أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن إقدام إسرائيل على اقتحام الضفة الغربية مؤخرا يلحق الضرر بإسرائيل نفسها وبأطراف أخرى.

وأشارت الصحيفة في مقال افتتاحي إلى أن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضي، شكلت انتهاكا صريحا لقواعد الحروب المعترف بها في النظام العالمي وهو الأسلوب الذي مازالت تنتهجه إسرائيل في مناطق أخرى من الأراضي المحتلة.

ولفت المقال إلى أن اجتياح إسرائيل للضفة الغربية يختلف عن اقتحامها لقطاع غزة حيث أن الآمال كانت معلقة على إمكانية قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى تصويت البرلمان الإسرائيلي مؤخرا على قرار يرفض قيام دولة فلسطينية.

ويضيف المقال أن الموقف الإسرائيلي يعكس قصر نظر وسوء تقدير وأنه يجب على المجتمع الدولي العمل على التوصل لحل لوقف إراقة الدماء، لافتا إلى أن فشل المجتمع الدولي في التوصل لهذا الاتفاق سوف يؤدي إلى فقدان الثقة في مصداقية الهيئات الدولية.

وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع أعداد الضحايا من الفلسطينيين بعد يومين اثنين من الاقتحام البري والجوي الإسرائيلي للضفة الغربية، مشيرة في نفس الوقت إلى الحكم الصادر من محكمة العدل الدولية في يوليو الماضي الذي نص على أن احتلال إسرائيل لقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية غير مشروع ويتنافى مع القانون الدولي ويجب أن ينتهي.

ويشير المقال إلى أن الحجج التي تروجها إسرائيل بأنها تدافع عن نفسها لتبرير ممارساتها غير المشروعة والمتمثلة في ترويع المدنيين في الأراضي المحتلة غير كافية وغير مقنعة على الإطلاق.

ويضيف أن ستة فلسطينيين لقوا مصرعهم في الأراضي المحتلة جراء غارات جوية في الفترة من عام 2020 حتى أكتوبر 2023، إلا أن هذا العدد وصل إلى 136 فلسطينيا في الضفة الغربية فقط بسبب الغارات الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي طبقا لبيانات الأمم المتحدة، لافتا إلى أن تلك الأعداد تمثل نسبة ضئيلة جدا مقارنة بضحايا القصف الإسرائيلي في قطاع غزة والذي تجاوز 40، 000 قتيل معظمهم من كبار السن والأطفال والنساء منذ بداية الصراع في أكتوبر الماضي.

وتقول الصحيفة في الختام أنه طالما لا يوجد ضمانات لاحترام المبادئ الدولية فليس هناك أي بارقة أمل في تحقيق أي إنجاز سياسي لإنهاء الحرب في الأراضي المحتلة.

اقرأ أيضاًانسحاب جيش الاحتلال من مدينة طولكرم ومخيماتها في الضفة الغربية

أونروا: خدماتنا تأثرت بمخيمات الضفة الغربية المستهدفة من العدوان الإسرائيلى

استهداف آليات الاحتلال وجرافاته بالعبوات الناسفة شمال الضفة الغربية «فيديو»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية جنين طولكرم صحيفة الجارديان البريطانية طوفان الاقصى 7 أكتوبر العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية اقتحام قوات الاحتلال للضفة الغربية حرب الإبادة في غزة فی الأراضی المحتلة الضفة الغربیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

لإنهاء المقاومة.. الاحتلال ينقل نموذج تدمير رفح لشمال الضفة الغربية

منذ شهور متواصلة، تقوم قوات الاحتلال بإجلاء كل الفلسطينيين مما تسميه "مثلث المقاومة" المتمثل في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، بزعم تمكينها من العمل هناك دون عوائق، بعد أن وصلت لواقع إشكالي للغاية من الناحية الأمنية، وأصبح كل دخول لهذه المنطقة يتطلب عملية عسكرية كاملة، مع قتال مع المسلحين في الطريق، الأمر الذي دفعها لاتباع نموذج إخلاء الفلسطينيين، وتطهير المنازل من منزل لآخر، في محاكاة مكشوفة لما يتم من تدمير وتخريب في غزة.

وذكر أمير بار شالوم المراسل العسكري لموقع زمان إسرائيل، أنه "منذ عام ونصف، تم الحفاظ على المهمة التي حددتها القيادة السياسية للجيش بكثافة متفاوتة، بخفض مستوى عمليات المقاومة في الضفة الغربية لأدنى مستوى، وجاءت الهجمات الأخيرة التي قتلت عددا من المستوطنين تذكيرا بالإمكانات المتفجرة في هذه الساحة، وتحت رادار وسائل الإعلام، يطبق الاحتلال في الضفة الغربية ما يسميه نموذج رفح من خلال التدمير الواسع".

مثلث الهجمات
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مثلث الهجمات المسلحة المتركزة في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، أصبح خالياً من الفلسطينيين في الأشهر الأخيرة، ويعمل الجيش فيه دون مقاومة تقريبا، عقب تحولها في العامين الأخيرين لنوع من المناطق المستقلة، حيث تخشى السلطة الفلسطينية دخولها، بينما يقاتل الجيش داخلها كلما كان ذلك ضروريا لتنفيذ اعتقالات أو عمليات تفتيش".

ونقل عن ضابط كبير أن "الواقع الأمني في هذه المخيمات بات إشكاليا للغاية، وأصبح الوضع فيها أسوأ وأسوأ، لأنه مع كل عودة للجيش، تشتد المعارك بشكل كبير، وتصبح أكثر تعقيدًا، مما دفعه للجوء لنموذج إخلاء السكان، والتطهير من منزل لمنزل".

