الجزيرة:
2025-05-24@21:36:28 GMT

حصاد محدود لمفاوضات جنيف.. هل يُصعّد حرب السودان؟

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

حصاد محدود لمفاوضات جنيف.. هل يُصعّد حرب السودان؟

الخرطوم- بعد 10 أيام، وفي غياب الحكومة والجيش السوداني، اختتمت في جنيف السويسرية مفاوضات رعتها الولايات المتحدة لوقف الحرب المستعرة في السودان منذ حوالي 16 شهرا، حيث يتوقع مراقبون ومحللون أن يتجه المجتمع الدولي لسياسة أشد حزما، وأن تتصاعد المواجهات العسكرية بين طرفي الصراع، مما يضاعف معاناة السودانيين.

وأكد البيان الختامي لمحادثات جنيف أنه تم الحصول على ضمانات من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتوفير ممر إنساني آمن، في محاولة للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بين الطرفين، موضحا أن الممر سيكون "آمنا ودون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في إقليم دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول إلى الشمال والغرب من بورتسودان".

وشددت دول الوساطة في بيانها، على ضرورة عدم استخدام الغذاء والمجاعة سلاحا في الحرب، مؤكدين على مواصلة "تحقيق تقدم" بغرض فتح ممر آمن ثالث للمساعدات عبر سنّار في جنوب شرق البلاد.

من جانبه قال المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو، خلال مؤتمر صحفي عقب نهاية المفاوضات "إننا نحاول تطبيق حظر التسليح على أطراف الصراع السوداني، والنزاع سيبقى مستمرا ما لم تكن هناك رغبة من الأطراف بإيقافه"، متهما طرفي النزاع بعدم الالتزام الكافي بتطبيق اتفاق جدة.

وقال المبعوث إنه كان من الممكن التقدم بالمحادثات لو حضر جميع أطراف النزاع السوداني، موضحا أنهم يحاولون تجسير الخلافات بينها، وأنهم ظلوا يتشاورون مع الجيش والدعم السريع منذ أشهر لوقف الحرب.

رسائل أميركية

وفي تطور جديد، اجتمع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة، مع وزير المخابرات العامة المصرية عباس كامل بعد أن وصل إلى بورتسودان، بحضور المدير العام لجهاز المخابرات السوداني أحمد إبراهيم مفضل، حيث أكد كامل على اهتمام بلاده بأمن واستقرار السودان، معربا عن أمله في إنهاء الحرب سريعا لوقف معاناة الشعب السوداني.

وقالت مصادر قريبة من مجلس السيادة للجزيرة نت، إن مدير المخابرات المصرية طرح أفكارا ومقترحات من القيادة المصرية لتحقيق تفاهم حول حوار سوداني أميركي بشأن تنفيذ "إعلان جدة"، بما يتيح وقف العدائيات ومناقشة الترتيبات الأمنية والعسكرية.

وأوضحت المصادر السيادية -التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها– أن كامل نقل نتائج اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا، ثم مباحثات الأخير مع وزير الخارجية الأميركي في العلمين المصرية قبل 3 أيام. وكشفت أن البرهان أبدى رغبته في تحقيق السلام وانفتاحه للتعاون في هذا الشأن، مع تمسك حكومته بعدم تجاوز تنفيذ "إعلان جدة" قبل الانتقال لمناقشة بقية الملفات.

حصاد محدود

ترى مديرة البرنامج الأفريقي بمركز "الأهرام للدراسات الإستراتيجية" أماني الطويل، أن مفاوضات جنيف "لم تحقق اختراقا نحو وقف الحرب، وحصادها كان محدودا"، حيث انحصر في موافقة الحكومة السودانية على فتح معبر أدري مع تشاد لتمرير الإغاثة إلى إقليم دارفور.

وتعتقد الباحثة المهتمة بشأن السودان في تصريح للجزيرة نت، أن موقف الجيش المتعلق بتنفيذ "إعلان جدة" كان صحيحا، لكن آلياته والوصول إلى ذلك كان غير صحيح، ودعت البرهان إلى التخلص من ضغوط القوى السياسية وحالة تقييم بعض هذه القوى، وأن يقف على مسافة واحدة من كافة التنظيمات.

وتوقعت الباحثة أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيدا عسكريا وسياسيا في السودان، وأن يستدعي طرفا الحرب حلفاءهما لتعزيز مواقفهما، بالإضافة إلى تغير في طريقة تعامل المجتمع الدولي بدلا من المرونة التي أبداها بشأن مفاوضات جنيف.

أما الباحث والمحلل السياسي خالد سعد، فيقول إن الوساطة كانت عاجزة عن ممارسة ضغوط كافية على أطراف النزاع والدول المرتبطة بها، وبدت الولايات المتحدة الأميركية على غير عادتها مستعجلة لتسوية سياسية، لأن جزءا من هذا الأمر متعلق بتنافس سياسي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

كما عجزت الدول عن تصميم وساطة شاملة، واكتفت بحصر المحادثات في أطر وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية، دون أن يشمل ذلك مقترحات عملية ومقبولة سياسيا لآليات تطبيق هذه الأطر، فضلا عن تجاهلها للبيئة السياسية المنقسمة، وعدم الاستجابة لتطلعات أصحاب المصلحة، الذين يربطون إنهاء الحرب باحتياجات العودة الآمنة وإعادة الإعمار، وفقا للمحلل.

وتوقع أيضا أن تعمل الوساطة في معالجة هذه القضايا بشمولية أكبر، وربما يسمح ذلك باستعادة منبر جنيف، خصوصا إذا تهيأت الظروف المناسبة لقيادة الجيش لخوض المحادثات حتى نهايتها، وحصلت على تطمينات واضحة بشأن شواغلها الداخلية.

رحلة متعثرة

كانت الإدارة الأميركية قد دعت في نهاية يوليو/تموز الماضي كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى جولة جديدة من المفاوضات في جنيف لوضع حد للحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023، بعد تعليق آخر جولة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وانطلقت محادثات جنيف بين شركاء إقليميين ودوليين في 14 أغسطس/آب الجاري، بهدف "التوصل إلى اتفاق لوقف العنف في السودان، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين"، وفي حين حضر وفد الدعم السريع غابت الحكومة السودانية، ورهنت مشاركتها بتنفيذ "إعلان جدة".

وتدخل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مرتين، مهاتفا رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وجرت مشاورات في جدة بين الحكومة والوساطة الأميركية السعودية بشأن تنفيذ "إعلان جدة"، وتوسيع الجهات والدول المراقبة للمفاوضات، غير أنها أخفقت.

وبعد جهود مصرية، وافق البرهان على مشاورات جديدة مع الإدارة الأميركية في القاهرة الأربعاء الماضي، لكن تم إلغاؤها في اللحظات الأخيرة، وتبادل مجلس السيادة والمبعوث الأميركي توم بيرييلو الانتقادات.

وقال المبعوث الأميركي إن تأجيل المشاورات السودانية الأميركية "كان بسبب خرق الوفد السوداني للبروتوكول" من دون ذكر تفاصيل، بينما ذكر مجلس السيادة "أن الاجتماع لم ينعقد لظروف تتعلق بالوفد الأميركي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مجلس السیادة إعلان جدة

إقرأ أيضاً:

المؤتمر السوداني: ما يحدث بجنوب أم درمان والريف الشمالي كارثة صحية تستدعي إعلان الطوارئ

حزب المؤتمر السوداني- ولاية الخرطوم دعا وزارة الصحة والمنظمات المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح، ودعم مراكز العزل والعلاج.

الخرطوم: التغيير

عبر حزب المؤتمر السوداني- ولاية الخرطوم، عن قلقه البالغ إزاء التطورات الصحية الخطيرة التي تشهدها مناطق جنوب أم درمان والريف الشمالي، مشيراً إلى تفشي الكوليرا وحمى الضنك والملاريا بصورة واسعة، واعتبر أن ما يحدث كارثة صحية تستدعي إعلان حالة الطوارئ الصحية فوراً.

