شفق نيوز/ أحصت مديرية زراعة بابل، يوم الأربعاء، أعداد النخيل وكمية إنتاجها في المحافظة، وبينما حددت عوامل تسببت بتردي واقع النخيل، حمّلت وزارة الموارد المائية مسؤولية هذا التدهور الذي سيقضي على هذا القطاع الزراعي خلال السنتين المقبلتين.

وقال مدير زراعة بابل، ثامر عبد جاسم الخفاجي، لوكالة شفق نيوز، إن "محافظة بابل تتميز بزراعة النخيل وإنتاج التمور المميزة بمختلف أصنافها مثل الزهدي والخستاوي والبرحي والسعمران والبريم والأشرسي والحمراوي والخضراوي والتبرزل والمكتوم والشكر والعمران والنيرسي".

وأوضح أن "النخيل موزّع على مساحة 292 ألفاً و675 دونماً في أراضي بابل، ويبلغ عدد النخيل في المحافظة أربعة ملايين 362 ألفاً و755 نخلة مثمرة، تنتج مليوناً و50 ألفاً و459 طناً من التمور".

تردٍ مستمر

وأشار مدير زراعة بابل، إلى أن "واقع النخيل في تردٍ مستمر، بسبب شح المياه والإهمال الحكومي لهذه الشجرة التي تتميز بها محافظة بابل والعراق عموماً، إذ لا يوجد اعتناء بالنخلة، ولا توازي عمليات مكافحة حشرة الدوباس المساحات الموبوءة بها".

وأضاف "كما لا يوجد اهتمام حكومي بإنتاج التمور، فعند جني المزارع أو الفلاح الثمار يعرضها للتجار عبر المزايدة في بورصة السوق، وقد يبيع الطن الواحد بـ250 ألف دينار، أو قد يصل إلى مليون دينار أو أكثر".

وتابع "أما في السابق، فقد كان هناك مركزاً للتمور في كل قضاء وناحية، ويتم تصدير التمور من قبل الفلاحين والمزارعين إلى مراكز التمور الحكومية أسوة بمحصول القمح".

ولفت الخفاجي، إلى أن "إنتاج التمور في السنوات السابقة كان أعلى، لكن بسبب التعدي والتجريف المستمر على بساتين النخيل وهلاكه نتيجة الجفاف والأوبئة أدى إلى القضاء عليه".

توسعة وتجريف

وبين مدير زراعة بابل، أن "ما يحصل من تجريف لا نسميه تجريفاً بمعنى التجريف، وإنما الضغط والثورة السكانية في المحافظة تحتم التجاوز على الأراضي المحيطة ببلديات الأقضية والنواحي والمركز، وهذه تعد توسعة سكانية، أما التجريف العشوائي من قبل المواطنين فأنه يتم محاسبتهم وعرضهم على القضاء وينالون جزاءهم العادل".

وعن الأكثر انتشاراً في المحافظة التوسعة أم التجريف، أوضح الخفاجي، أن "التوسعة السكانية في بابل أكثر من التجريف، حيث هناك مساحات كبيرة تُؤخذ في ضوء قرارات تغيير جنس الأرض ورفع الاستصلاح الزراعي، وهذه القرارات هي من صلاحية الوزير حصراً".

واستدرك قائلاً "رغم ذلك، في حال كانت العوامل الأخرى متوفرة من تقنيات الري، والاهتمام بالنخيل وصناعة التمور ما بعد الإنتاج، لما كان يحصل تأثير، لأن المساحة التي تخصص كحي أو وحدة سكنية يمكن زراعة بدلاً عنها العشرات في أماكن أخرى وتستمر الزراعة في تصاعد".

