منذ حريق مكتبة بغداد مرورا بمكتبة الإسكندرية وحتي مكتبات السودان يظل الاوباش أعداء المعرفة والتنوير في ضلالهم القديم !!..
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
[email protected]
ابننا الأستاذ الفاضل الشاعر النحرير الندس علي شندوق في محنة جامعة نيالا وحريق هذه الأسفار في مكتبتها التي لا تقيم بأي ثمن وضعنا في موجز من أربعة أبيات من النظم الفريد في ربط محكم لما كان من ايام التتار وعبثهم بالكنوز المعرفية وكيف أنهم اغرقوا نهر دجلة بالمجلدات التي قل أن يجود بها زمان وجعلوها جسرا لتعبر عليها خيلهم ولما يدور اليوم أمام ناظرينا وأمام العالم من عبث فاق حد الوصف مع كل هذا الحقد وقلة العقل والروحانيات لجماعات من الرعاع امتشقوا البندقية تحولوا بها الي عجماوات يتلفون حصاد المطابع وكل هذا الجهد النبيل في التأليف علي مر السنين دون كلل أو ملل من أجل ترقية الإنسان والعلو به الي اعلي درجات الروحانية والوصول به الي قمة الحضارة من اجل انسان لايري في هذا الكون إلا الجمال والنقاء والصفاء والبهاء حتي ننعم جميعا بحياة هانئة وادعة يحب انسانها لنفسه مايحبه للآخرين عن طيب خاطر بنفس هانئة وادعة مطمئنة.
تالمنا غاية الالم من هذه الوحشية التي وصلت حد الاعتداء علي الكتب والمكتبات والعبث بمحتوياتها في لامبالاة ليس معها ذرة من عقل او تفكير تصدر من جماعات انطفأت في نفوسهم انوار العقول وجاسوا خلال الديار بحقد دفين ونية مبيتة مع الإصرار والقصد والترصد للتخريب وطمس المعرفة والعلم والتنوير .
بنتنا مروة زروق نحمد الله سبحانه وتعالي ونشكره علي نجاة امهات الكتب في سند السيرة في مكتبة والدكم عليه رحمة الله ( الخليفة عبد السلام الحسن زروق ) وقد عرفنا أنها اول مكتبة في السودان لمثل هذا النوع من المعرفة ومن حسن الطالع انكم نقلتموها الي مكان امين قبل أن تصل إليها يد هؤلاء الشرزمة من شياطين الإنس أعداء الدين والعلم والثقافة والآداب.
هذه الهجمة الشرسة لم تسلم منها مكتبات الجامعات العريقة في السودان ولا مكتبات الأسر والافراد وقد تعرضت مكتبة البروف علي شمو ( الخبير الإعلامي المعروف في بلده وفي الخارج ) الي تخريب كبير وكان بيته عبارة عن متحف مرئيات وصوتيات وكنوز من التسجيلات النادرة جمعها في أعوام كثيرة وحافظ عليها وزاد عليها مع كل مايستجد في دنيا الإعلام هذا العلم الذي أصبح من أخطر العلوم في زماننا هذا .
هؤلاء الاوباش لا يعرفون للمساجد حرمة ولا يفهمون في أهمية الكتب ولا الدوريات وقد ابتلي بهم العالم منذ حريق مكتبة بغداد مرورا بالإسكندرية وحتي وصولهم لمكتبات السودان بكامل ما عندهم من وحشية وجهل مطبق ولكن إن شاء الله سينهض اهلنا من جديد في كافة الربوع فاهلنا عرف عنهم حب القراءة والكتابة وتقدير العلم والعلماء وكل ما نرجوه أن تعود كل هذه المكتبات التي حرقت الي سابق عهدها وبابدع مايكون .
اخوكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
صفة عباد الرحمن .. تعرّف عليها واحرص أن تكون منهم
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورًا جديدًا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا﴾ (الفرقان: 63). فكانت أولُ صفةٍ لعبادِ الرحمن أنهم يمشون على الأرض هونًا.
وأوضح أن الهونُ في اللغة: الرفقُ واللين. ومنه ما جاء في الحديث: «أَحْبِبْ حبيبَكَ هونًا ما، عَسَى أَنْ يكونَ بَغيضَكَ يومًا ما، وأَبْغِضْ بَغيضَكَ هونًا ما، عَسَى أَنْ يكونَ حبيبَكَ يومًا ما» [رواه الترمذي]، أي: حبًّا مقتصدًا لا إفراط فيه ولا تفريط.
