لبنان ٢٤:
2025-06-21@21:50:11 GMT
اسرائيل تستدرج حزب الله بقاعا بحثاً عن ذرائع لتوسعة الحرب
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
تكشف مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط أن الوضع في جنوب لبنان يمكن أن يتدحرج بسرعة يصعب السيطرة عليه ومنعه من التفلُّت، إلا في حال أن المباحثات التي تستضيفها القاهرة في الساعات المقبلة أدت لإحداث خرق لإخراج وقف النار من التأزم، وهذا يتوقف على معاودة بلينكن تواصله مع نتنياهو لتليين موقفه بخفض شروطه، في مقابل تولي مصر وقطر الضغط على «حماس» للغرض نفسه.
وتلفت الأوساط السياسية إلى أن شروط نتنياهو لا تعبّد الطريق أمام التوصل لوقف النار في غزة، وتقول إن بلينكن لم يضغط عليه كما يجب بما يسمح بترجيح كفة الحل الدبلوماسي على اشتعال الحرب التي أخذت تشق طريقها على الجبهة الجنوبية والتي لن يوقفها إلا التوصل، في اللحظة الأخيرة، إلى صيغة لوقف النار في غزة، ومن شروطها استعداد «حماس» وإسرائيل، التي تقع عليها المسؤولية الكبرى، لتقديم التنازلات المطلوبة لإيصال المباحثات التي تستضيفها القاهرة إلى النتائج المرجوة منها.
وتؤكد أن «حزب الله» لا يزال يمارس سياسة ضبط النفس، ويضطر للرد على إسرائيل في توسعتها لدائرة المواجهة العسكرية، وتنقل عن مصدر قيادي في الثنائي الشيعي قوله إن إسرائيل تهدف، من خلال شنها سلسلة غارات على بلدات بقاعية، ليل الاثنين، إلى استدراج الحزب لعله يوفر لها الذرائع لتوسعة الحرب التي تسمح له بالالتفاف مسبقاً على مباحثات القاهرة لوقف النار في القطاع.
وترى الأوساط نفسها أن الحزب اضطر للرد باستهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سقف التزامه بعدم السماح لتل أبيب باستدراجه للخروج عن مساندته لغزة، وتقول إن الحزب يريدها، لكنه استجاب لرغبات دولية وإقليمية بضرورة التمهُّل في رده على إسرائيل لاغتيالها أحد أبرز قادته العسكريين فؤاد شكر، رغبة منه بإعطاء فرصة لاستئناف مباحثات وقف النار لئلا يُتهم بأنه أطاح بالجهود الرامية لإنهاء الحرب في القطاع.
وتنقل عن المصدر في الثنائي الشيعي قوله إن تريث الحزب في الرد على إسرائيل سرعان ما انسحب على إيران التي قررت التمهُّل في ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، وهذا ما حصل، لأن القيادة الإيرانية الجديدة تحرص على ضبط إيقاع المواجهة لئلا تمتد إلى الإقليم.
وتكشف أن الحزب لم يسجل اعتراضه على زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكستين لبيروت، بتكليف من الرئيس جو بايدن، وتؤكد أنه كان طرفاً، وإنما بالواسطة، في المباحثات التي أجراها، ولم يتردد في إعلام الجانب اللبناني الرسمي بأنه لا يعترض على إعطاء مهلة للمباحثات التي بدأت في الدوحة، وتُستأنف في القاهرة للتوصل لوقف النار في القطاع.
ويضيف المصدر في الثنائي الشيعي أن الحزب توقف أمام التوقيت الذي اختارته إسرائيل باستهدافها لعدد من البلدات البقاعية، قبيل ساعات من وصول بلينكن إلى القاهرة قادماً من تل أبيب، ورأت أن هدفها من إدراج هذه البلدات في بنك أهدافها يكمن في استدراج الحزب للرد على نطاق أوسع بانتقاله من مساندته لـ«حماس» إلى شن حرب يسعى لها نتنياهو للتفلُّت من الضغوط التي تمارس عليه لوقف النار في غزة.
وتؤكد أن الحزب لم يُستدرج إلى الفخ الذي نصبه نتنياهو، ولن يكون البادئ بتوسعة الحرب التي يخطط لها نتنياهو لتحميله مسؤولية إفشال مباحثات وقف النار، رغم أن الحزب يحمّل بلينكن مسؤولية عدم ممارسته الضغط المطلوب على فريق الحرب في إسرائيل لإجباره على الانخراط في الجهود المدعومة من أكبر حشد أوروبي وعربي وإسلامي لإنهاء الحرب في القطاع، ويسأله ما الغرض من الضغط بخجل عليه والتسليم بمعظم شروطه، وهو يعلم جيداً «أننا لن نكون مبادرين للانجرار للحرب».
وتلفت الأوساط نفسها إلى أن الحزب لم يتردد ولو للحظة، منذ اغتيال إسرائيل لشكر، برفع جهوزيته العسكرية واللوجيستية إلى أعلى درجات الاستعداد، بالتلازم مع إعلانه حالة الاستنفار العام في صفوف مقاتليه، ويتصرف كأن الحرب حاصلة لا محالة، وأن تل أبيب تستعد لها لما لديه من معلومات استقاها من استطلاعات ميدانية واستخباراتية يقوم بها ساعة بساعة، وإن كانت تراهن على توفيره الذرائع والمبررات تاركة له بأن يطلق الرصاصة الأولى إيذاناً باندلاعها وإلحاق طهران بها، وهذا ما يخطط له نتنياهو باستدراج واشنطن للصدام معها لقطع الطريق على تواصلها مع الإدارة الأميركية التي لم تنقطع مع وصول الإصلاحيين إلى سدة الرئاسة الأولى.
لكن الحزب، وفق المصدر نفسه، لا يسعى للحرب ولا يريدها، وينأى بنفسه بأن يُستدرج إليها، وإن كان يستعد لها في حال قررت إسرائيل خوضها لفرض شروطها على لبنان بتعديل القرار 1701 لتجويفه من مضامينه، وهو توخى، أي الحزب، من نشره لشريط الفيديو المتعلق بمخزونه من الصواريخ الدقيقة والذكية الموجودة في الأنفاق تحت الأرض، تمرير رسالة إلى إسرائيل وعبرها إلى المجتمع الدولي، وفيها أن الحرب ستكون محكومة بتوازن الرعب وبمعادلة ردعية ولن تكون عابرة، ويفترض بتل أبيب أن تعيد النظر في حساباتها، إضافة إلى أنه يراهن على استقدام المداخلات الدولية في الوقت المناسب لنزع صاعق التفجير الذي يمكن أن يمتد إلى خارج الحدود ما يهدد الاستقرار في المنطقة، لذلك يحرص الحزب على ممارسة أعلى درجات الحيطة وضبط النفس، ولن ينجر إلى الفخ الذي تنصبه إسرائيل بإقحامه في حرب لا يتوخاها؛ تقديراً منه للظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان، وتستدعي منه التحسب لكل الاحتمالات، خصوصاً أن أحداً لا يتكهن متى وكيف ستنتهي وإلى أين ستمتد.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لوقف النار فی فی القطاع أن الحزب
إقرأ أيضاً:
هل تعيد حرب إيران إحياء سلاح حزب الله؟
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": قد يحمل دعما معنويا ل"حزب الله" أن يثار على المستوى الإعلامي والسياسي احتمال انخراطه في الحرب على إسرائيل مساندة لإيران، والحض الديبلوماسي من خارج لأهل السلطة في لبنان، للتنبه لذلك، وعدم إعطاء إسرائيل فرصة تدمير لبنان، انطلاقا من أنه رغم إضعافه بالحرب الأخيرة لا يزال يحسب له حساب، بغض النظر عن مآلات تدخله في حال حصول ذلك.ليس خافيا أن ثمة قلقا يسري على مستويات عدة من احتمال طلب إيران من الحزب تشغيل صواريخه من ضمن عرضه لما يملك من أوراق وإظهار تشدد إيراني في نزع سلاح الحزب وحتمية المحافظة عليه وليس العكس.
