مهندسة تستخدم أدوات بسيطة لتحلية المياه في غزة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
كل قطرة من الماء ثمينة في قطاع غزة الذي مزقته الحرب ودمرت بنيته التحتية، وهو ما يجعل مرشح تحلية المياه الذي يعمل بالطاقة الشمسية وابتكرته المهندسة إيناس الغول كنزا في ظل شح المياه والشمس الحارقة.
وتستخدم إيناس الغول في مشروعها الصغير ألواحا خشبية من صناديق المساعدات القليلة التي تدخل غزة ومن ألواح زجاجية حصلت عليها من شبابيك المنازل المهجرة بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب، وحولتها إلى حوض مائي.
وتسمح هذه التقنية للمياه المالحة بالتبخر من الحوض عبر تسخينها مثلما يحدث داخل الصوبة الزراعية (البيوت الدفيئة) بفضل الألواح الزجاجية مما يسمح بتقطير الماء وركود الملح في قاع الحوض.
وينقل الماء المتبخر عبر خرطوم أسود إلى حاويات أخرى مملوءة بالفحم المنشط لإزالة الشوائب.
تقول المهندسة البالغة من العمر 50 عاما لوكالة فرانس برس بعد أن شربت كوبا من المياه ’المفلترة’ في منزلها في خان يونس في جنوب قطاع غزة “هو جهاز بسيط جدا، طريقة عمله بسيطة وتصنيعه بسيط”.
وتضيف أن الجهاز “لا يحتاج إلى كهرباء أو فلاتر أو خلايا شمسية، يعمل على الطاقة الشمسية فقط” وهي وفيرة في قطاع غزة حيث تسطع الشمس 14 ساعة يوميا خلال الصيف وثماني ساعات في الشتاء.
ويأتي المشروع في وقت يُحرم الغزيون من الحصول على احتياجاتهم حتى البسيطة من الكهرباء بعد أن توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وانقطعت امدادات الكهرباء التي كانت إسرائيل تزود القطاع بها.
وتفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب نقص إمدادات الوقود لأن محطة تحلية المياه في غزة لا تعمل إلا بجزء صغير من طاقتها. وهذا يحرم السكان من المياه.
يقول محمد أبو داود وهو نازح من غزة كان يجلس تحت ظل شجرة ويتصبب عرقا، إن اختراع الغول “جاء في الوقت المناسب”.
ويضيف “استطعنا الاعتماد عليه لنحصل على مياه صالحة للشرب مدة شهرين تقريبا”.
ويوفر المشروع مساعدة عاجلة للمستفيدين منه إذا ما علمنا أن متوسط المياه المتوفرة لسكان غزة حاليا يبلغ في المتوسط 4,74 لتر يوميا للفرد.
وهذه النسبة وفق ما أعلنت منظمة “أوكسفام” في تموز/يوليو المنصرم “أقل من ثلث الحد الأدنى الموصى به في حالات الطوارئ”.
وبحسب المنظمة فإن هذه النسبة تمثل انخفاضا بنسبة 94 في المئة منذ اندلاع الحرب.
ولطالما عانى السكان في قطاع غزة من شح المياه قبل الحرب وكانت معظمها غير صالحة للشرب.
وتقول المنظمات الإنسانية إن سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة يعتمدون بشكل أساسي على المياه الجوفية الملوثة والمستنزفة إلى حد كبير.
“المياه سلاح حرب”
اندلعت الحرب إثر هجوم شنته حركة حماس وأسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، ما زال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
اقرأ أيضاًتقاريركيف ينتشر جدري القردة وما هي أعراضه؟
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40173 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين. وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
في المدرسة الواقعة قرب منزل الغول إلى حيث نزح داوود، أصبحت العائلات النازحة تعتمد على نظام تحلية المياه وتأتي لتعبئة العبوات البلاستيكية.
ولكن الحوض الذي تبلغ سعته 250 لترا، سرعان ما يفرغ ويتعين عليهم الانتظار حتى يمتلئ.
وتتهم منظمة أوكسفام الدولة العبرية باستخدام “المياه كسلاح حرب”، وحذرت من “كارثة صحية مميتة” لسكان غزة الذين نزحوا جميعهم تقريبا وبعضهم عدة مرات.
وبحسب تقديرات المنظمة فإن “الهجمات العسكرية الإسرائيلية تسببت في إتلاف أو تدمير خمسة مواقع للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي كل ثلاثة أيام منذ بداية الحرب”.
وتشير المنظمة إلى أن نقص المياه النظيفة كان له آثار خطيرة على السكان، حيث “أصيب 26 في المئة من سكان غزة بأمراض خطيرة يمكن الوقاية منها بسهولة”.
وإدراكا منها للحاجة الملحة لجهازها والخطر الدائم الذي يهدده جراء الغارات الجوية، تخرج الغول بانتظام للتحقق من أنه يعمل ولفتح الصنابير أو إغلاقها.
وتقول إن الجهاز “يعالج مشكلة تملح المياه في قطاع غزة، هو ليس فقط للحرب”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
المهرة.. إفشال تهريب مكونات تستخدم في صناعة الطائرات المسيّرة والمتفجرات
أعلنت مصلحة الجمارك، الجمعة، إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من القطع الإلكترونية ثنائية الاستخدام العسكري، في منفذ صرفيت الحدودي بمحافظة المهرة شرقي البلاد، في واحدة من أبرز عمليات الضبط خلال العام الجاري.
وقالت المصلحة، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، إن موظفي الجمارك في المنفذ، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، تمكنوا من ضبط أكثر من 3 آلاف قطعة إلكترونية مزدوجة الاستخدام يمكن توظيفها في تصنيع الطائرات المسيّرة والمتفجرات.
وأضاف البيان أن المضبوطات تضمنت أكثر من 90 نوعًا مختلفًا من المكونات الإلكترونية الحساسة، شملت أجهزة لحام الألياف الضوئية ولوحات برمجية (Boards) وحساسات متعددة وكايبلات توصيل، جرى ضبطها أثناء محاولة تهريبها إلى داخل البلاد بطرق غير مشروعة.
وأوضح مدير جمرك صرفيت، أحمد باكريت، أن عملية الضبط تمت وفقًا لقانون الجمارك والقوانين النافذة، وبناءً على التوجيهات الحكومية المشددة لمكافحة تهريب المواد التي قد تشكل تهديدًا للأمن الوطني، مؤكدًا أن فرق الجمارك لن تتهاون في التصدي لأي عمليات تهريب، خصوصًا تلك المرتبطة بتقنيات الاستخدام العسكري أو الثنائي.
وأشار باكريت إلى أن المضبوطات أُحيلت إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية اللازمة، مشيدًا بالتعاون بين إدارة الجمارك والأجهزة الأمنية في إحباط هذه العملية.
وتأتي هذه العملية في وقت تتزايد فيه محاولات تهريب المواد ذات الاستخدام العسكري المزدوج عبر المنافذ البرية والبحرية، وسط اتهامات لميليشيا الحوثي باستخدام هذه المواد في تطوير قدراتها العسكرية والطائرات المسيّرة التي تستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية.