23 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: تواجه الهدنة بين القوات الأمريكية والفصائل العراقية المسلحة، والتي تمثل “المقاومة الإسلامية في العراق”، تحديات كبيرة بعد التصريحات الأخيرة لهذه الفصائل بأنها لم تعد ملتزمة بوقف الهجمات على القوات الأمريكية في البلاد.

ويأتي هذا التصعيد في أعقاب تصريحات من الحكومة العراقية حول تأجيل انسحاب قوات التحالف الدولي، مما أثار غضب الفصائل المسلحة ودفعها لإعادة النظر في موقفها.

التطورات الأخيرة وأسباب التوتر

في الآونة الأخيرة، تعرضت قاعدة عين الأسد، التي تضم قوات أمريكية في محافظة الأنبار، لهجوم صاروخي أدى إلى إصابة عدد من الجنود الأمريكيين. هذا الهجوم، الذي تبنته جماعة جديدة تطلق على نفسها “الثائرون”، جاء كعلامة واضحة على تزايد التوترات بين الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية.

تزامن هذا التصعيد مع إعلان الحكومة العراقية عن تجميد الحوار مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب قواتها، وهو ما فُهم على أنه تراجع عن وعود سابقة بإنهاء مهمة التحالف الدولي.

وهذه الخطوة أثارت استياء الفصائل العراقية المسلحة، التي اعتبرت أن الحكومة لم تفِ بوعودها مما يجعلها في حِل من أي التزامات سابقة.

مواقف الفصائل المسلحة

تختلف مواقف الفصائل العراقية المسلحة حول مستقبل الهدنة، لكنها تتفق على أن الخيار العسكري أصبح مطروحاً من جديد. حيث أكد حيدر اللامي، عضو المجلس السياسي لجماعة النجباء، أن الهدنة قد انتهت وأن استهداف القواعد الأمريكية بات خياراً متاحاً. وبالمثل، أشار أبو علي العسكري، المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقية، إلى عدم وجود أي التزام بوقف العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية.

من جهته، أكد كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم جماعة كتائب سيد الشهداء، أن الفصائل المسلحة كانت واضحة منذ البداية بشأن عودة العمليات في حال فشل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الوجود الأمريكي. وأضاف أن الفصائل بانتظار موقف الحكومة الرسمي بشأن المفاوضات، مشيراً إلى عدم جدية الولايات المتحدة في الانسحاب.

موقف الحكومة العراقية

تحاول الحكومة العراقية تهدئة الوضع المتوتر من خلال محاولة تمديد الهدنة مع الفصائل المسلحة، بينما تحاول في الوقت نفسه ضبط إيقاع الفصائل لمنع التصعيد. وقدمت الحكومة ضمانات للفصائل بأن الولايات المتحدة لن تقوم بأي ضربات عسكرية رداً على الهجمات الأخيرة، في محاولة لاحتواء الأزمة.

من جانب آخر، هناك محاولات من قبل بعض القوى السياسية، مثل تحالف الفتح، لإخراج الملف من دائرة المواجهة العسكرية عبر دعوة البرلمان للتدخل ومناقشة مسألة إخراج القوات الأمريكية في الجلسات القادمة. يرى هؤلاء أن الوجود الأمريكي يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في العراق.

التوقعات المستقبلية

تبدو الأمور في العراق مرشحة لمزيد من التعقيد في ظل تصاعد المواقف المتشددة من الفصائل المسلحة تجاه الولايات المتحدة وتراجع الحكومة عن تعهداتها السابقة.

وفي حين أن الحكومة تسعى لتجنب تصعيد جديد، فإن الفصائل المسلحة تبدو عازمة على استخدام القوة العسكرية كوسيلة للضغط من أجل تحقيق أهدافها.

من المتوقع أن يلعب البرلمان العراقي دوراً حاسماً في الأسابيع المقبلة في محاولة لإيجاد مخرج سياسي لهذه الأزمة.

وإذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية والسياسية في تحقيق تقدم ملموس نحو انسحاب القوات الأمريكية، فإن احتمالية عودة العمليات العسكرية ضد الوجود الأمريكي في العراق تبقى قائمة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة القوات الأمریکیة الحکومة العراقیة الفصائل المسلحة فی العراق

إقرأ أيضاً:

جهود أميركية لتشكيل «قوة استقرار» في غزة

حسن الورفلي (غزة، القاهرة)