وأشار أن "تقديرات الجيش تتحدث عن إجلاء عدة آلاف من الفلسطينيين، أو تركهم في المخيمات الثلاثة، عقب تدهور الوضع الأمني، وزيادة التهديدات المتمثلة في تحولها إلى مختبرات للمتفجرات، اعتمادا على المعرفة والتمويل من الخارج، واستخدام مواد مزدوجة الاستخدام قادمة من دولة الاحتلال ذاتها، وقد تم مؤخرا اكتشاف مختبر ضخم في طولكرم، يحتوي على 200 شحنة جاهزة للتفعيل، و150 أكسيداً وأسمدة زراعية تستخدم كمواد خام، وقد أطلق على هذه الظاهرة من المنظمات المحلية اسم "الكتائب".

وذكر ان "هذه الكتائب تعتمد على فلسطينيين محليين يعرفون كل حارة وزقاق، واستفادت من مبالغ مالية كبيرة تصلها من الخارج، وهي في الغالب من العملات المشفرة عبر المنصات الرقمية، بحيث يمكن تحويل آلاف الدولارات من خيمة في غزة، أو مكتب في بيروت، وباتت أجهزة الأمن ترى هذه التحويلات المالية من المنطقة بأكملها: لبنان، وإيران، والأردن، وسوريا، وحتى غزة".

تحديات ماثلة
وزعم أن "مخيم جنين هو أحد المعاقل الأكثر صعوبة في الاقتحام منذ سنوات، وقام الاحتلال في السنوات الأخيرة بمداهمته عشرات المرات، وفي كل مرة نجحت البنية التحتية للمقاومة في التعافي، لكن اجتياح المخيم مؤخرا أدى لتشتّت التنظيمات المحلية، والبحث عن مأوى في المجتمعات المحيطة، فيما توقفت كتائب جنين عن الوجود، وأصبحت ملاحقة، وفي الوقت الحالي، تتضمن قائمة المطلوبين لدى الاحتلال عشرة أسماء، جميعهم من منطقة مثلث مخيمات اللاجئين".

وأوضح أن إطلاق الجيش لعملية "السور الحديدي في هذا المثلث تعتبر حلا جزئيا لمرة واحدة، وبدون خطة شاملة فإن نتائجها ستتآكل، وقد طرح الجيش على المستوى السياسي ثلاث مشاكل أساسية، وبدون حلها فإن النجاح الحالي في خفض مستوى الهجمات سيكون مؤقتا فقط، أولاها الحدود الشرقية مع الأردن، فرغم الجهود المكثفة التي يبذلها الجيش والشاباك والشرطة، فلا تزال مخترقة، ومن خلالها تتدفق كميات كبيرة من الأموال والأسلحة للضفة الغربية، ويعمل الجيش حاليا على إنشاء الفرقة الشرقية، للمحافظة على هذا الخط، ولكن دون وجود عائق مادي كالموجود على حدود لبنان ومصر، فلن يتم إغلاق الخط".

العرض والطلب على السلاح
ولفت المراسل إلى أن "المشكلة الثانية هي المعابر وحاجز التماس، فرغم العمل المكثف هنا منذ سنوات، لكنه لا يزال مفتوحا، ويؤكد الجيش على الطبيعة الإشكالية للمعابر، لأنه تعمل باتجاه واحد فقط، وتقوم بفحص المركبات الداخلة من الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، وليس العكس، وبدون التفتيش المزدوج، سيكون صعبا للغاية التعامل مع تدفق المواد ذات الاستخدام المزدوج والأسلحة القادمة من الداخل المحتل، وقد كشفت حرب غزة كيف أن السوق الإسرائيلية أغرقت المناطق الفلسطينية بالأسلحة".

وشرح ذلك قائلا إنه "قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر، كان سعر القنبلة اليدوية في الأراضي الفلسطينية 3000 شيكل، قرابة 800 دولار، أما اليوم فهو 400 شيكل، أي 110 دولارا، وهذه حالة نموذجية للعرض والطلب، ولسد هذه الفجوة، من الضروري مضاعفة القوى العاملة، ووسائل التفتيش على المعابر، وهذا مشروع سيكلف مليارات الدولارات".

وختم قائلا إن "المشكلة الثالثة هي التوجيه الرقمي، من حيث المعرفة والمال، وهذا العمل معقد، ويتطلب حلاً شاملاً يشبه ما كانت عليه وحدة "تسالسيل" التابعة للموساد التي تعاملت مع طرق تمويل التنظيمات المسلحة، وقد وافق رئيس الأركان إيال زامير فور توليه منصبه على خطة العمليات في شمال الضفة الغربية، وأمر بإضافة كتيبتين إضافيتين لضمان عدم امتداد هجمات المقاومة من الشمال إلى ما وراء الطريق السريع.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تغول الاحتلال الإسرائيلي
  • كيف ردت واشنطن على "معاقبة" بن غفير وسموتريتش؟
  • صافرات الإنذار تدوي في مئات المواقع بالأراضي الفلسطينية المحتلة
  • العدو يعلن سحب الفرقة 252 من غزة ويعترف بسقوط 4 من ضباطه في الضفة المحتلة
  • العدو الإسرائيلي اعتقل 488 فلسطينياً في مايو الماضي
  • الاحتلال الكامل للضفة الغربية!.. إسرائيل تُكرّس لواقع جديد لتصفية القضية الفلسطينية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 14 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • العدو الصهيوني يعتقل 10 فلسطينيين من الضفة المحتلة
  • بينهم سيدة وأسرى سابقون.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 14 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • لإنهاء المقاومة.. الاحتلال ينقل نموذج تدمير رفح لشمال الضفة الغربية