بوابة الوفد:
2025-06-26@15:51:14 GMT

ليكن موعدنا يوم الخيبة

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

هكذا ودون مقدمات، اعتدنا أن نصحو ذات صباح وظُهر ومساء على قرارات وزارية لا يذكر معلنها مبررًا منطقيا لقذفها فى وجوهنا، وفرضها فرضا على مستقبل أبنائنا، من غير رقيب ولا حسيب.. ولا راد لقضائه أو راد على غضبنا وتساؤلاتنا الحيرى. 

يقول عمنا نيتشه وأنا معه: «لا صلاح لأمة فسدت منابت أطفالها»، والمنبت هنا إنما يستند فى مجمله ومفرده على عموم ما يتلقاه الطفل من مبادئ وقيم وعلوم وأخلاق، ومفردات للحياة.

ولأننا لسنا بحاجة لدواعى فساد أكثر مما يتعرض له أبناؤنا، فى الشارع والمدرسة وعلى وسائل السوشيال وحتى فى بعض المنازل، فقد كان المعول الأخير والأمل الأقرب لدينا فى مستقبل هؤلاء، محاولين أن نبذل أقصى ما نملك من جهد ومال ووقت، علّنا نحقق من خلالهم ما فشلت أزماننا فى تحقيقه معنا.

لكن، وبجرة قلم لا يساوى الكثير، تُخط قرارات بليلٍ، وتخرج علينا لتهدم أحلامنا وأحلام أبنائنا، هكذا صرنا حقلا لما تتفتق عنه عقول المسئولين من تجارب لكن منذ متى وتلك التجارب تدرس أو تنظر قبل إعلانها؟ بل منذ متى ونحن نسمع عن تشكيل لجان «محترمة» لدراسة مقترحات تطوير العملية التعليمية، وتأخذ تلك اللجان وقتها كاملا، شهورا وربما سنوات، فقط لتخرج بقرار واحد، يناقش بعدها فى مجلس الشعب، لطرحه على ممثلى الرأى العام، ثم بعد معارضات ومناقشات، وصراخ وعويل لوسائل الإعلام والصحف و.. و.. قد يخرج وقد يتم رفضه ورده لصدور من أعلنه.. ها.. منذ متى؟ 

فى لحظات تجلٍ قرر مسئولو التربية والتعليم حذف بعض المواد الأساسية من المجموع الكلى وتحويلها بقدرة قادر إلى مجرد مواد هامشية.

نكتة مبكية، أن تتحول الفلسفة وعلم النفس واللغات الثانية، إلى مواد هامشية، أن يتحول ما يعيننا على صلف الحياة وشظف عيشها وقسوة إنسانها وآلية علومها إلى مجرد أمر ثانوى لا طائل منه، لنعود أدراجنا إلى آلاف السنوات، فنزداد جهلا، ولتربح الوزارة التى عجزت عن مجابهة غيلان ومافيا الدروس الخصوصية والسناتر، فلم تجد سبيلا سوى «اللعب» فى مستقبل أبنائنا.

تُرى هل لى بأحدهم أن يجيبنى، ماذا غير الفلسفة وعلم النفس واللغات يمكنه أن يساعد الطالب على إدراك أهدافه فى الحياة، هل يمكن للعلوم وحدها أن تساعده على إدراك ماهية نفسه وحدود حريته وواجباته ومكانته فى المجتمع والوجود عامة، وأن ترتقى بمستواه العقلى؟، ماذا غير اللغات والفنون والعلوم الاجتماعية يمكنه أن يلغى المسافات بيننا وبين الآخر، أن يوحِّد الأفراد على التواصل واكتساب المعرفة؟

منذ ما يزيد على الخمسة آلاف عام، نشأ لدينا تاريخ طويل من الأفكار المتعلِّقة بالقضايا الفلسفية، مثل قضية نشأة العالَم والصلاح والفساد، فكان الدِّين والفلسفة يتشاركان فى الإجابة عن هذه القضايا الدائمة.

وبعد مرور أكثر من مائتى سنة على البعثات التعليمية التى أوفدها محمد على إلى فرنسا، والتى ساهمت فى التكوين الفكرى لأجيال تالية، نأتى اليوم لنقطع كل ما يصلنا بالآخر، ونهيل التراب على مجهودات صانعى مصر الحديثة.

أو لم يخطر ببال صانعى القرار سؤال عن مستقبل أقسام الفلسفة وعلم النفس واللغات الثانية بالكليات؟ 

وعن فرص العمل التى قد تتوفر لهم، بعيدا عن الوساطات، بعد تلك القرارات الرائعة؟!