تُكثف الولايات المتحدة جهودها وضغوطها على عدد من الدول لدفعها إلى إرسال قوات إلى قطاع غزة، ضمن «قوة استقرار دولية» في مرحلة ما بعد الحرب، في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، في وقت لم تُبدِ فيه أي دولة حتى الآن التزاماً فعلياً بالمشاركة، بحسب وسائل إعلام أميركية.
 وقال مسؤولين أميركيين: «إن إدارة ترامب تسعى إلى تشكيل قوة متعددة الجنسيات قوامها نحو 10 آلاف جندي، تعمل تحت قيادة جنرال أميركي؛ بهدف تحقيق الاستقرار في غزة»، مع إقرارهم بأن استكمال جاهزية هذه القوة قد يستغرق معظم العام المقبل.
 وأشارت وسائل الإعلام الأميركية إلى أن عدم التزام أي دولة أجنبية حتى الآن بإرسال قوات يعود جزئياً إلى تحفظات تتعلق بإمكانية توسع مهمة القوة لتشمل نزع سلاح مقاتلي حركة حماس.
 ووفقاً لمسؤولين أميركيين، طلبت وزارة الخارجية الأميركية رسمياً، يوم الاثنين الماضي، من أكثر من 70 دولة تقديم مساهمات عسكرية أو مالية لهذه القوة الأمنية. 
 ولفت مسؤول أميركي إلى أن «19 دولة ردت معربة عن اهتمامها بالمساهمة بقوات أو بتقديم أشكال أخرى من الدعم، مثل توفير المعدات أو وسائل النقل أو الدعم اللوجستي».
 ومن المتوقع أن يشارك ممثلو أكثر من 25 دولة في لقاء يُعقد في قطر، الأسبوع المقبل، بقيادة الولايات المتحدة، لوضع خطط تتعلق بتشكيلة القوة ونطاق مهمتها.
في غضون ذلك، يجري وفد الفصائل الفلسطينية زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، لمناقشة عدد من الملفات أبرزها استكمال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمطالبة بضرورة فتح معبر رفح بكلا الاتجاهين، ومطالبة إسرائيل بالسماح بإدخال المعدات الثقيلة للبدء في تمهيد الطرق وتأهيل مستشفيات غزة، بحسب ما أكده مصدر لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن الوفد الفلسطيني سيناقش قضايا عدة، أبرزها نشر القوة الدولية في غزة خلال الأشهر المقبلة، حيث تشترط الفصائل أن تكون قوات فاصلة بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين في غزة، مؤكداً أن قضية نزع السلاح سيكون من الملفات المطروحة على طاولة المناقشات، مشيراً إلى أن الجانب المصري سيطلع الفصائل على الترتيبات الجارية لاستضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة.
وأشار المصدر إلى أن الجيش الإسرائيلي يخطط لنقل آلاف الفلسطينيين إلى جنوبي قطاع غزة كي يتم تسكينهم في «كارفانات» تم تصنيعها خصيصاً كي تستوعب النازحين المتكدسين في جنوبي القطاع في ظروف معيشية صعبة وقاسية، مؤكداً وجود تنسيق بين الوسطاء والولايات المتحدة بخصوص التحركات التي تقوم بها إسرائيل بخصوص النازحين.
 إلى ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر أمني، أمس، إن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة لا يزال بعيداً، لافتاً إلى أنه «لم توافق أي دولة بعد على الانضمام إلى قوة الاستقرار الدولية المزمع  تشكيلها ضمن هذه المرحلة».
 وأضاف المصدر أن زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المقررة إلى الولايات المتحدة قد تسهم في تحقيق تقدم بهذا الملف، مشيراً إلى أن إسرائيل تواصل متابعة الجهود المتعلقة بالبحث عن جثمان المحتجز ران جويلي في غزة.

أخبار ذات صلة 300 قتيل فلسطيني في غزة منذ بدء وقف إطلاق النار مصر: نرفض أي إجراءات تكرس الانفصال بين الضفة وغزة

مقالات مشابهة

  • جهود أميركية لتشكيل «قوة استقرار» في غزة
  • القضاء الأعلى ينشر مدد اختيار الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة
  • تصاعد الاغتيالات الإسرائيلية بغزة يثير التساؤلات حول مستقبل التهدئة
  • الحكومة العراقية: صرف أكثر من تريليون دينار على المنح المالية الطلابية
  • الأردن: إحباط 4 محاولات لتهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر بالونات موجهة
  • جوتيريش يعرب عن اعتزازه بالتعاون القائم مع العراق
  • الأمين العام للأمم المتحدة: نقدر التزام الحكومة العراقية بالمضي قدما في خطط التنمية
  • زيدان: اختيار الرئاسات الثلاثة بيد القوى السياسية العراقية
  • الخلافات الداخلية والرسائل الخارجية تعيد تشكيل مشهد اختيار رئيس الوزراء
  • للعام الـ11 على التوالي.. أوروبا تجدد حظر الطائرات العراقية في سمائها