هآرتس: حماس تستشعر فخا أميركيا والعمليات داخل إسرائيل خيارها القادم
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
قال محرر الشؤون العربية في صحيفة هآرتس إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترى فخا في أحدث مقترح لوقف إطلاق النار بعدما تبنت الولايات المتحدة موقف إسرائيل، وإن ردها على ما يجري في غزة قد يكون استئناف العمليات "الانتحارية".
فيما شككت افتتاحية الصحيفة في أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو قد قبل فعلا الخطة الأميركية الجديدة.
وفي تقرير بعنوان "وَحدة الجبهات: العمليات الانتحارية رد حماس على ما يجري في غزة"، كتب جاكي خوري محرر الشؤون العربية في هآرتس أن حماس ترى بالأساس في أحدث نسخة من مقترحات وقف إطلاق النار الأميركية المتقلبة تبنيا لموقف إسرائيل في رفض نهاية الحرب والانسحاب الشامل من قطاع غزة.
وكتب أن عملية التفجير في تل أبيب قبل يومين، والأهم منها تبني حماس وحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عنها، أحيتا خوفا قديما وهو عودة العمليات "الانتحارية" إلى قلب إسرائيل كما في تسعينيات القرن الماضي، حتى إن لم يُعرف ما إذا كانت الحركتان قادرتين عملياتيا على شنها.
وقال الكاتب إن منسوب الخوف زاد بسبب ما يحدث في الضفة الغربية حيث تعمق الغضب والإحباط مع اقتحام الجيش الإسرائيلي المتكرر للبلدات والقرى الفلسطينية، وتواصل اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين، بما يوفر تربة خصبة لتجنيد "الانتحاريين"، وفق تعبيره.
الهجمات "الانتحارية"
ولاحظ الكتاب أن توقيت التفجير الذي أدى لمقتل شخص وإصابة آخر يكتسي أهمية هو الآخر، إذ جاء في خضم حراك دبلوماسي وسياسي لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وقبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
ورغم أن الهجوم محدود، فإن القلق لن يختفي حسب كاتب التقرير الذي ذكّر بأن رسالة الفلسطينيين، خاصة حماس والجهاد، واضحة: مواصلة تعطيل الصفقة، خاصة على يد نتنياهو، سيعني أن الصراع سيتغير، إن لم يكن في القطاع فداخل إسرائيل، وستُطرح العمليات الاستشهادية خيارا مرة أخرى.
ووصف ذلك بنوع آخر من وَحدة الجبهات، فأحداث غزة تؤثر على الضفة الغربية وما يستشعره سكان الضفة سيؤثر على كبريات مدن إسرائيل.
التوقيت مهم أيضا بالنسبة لحماس من حيث أنها تنظر لا فقط إلى ما حدث في الأيام القليلة الماضية بل أيضا إلى ما لم يحدث، فالضغط الدولي (بما فيه العربي) ضعيف، والأمم المتحدة نفضت يديها مما يجري، ولم يعد يُعوَّل كثيرا على محكمة العدل الدولية، أما غزة فعمها الخراب، وفق تعبيره.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن رئيس حركة حماس يحيي السنوار ما يزال يحتفظ بورقتين أشبه بالجزرة والعصا: فمن جهة يمسك بالأسرى الإسرائيليين الذين يتطلب الإفراج عنهم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحرب والانسحاب من غزة، ومن جهة أخرى يشن حرب عصابات في القطاع ويحاول إضرام النار في الضفة وإطلاق عمليات انتقامية داخل إسرائيل.
فخ أميركيوقال الكاتب خوري إن حماس ترى فخا في المقترح الأميركي الأحدث الذي قضى أساسا بوقف متدرج لإطلاق النار مع احتفاظ إسرائيل بخيار استئناف القتال في نهاية المرحلة الأولى.
وأضاف أن المقترح يعني بالنسبة لها أن واشنطن تتبنى موقف إسرائيل التي ترفض أساسا الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والانسحاب التام من غزة، لذا تعمدت حماس -حسبه- تسريب تفاصيل الخطة وأبرزها تأجيل بحث نهاية الحرب حتى نهاية المرحلة الأولى، مع غياب التزام واضح بالانسحاب من محور فيلادلفيا وبتجسيد آلية مراقبة في محور نتساريم، ناهيك عن مطالب إسرائيل بترحيل عشرات الأسرى الفلسطينيين ورفضها إدراج أسماء عشرات آخرين.
واختتم خوري كاتبا أن حماس ليس لديها ما تخسره فقد فهمت أن هدف واشنطن الحصول على سلام حتى انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الأول القادم وتقديم صورة نصر في عودة المحتجزين المدنيين (وربما بعض المجندات) مقابل الإفراج عن عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين، وهي تعتقد أن المرحلة الثانية تكتسي أهمية أقل بالنسبة لواشنطن وحتى بالنسبة لإسرائيل التي ترى في كل ذلك ثمنا من أثمان الحرب، لذا تركز الحركة معركتها الحقيقية على المرحلة الأولى على أمل أن تكون الأخيرة.
فرصة أخيرةوفي مقال افتتاحي ثان، دعت هآرتس نتنياهو إلى قبول المقترح الأميركي الأحدث الذي وصفه وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأنه ربما فرصة إسرائيل الأخيرة لإعادة أسراها، وحرص على نقل شعوره هذا مباشرة إلى نتنياهو والرئيس إسحاق هرتزوغ.
وكتبت هآرتس أن كل إسرائيلي صادق مع ذاته يعرف أن ما قاله بلينكن ليس مجرد كلمات، فقد تكون فعلا الفرصة الأخيرة، وذكّرت بتقديرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية بأن نحو نصف الأسرى الـ 115 ربما قتلوا.
وقالت هآراتس إن بلينكن، وإن كرر الالتزام بأمن إسرائيل، فإنه أكد أيضا التزامها بخفض التوتر في المنطقة، وأضافت أن الأميركيين فهموا أن اعتبارات نتنياهو السياسية تضر بعملية صنع القرار حتى عندما يتعلق الأمر بحياة الإسرائيليين ومستقبل دولتهم، ونقلت عن بلينكن دعوته إلى عدم البحث عن الأعذار لتعطيل الصفقة.
سياسة المراوغةواتهمت الصحيفة نتنياهو بمواصلة سياسة التلاعب بالكلمات وقالت إن ادعاءه بأن إسرائيل وحدَها من يقدم التنازلات ذر للرماد في العيون.
وحسب الصحيفة، تربط واشنطن بين الصفقة واستقرار كل الشرق الأوسط، لكن نتنياهو يراوغ والخطاب العام في إسرائيل لا يشدد كفاية على الخطر الذي يتهدد "الدولة" إن أُهدرت فرصة إبرام صفقة، فالأمر لن يعني حينها فقط أن الأسرى قد تركوا لمصيرهم، بل أيضا احتمال إشعال حرب إقليمية.
واختتمت كاتبة أن نتنياهو ادعى في نهاية لقائه ببلينكن أنه يؤيد مقترح واشنطن قائلا إن الكرة في ملعب حماس الآن، لكن من الصعب تصديق زعمه هذا بسبب تاريخه الحافل بالأكاذيب، وقالت إن الوقت قد حان ليقبل الصفقة قولا وفعلا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
مكتب نتنياهو: إسرائيل وافقت على مقترح ويتكوف.. وحماس تواصل الرفض
زعم مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، أن إسرائيل وافقت على المقترح المحدث الذي قدمه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، بشأن صفقة التهدئة وتبادل الأسرى، في وقتٍ تواصل فيه حركة حماس رفضها للمبادرة.
وقال مكتب نتنياهو: "رد حماس غير مقبول على الإطلاق"، مؤكداً أن "إسرائيل ستواصل عملها من أجل استعادة جميع أسراها وهزيمة حركة حماس، سواء عبر المسار السياسي أو العسكري".
وقالت حركة "حماس" إنها سلمت ردها الرسمي على مقترح المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى الوسطاء، وذلك في أعقاب جولة مشاورات أجرتها الحركة، مؤكدة أن موقفها يأتي انطلاقًا من "مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته المستمرة في قطاع غزة".
بيان حماس
ذكرت حركة حماس في بيان صادر عنها اليوم، أنها قدمت ردا "يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا شاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع".
وأشار البيان إلى أن الاتفاق المقترح يتضمن "إطلاق سراح 10 من أسرى الاحتلال الأحياء لدى المقاومة، وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال".
وقال مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إنه تلقى الرد الرسمي من حركة حماس على المقترح الذي قدمته الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة، واصفاً الرد بأنه "غير مقبول بتاتاً" و"لن يؤدي إلا إلى تراجع فرص التوصل إلى اتفاق".
وأكد ويتكوف في تصريحاته أنه على حماس القبول بمقترح الإطار الأمريكي كأساس لانطلاق محادثات التقارب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لبدء هذه المحادثات الأسبوع المقبل.
وأضاف ويتكوف: "هذه الطريقة الوحيدة لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، يتم بموجبه الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء وتسليم جثامين نصف الأسرى المتوفين"، مشدداً على أن الاتفاق يفتح الباب لمفاوضات جوهرية "بحسن نية" سعياً لوقف دائم لإطلاق النار.
واختتم المبعوث الأمريكي تصريحاته بالتأكيد على أن "الفرصة لا تزال قائمة، ولكنها تتطلب من الأطراف التحلي بالمسؤولية واتخاذ قرارات صعبة من أجل تحقيق تقدم حقيقي".