لبنان ٢٤:
2025-10-08@00:09:51 GMT

عودة وتيرة جبهة الجنوب إلى ما قبل الردّ

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

عودة وتيرة جبهة الجنوب إلى ما قبل الردّ

تعود الجبهة الجنوبية، يوماً بعد آخر، إلى الوتيرة العالية التي كانت عليها قبل الردّ، سواء على مستوى عمليات "حزب الله" وإطلاق الصواريخ، أو على مستوى توسّع اعتداءات الجيش الاسرائيلي . وفي ظلّ تفاقم الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو للمضي في صفقة تبادل ووقف إطلاق في غزة، عقب مقتل 6 أسرى إسرائيليين، والتظاهرات التي ملأت شوارع تل أبيب والمدن الرئيسية في اسرائيل ، مساء أول من أمس، وأمس، والإضراب الشامل الذي شلّ الكيان منذ صباح أمس حتى ظهره، خرج نتنياهو مساءً في مؤتمر صحافي ليؤكّد مواقفه السابقة، ويتحدّى معارضيه.

لكنّ حديث نتنياهو في المؤتمر تركّز بشكل تام تقريباً على الحرب في قطاع غزة، ومسألة المفاوضات والشروط التفاوضية الإسرائيلية، حتى إن الرجل شرح على شاشة تفاصيل تتعلّق بـ«محور فيلادلفيا» وأهميته وضرورة احتلاله، فيما كان حديثه عن لبنان مقتضباً جداً، ويمكن وضعه في المرتبة الأخيرة من الخطاب، وربما لولا سؤال أحد الصحافيين عن الجبهة الشمالية للكيان، لما تطرّق إليها نتنياهو أصلاً. وهو قال في المؤتمر إنه «لا يمكن أن نقبل بالوضع الحالي في الشمال، ونحن نعمل على تغييره، ومصرّون على إعادة السكان إلى بيوتهم»، لكنه رفض تحديد موعد نهائي لإعادة المستوطنين. وأضاف: «لن أقنع أحداً بالعودة إلى الحدود الشمالية، بل تغيير الوضع الأمني هناك كما فعلنا في الجنوب»، مشيراً الى أنه «يمكن تغيير الوضع الأمني في الشمال عبر اتفاق، لكننا جاهزون لتغييره بعمليات عسكرية». وخلال حديثه عن أهمية السيطرة الإسرائيلية على «محور فيلادلفيا» في قطاع غزة، استشهد نتنياهو بلبنان، ليستدلّ على ضرورة الحسم وعدم الانتظار، وقال: «بعدما خرجنا من لبنان، كان يجب علينا العودة مع أول صاروخ أُطلق علينا من هناك».
وفي لبنان، شدّد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، على «ضرورة التوصّل إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة»، مجدداً «تمسّك لبنان بالقرار 1701، وضرورة تطبيقه بالكامل، وانسحاب إسرائيل من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة، وحلّ النزاعات العالقة بالوسائل الدبلوماسية». وأتى موقف بو حبيب خلال لقائه سفيرة اليونان في لبنان ديسبينا كوكولوبولو، تمهيداً للقاء مرتقب مع نظيره اليوناني، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري.

وكتبت" الاخبار": في ساحة بلدة شقراء، اصطف السبت الماضي طابور من أكثر من ستين شاحنة سارت خلف دورية للجيش اللبناني، في ظل تحليق لطائرات العدو الحربية ومسيّراته التجسسية، باتجاه بلدة ميس الجبل لإخراج بضائع تجّار البلدة الحدودية ونقلها إلى مناطق أكثر أمناً. العملية التي نظمها الجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، وفقاً لبرنامج معدّ مسبقاً بالأسماء والمواقيت، جاءت بعد مساع حثيثة لبلدية ميس المشهورة بعمل أبنائها في تجارة الأدوات المنزلية. وهي ستستمر طوال الأسبوع الجاري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عشرات المؤسّسات والمحال على طول الحدود الجنوبية.