وأضاف الخفاجي "نتيجة لذلك، نتوقع موت النخيل بالكامل خلال سنتين أو أقل، لأن شح المياه بات قاتلاً، وسيبقى فقط النخيل الذي يُزرع على جدول مياه أو يُسقى من الإسالة أو من الحوضيات، وهذه نسبتها قليلة"، محملاً "وزارة الموارد المائية مسؤولية قتل النخيل لإدارتها الفاشلة وعدم معالجة الشحة المائية".

وكانت أعداد النخيل في العراق، وفق إحصائيات أجريت في سبعينيات القرن الماضي، تصل إلى نحو 50 مليون نخلة، إلا أنّ الحروب والظروف الصعبة والحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي تسبب في تراجع العدد إلى نحو 30 مليون نخلة بحسب إحصاء تقريبي أجري عام 2002، واستمر تناقص أعداد النخيل حتى وصل إلى 16 مليون نخلة فقط في عموم البلاد، وفق إحصاء عام 2014.

وبات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 41 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض مناسيب المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.

وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشاريع المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.

يشار الى ان وزارتيّ الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّر وزير الزراعة العراقي، محمد الخفاجي، من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.

ويعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف 50 درجة مئوية.

 

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد محافظة بابل أزمة الجفاف فی المحافظة

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية ولي العهد.. الدول المؤسِّسة للمنظمة العالمية للمياه توقع ميثاق المياه العالمي وتدشن أعمالها من الرياض بمشاركة محلية ودولية واسعة

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظه الله-، وبحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومشاركة محلية ودولية واسعة، أقيم اليوم، الحفل الدولي لتوقيع ميثاق انضمام الدول للمنظمة العالمية للمياه، وتدشين أعمال المنظمة من مقرها في الرياض.

وفي بداية الحفل، نقل سمو وزير الخارجية ترحيب وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بضيوف المملكة من الدول والمنظمات المشاركة في حفل التوقيع، منوهًا بأهمية المنظمة العالمية للمياه في حل قضايا المياه على مستوى العالم بشكلٍ شمولي، وضرورة العمل بشكل جماعي لدعم وتحقيق الأهداف المشتركة، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية ستعمل باستمرار مع الشركاء من أجل تحقيق المستهدفات التي وضعتها المنظمة من خلال دعم المؤسسة ماليًا ولوجستيًا لمدة خمس سنوات مقبلة.

وقال سموه في كلمته خلال الحفل، “إن إطلاق المنظمة العالمية للمياه يأتي تأكيدًا على التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز المبادرات الدولية، ومواجهة التحديات العالمية بشراكـات قائمة على التعاون المتبادل بين الدول والحكومات”، مبينًا أن المملكة تتطلع لأن تكون المنظمة منصة دولية جامعة تدفع بالحلول المستدامة، وتدعم الدول النامية في تطوير قدراتها المائية.

وأضاف “أن المملكة وانطلاقًا من التزامها بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 جعلت من إدارة الموارد المائية أولوية وطنية تتبنى نهجًا متكاملًا في تعزيز الشراكات العالمية، والمساهمة الفعالة في القضايا الدولية للمساهمة في استقرار وتنمية المجتمعات”، داعيًا جميع دول الأمم المتحدة ومؤسسات القطاع الخاص، للانضمام للمنظمة لتكون منصة عملية وشاملة لمعالجة تحديات المياه وإيجاد الحلول المبتكرة والمستدامة لقطاع المياه حول العالم.

من جانبه، أكد معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، أن توقيع ميثاق المنظمة العالمية للمياه، وتدشين أعمالها من الرياض، يعزز المسؤولية الدولية المشتركة للحفاظ على الموارد المائية، مضيفًا أن أهمية المنظمة تأتي كون المياه ليست فقط موردًا، بل مصدر للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار على مستوى العالم.

وأوضح أن المنظمة ليست فقط منصة تجمع الدول، بل عقل عالمي مشترك يعمل على تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، ودعم الحلول التقنية والبحث العلمي وتيسير التمويل لتعزيز الشفافية في إدارة المياه، مؤكدًا الدور القيادي الرائد الذي تؤديه المملكة في إطلاق المبادرات العالمية الطموحة.

