حقوق الإنسان في سلطنة عمان مصانة
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
لا ينهض البناء الحضاري لأي أمة إلا على كاهل الإنسان، ولا يمكن مواصلة البناء وتحقيق الإنجاز إلا بهمته وعزمه وجهده الخلاق؛ فالإنسان أساس الارتقاء والنماء، وحارس المكتسبات والمنجزات. ويقاس تقدم المجتمعات وتحضرها بمدى إيمانها بحقوق الإنسان وترسيخها هذه الحقوق في تشريعاتها وممارساتها.
ووفقًا لهذا المنظور، تجسّد سلطنة عُمان نموذجًا حضاريا متقدما للتوازن بين التنمية الاقتصادية واحترام الكرامة الإنسانية، حيث تتواشج الحقوق والحريات مع مبادئ الدولة وجهودها في بناء اقتصاد حديث يرتكز على الشفافية والعدالة والاستدامة.
وكرّس النظام الأساسي للدولة هذا التوجه، حيث نص على صون الحريات والحقوق، «فالناس سواسية أمام القانون، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، ولا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللون أو اللغة أو الدين أو المذهب أو الموطن أو المركز الاجتماعي»، مع التأكيد على التوازن بين حرية ممارسة النشاط الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية، وفي ذات السياق، جاءت رؤية «عُمان 2040» لتضع الإنسان محورًا للتنمية، وترسي دعائم اقتصاد تنافسي يقوم على الشفافية والمشاركة والتمكين واحترام الحقوق وتكافؤ الفرص.
وجاء انعقاد ملتقى الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، الذي اختتم أعماله في مسقط اليوم، والمشاركة الواسعة التي شهدها من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والجهات الأكاديمية والدولية، ليؤكد على هذا النهج العُماني المتقدّم نحو أنسنة البيئة الاقتصادية، ويعكس التزام سلطنة عمان بتوفير بيئة عمل تحترم الإنسان كركيزة أساسية من ركائز الحوكمة والتنمية المستدامة، وحرصها المتواصل على تعزيز ثقافة الحقوق في كافة مستوياتها المؤسسية والمجتمعية، بما يتواءم مع السياسات الوطنية والمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة.
وتجسيدا للعمل بهذه المبادئ، تم تضمين الحقوق في جميع القوانين والتشريعات، ومن أبرزها قانون العمل، حيث يكفل حماية حقوق العمال، ويضع معايير صارمة لضمان بيئة عمل إنسانية وآمنة، إضافة إلى قانون رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة الذي يعزز فرص التمكين والمساواة، وقانون الطفل، وقانون مكافحة الاتجار بالبشر، وكلها تُسهم في بناء منظومة قانونية متكاملة لتحقيق العدل والمساواة وصون الحقوق والحريات.
وفي خطوة ذات دلالة شهد الملتقى إطلاق المبادرة الوطنية لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الخاص، تنفيذًا لما نص عليه القانون من حق العمل وعدم التمييز، ما يعكس اهتمام سلطنة عمان المتواصل بتمكين هذه الشريحة المهمة وإدماجهم في سوق العمل ليكونوا رافدا منتجا وقيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
ولا شك أن هذه الجهود الخيرة ينبغي أن تتكامل مع تدابير تنفيذية أخرى تتخذها مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني لضمان الوصول الشامل والآمن للأشخاص ذوي الإعاقة إلى مقرات العمل والخدمات.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
رئيس محكمة النقض يستقبل وفدًا قضائيًا من سلطنة عمان
استقبل القاضي عاصم الغايش، رئيس محكمة النقض، رئيس مجلس القضاء الأعلى، بمكتبه بديوان محكمة النقض، وفدًا قضائيًا رفيع المستوى من سلطنة عمان الشقيقة برئاسة القاضي إبراهيم بن عبد الله بن حمد البوسعيدي، قاضي المحكمة العليا، رئيس محكمة الاستئناف بإبراء، وذلك لتقديم التهنئة بمناسبة توليه منصبه الرفيع رئيسًا لمحكمة النقض رئيسًا لمجلس القضاء الأعلى.
حضر اللقاء القاضي محمد عبد العال، النائب الأول لرئيس محكمة النقض، عضو مجلس القضاء الأعلى، القاضي عابد راشد، النائب الثاني لرئيس محكمة النقض، عضو مجلس القضاء الأعلى، القاضي محمد حسن عبد اللطيف نائب رئيس محكمة النقض، رئيس إدارة العلاقات الدولية، القاضي أحمد رفعت نائب رئيس محكمة النقض، الأمين العام لمجلس القضاء الأعلى، القاضي خالد فاروق نائب رئيس محكمة النقض، مستشار رئيس مجلس القضاء الأعلى للعلاقات والإعلام.
من جهته أعرب القاضي عاصم الغايش، عن اعتزازه بهذه الزيارة مشيدًا بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين جمهورية مصر العربية وسلطنة عمان، مؤكدًا على أهمية تعزيز التعاون القضائي وتبادل الخبرات بين الجانبين بما يسهم في دعم مسيرة العدالة وترسيخ سيادة القانون في الدولتين.
اقرأ أيضاًاندلاع حريق بمبنى تابع لشركة الكهرباء بمدينة العاشر من رمضان بالشرقية
الداخلية تكشف ملابسات جلوس أطفال على نوافذ سيارة حال سيرها بالجيزة| فيديو
«الداخلية» تكشف ملابسات ربط سائق «تروسيكل» كلب بالمركبة وسحله في المنوفية