الأسبوع:
2025-10-08@00:21:22 GMT

كل أسبوع.. حسن الخلق صميم رسالة الإسلام

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

كل أسبوع.. حسن الخلق صميم رسالة الإسلام

لقد عنى الدين الإسلامي الحنيف بالقيم الأخلاقية في جميع جنبات الحياة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، والعقيدة والشريعة مبناهما على تغليب الجانب الأخلاقي وتربية حسن الخلق لدى أتباع الإسلام.

فإذا نظرنا إلى فرائض الإسلام جميعها سنجدها تدعم مكارم الأخلاق، فحيثية تشريع الصلاة، في قول الله تعالى: "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، فمن لم تنهه الصلاة عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام.

. " لماذا يا رب؟ "لعلكم تتقون".

وكذلك الزكاة شرعها الله تعالى لترسيخ بعض الجوانب الخلقية عند المسلم، فهي تطهر الإنسان طهارة حسية ومعنوية، قال تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم * ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم"، وكذلك الحج، شرعه الله تعالى لكي يستفيد المسلم منه، قال تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ"، فعندما يؤدى الإنسان الفرائض والعبادات بطرقها الصحيحة، فيكون ثوابها ناقصا إن لم تثمر مكارم ومحاسن الأخلاق، بل إن سيئات الأخلاق تأكل حسنات الفرائض والعبادات، فعن أبى هريرة، رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتدرون من المفلس؟.. قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار" رواه مسلم.

والمرأة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في النار، كانت كثيرة الصلاة والصيام، إلا أنها كانت تؤذى جيرانها.

ودين الإسلام يحض على أن تكون المعاملات جميعها تتصف بالأخلاق والأمانة، وحسن معاملة الجار من الدين، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائما ما يوصى بالإحسان إلى الجار ومعاملته معاملة طيبة، والبعد عن إيذائه.

ولقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقتدون به في حسن الخلق والمعاملة، بالقرب منه يوم القيامة حيث قال عليه الصلاة والسلام: "هل أدلكم على أقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ قالوا: بلى، قال: أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون".

وحسن الخلق هو صميم الرسالة الإسلامية بل هو الغرض من بعثة خاتم الرسل سيدنا محمد، ألم يقل عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"؟، وفي الحديث إشارة إلى أن إتمام المنهج الخلقي القويم والكامل أوكله الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فهو حجة الله على عباده وهو مصطفاه من بينهم وبالطبع فهو أفضلهم وأقربهم من ربه سبحانه وتعالى.

وعن أبي هريرة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، قال: "تقوى الله وحسن الخلق".

أسأل الله أن يمن علينا بحسن الخلق، وأن يعمق فينا وبيننا مكارم الأخلاق حتى تنعم مجتمعاتنا بالسلام الاجتماعي، وتتحقق لنا الخيرية التي يريدها الله لنا في قوله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ.. " (آية 110 ـ سورة آل عمران). [email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدين الإسلامي حسن الخلق الدين الحياة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صلى الله علیه وسلم مکارم الأخلاق الله تعالى رسول الله

إقرأ أيضاً:

حكم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد

قالت دار الإفتاء المصرية إنَّ الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد يعدُّ من الأمور المشروعة المستحبَّةِ،  ففيه إحياء لذكرى يومٍ مِن أيام الله تعالى أجرى بتأييده فيها النَّصر للحق على الباطل، وأعاد لمصر وأهلها الظفر والأمان والاستقرار، وهو نوعُ إظهارٍ لشكر الله تعالى على نعمائه، وفرحٌ بفضل الله تعالى على عباده.

حكم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر والانتصارات الوطنية:

وأوضحت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى جعل في اختلاف الأيام، وكرِّ الدهور والأعوام، وما تحمله في طياتها من الأحداث والأقدار العظام، ذكرى وعظةً واعتبارًا للأنام، فأمر عباده أن يتذاكروا تلك الأيام، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه﴾ [إبراهيم: 5].

قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (16/ 519، ط. مؤسسة الرسالة): [وقوله: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه﴾ يقول عز وجلَّ: وعِظْهُم بما سَلَف مِن نُعمَى عليهم في الأيام التي خَلَت، فاجتُزِئ بذكر "الأيام" مِن ذكر النعم التي عناها؛ لأنها أيامٌ كانت معلومةً عندهم، أَنعَمَ الله عليهم فيها نِعَمًا جليلةً] اهـ.

