ساهم ارتفاع النفط في زيادة الإيرادات العامة هذا العام:

استفادة من العائدات الإضافية، نجحت سلطنة عمان في تعزيز الإنفاق الإنمائي ومواصلة سداد القروض وبعضها قبل موعده

رفع مخصص سداد الديون المستقبلية إلى 166 مليون ريال منذ بداية العام وحتى نهاية مايو الماضي:

تعزز هذه المخصصات من هوامش الأمان للوضع المالي تحسبا لتقلبات النفط

الحفاظ على مستويات جيدة للأصول الأجنبية لدى البنك المركزي العماني

حتى الآن، أسفرت خطط وجهود الاستدامة المالية التي نفذتها سلطنة عمان خلال السنوات القليلة الماضية عن العديد من النتائج الملموسة في ظل الالتزام بالخطة المالية متوسطة المدى وما تزامن معها من جهود متواصلة للضبط المالي وخفض الدين العام، وكانت هذه النتائج -التي مثلت نقلة كبيرة في قوة المركز المالي لسلطنة عمان- مصدرا للرصد والإشادة من قبل العديد من المؤسسات الدولية ونتج عنها رفع متوالٍ لتصنيف سلطنة عمان من قبل كافة وكالات التصنيف الائتماني الدولية، كما أشادت بعثة صندوق النقد الدولي في ختام زيارتها الأخيرة لسلطنة عمان بالجهود الحكومية والإجراءات المالية والاقتصادية التي اتخذتها سلطنة عُمان في ضبط الإنفاق وخفض سقف الدين العام.

وتشير المؤشرات والإحصائيات إلى استمرار التحسن في المركز المالي لسلطنة عمان خلال العام الجاري وعلى المدى المتوسط، وهو ما يسرّع وتيرة الوصول إلى الاستدامة المالية في محاورها الأساسية وهي ضبط ورفع كفاءة الإنفاق العام، وخفض حجم الدين العام وزيادة مصادر العائدات العامة غير النفطية وهي ركائز للنهج المتكامل في تعزيز المركز المالي والنمو الاقتصادي المستدام في سلطنة عمان.

وفيما يتعلق بتطورات النفط، فخلال العامين الماضي والجاري، ظلت أسعار النفط عند مستويات مواتية تمثل دعما مهما لاستمرار تحسن المركز المالي، وكذلك لزيادة تمويل المشروعات الإنمائية ذات الأولوية خلال الخطة الخمسية، وانسجاما مع مبدأ التحوط ضد تقلبات وتذبذبات النفط والتزاما بالإطار المالي وتوجهات الخطة الخمسية العاشرة، اعتمدت ميزانية العام الجاري متوسط 55 دولارا لسعر برميل النفط، ورغم التراجع النسبي في أسعار النفط هذا العام مقارنة مع المستويات المحققة خلال العام الماضي، سجل متوسط سعر النفط الفعلي اكثر من 81 دولارا للبرميل بنهاية النصف الأول من العام الجاري وهو ما يزيد عن السعر المقدر مبدئيا في الميزانية العامة للعام الجاري بنحو 26 دولارا، وكان متوسط سعر النفط الفعلي قد سجل نحو 90 دولارا للبرميل بنهاية النصف الأول من العام الماضي.

وقد أعلنت وزارة المالية في بداية العام تزامنا مع إعلان ميزانية عام 2023 أن سلطنة عمان لن تلجأ لتمويل الميزانية في حال تحققت عوائد إضافية من ارتفاع النفط، وساهم ارتفاع النفط في استمرار تحقيق فائض مالي هذا العام، واستفادة من العائدات الإضافية للنفط، نجحت سلطنة عمان في مواصلة سداد القروض وبعض السداد تم قبل موعده، كما تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن سلطنة عمان رفعت مخصص سداد الديون المستقبلية إلى 166 مليون ريال عماني منذ بداية هذا العام وحتى نهاية مايو الماضي، وتعزز هذه المخصصات من هوامش الأمان للوضع المالي تحسبا لتقلبات النفط، كما تجد هوامش الأمان المالي دعما مستمرا من الحفاظ على الأصول الأجنبية لدى البنك المركزي العماني عند مستويات جيدة طوال السنوات الماضية، الأمر الذي قدم أيضا ضمانا لاستقرار وثبات سعر صرف الريال العماني.

