صحيفة الاتحاد:
2025-05-28@08:44:03 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: شجرة النسق

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

لنتعرف على شجرة النسق ومضمراته الثقافية نبدأ من قول أدونيس:
(مالكٌ ملكه الأرض والسماء
شَعره النبات
جسده الأقاليم
عروقه الأنهار
ويداه جناحان يمشي بهما في الفضاء
ظاهره برٌّ
باطنه بحر ٌ).
وهنا يتكشف المضمر من تحت الظاهر، وهذه الصورة الأسطورية جاءت من نسق الشعرية الذي تشكل من رحم الشعر العربي منذ الجاهلية ليبلغ هرمه الدلالي على لسان شاعر تراه الثقافة العامة الرمزَ الأخطر للحداثة.

والسؤال هنا: فكيف يكون حداثياً ورجعياً في آن؟ وسنرى علامة ذلك الانقلاب، حيث يقول أدونيس إن الأساس هو الشاعر لا الشعر، وهنا تكون الذات أكبر من الموضوع ومن اللغة، وديوانه الذي فيه هذه القصيدة يحمل عنوان (مفرد بصيغة الجمع)، وهذا المفرد هو الشاعر تحديداً الذي هو الكل المطلق، وهذا الكل المطلق ابتدأ منذ الجاهلية مع عمرو بن كلثوم (ملأنا البر حتى ضاق منا/ وماء البحر نملؤه سفينا)، ومضى هذا المعنى يتجذر عابراً للقرون ويتجدد مع الشعراء، فالحمداني يقول: (لنا الصدر دون العالمين أو القبر)، ونزار قباني يقول: (جربت أنواع العبادة كلّها/ فوجدت أحسنها عبادة ذاتي)، ولم يك هذا خارج سياق المضمر الثقافي، فنحن نرى ذلك أولاً في شعرنا في كل مراحله ولم ينقطع قط، وظل يعمر الخطاب الشعري ويعمر استشهادات الذاكرة. فكلنا نتذوق ونطرب للمتنبي وأناه المتضخمة ولا نخجل من تمجيد ذلك التضخم مع الذات النافية لغيرها، على أن المتنبي هو سيد غايات النسقية الثقافية. وهو نموذج الشعرنة.
ويقابله نموذج غربي نجده في الفلسفة وهي ديوان الغرب كما الشعر ديوان العرب، وكلمة أفلاطون بأن الحرية والمساواة شرٌّ مطلقٌ لأنها تساوي بين العبد والسيد، هي التي ترددت في مظاهرات الأميركيين وشعارها (حياة السود مهمة)، أي أن الواقع يقول إنها غير مهمة في اتصال نسقي منذ أفلاطون حتى هذا اليوم، عابراً أبا الفلسفة الألمانية هيجل، حيث يعزز مقولة العبد السيد في صيغة المصانع، مثلاً حيث مالك المصنع سيدٌ والعمال عبيدٌ، تماماً كما يتمدد عندنا عمرو بن كلثوم ومفرده الذي هو بصيغة الكل (حسب تعزيز أدونيس للفكرة)، وهذه هي الشجرة النسقية في نموذج الشعرنة عربياً ونموذج العقلنة فلسفياً وفيهما معاً تعزيز للتفرد المطلق والأنا النافية للمختلف.
* كاتب ومفكر سعودي- أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: الحكمة (لقاء الشعر والفلسفة) د. عبدالله الغذامي يكتب: انتصار الكتابة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: عبدالله الغذامي

إقرأ أيضاً:

سقوط شجرة ضخمة على سيارتين في المعادي

شهدت منطقة المعادي سقوط شجرة ضخمة على سيارتين أثناء توقفهما بأحد الشوارع في المعادي جنوب القاهرة.

بكفالة ألف جنيه.. إخلاء سبيل متهمة في واقعة الاعتداء على محامي المحلةالسكرتير العام المساعد ببني سويف يشرف على إزالات "بقرية بهبشين"عصابة المراهقين.. أحلام تحولت لكابوس بعد سرقتهم بـ 20 مليون جنيه مصوغات ذهبية بقنالغز الشخصية العامة .. منشور فيسبوك يقلب الموازين بواقعة أحمد الدجوي

سقوط شجرة على سيارتين في المعادي

تلقت غرفة عمليات النجدة في القاهرة بلاغا من الأهالي أفاد بسقوط شجرة ضخمة على سيارات متوقفة بأحد شوارع المعادي وعلى الفور تم إبلاغ أجهزة المحافظة.

حيث انتقلت أجهزة محافظة القاهرة لموقع الحادث وجرى رفع حطام الشجرة وسحب السيارات المتوقفة وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة.

طباعة شارك القاهرة شجرة المعادي منطقة المعادي سقوط شجرة

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: توجيهات "للقانون الغائب"
  • ترامب يقول إن روسيا "تلعب بالنار"
  • قائد سلاح البحرية الإسرائيلي السابق: استعادة الأسرى من غزة مستحيلة دون صفقة
  • د.حماد عبدالله يكتب: قانون هام فى (غياهب النسيان!!)
  • بثينة الرئيسي: مين يقول روج في 2025 .. فيديو
  • سقوط شجرة ضخمة على سيارتين في المعادي
  • حازم إمام يفتح النار: الكل يسب ويقذف.. والكرة أفسدت أخلاقنا!
  • المبيضين يكتب: في الاردن فقط ، يتم قوننة ” الأتاوة والخاوة”..الضريبة على المواقع الإخبارية والمؤسسات الصحفية ونقابة الصحفيين نموذج
  • دونالد ترامب يقول إنه سيؤجل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي حتى يوليو
  • د.حماد عبدالله يكتب: كفـانا غطرسـة.. وغباء !!