وأيَّام النَّصر والظَّفر على الأعداء مِن أَولى وأظهر آيات الله تعالى التي يتجلى فيها نصر الحق والتمكين لأهله بين الخلق، مما يستدعي منهم الاهتمام والتذكرة، والشكر لله ذي الفضل والمنَّة الغامرة، سيما أنها ذكرى فضلٍ ورحمةٍ وعناية من الله جل وعلا تستوجب من أهلها معاني الفرح بفضل الله ونعمته عليهم، قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58].

نصر أكتوبر:

كما حثنا الشرع الشريف على إظهار ما للنِّعم مِن آثارٍ علينا، ومن أوَّليات إظهار أثر النعم على العبد: إظهار الفرح وبذل المِنَح؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].

وأضافت أن تعلق الشعوب بالأوطان أشبه ما يكون بتعلق النفوس بالأبدان، فكما أنَّ حياة الإنسان لا تستقيم من غير سلامة الجسد، فالشعوب لا تهنأ إلا بسلامة الوطن، وقد ساوى الله تعالى بين فراق الوطن وبين القتل في أنَّ كليهما مِن أقصى العقوبات التي قررها الله تعالى لأبشع الجرائم وهي الإفساد في الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾ [المائدة: 33]، فيلزم عن ذلك أن يكون صلاح الوطن وسلامته وانتصار أهله من أجزل النعم والعطايا من الله تعالى، ومن أعلى وأصدق حالات السعادة التي تعتري شعور الإنسان.

الأدلة على مشروعية الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر:

لقد تواردت النصوص الشرعية على جواز الاحتفال بنعمة النصر والنجاة كاحتفال شعب مصر العظيم بانتصارهم في حرب السادس من أكتوبر عام 1973م على ما كانوا يلاقوا مِن مهالك الاحتلال.

فمن ذلك: ما سطرته آيات القرآن الكريم على لسان نبي الله موسى مِن أمره لقومه بأن يتذكروا كيف نجاهم الله من عدوهم، وأن يقدروا تلك النعمة حق قدرها، فقال جل وعلا: ﴿وإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [إبراهيم: 6].

فما كان منهم إلا أن داوموا على تذكر ذلك اليوم؛ حتى صاموا ذلك اليوم في كل عامٍ شكرًا لله تعالى واحتفالًا بهذا النَّصرِ وتلك النجاة، فلما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك صام ذلك اليوم وأمر المسلمين بصومه شكرًا لله سبحانه وتعالى على نجاة سيدنا موسى عليه السلام.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَومًا؛ يَعنِي عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَومٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغرَقَ آلَ فِرعَونَ، فَصَامَ مُوسَى شُكرًا لِلهِ، فَقَالَ: «أَنَا أَولَى بِمُوسَى مِنهُم» فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه الإمام البخاري.

ذكرى نصر أكتوبر:

- ومنها: امتنان الله تعالى على عباده المؤمنين بالنصر وتذكيرهم بأيام حصوله، في آيات الذكر الحكيم الذي يتعبد الله بتلاوته إلى يوم القيامة؛ ليكون تذكرة دائمةً يتناقلها المسلمون سلفًا وخلفًا؛ احتفاء بأحداثها، وتمييزًا لها عن غيرها مِن الأيام؛ كانتصار يوم بدر، ويوم حنين، وصلح الحديبية، وفتح مكة؛ وغيرها.

فقال تعالى في يوم بدر: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [آل عمران: 123]، وقال تعالى في يوم حنين: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ﴾ [التوبة: 25]، وقال تعالى في ذكر صلح الحديبية: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: 1]، وقال تعالى في حدث فتح مكة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].

مقالات مشابهة

  • حكم تقبيل يد العلماء والوالدين والصالحين
  • فضل حفظ اللسان من الوقوع في الأذى والفحش
  • الحكمة من مشروعية الرفق ودعاؤه بالأحاديث النبوية
  • حكم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد
  • أدعية رددها رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام
  • تعرف على درجات الحب في الإسلام
  • تعرف على عيون وأنهار الجنة المذكورة فى القرآن
  • دينا أبو الخير: الجيش المصري جسد مبادئ الإسلام النبيلة في حرب أكتوبر
  • معرض دمنهور للكتاب: "صحح مفاهيمك" تدعو لمواجهة الشائعات وتصويب الفكر وبناء الوعي
  • سلامة الغذاء: 180 ألف طن صادرات غذائية خلال أسبوع والدول العربية في الصدارة