اقرأ أيضاًالمملكة“الغطاء النباتي” يعمل على الوقاية من حرائق الغابات في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية

وبين الفضلي أن المنظمة العالمية للمياه تعدّ أداة لقيادة العمل الدولي لمواجهة تحديات المياه وتغيير الفكر التقليدي في إدارتها، مشيرًا إلى أن التحديات لا تقتصر على ندرة المياه بل تشمل توفيرها في الوقت والمكان المناسب، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وصحة الإنسان والأمن الغذائي وسلاسل الإمداد، في ظل التغيرات المناخية والكوارث المرتبطة بها، منوهًا بأهمية وجود خدمات متكاملة تشمل الإنتاج والنقل والتخزين والتوزيع والمعالجة وإعادة الاستخدام، وضرورة تبنّي اقتصاديات مبتكرة ترتكز على تحليل الكلفة والعائد، ونماذج تمويل جديدة، وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، مع إشراك فاعل للقطاع الخاص.

وأشار إلى أهمية إيجاد بيئة استثمارية جاذبة عبر تقليل المخاطر، واعتماد نماذج خصخصة مضمونة، ودعم الأبحاث الهندسية والتقنيات الصديقة للبيئة من الصناديق الخضراء، وتكييف النماذج التمويلية والهندسية مع خصوصية كل دولة، لجعل المياه محرّكًا للنمو وتسريع وتيرة الحلول العالمية ضمن مفهوم الاقتصاد الدائري والاستفادة من الموارد غير التقليدية.

وشهد الحفل التوقيع على ميثاق المنظمة العالمية للمياه من قبل ممثلي الدول المؤسِّسة “المملكة العربية السعودية، الكويت، قطر، إسبانيا، الجمهورية الهيلينية “اليونان”، السنغال، باكستان، وموريتانيا”، إضافة إلى عرض مرئي تعريفي عن أهداف المنظمة وأولوياتها.

مما يذكر أن المنظمة العالمية للمياه، تعد نقطة تحول في مسار التعاون الدولي في قضايا المياه من خلال برامج بحثية وتنموية، وتعزيز تبادل الخبرات، وابتكار حلول نوعية تعزز استدامة الموارد المائية حول العالم، وتهدف إلى تعزيز جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها سعيًا لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزًا لفرص وصول الجميع إليها.

مقالات مشابهة

  • تحت رعاية ولي العهد.. الدول المؤسِّسة للمنظمة العالمية للمياه توقع ميثاق المياه العالمي
  • تحت رعاية ولي العهد.. الدول المؤسِّسة للمنظمة العالمية للمياه توقع ميثاق المياه العالمي وتدشن أعمالها من الرياض بمشاركة محلية ودولية واسعة
  • تحذير صادم من البرلمان: العراق مهدد بالشلل المالي وسط فوضى في إدارة الأموالوكالة الصدمة
  • والي الخرطوم: توقعات بانخفاض إصابات الإسهالات المائية بعد تشغيل محطات المياه وانطلاق حملة التطعيم
  • الضابطة المائية تنفذ حملة لإزالة التعديات على شبكة المياه في منطقة البارك الشرقي بدمشق
  •   416 مليون ريال تكلفة مشاريع المياه في الظاهرة منذ 2020
  • مراكز متقدمة لغاز الشمال ببطولة أندية العراق للشراع والألعاب المائية
  • "المياه الوطنية" تستعد لموسم الحج: ضخ مليون م³ يوميًا لخدمة ضيوف الرحمن
  • عبد اللطيف:تركيا وراء شحة المياه والسوداني يرفع حجم صادراتها إلى 25 مليون دولار سنويا عدا الاستثمار واحتلالها لشمال العراق
  • العراق: مخزون المياه هو الأدنى منذ 80 سنة