والحال أن متابعة المواقف المعلنة للحزب من الحرب بين إسرائيل وإيران أوضحت جلوسه في موقع المراقب والمدين والداعم لطهران في الوقت نفسه، حتى ما قبل اليومين الأخيرين حين أعادت طهران التلويح بتحريك الحزب إذا تدخلت الولايات المتحدة في الحرب. ولكن حتى في هذه الحال، ثمة علامات استفهام كبيرة يثيرها مراقبون حول اتجاه انتحاري للحزب يطيح ما تبقى من مقدراته التي يسعى من خلالها إلى المحافظة على قوة حيثية الشيعية السياسية في الداخل، بالإضافة إلى مخاطرته المؤكدة بتدمير لبنان ومنع قيامته لعشرات السنين المقبلة.
ولا تزال إسرائيل تضع الحزب في دائرة اهتماماتها باستهداف عناصره كما حصل أخيرا، وإعلان الجيش أن "لدينا أهدافا كثيرة في إيران ولن نتوقف، وسنلاحق أذرعها في لبنان". فيما لن يؤمن تدخل أذرع إيران في المنطقة حمايتها، ولن يُعيد إليها اليد العليا في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، أو يعيد هيمنتها الإقليمية، لكنه من المرجح أن يلقي على عاتق هؤلاء تكاليف باهظة سواء في لبنان أو العراق أو اليمن.
وتؤكد معلومات أن إيران، متى جلست إلى طاولة التفاوض، ستتحتم عليها تنازلات كبيرة في ثلاثة محاور رئيسية، هي الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، أي أن يكون التخصيب في منزلة الصفر، بالإضافة إلى التفكيك الكامل للبنية التحتية للتخصيب، وإخضاع المنشآت الإيرانية لعمليات تفتيش صارمة بقيادة الولايات المتحدة، وحتمية إجراء خفض كبير في ترسانتها من الصواريخ الباليستية وقدراتها التصنيعية. وقد ساهمت الضربات الأخيرة على إسرائيل في تعزيز هذا التوجه. إذ يجب رصد ردود الفعل الأميركية الداعمة من مسؤولين كبار على أثر هذه الضربات، لدعم انخراط أميركي في الحرب يقضي على القدرات الإيرانية، فيما يعتقد البعض أن إيران تقوم بذلك في إطار إظهار توازن الردع، ولكن أيضا استفزازا لأميركا، لتقوم بضرب قدراتها النووية لئلا توقع هي على التنازل لما يعنيه الأمر من استسلام طوعي لدى النظام الإيراني.
إلى ذلك، ستتعزز المطالبة الأميركية القائمة أصلا بنزع سلاح "حزب الله"، مع ترجيح تمدد مطالبة إيران في الدرجة الأولى بالتخلي عن دعم أذرعها في المنطقة، وربما حلها وإدراجها من ضمن الشرعية، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن.
ومن المرجح أن تتأخر مقاربة لبنان لسلاح الحزب في ضوء كل ذلك، فيما تزداد الضغوط عليه للمبادرة وعدم الانتظار تحت وطأة انعكاسات سلبية قد تترتب عليه. ويُنتظر اقتناع الشيعية السياسية بتغييرات لم تعد تستطيع مواجهتها، وتؤخر استعادة لبنان لعافيته وإعادة إعماره.
مواضيع ذات صلة هل يُدخل "حزب الله" لبنان من جديد في "حرب مساندة"؟ Lebanon 24 هل يُدخل "حزب الله" لبنان من جديد في "حرب مساندة"؟