بوابة الوفد:
2025-05-11@00:29:35 GMT

ليكن موعدنا يوم الخيبة

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

هكذا ودون مقدمات، اعتدنا أن نصحو ذات صباح وظُهر ومساء على قرارات وزارية لا يذكر معلنها مبررًا منطقيا لقذفها فى وجوهنا، وفرضها فرضا على مستقبل أبنائنا، من غير رقيب ولا حسيب.. ولا راد لقضائه أو راد على غضبنا وتساؤلاتنا الحيرى. 

يقول عمنا نيتشه وأنا معه: «لا صلاح لأمة فسدت منابت أطفالها»، والمنبت هنا إنما يستند فى مجمله ومفرده على عموم ما يتلقاه الطفل من مبادئ وقيم وعلوم وأخلاق، ومفردات للحياة.

ولأننا لسنا بحاجة لدواعى فساد أكثر مما يتعرض له أبناؤنا، فى الشارع والمدرسة وعلى وسائل السوشيال وحتى فى بعض المنازل، فقد كان المعول الأخير والأمل الأقرب لدينا فى مستقبل هؤلاء، محاولين أن نبذل أقصى ما نملك من جهد ومال ووقت، علّنا نحقق من خلالهم ما فشلت أزماننا فى تحقيقه معنا.

لكن، وبجرة قلم لا يساوى الكثير، تُخط قرارات بليلٍ، وتخرج علينا لتهدم أحلامنا وأحلام أبنائنا، هكذا صرنا حقلا لما تتفتق عنه عقول المسئولين من تجارب لكن منذ متى وتلك التجارب تدرس أو تنظر قبل إعلانها؟ بل منذ متى ونحن نسمع عن تشكيل لجان «محترمة» لدراسة مقترحات تطوير العملية التعليمية، وتأخذ تلك اللجان وقتها كاملا، شهورا وربما سنوات، فقط لتخرج بقرار واحد، يناقش بعدها فى مجلس الشعب، لطرحه على ممثلى الرأى العام، ثم بعد معارضات ومناقشات، وصراخ وعويل لوسائل الإعلام والصحف و.. و.. قد يخرج وقد يتم رفضه ورده لصدور من أعلنه.. ها.. منذ متى؟ 

فى لحظات تجلٍ قرر مسئولو التربية والتعليم حذف بعض المواد الأساسية من المجموع الكلى وتحويلها بقدرة قادر إلى مجرد مواد هامشية.

نكتة مبكية، أن تتحول الفلسفة وعلم النفس واللغات الثانية، إلى مواد هامشية، أن يتحول ما يعيننا على صلف الحياة وشظف عيشها وقسوة إنسانها وآلية علومها إلى مجرد أمر ثانوى لا طائل منه، لنعود أدراجنا إلى آلاف السنوات، فنزداد جهلا، ولتربح الوزارة التى عجزت عن مجابهة غيلان ومافيا الدروس الخصوصية والسناتر، فلم تجد سبيلا سوى «اللعب» فى مستقبل أبنائنا.

تُرى هل لى بأحدهم أن يجيبنى، ماذا غير الفلسفة وعلم النفس واللغات يمكنه أن يساعد الطالب على إدراك أهدافه فى الحياة، هل يمكن للعلوم وحدها أن تساعده على إدراك ماهية نفسه وحدود حريته وواجباته ومكانته فى المجتمع والوجود عامة، وأن ترتقى بمستواه العقلى؟، ماذا غير اللغات والفنون والعلوم الاجتماعية يمكنه أن يلغى المسافات بيننا وبين الآخر، أن يوحِّد الأفراد على التواصل واكتساب المعرفة؟

منذ ما يزيد على الخمسة آلاف عام، نشأ لدينا تاريخ طويل من الأفكار المتعلِّقة بالقضايا الفلسفية، مثل قضية نشأة العالَم والصلاح والفساد، فكان الدِّين والفلسفة يتشاركان فى الإجابة عن هذه القضايا الدائمة.

وبعد مرور أكثر من مائتى سنة على البعثات التعليمية التى أوفدها محمد على إلى فرنسا، والتى ساهمت فى التكوين الفكرى لأجيال تالية، نأتى اليوم لنقطع كل ما يصلنا بالآخر، ونهيل التراب على مجهودات صانعى مصر الحديثة.

أو لم يخطر ببال صانعى القرار سؤال عن مستقبل أقسام الفلسفة وعلم النفس واللغات الثانية بالكليات؟ 

وعن فرص العمل التى قد تتوفر لهم، بعيدا عن الوساطات، بعد تلك القرارات الرائعة؟!

من لى بمجيب عن مصير ابنتى التى تدرس فى مدرسة فرنسية، هل تدركون معنى أن تعانى لسنوات طوال من دراسة معظم المواد الدراسية باللغة الفرنسية، ثم تتخرج بعد ستة عشرة عاما لتجد أن ما تحمل من لغة لا يساوى شيئا فى سوق العمل؟ 

إذن، فليكن موعدنا يوم الخيبة، إذا استمرت تلك القرارات، عند تخرج أول دفعة لم تدرس الفلسفة وعلم النفس واللغة الثانية كمواد أساسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات وسائل السوشيال تطوير العملية التعليمية

إقرأ أيضاً:

متحدث أمريكي لـعربي21: يجب التحقيق في هجوم باهالجام ومحاسبة المتورطين

قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مايكل ميتشل، إن "الولايات المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الأخير في جنوب آسيا، وتحث جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتفادي الإجراءات التي قد تؤدي إلى تفاقم التوتر".

وأكد ميتشل في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "لبلاده علاقات وثيقة مع كل من الهند وباكستان، وتشجع على الحوار المباشر بين الجانبين لمعالجة القضايا العالقة، بما في ذلك ملف كشمير، وفقًا للمبادئ الدولية".

ولفت إلى أن "واشنطن ترفض كل أشكال الإرهاب، وتدعم التحقيقات الجارية في الهجمات الأخيرة لتحديد المسؤولين عنها ومحاسبتهم".


وحول موقف واشنطن المتوقع في حال تطور التوتر إلى حرب شاملة، قال ميتشل: "من غير المجدي الخوض في الافتراضات، لكن يمكن التأكيد أن الولايات المتحدة تلتزم بدعم الاستقرار الإقليمي، وتواصل العمل مع شركائها الدوليين لتفادي أي تصعيد يهدد السلام والأمن في جنوب آسيا. كما أننا نتابع التطورات عن كثب، ومستعدون لدعم أي جهود دبلوماسية تهدف إلى وقف التدهور الأمني".

وأضاف: "الولايات المتحدة تواصل الانخراط الدبلوماسي مع جميع الأطراف المعنية، وتحث على ضبط النفس، ووقف التصعيد، والعودة إلى الحوار البنّاء. كما نجري مشاورات مكثفة مع شركائنا الدوليين لدعم أي مسار يُسهم في تهدئة الأوضاع ومنع مزيد من العنف".

وعن ماهية الاتصالات التي أجرتها واشنطن لوقف التصعيد، قال ميتشل: "تواصل الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لاحتواء التصعيد ومنع تفاقم التوترات بين الهند وباكستان.

وفي هذا السياق، أجرى الوزير ماركو روبيو اتصالين هاتفيين مع كل من وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، ورئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف".

ووفقًا لميتشل، "أعرب الوزير عن تعازيه لضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في 22 نيسان/ أبريل في باهالجام بمنطقة جامو وكشمير، وشدد على إدانة الولايات المتحدة للإرهاب بكافة أشكاله، وعلى ضرورة محاسبة الجناة".

وأوضح أن "الوزير حث الجانبين على التعاون في التحقيقات، والعمل مع الشركاء الإقليميين لمنع أي تصعيد إضافي، وضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. كما شدد، في كلا الاتصالين، على أهمية ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وضرورة تجنب المزيد من التصعيد".

يُذكر أن التوتر بين الهند وباكستان تصاعد إثر هجوم مسلح على سياح في ولاية كشمير، أسفر عن مقتل 25 شخصًا، تبعته اشتباكات متقطعة في البداية، ثم تطورت لتصل إلى قصف هندي لبعض المناطق في باكستان.

وردّت باكستان على القصف الهندي بالتأكيد على أن "ردها قادم لا محالة"، كما أعلن مسؤولون باكستانيون عن إسقاط ثلاث طائرات هندية، وأكدوا استعداد بلادهم للدفاع عن النفس وصدّ أي هجوم هندي.

مقالات مشابهة

  • انقطاع النفس أثناء النوم يهدد بالزهايمر
  • باكستان تؤكد التزامها بالتنفيذ الدقيق لوقف إطلاق النار مع الهند
  • اكتشفها الآن.. خمس عادات لتدريب عقلك على السعادة
  • الصين تحث الهند وباكستان على ضبط النفس وحل الأزمة بطرق سلمية
  • مجموعة السبع تدعو الهند وباكستان لضبط النفس والحوار المباشر
  • علم النفس يكشف: 5 طرق مثبتة علمياً لتدريب الدماغ على السعادة
  • شيخ الأزهر يدعو الهند وباكستان لضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات
  • النرجسية بين الأسطورة وعلم النفس
  • لجنة كفرحزير البيئية في رسالة الى أبناء البلد: ليكن وفاؤنا لأهلنا وترابنا
  • متحدث أمريكي لـعربي21: يجب التحقيق في هجوم باهالجام ومحاسبة المتورطين