الاحتلال يوسّع عملياته في جنين.. والمقاومة تتصدى بضراوة
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، عدوانه على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة لليوم الثالث على التوالي، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين وسماع دوي انفجارات بين حين وآخر.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بإجراء قوات كبيرة من جيش الاحتلال عمليات تفتيش في الحي الشرقي من جنين، بالإضافة إلى سلسلة من المداهمات التي طالت عددا من المنازل، والتي تخللها عدد من حالات الاعتقال بحق فلسطينيين.
كما واصلت جرافات الاحتلال الإسرائيلي تجريف الشوارع والبنية التحتية في المدينة والمخيم بهدف إحداث أكبر دمار ممكن وتمهيد دخول الآليات العسكرية خلال العدوان الوحشي على جنين.
وعلى وقع الاعتداءات الإسرائيلية واستهداف البنى التحتية، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية توقف خدماتها في محافظة جنين بسبب تضرر معداتها من العدوان الإسرائيلي.
وفي بلدة الزبابدة جنوب شرقي جنين، أغارت طائرة مسيرة إسرائيلية على مركبة بالتزامن مع منع قوات الاحتلال سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى مكان الاستهداف.
ونقلت وكالة الأناضول عن شاهد عيان، قوله إن قوة إسرائيلية اقتحمت البلدة وأطلقت النار على مجموعة من الشبان وأحرقت مركبة فلسطينية، مشيرا إلى أنهم وجدوا دماء على الأرض بعد انسحاب قوات الاحتلال.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه "استهدف من الجو خلية فلسطينية" خلال مواجهة مع قواته في مدينة جنين.
في المقابل، قالت سرايا القدس-كتيبة جنين إن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة في جرافة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي من نوع "دي9"، موضحة أنهم حققوا إصابات مؤكدة.
كما قالت الكتيبة الفلسطينية، إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في حارة الدمج بمخيم جنين، وأنهم أطلقوا وابلا من الرصاص على قوات الاحتلال محققين إصابة مباشرة.
وفجر الأربعاء، بدء الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا هو الأوسع منذ عام 2002 على جنين وطوباس وطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وبعد 30 ساعة من بدء العدوان انسحب جيش الاحتلال من مخيم الفارعة قرب طوباس، مخلفا دمارا كبيرا في المنطقة وعددا من الشهداء.
ومساء الخميس، انسحب جيش الاحتلال من محافظة طولكرم أيضا بعد 48 ساعة من العدوان المتواصل، الذي أسفر عن 4 شهداء على الأقل وحالات اعتقال، فضلا عن تجريف الشوارع والبنى التحتية.
ويواصل الاحتلال تصعيده على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، وذلك بالتوازي مع حربه البربرية المدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 668 شهيدا بينهم 149، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ووفقا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين ارتفع إلى أكثر من 10 آلاف و300 منذ اندلاع العدوان المتواصل على قطاع غزة، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال جنين الضفة غزة غزة الاحتلال جنين الضفة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
ما هي مخاطر استمرار العدوان الإسرائيلي على سوريا؟
ما زال العدوان الاسرائيلي على سوريا يثير تباينات داخلية في صفوف الاحتلال، بعيدا عن مزاعم الدفاع عن الدروز، من خلال شنّ ضربات عسكرية واسعة النطاق في سوريا، لكن هذه السياسة العدوانية قد تُصنّف الدروز في الواقع على أنهم "متعاونون" بنظر أشقائهم السوريين، بل تزيد من خطر الصراع المباشر مع سوريا وتركيا.
وأكدت كارميت فالنسي مسؤولة الملف السوري في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "اشتباكات عنيفة وقعت مؤخرا بين الدروز وقوات الأمن السورية بمنطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق، فيما تشهد سوريا تحولاً سياسياً، ولا يزال مستقبلها مُحاطاً بالشكوك، ولأول مرة منذ سنوات، أطلق كبار الدروز حملة تأثير واسعة النطاق على المسؤولين الإسرائيليين، بهدف زيادة التدخل في حماية أشقائهم هناك، إضافة لانتقادات موجهة للاحتلال بأنه لا يبذل جهودا كافية، وسط مناشدات من كبار قادة الدروز للمسؤولين السياسيين والأمنيين في تل أبيب، بما فيها أمام منزل رئيس الوزراء في قيسارية".