تجربة ميس الجبل شجعت بلديات أخرى على طلب تنظيم عمليات مماثلة. في القطاع الأوسط، يوازي سوق عيتا الشعب (قضاء بنت جبيل) أهمية سوق ميس الجبل (قضاء مرجعيون). على طول الخط العام من رميش حتى مثلث القوزح، تنتشر عشرات المحال والمؤسسات على الجانبين. وقال نائب رئيس بلدية عيتا الشعب حسن طحيني لـ«الأخبار» إنه يجري التنسيق لتأمين عملية آمنة لإخراج البضائع بمواكبة الجيش اللبناني لإنقاذها من الغارات اليومية على البلدة. وأضاف: «لا أحد يمكنه التكهّن متى ستنتهي الحرب. وحتى ذلك الحين، علينا أن ننقذ أرزاقنا ونعتاش منها حيث يمكننا في الأماكن البديلة إلى حين العودة كما فعلنا عند تحرير الجنوب عام 2000 وعقب عدوان تموز 2006». فيما أشار عضو المجلس البلدي في بلدة حولا زياد غنوي إلى أن العشرات من أصحاب المنازل والمحال يستغلون مناسبات تشييع الشهداء لإخراج بضائعه، لافتاً إلى عشرات المحال البديلة التي افتتحها أبناء حولا في الأماكن التي نزحوا إليها لتأمين معيشتهم بدل انتظار المساعدات.

وقال رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير إن مساعي البلدية لمساعدة التجار رافقتها مساع مماثلة لمساعدة المزارعين، لكنها لم تثمر، مشيراً إلى أن 150 عائلة في البلدة تعتاش من تربية النحل، إلى جانب عشر مزارع للدجاج و40 مزرعة أبقار وعشرات مزارعي التبغ والزيتون والخضر والقمح والحبوب. وأوضح أن اليونيفيل عجزت عن تقديم ضمانات للسماح لمزارعي التبغ بغرس شتولهم ولمزارعي الزيتون بتحضير حقولهم للموسم المقبل ولمزارعي القمح بدرس بيادرهم. ولفت إلى أنه لا يزال ينتظر منح الضمانات لفريق متخصّص يحضر إلى البلدة لأخذ عيّنات من مياه المنازل والآبار الارتوازية والينابيع الجوفية لفحص احتمال تلوثها جراء سقوط 750 قذيفة فوسفورية على ميس ومحيطها وتعرّض البلدة لـ 125 غارة جوية.

ويقول شقير إن عدد أبناء البلدة يُقدر بنحو 30 ألف نسمة، يقيم منهم حوالي 8000 نسمة شتاء و15000 نسمة صيفاً. ويضيف: «أبناء البلدة الذين هُجّروا مراراً بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، أصرّوا دائماً على العودة وفتح المؤسسات التجارية على الحدود، حتى ذاع صيتهم في كل أنحاء الوطن. وتوجد في البلدة مصانع ومعامل ومصالح متنوّعة. في الحرب الحالية دمّر العدو العديد من الوحدات السكنية والمحالّ التجارية، وتُقدّر الخسائر المالية بملايين الدولارات، لكن ذلك لن يعيق عودة الأهالي والتجار الى البلدة بعد انتهاء الحرب». ولفت إلى أن ما أخرجه التجار من بضائع أخيراً هو لتيسير أمورهم من أجل الصمود»، فيما يؤكد المختار حمدان أن «المصانع والمعامل لا تزال في البلدة بانتظار العودة القريبة والبدء بإعادة تشغيلها».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: میس الجبل إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما بعد الردّ على خطة ترامب

بعد تجنب سيناريو العزلة العربية والإسلامية التي حاولت خطة ترامب والضغوط المصاحبة لها فرضها، وبعد ما بُني من إجماع فصائلي وعربي وإسلامي حول الرد، وقبول ترامب به من حيث الشكل، بما أفقد الصهاينة مبرر استمرار الحرب رغم عزم نتنياهو وأركان حكومته على مواصلتها باعتبارها حرب حسم على كل الجبهات، فإن ما تم تجاوزه عقبة أولى صعبة ضمن مجموعة عقبات لا بد من التفكير المتأني في طريقة تجاوزها:

العقبة الأولى: اختزال المبادرة بتسليم الأسرى: خصوصاً وأن ترامب لم يكن يذكر في كل ما يحصل إلا استعادة هؤلاء الأسرى الصهاينة، ولم يكن يبدي تعاطفاً إنسانياً إلا مع عائلاتهم، وهو في الغالب يرى أن إعادة الأسرى الصهاينة الأحياء والأموات هي ما يستحق عليها جائزة نوبل للسلام، وليس وقف الإبادة والتجويع وقصف المستشفيات.

التحدي هنا هو في كيفية تحويل الإفراج عن الأسرى الصهاينة ـ والمشترط كخطوة أولى في 72 ساعة وفق مبادرة ترامب ـ إلى محطة تضمن وقف الإبادة والتجويع، من خلال موقفٍ علني واضح يُلزم الولايات المتحدة وشركاءها العرب الذين أيدوا المبادرة بمنع عودة الحرب وضمان وقفها.

لا يوجد أي رئيس أمريكي تجرأ على معارضة "إسرائيل" في سياساتها أو حاول أن يفرض عليها ما لا تريده منذ جورج بوش الأب وحتى الآن، وعلى مدى نحو أربعة عقود، علاوة على أن ما سبق ذلك لم يكن سجلاً من الضغوط على الصهاينة؛ إلا أن علاقة الرعاية الأمريكية لإسرائيل كانت ما تزال تسمح بنوع من التوجيه الأمريكي الذي يحمل قدراً من الإملاء، وهو ما تلاشى تماماً منذ أربعة عقود.لا شك طبعاً أن هذا التحدي صعب ومعقد، فعلماء النفس الأمريكان أثبتوا أن ترامب يكذب في 76% من وعوده حتى وإن كان قد قطعها علناً، ولا يشعر بأي حرج في ذلك أو حاجة للتصحيح، كما أن نتنياهو مشهور بين الصهاينة أنفسهم بأنه لا يجيد شيئاً أكثر من الكذب، أما الحلفاء العرب والمسلمين فهم في أحسن الأحوال يفتقدون أدوات الإلزام لمنع تمرير مثل هذا الكذب.

هذا يفرض بالضرورة التفكير في آليات ضمان عملية، متعددة الأطراف، مثل أن يُشترط للإفراج عن الأسرى الصهاينة الدخول المفتوح لوكالات الأنباء والصحفيين الأجانب والهيئات الحقوقية، وأن يتزامن الإفراج مع دخول فرق من الصليب الأحمر ومنظمة الغذاء العالمية وكبرى المنظمات الإغاثية والصحية من خارج غزة والتأكد من انتشارهم في مختلف أنحائها، وأن تلتزم الدول العربية والإسلامية المؤيدة للخطة بنشر فرق إغاثية وصحية ومستشفيات ميدانية تضم على الأقل مئات أو آلاف من رعاياها، وأن يجري الضغط الفعلي لدخول وفود برلمانية عالمية تبادر للتوجه إلى غزة لتفقد آثار المجاعة وتفقد مخيمات النزوح، بما يجعل استئناف الحرب عبئاً على الجميع وليس نزهة سهلة.

العقبة الثانية: خلت مبادرة ترامب من أي أفق يتعلق بمصير أهل غزة أو فلسطين وشعبها عموماً، ما يعكس نظرته للصراع باعتباره "مهمة استعادة رهائن" فحسب، ولا بد اليوم من خلال التفاوض أن يُستعاد قدر من التوازن ما دامت المبادرة قد قُبلت شكلاً، وأن يجري الضغط على الوسطاء العرب وحلفاء أمريكا المؤيدين للخطة من الدول العربية والإسلامية بأن تقدُّم التفاوض مرهون بحديثهم علناً عن هذه القضية، وبما يضمن أن تضاف إلى الخطة رؤية واضحة تجاه غزة وشعبها من حيث الانسحاب والإغاثة وإعادة الإعمار، وفلسطين عموماً على الأقل بأن تنص الصفقة على منع ضم الضفة ووقف العدوان على المسجد الأقصى والتزام الولايات المتحدة بذلك في وثيقة مشتركة مع حلفائها الذين أيدوا المبادرة، بما يعيد للمبادرة توازنها ويضع حداً أمام نية نتنياهو مواصلة حرب التصفية على كل الجبهات، أو على الأقل يضمن عدم شراكة الولايات المتحدة في مسعىً كهذا.

العقبة الثالثة: تحويل سحب السلاح إلى عقدة وقف الحرب: سيعمل الصهاينة والولايات المتحدة والقوى الأوروبية الاستعمارية على تحويل سحب السلاح إلى عقدة وقف الحرب، وتحميل المقاومة المسؤولية عن استئنافها  أو عدم وقفها لعدم وفائها بهذا الشرط، وهذا يقتضي بالضرورة أن تتزامن إجراءات تسليم الأسرى ـ إن تمت ـ مع حراكٍ فصائلي واسع يؤكد على أن مصير السلاح وتقرير المصير شأن لا يمكن لأي فصيل منفرد أن يقرر فيه، وأنه شأن فلسطيني جامع مشروط بتحقيق الإجماع الوطني التام، وما لم تتحقق شروط هذا الإجماع وتتاح شروط توحيد الصف الفلسطيني فإن هذا الأمر يبقى خارج أي بحث أو نقاش، ولا بد هنا من تكامل الأدوار مع بقية الفصائل بهذا الشأن وأن تكون حماس جزء من حراك واسع للفصائل.

