعليمية من خلال تيسير حصول أبنائنا على مستلزماتهم الدراسية ذات الجودة وبسعر مناسب ومعقول.
الوقفة الرابعة (المؤسسات الخيرية): تنشط الكثير من المؤسسات الخيرية في مختلف ولايات السلطنة في تقديم الدعم والعون لأبنائنا الطلبة في توفير مستلزماتهم الدراسية، وهنا نوجه الدعوة للجميع لدعم هذه المؤسسات من خلال توفير الدعم المالي والمعنوي لها حتى تتمكن من إيصال رسالتها بشكل هادف وفعال، ونقول أيضًا لهذه المؤسسات: بارك الله جهدكم وتقبل منكم، ثم احرصوا على الاجتهاد قدر الاستطاعة في تجويد العمل الخيري بما يضمن تفاعل النَّاس معه بشكل جاد وفعّال.
** باحث في مجال التربية والأسرة
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
246 مليون ريال قيمة المشروعات التنموية المسندة خلال النصف الأول من العام الجاري
أسند مجلس المناقصات خلال النصف الأول من عام 2025 عددا من المشاريع الجديدة والأعمال الإضافية والتكميلية في مختلف القطاعات، بقيمة إجمالية تجاوزت 246 مليون ريال عماني، وذلك ضمن الجهود لتعزيز التنمية الشاملة وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
المشاريع الأعلى قيمة
وقد شملت قائمة المشاريع الأعلى قيمة، تصميم وإنشاء 20 مبنى مدرسيًّا متكاملًا في عدد من المحافظات ضمن المرحلتين الأولى والثانية، بما يسهم في دعم القطاع التعليمي وتوفير بيئة مدرسية متكاملة تلبي احتياجات الطلاب والهيئة التدريسية وتوفير بيئة خصبة وجاذبة للتعليم، كما تم إسناد مشروع إنشاء ميناء متعدد الأغراض بولاية مصيرة في محافظة جنوب الشرقية، والذي يُعد من المشاريع الحيوية لدعم الأنشطة الاقتصادية والخدمية في الولاية وتعزيز دورها البحري واللوجستي.
وفي القطاع التقني، وافق المجلس على إسناد الاتفاقية المركزية لرخص برمجيات "مايكروسوفت" للمؤسسات الحكومية لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى اتفاقية رخص برمجيات "أوراكل" لمدة أربع سنوات، بما يهدف إلى رفع كفاءة المنظومة الرقمية الحكومية وتحقيق التحول الإلكتروني في الخدمات.
البنية الأساسية
وفي قطاع البنية الأساسية، شملت الأعمال المسندة مشروع رصف شبكة من الطرق بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية، وإنشاء طريق أسفلتي بولاية ضنك، ومشروع ازدواجية طريق دبا بمحافظة مسندم، إلى جانب تأهيل طريق دوار الحزم - دوار الوشيل بولاية الرستاق.
كما تضمنت الأعمال المعتمدة مشروعات سدود التغذية الجوفية في عدد من الولايات، منها سد وادي كيد بولاية بهلا، وسدود في ولايتي دماء والطائيين، في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الأمن المائي وتنظيم الاستفادة من الموارد المائية.
وشملت المشاريع الصحية توفير أدوية ومواد طبية لوزارة الصحة، منها مستلزمات الغسيل الكلوي، وأجهزة مختبرية لمختبر الصحة العامة المركزي، بالإضافة إلى أعمال صيانة دورية لأجهزة الأشعة والتنفس الصناعي والمناظير في عدد من المستشفيات الحكومية، وتوفير كوادر فنية لتشغيل وصيانة المعدات في مستشفيي نزوى والرستاق.
كما أقر المجلس أعمالًا إضافية لمشاريع قائمة، من أبرزها مشروع تأهيل المدرج الجنوبي والممرات الجوية بمطار مسقط الدولي، ومشروع حديقة النباتات العمانية، إضافة إلى عقود صيانة سنوية لطرق أسفلتية في محافظتي الداخلية وظفار، وتطوير منطقة الحصن بولاية الخابورة.
وفي المجال السياحي والإعلامي، تمت الموافقة على تعيين شركة للتمثيل السياحي في المملكة المتحدة وإيرلندا، والتعاقد مع شبكة إعلامية دولية كشريك إعلامي للمنتديات وأهمية المشاركة في معرض سوق السفر العربي.
تحقيق التنمية المتوازنة
وأكدت هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي لـ"عمان": إن المشاريع التنموية تعكس حجم الاهتمام الذي توليه الحكومة لتعزيز البنية التحتية وتحقيق التنمية المتوازنة في مختلف ربوع سلطنة عُمان. كما تجسّد قرارات الإسناد توجه مجلس المناقصات نحو تكامل الجهود الوطنية في مختلف القطاعات، بما يعزز جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ويواكب مستهدفات رؤية عُمان 2040.
كما يعكس تنوع المشاريع الالتزام بتوسيع فرص الإسناد وتعظيم القيمة المحلية المضافة، من خلال دعم الشركات الوطنية ومراعاة مبادئ الشفافية والكفاءة في الترسية، مع التأكيد على استمرار الهيئة في دورها المحوري كمحفّز استراتيجي لتنفيذ الخطط والمبادرات الحكومية.
وأضافت: في إطار التزام الحكومة بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني، تولي هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي اهتمامًا كبيرًا بتمكين هذه المؤسسات من الدخول في المناقصات والعقود الحكومية، بما يعزز من القيمة المحلية المضافة ويساهم في خلق بيئة أعمال تنافسية ومستدامة، حيث تُولي الهيئة أهمية خاصة لتفعيل دور هذه المؤسسات من خلال تخصيص ما لا يقل عن 10% من إجمالي قيمة المشتريات والمناقصات الحكومية لصالحها، من أجل تعزيز التنويع الاقتصادي وتحفيز ريادة الأعمال.
دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
وقد شهدت السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا في أعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المسجلة لدى هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي في منصة "إسناد"، حيث بلغ إجمالي عددها نحو 2400 مؤسسة صغيرة ومتوسطة استفادت منها ما لا يقل عن 15%.
ويُعد هذا النمو مؤشرا واضحا على التفاعل المتزايد من قبل رواد الأعمال مع منصة "إسناد"، في ظل الإجراءات التسهيلية والتحفيزية التي اعتمدتها الهيئة، مثل الإعفاء من رسوم التسجيل، وتخفيض رسوم شراء مستندات المناقصات، بالإضافة إلى إعفاء المؤسسات من التأمين المؤقت، مما ساهم في تخفيف الأعباء المالية والإدارية، وفتح المجال أمامها للمنافسة العادلة على العقود الحكومية.
وأكدت الهيئة أن تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يُعد ركيزة أساسية في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، مشيرة إلى أن مواصلة تطوير السياسات الداعمة وتبسيط الإجراءات يُسهمان في بناء قطاع خاص مرن وقادر على المنافسة، وتحقيق التوازن في منظومة التعاقدات الحكومية.
وأشارت إلى أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من المبادرات التي تستهدف رفع كفاءة مشاركة هذه المؤسسات، وزيادة نسب إسناد المشاريع لها، بما يواكب التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز المحتوى المحلي، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.