وأضافت في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "التعقيد الإسرائيلي ظهر منذ سقوط الأسد، حيث سيطر الاحتلال على المنطقة العازلة في جنوب سوريا، ويشنّ هجمات متكررة على أهداف عسكرية فيها، في بداية الأحداث الأخيرة، وجّه وزير الحرب يسرائيل كاتس، رسالة تهديد للحكومة السورية، بفعل الضغوط التي مورست على الحكومة في الأيام الأخيرة من قِبَل كبار قادة الدروز، والتزاماتها منذ آذار/ مارس بحماية الدروز، لم تترك لها خيارًا كبيرًا، وأدّت إلى ردّ عسكريّ مُتدرّج".
وأوضحت أنه "في المرحلة الأولى، نفّذ الاحتلال خمس هجمات، منها موقعًا قريبًا جدًا من القصر الرئاسي في دمشق كإشارة تحذير، ولم يكتفِ الاحتلال بهذا، فنفذت سلسلة هجمات عنيفة على أهداف عسكرية ومستودعات صواريخ، وإضافة للردّ العسكري، فقد قدم مساعدات للدروز، وأجلى مصابين لتلقي العلاج في مشافيه، مع العلم أن هذه السياسة الإسرائيلية في سوريا تنطوي خلال الأشهر الأخيرة على مخاطر جمة".
وأشارت إلى أن "أولى المخاطر أنها تؤدي لتزايد العداء تجاه الاحتلال من جانب النظام والسوريين، وثانيها تشجيع وتقوية المتطرفين الذين ينتقدون ضعف النظام الجديد بسبب سياسته المنضبطة تجاه الاحتلال، وثالثها تزيد من خطر الاحتكاك المباشر مع المسلحين المحليين في جنوب سوريا، ومع قوات النظام، ورابعها تصاعد التوتر مع تركيا، التي أدى توسيع نفوذها، وترسيخ سيطرتها على قواعد عسكرية في وسط سوريا لعدة هجمات إسرائيلية لإرسال إشارة للأتراك بعدم التسامح مع أي تهديد محتمل لحرية عمل الاحتلال في سوريا، وخامسها تزايد الانتقادات الدولية والإقليمية للاحتلال بسبب انتهاكه للسيادة السورية".
وأكدت أن "الاحتلال يواجه اليوم في سوريا وضعًا معقدًا، فالتزامها بحماية الدروز في ظل علاقاتها معهم، ونظرتها لهم كحلفاء وعناصر إيجابية، في منطقة مليئة بالتهديدات المحتملة من جهة، وخطر الانجرار للشؤون الداخلية السورية، والمخاطرة بالصراع المباشر معها من جهة أخرى، كما تُفاقم التحركات الإسرائيلية هذه المخاطر، حيث تُعتبر محاولة تخريبية تهدف لتفكيك الدولة".
وحذرت أن "الدفاع الاسرائيلي عن الدروز يثير جدلا حول مدى مساهمة سياسة الاحتلال بترسيخ مكانتهم في سوريا، لأنها بجانب محاولة حمايتهم، يُصوّرهم كـ"أتباع له، ومتعاونين وعملاء"، وبالتالي فإن الخطوات التي اتخذها الاحتلال منذ سقوط الأسد، والهادفة لتحييد التهديدات المحتملة لحدودها، قد تصبح نبوءة محققة لذاتها، وتزيد من احتمالية نشوب صراعات مستقبلية، أي أنها تقوده لنفس السيناريو الذي حاول تجنّبه، كما قد تُسرّع هذه الخطوات من تقارب سوريا مع تركيا كملاذ أخير في مواجهة العدوان الإسرائيلي".
وأكدت أنه "من الأفضل للاحتلال أن يقود سياسة متوازنة تُساعد في الحفاظ على مصالحه الأمنية في سوريا على المدى الطويل، مما يسمح له بالاستفادة من إنجازاته العسكرية المهمة في ترتيبات تضمن واقعًا أمنيًا أفضل ودائمًا، دون الاعتماد على الحفاظ على وجود عسكري على الأراضي السورية، مما ينبغي تركيز الردّ الإسرائيلي على توجيه رسائل قوية للنظام السوري، ليس بالضرورة عسكريًا، بشأن ضمان احتياجاته الأمنية في المنطقة، ومساعدات للدروز، وتعبئة المجتمع الدولي لتهدئة التوترات، ومنع تكرار حوادث مماثلة في المستقبل".