ويعد بند مخصّصات سداد الديون المستقبلية في الميزانية العامة للدولة أحد الإجراءات المستحدثة التي تزامنت مع تنفيذ كل من الخطة المالية متوسطة المدى والخطة الخمسية العاشرة، لتحقيق استقرار واستدامة المركز المالي للدولة، وخلال عامي 2021 و2022 رفعت سلطنة عمان حجم هذه المخصصات لتصل إلى 200 مليون ريال عماني بنهاية العام الماضي، من 150 مليون ريال خلال عام 2021. ومن المستهدف تعزيز مخصصات سداد الدين المستقبلي ورفعه تدريجيا خلال الخطة الخمسية العاشرة.

من جانب آخر، ساهم ارتفاع الإيرادات العامة في تراجع الحاجة للتمويل الخارجي والمحلي، وهو ما يخفف من المخاطر والضغوط التي قد يواجهها الوضع المالي في حال أي تراجع محتمل لأسعار النفط، وسجلت الإيرادات العامة للدولة حتى نهاية مايو الماضي، ارتفاعًا بنسبة 3 بالمائة إلى نحو5.4 مليار ريال عُماني، مقارنة مع 5.3 مليار ريال عُماني خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022، وجاءت زيادة الإيرادات نظرا لارتفاع صافي إيرادات النفط التي تمثل 52 بالمائة من إجمالي الإيرادات العامة وزيادة الإيرادات الجارية لتشكل 30 بالمائة من إجمالي الإيرادات العامة.

وإلى جانب الدعم الذي وجده المركز المالي لسلطنة عمان من صعود أسعار النفط، كان لخطط الضبط المالي تأثير إيجابي، حيث ساهمت الإدارة الجيدة للمحفظة الإقراضية في تسريع وتيرة سداد الديون وخفض لكلفة أعباء الديون من خلال استبدال القروض مرتفعة الكلفة بأخرى أقل كلفة، ويحمل هذا التوجه أهمية كبيرة في ظل المتغيرات العالمية في أسعار الفائدة المصرفية التي صعدت على مدى العام الماضي والحالي إلى مستويات قياسية تؤدي إلى كلفة عالية للاقتراض، فيما اعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي انه سيواصل رفع الفائدة حتى يصل التضخم إلى مستويات مقاربة للمعدلات المستهدفة عند نحو 2 بالمائة.

وحسب الإحصائيات الرسمية، وحتى نهاية الربع الأول من 2023 واصل الدين العام لسلطنة عمان تراجعه الملموس، وبلغ نحو 16.6 مليار ريال عماني بنهاية مارس الماضي، مقارنة مع 17.7 مليار ريال عماني بنهاية العام الماضي، وانتهت سلطنة عمان خلال هذا العام من سداد جزء من القروض الحكومية بنحو 1.5 مليار دولار أمريكي قبل موعد استحقاقها، وخفضت معدل الفائدة لبعض القروض مما ساعد في الحصول على كلفة تمويل أقل من أسعار التمويل السائدة.

ويمثل الدين العام حاليا ما يقل عن 40 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي لسلطنة عمان ويعزز النمو المتواصل للناتج المحلي انخفاض نسبة الدين للناتج المحلي مستقبلا، فيما يعتبر أحد الملامح المهمة للاستقرار المالي وفق المؤشرات الوطنية والعالمية.

وخلال الفترة المقبلة، تعزز النتائج الجيدة التي تحققت حتى الآن في تثبيت خطى سلطنة عمان على طريق الاستدامة مستقبلا، خاصة مع انتقال جهود الاستدامة إلى مرحلة جديدة عبر البرنامج الوطني للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالي، ومتابعة تنفيذ وتطوير خطط الضبط المالي ومنها تحسين الإطار المالي متوسط المدى للميزانية العامة، وقد شملت المشورة الفنية لسلطنة عمان مع صندوق النقد الدولي مؤخرا تقييم ممارسات إعداد ومتابعة تنفيذ الإطار المالي بالإضافة إلى تقديم المشورة حول كيفية دمج هذا الإطار في عملية إعداد ومتابعة تنفيذ الميزانية العامة للدولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإیرادات العامة العام الماضی ملیار ریال ع أسعار النفط الدین العام لسلطنة عمان ریال عمانی ملیون ریال سلطنة عمان هذا العام سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

بحث مجالات التعاون العسكري والأمن الغذائي والصحي بين سلطنة عمان ولبنان

العُمانية: التقى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع بضيافة قصر العلم العامر اليوم معالي اللواء ميشال منسى وزير الدفاع الوطني بالجمهورية اللبنانية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامة الرئيس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية لسلطنة عُمان.

جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية الأخوية الطيبة التي تربط سلطنة عُمان بالجمهورية اللبنانية الشقيقة، إلى جانب بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومجالات التعاون العسكري القائم بين وزارتي الدفاع للبلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة.

كما التقى معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية اليوم في قصر العلم العامر بمعالي يوسف رجّي وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية اللبنانية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامة الرئيس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى سلطنة عُمان.

جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين، وبحث سبل استكشاف مزيد من فرص التعاون وتطويرها في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية، إلى جانب التطرق إلى إمكانيات الشراكة والاستثمار في مشاريع الأمن الصحي والأمن الغذائي، والربط اللوجستي والنقل، وذلك مواكبة لتطلعات قيادتي البلدين في التنمية المستدامة وتنويع المصالح والمنافع المتبادلة.

كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول عدد من المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين أهمية استمرار التنسيق والتشاور لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ودعم الجهود الرامية إلى تكريس الحلول الدبلوماسية عبر الحوار البناء.

حضر اللقاء السفير الشيخ فيصل بن عمر المرهون رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية، وعدد من المسؤولين من الجانبين.

كما التقى معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية صباح اليوم بضيافة قصر العلم العامر بمعالي العميد أحمد الحجار وزير الداخلية بالجمهورية اللبنانية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامة الرئيس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية لسلطنة عُمان.

جرى خلال اللقاء بحث مجالات التعاون والتنسيق بين وزارتي الداخلية في سلطنة عُمان والجمهورية اللبنانية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق المصالح المتبادلة، وأكد الوزيران على أهمية تكثيف الجهود للتنسيق والتعاون بهدف الارتقاء بالعمل المشترك.

واستقبل معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، بمكتبه اليوم معالي الدكتور نزار هاني وزير الزراعة في الجمهورية اللبنانية. جرى خلال المقابلة مناقشة أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين في مجالات الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه والأمن الغذائي.

وتطرق الجانبان إلى بحث إمكانات التعاون في مجال البحوث والدراسات العلمية وتبادل الخبرات والزيارات بين البلدين بما يسهم في تطوير هذه القطاعات وتعزيز جهود التنمية المستدامة.

كما استقبل معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة بمكتبه اليوم معالي ركان ناصر الدين وزير الصحة العامة بالجمهورية اللبنانية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامة الرئيس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية لسلطنة عُمان. جرى خلال المقابلة استعراض أوجه التعاون الصحي بين البلدين، والفرص المتاحة لتنميتها بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين، كما تمّ بحث فرص تبادل الخبرات والمعارف الطبية، مع التأكيد على أهمية تكثيف الجهود لفتح آفاق أرحب من التعاون والشراكة بين الجانبين. حضر المقابلة عدد من المسؤولين من الجانبين.

مقالات مشابهة

  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • القوات الروسية تواصل تقدمها وتلحق خسائر فادحة بالجيش الأوكراني
  • سلطنة عمان والبحرين يناقشان تسويق منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين البلدين
  • محافظ البحيرة: غرفة التحكم تواصل انعقادها وتحسن الطقس يعزز الإقبال في ثاني أيام التصويت
  • مدبولي: الرئيس السيسي وجه بإطلاق حزمة تيسيرات لنمو الاقتصاد.. ونواب: أي تسهيلات تقدمها الدولة للمصدرين تصب في الصالح العام
  • الشيبانية تلتقي وفدا من جمعية أكسفورد الدبلوماسية
  • اتفاقية الشراكة الاقتصادية العُمانية - الهندية تعيد رسم ملامح الاقتصاد العماني
  • الوزير هاني رافق رئيس الجمهورية إلى سلطنة عمان.. وتمهيد لاتفاقية زراعية مشتركة
  • الرئيس عون اختتم زيارته الى سلطنة عمان وعاد الى بيروت
  • بحث مجالات التعاون العسكري والأمن الغذائي والصحي بين سلطنة عمان ولبنان