من لى بمجيب عن مصير ابنتى التى تدرس فى مدرسة فرنسية، هل تدركون معنى أن تعانى لسنوات طوال من دراسة معظم المواد الدراسية باللغة الفرنسية، ثم تتخرج بعد ستة عشرة عاما لتجد أن ما تحمل من لغة لا يساوى شيئا فى سوق العمل؟ 

إذن، فليكن موعدنا يوم الخيبة، إذا استمرت تلك القرارات، عند تخرج أول دفعة لم تدرس الفلسفة وعلم النفس واللغة الثانية كمواد أساسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات وسائل السوشيال تطوير العملية التعليمية

إقرأ أيضاً:

أمير قطر يؤكد للرئيس الإيراني رفض استهداف العديد ويدعو لضبط النفس والحوار

تلقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، اليوم الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان، تناول تداعيات الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر.

وخلال الاتصال، عبّر أمير دولة قطر عن إدانة بلاده الشديدة للهجوم الذي نفّذه الحرس الثوري الإيراني، واعتبره "انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وخروجًا عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، في موقف قطري نادر من حيث الصرامة تجاه طهران.

وأكد الأمير القطري أن هذا التصعيد يتنافى مع علاقات حسن الجوار التي طالما حرصت الدوحة على ترسيخها مع إيران، مشيرًا إلى أن قطر كانت دومًا من "دعاة الحوار"، وقد بذلت جهودًا دبلوماسية متواصلة لتقريب وجهات النظر في أزمات المنطقة.

وشدّد على ضرورة "الوقف الفوري للعمليات العسكرية"، داعيًا إلى العودة الجادة إلى طاولة المفاوضات، محذرًا من مخاطر الانزلاق نحو صراع مفتوح لا يخدم استقرار الخليج ولا مصالح شعوبه.

من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني عن أسفه العميق لما تسبب به الهجوم من تداعيات، مؤكدًا أن قطر "لم تكن هدفًا للعملية"، وأن بلاده لا ترى في الدوحة سوى "دولة شقيقة وجارة مسلمة"، مجددًا تطلعه إلى تعزيز العلاقات على أساس احترام السيادة وحسن الجوار.




وفجر الأحد، لم تكتف الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للعدوان الإسرائيلي على إيران، وشنت غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية.

ومساء أمس الاثنين، أفاد التلفزيون الإيراني الحكومي، أن الهجوم الذي أُطلق عليه اسم "بشائر الفتح"، استهدف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، في أول ضربة إيرانية من نوعها.

وأشارت وكالة "إرنا" الإيرانية، إلى شن هجوم صاروخي أيضا على قاعدة أمريكية في العراق.

و أعلنت القوات المسلحة الإيرانية في بيان، عن شن الحرس الثوري هجوما صاروخيا "قويا ومدمرا" على قاعدة العديد الجوية في قطر.

وأوضحت أن الهجوم جاء في إطار عملية "بشائر الفتح"، و"بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وبقيادة مقر خاتم الأنبياء المركزي".

وأكدت في البيان أن الهجوم العسكري الأمريكي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية يُعدّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

وأمس الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبعد ساعات أعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على الاتفاق.

ومنذ 13 يونيو/ حزيران تستهدف إسرائيل - بدعم أمريكي - منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، بينما ترد الأخيرة بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، ما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.


مقالات مشابهة

  • مجلس جامعة السلطان قابوس يعتمد 3 برامج دكتوراه وبكالوريوس
  • بذور الشجرة السامة
  • إلغاء امتحانات 133 طالباً لمخالفتهم ضوابط الامتحانات بمادتي الفيزياء وعلم النفس
  • اعتماد برامج أكاديمية جديدة بجامعة السلطان قابوس
  • ماراثون الثانوية العامة |طلاب مدارس المكفوفين النظام القديم يؤدون الفلسفة والمنطق اليوم
  • السوداني وبن سلمان يبحثان هاتفياً تطورات المنطقة ويدعوان لضبط النفس
  • الإيسيسكو تصدر كتابًا عن إسهامات الفارابي عبر التاريخ الإنساني
  • أمير قطر يؤكد للرئيس الإيراني رفض استهداف العديد ويدعو لضبط النفس والحوار
  • إعلام قطري: ترامب يدعو تميم إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية
  • التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي