موقع 24:
2025-05-28@11:03:35 GMT

«هدنة التطعيم» لا تكفي

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

«هدنة التطعيم» لا تكفي

يتطلع سكان قطاع غزة لتلبية نداء الأمم المتحدة بإعلان هدنة مؤقتة تسمح بحملة تطعيم ضد شلل الأطفال، الذي أصبح واحداً من أخطر تداعيات العدوان الإسرائيلي، وفي الوقت الذي تتكثف فيه الجهود لوقف دائم لإطلاق النار والعمل على مواجهة الكارثة الإنسانية، يأتي الحديث عن هذه الهدنة التي لن تغني عن الهدف الأسمى المتمثل في إنهاء هذه الحرب بشكل كامل ووقف زعزعة استقرار المنطقة.

طلب هدنة إنسانية شاملة لتطعيم الأطفال تقدمت به الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها مثل «اليونسيف» و«الأونروا» ومنظمة الصحة العالمية منذ أيام، وجاء الرد الإسرائيلي متأخراً ومبهماً وفاقداً للمصداقية، فقد تحدث مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن السماح بتطبيق هدنة في أماكن معينة في قطاع غزة دون وقف للعمليات العسكرية، وأن هذه الموافقة جاءت بضغط أمريكي وليس لدواع إنسانية، ما يعني أن هذا التعهد مشكوك فيه، ولن يلبي الغرض المرجو منه، رغم أن الجانب الفلسطيني في غزة أعلن الموافقة على وقف لإطلاق النار لسبعة أيام، وحذر من تلاعب الطرف الآخر، وتجاهله حقوق الشعب الفلسطيني، بما فيها الحق الأصيل في الرعاية الطبية.
التوصل إلى هذه الهدنة جاء نتيجة ضغوط ودعوات ومناشدات تقدمت بها أطراف عدة، بما فيها دولة الإمارات، التي لا تفوّت مناسبة دون أن تشدد على إنهاء هذه الحرب العدوانية وحماية المدنيين والمرافق العامة، في الوقت الذي تواصل فيه على الأرض عمليات النجدة وإغاثة المنكوبين، وقد أفلحت مرة أخرى عندما وقعت عملية «الفارس الشهم 3» مذكرة تفاهم مع بلدية غزة لتنفيذ مشروع صيانة وتشغيل شبكات المياه المتضررة والمُدمرة في مناطق شمال القطاع.
يأتي هذا المشروع ضمن الاستجابة الإنسانية، خصوصاً في الشمال، حيث دمرت الحرب معظم البنية التحتية الحيوية، خصوصاً شبكات خطوط المياه والآبار ومحطات التحلية، والمفروض اليوم على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويكثف المساعي للتصدي لهذه الكارثة الإنسانية التي تفوق الوصف، حتى يستعيد المدنيون الأبرياء الأمل في حياة طبيعية بعد أشهر طويلة تحت نيران القصف والدمار والتهجير والأمراض والمجاعة.
الهدنة الهشة، التي يجري الحديث عنها لتطعيم الأطفال ضد الشلل في غزة، لا يمكن أن تنجح إذا لم تتوفر الظروف الأمنية المناسبة لحماية الطواقم الطبية والأماكن المخصصة لاستقبال الأسر والطرق المؤدية إليها.
فبالتزامن مع الإعلان عن هذه الهدنة تعرضت شاحنة لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وتحمل شعار هذه المنظمة الإنسانية 10 مرات لنيران الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك رصاصات استهدفت نوافذها الأمامية، بينما كانت ضمن قافلة تم تنسيق تحركها بشكل كامل مع الجيش الإسرائيلي، لكن هذا الجيش لم يرع حرمة هذه السيارة مثلما فعل سابقاً مع سيارات «المطبخ المركزي العالمي»، ويفعل مع المدارس ومراكز الإيواء التابعة ل«الأونروا».
وفي ظل هذا التهديد فإن الإعلان عن هدنة والحرب دائرة لا معنى له، بل إنه استخفاف شنيع بمصائر الأبرياء وبالمنظمات الدولية. وقطاع غزة، الذي تم تدميره وتشريد أهله، لا يحتاج إلى هدنة كهذه، بل إلى وقف شامل للحرب واستنفار واسع لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل رفح

إقرأ أيضاً:

والي الخرطوم: توقعات بانخفاض إصابات الإسهالات المائية بعد تشغيل محطات المياه وانطلاق حملة التطعيم

رأس والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة اليوم اجتماعاً مع لجنة الطوارئ الصحية، برئاسة المدير العام لوزارة الصحة د. فتح الرحمن محمد الأمين، وبحضور المدير العام لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة الأستاذ الطيب سعد الدين، والمدير التنفيذي لمحلية أم درمان الأستاذ سيف الدين مختار.استعرض الاجتماع الجهود المبذولة لاحتواء حالات الإسهالات المائية عبر محورين رئيسيين: تعزيز الوقاية، وتكثيف العلاج للحالات المحتجزة بمراكز العزل، إلى جانب زيادة العيادات الجوالة لاكتشاف الحالات وعلاجها ميدانياً.وأفادت التقارير الصحية بأن العناية المركزة واتباع بروتوكول العلاج أسهما في رفع نسبة التعافي وسط المصابين إلى 60%، مع توقعات بارتفاعها مع استمرار الالتزام بالإجراءات الصحية.كما قررت وزارة الصحة زيادة عدد مراكز العزل وتوزيع المصابين لتقليل الاكتظاظ.وتوقع الاجتماع انخفاض معدل الإصابات مع عودة التيار الكهربائي وتشغيل محطات المياه والآبار، بما يسهم في توفير مياه نقية للمواطنين.وأكدت الوزارة تكثيف جهود تعقيم مصادر المياه وإخضاعها للفحص اليومي، إلى جانب حملات صحة البيئة لمحاربة البيع العشوائي للأطعمة والمشروبات، وإغلاق الكمائن، ومحاربة الذباب، خاصة في الأسواق.وانطلقت اليوم بمحلية جبل أولياء حملة التطعيم بلقاح الكوليرا، بالتزامن مع إغلاق جميع الآبار الارتوازية بالمنطقة.وأوضحت وزارة الصحة أن معظم الحالات الحرجة التي أدت إلى الوفاة سجلت وسط الأفراد الذين كانوا محتجزين لدى المليشيات المتمردة في منطقتي صالحة وجنوب أم درمان، والذين تعرضوا لتناول مياه وطعام ملوثين.من جهته، وجه والي الخرطوم بتكثيف حملات التوعية بمخاطر المرض، وضرورة الالتزام بالإرشادات الوقائية، وتجنب تناول الأطعمة والمشروبات المباعة عشوائياً، إلى جانب زيادة عدد الأسرة بمراكز العزل، مؤكداً أن الولاية سخّرت كل إمكانياتها لمحاصرة المرض.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الكرملين يعلن إعداد الوثائق لمناقشة قائمة شروط الهدنة المؤقتة مع أوكرانيا
  • بعد سنوات من التطعيم.. أمريكا تغير نهجها تجاه لقاح كورونا
  • من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
  • والي الخرطوم: توقعات بانخفاض إصابات الإسهالات المائية بعد تشغيل محطات المياه وانطلاق حملة التطعيم
  • العراق.. عائدات نفط نيسان تكفي لسد الرواتب فقط
  • الطبيبة آلاء النجار.. أيقونة الإنسانية التي أحرق الاحتلال أبناءها التسعة
  • يمن سيد القول والفعل.. من مراقبة الهدنة إلى عودة الإسناد
  • الأمم المتحدة: غزة تغرق في المجاعة والمساعدات لا تكفي
  • الاسلحة في صالحة كانت تكفي الجنجويد يحتلو افريقيا كلها مش السودان
  • وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.. ارتفاع عدد القتلى الصحفيين في غزة بسبب القصف الإسرائيلي