وقال الحزب في بيان اليوم الخميس، إنه يتابع بقلق بالغ التطورات الصحية الخطيرة التي تشهدها هذه المناطق، وسط تدهور بالغ في أوضاع مراكز العزل الصحي وضعف الاستجابة العلاجية.

وكشف أنه في تم اليوم جنوب أم درمان، إجلاء عدد كبير من المصابين إلى مستشفى النو، قبل أن يُرحّلوا إلى مدرسة تم تخصيصها كموقع عزل مؤقت، مع تأكيدات ميدانية بأن عدد الحالات يفوق الطاقة الاستيعابية للمراكز الطبية القائمة، وسط شُح في الأدوية والعلاجات الإسعافية الأساسية، وغياب المعينات اللازمة للتغذية السليمة.

وأضاف: “أما في الريف الشمالي، فقد وصل عدد الحالات المؤكدة في مستشفى “أُسْلانج” إلى أكثر من ستين حالة، أغلبهم من النساء كبار السن والأطفال. وسُجِّلت ثلاث وفيات جديدة اليوم، غالبيتهم من الوافدين، في ظل غياب تام للأطباء المختصين، واقتصار الخدمة على الطبيب المناوب والفريق التمريضي”.

وأوضح الحزب أنه يتم حاليًا الاعتماد على خيمتين فقط للعزل، وسط بيئة صحية لا تفي بشروط السلامة، مما يُسهم في انتشار الإسهالات المائية بصورة مخيفة.

وقال إن كثير من المرضى يُجبرون على مغادرة المستشفى قبل استكمال العلاج بسبب النقص في الأدوية، ليتكفلوا بعلاج أنفسهم في المنازل، في ظروف لا تتوفر فيها الشروط الصحية الملائمة.

ونوه إلى رصد حالات جفاف حاد وضمور لدى بعض المصابين، اضطرت بعضهم إلى إجراء غسيل كلوي.

وتابع بيان الحزب: “ورغم مرور فرق من “أطباء بلا حدود” على بعض المواقع، إلا أن الوضع يظل خارج السيطرة، خاصة مع الانقطاع المتكرر للكهرباء الذي يعيق جهود الاستجابة الطبية”.

وزاد: “إننا في حزب المؤتمر السوداني- ولاية الخرطوم، نعتبر ما يحدث كارثة صحية تستدعي إعلان حالة الطوارئ الصحية فورًا”.

واختتم البيان بدعوة وزارة الصحة والمنظمات المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح، ودعم مراكز العزل والعلاج في هذه المناطق المنكوبة.

الوسومأطباء بلا حدود أم درمان اسلانج الريف الشمالي السودان الكوليرا الملاريا حزب المؤتمر السوداني حمى الضنك ولاية الخرطوم

مقالات مشابهة

  • بيان منصة القدرات العسكرية السودانية حول القرار الأميركي بفرض عقوبات على السودان
  • وزير الصحة يلتقي بنظرائه من مصر وسوريا في جنيف
  • الإمارات: العقوبات الأميركية على الجيش السوداني تضع النقاط على الحروف
  • السودان ترد على المزاعم الأمريكية حول استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية
  • تضع النقاط على الحروف.. أنور قرقاش يعلق على العقوبات الأمريكية على الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يعثر على مقابر جماعية في حي الصالحة بأم درمان
  • قرقاش: العقوبات الأمريكية على الجيش السوداني تضع النقاط على الحروف
  • وزير الصحة يلتقي بنظرائه من قطر والأردن في جنيف
  • المؤتمر السوداني: ما يحدث بجنوب أم درمان والريف الشمالي كارثة صحية تستدعي إعلان الطوارئ
  • لدى الجيش الآن فائض من القوة يكفي لتحرير باقي السودان في فترة وجيزة