ويُروى مُرسَلًا عن مكحول أنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «المؤمنون هَيِّنون لَيِّنون كالجملِ الأنف: إن قِيدَ انقاد، وإن أُنيخَ استناخَ على صخرة»؛ وذكره البيهقي في [شُعَب الإيمان]، والمراد: أن المؤمن لينٌ سهلٌ.
وبين ان فمعنى الآية: أن مشيَهم على الأرض يكون في لينٍ وسكينةٍ ووقارٍ وتواضع، وهذا كله ضدُّ الكِبر، وهو يتفق مع قوله تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ (الإسراء: 37).
أشار إلى أن عدمُ الكِبر يجعل الإنسانَ يعرف حقيقتَه وأنه محدودٌ؛ فيلتفت إلى وظيفته الحقيقية في هذا الوجود، وهي: عبادةُ الله، وعمارةُ الكون، وتزكيةُ النفس.
ويتفق ذلك مع وصيةِ لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ (لقمان: 18).
وقال زيد بن أسلم: كنتُ أسأل عن تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا﴾ فما وجدتُ فيه شفاء، فرأيتُ في المنام مَن جاءني فقال لي: هم الذين لا يريدون أن يفسدوا في الأرض. (القرطبي)؛ وقيل: يمشون بالوقار والسكينة.
وهو معنى جليلٌ نبه إليه كثيرٌ من المفسرين. فقال القشيري: «وقيل: لا يمشون بإفسادٍ ومعصية، بل في طاعة الله، والأمورِ المباحة من غير هوك» (والهوك: الحمق). وقال ابن عباس: بالطاعة والمعروف والتواضع.
وقال الحسن: حلماءُ إن جُهل عليهم لم يجهلوا. وقيل: لا يتكبرون على الناس. وهذه كلها معانٍ متقاربة، ويجمعها العلم بالله، والخوف منه، والمعرفة بأحكامه، والخشية من عذابه وعقابه. (تفسير القرطبي)
ونوّه أن الهونُ هنا صفةٌ لعباد الرحمن، وليس صفةً للمشي وحده؛ لأن الإنسان قد يمشي برفقٍ وفي حقيقته وذات صدره هو ذئب؛ كما قيل:
كلُّهم يمشي رويدًا ** كلُّهم يطلبُ صيدًا
والنبي ﷺ يقول للسيدة عائشة رضي الله عنها: «إنَّ الرفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزعُ من شيءٍ إلا شانَه» (رواه مسلم).
فهذه صفةٌ تحتاج إلى كثيرٍ من ضبط النفس والتربية. وما أحوجَنا إليها في عصرنا الحاضر؛ حتى نخرج من مصائبِ الكِبر الذي ما دخل في أمةٍ إلا أهلكها، ومن مصائبِ الفساد الذي ما شاع في قومٍ إلا أخرجهم من دائرة الرضا والقناعة إلى دائرة الطمع والحمق. فإن أساس الإفساد في الأرض وارتكاب الحرام وظلم الناس إنما هو ذلك الطمع، وما يكتنفه من عنفٍ في طلبه.
قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (القصص: 83).
ونلاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى نهى عن مجرد إرادة العلو، فما بالك بنفس الفعل. وفي الحديث: «ألا أُخبرُكم بأهلِ النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مستكبر» (رواه البخاري ومسلم).
والعُتُلّ: قيل هو الغليظ العنيف، الشديد الخصومة في الباطل، والجَوّاظ: قيل الكثير اللحم المختال في مشيته (وقيل فيه غير ذلك).
ويحتاج الأمرُ منا إلى تتبع مادة "فسد" في القرآن الكريم لرسم ملامح ذلك الفساد المنهي عنه، وكذلك في السنة؛ لأن تحديد المفاهيم أصبح من الواجبات الكبار؛ فكثيرٌ من الناس يرى المنكر معروفًا، والمعروف منكرًا، ويرى الصلاح فسادًا، والفساد صلاحًا. ويمكن تحقيق ذلك بأن نتتبع ما يحبه الله وما لا يحبه في القرآن الكريم حتى نحدد مفهوم الصلاح والفساد.