الحقيقة تفرض ضرورة التفكير في احتمالات فشل هذه المبادرة، والاستعداد لإمكانات فشلها وللخط السياسي الذي يمكن اتباعه إذا ما فشلت، وفتح مسار بديل من التفكير والعمل يبدأ قبل فشلها بحيث يمكن الانتقال إليه، حتى وإن كانت المقاومة لا تسعى إلى مثل هذا الفشل ولا تريده حرصاً على وقف الإبادة ووقف شلال الدماء من أبناء شعبها.العقبة الرابعة: من المفهوم لدى الجميع أن قبول ترامب برد حماس لم يكن هو رد الفعل الذي ينتظره الصهاينة، والذين قالوا بوضوح إن تفسيرهم للرد مختلف تماماً عن تفسير ترامب له، وهو ما يعني أن الصهاينة سيستنفرون في الفترة المقبلة كل أدوات الضغط والتأثير على الرئيس الأمريكي سواء كانت من الكونغرس أو مجلس الشيوخ أو من داخل إدارته أو من محيطه المقرب عائلياً أو من محيطه من رجال الأعمال، كما أنهم لن يوفروا أدوات الابتزاز التي تقول الكثير من الشواهد أنهم يمتلكونها ضده خصوصاً في ملف إيبستين، وهو ما يجعلهم يعولون على تغيير في موقفه لصالحهم مع طول النفَس وتكثيف الضغط.

في مقابل ذلك، فإن حـماس لا تملك أدوات تأثير سوى الانفتاح على بعض الإعلام المضاد في الولايات المتحدة ومحاولات تسجيل اختراق عبره بما ينقل رؤيتها وروايتها ورواية الشعب الفلسطيني، لكنها تملك أيضاً مطالبة الوسيط القطري الذي يملك الكثير من الاستثمارات والذي يفترض أن قصف عاصمته وضعه في موقف يسمح له على الأقل بتقديم مطالب للإدارة الأمريكية لتعديل كفة الضغوط، والأمر عينه ينطبق على تركيا التي وقع رئيسها مجموعة اتفاقيات تجارية مع ترامب قبل أيام قليلة.

غير أن هذا الجهد كله لا بد أن يترافق مع إدراك واقعي للتاريخ، إذ لا يوجد أي رئيس أمريكي تجرأ على معارضة "إسرائيل" في سياساتها أو حاول أن يفرض عليها ما لا تريده منذ جورج بوش الأب وحتى الآن، وعلى مدى نحو أربعة عقود، علاوة على أن ما سبق ذلك لم يكن سجلاً من الضغوط على الصهاينة؛ إلا أن علاقة الرعاية الأمريكية لإسرائيل كانت ما تزال تسمح بنوع من التوجيه الأمريكي الذي يحمل قدراً من الإملاء، وهو ما تلاشى تماماً منذ أربعة عقود.

هذه الحقيقة تفرض ضرورة التفكير في احتمالات فشل هذه المبادرة، والاستعداد لإمكانات فشلها وللخط السياسي الذي يمكن اتباعه إذا ما فشلت، وفتح مسار بديل من التفكير والعمل يبدأ قبل فشلها بحيث يمكن الانتقال إليه، حتى وإن كانت المقاومة لا تسعى إلى مثل هذا الفشل ولا تريده حرصاً على وقف الإبادة ووقف شلال الدماء من أبناء شعبها.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد
  • عامان على طوفان الأقصى.. لبنان بين نار الجنوب وانقسام الداخل
  • تقرير الجيش فنّد العمليات في الجنوب والخروقات الإسرائيلية.. لجم تصعيد سلام بتعليق ترخيص رسالات
  • الموفد الأممي لمناهضة الإعدام.. استنكار للاعتداءات الإسرائيلية ودعوة لحماية المدنيين
  • أخر الأوضاع في المنطقة.. دور مصر محوري في القضية الفلسطينية.. والهجمات الإسرائيلية تستهدف منطقة الهرمل شرق لبنان
  • الوطني الحر: لمنع عودة النازحين بعد الانتخابات في سوريا
  • البث الإسرائيلية: الجيش يقصف معسكرات تابعة لحزب الله في البقاع شرقي لبنان
  • ما بعد الردّ على خطة ترامب
  • ترامب غاضبا من نتنياهو:” لماذا أنت دائمًا سلبي بهذا الشكل”
  • المعارضة الإسرائيلية: رد “حماس” على خطة ترامب أزمة كبرى لـ نتنياهو