كل أسبوع.. حسن الخلق صميم رسالة الإسلام
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
لقد عنى الدين الإسلامي الحنيف بالقيم الأخلاقية في جميع جنبات الحياة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، والعقيدة والشريعة مبناهما على تغليب الجانب الأخلاقي وتربية حسن الخلق لدى أتباع الإسلام.
فإذا نظرنا إلى فرائض الإسلام جميعها سنجدها تدعم مكارم الأخلاق، فحيثية تشريع الصلاة، في قول الله تعالى: "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، فمن لم تنهه الصلاة عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام.
وكذلك الزكاة شرعها الله تعالى لترسيخ بعض الجوانب الخلقية عند المسلم، فهي تطهر الإنسان طهارة حسية ومعنوية، قال تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم * ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم"، وكذلك الحج، شرعه الله تعالى لكي يستفيد المسلم منه، قال تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ"، فعندما يؤدى الإنسان الفرائض والعبادات بطرقها الصحيحة، فيكون ثوابها ناقصا إن لم تثمر مكارم ومحاسن الأخلاق، بل إن سيئات الأخلاق تأكل حسنات الفرائض والعبادات، فعن أبى هريرة، رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتدرون من المفلس؟.. قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار" رواه مسلم.
والمرأة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في النار، كانت كثيرة الصلاة والصيام، إلا أنها كانت تؤذى جيرانها.
ودين الإسلام يحض على أن تكون المعاملات جميعها تتصف بالأخلاق والأمانة، وحسن معاملة الجار من الدين، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائما ما يوصى بالإحسان إلى الجار ومعاملته معاملة طيبة، والبعد عن إيذائه.
ولقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقتدون به في حسن الخلق والمعاملة، بالقرب منه يوم القيامة حيث قال عليه الصلاة والسلام: "هل أدلكم على أقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ قالوا: بلى، قال: أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون".
وحسن الخلق هو صميم الرسالة الإسلامية بل هو الغرض من بعثة خاتم الرسل سيدنا محمد، ألم يقل عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"؟، وفي الحديث إشارة إلى أن إتمام المنهج الخلقي القويم والكامل أوكله الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فهو حجة الله على عباده وهو مصطفاه من بينهم وبالطبع فهو أفضلهم وأقربهم من ربه سبحانه وتعالى.
وعن أبي هريرة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، قال: "تقوى الله وحسن الخلق".
أسأل الله أن يمن علينا بحسن الخلق، وأن يعمق فينا وبيننا مكارم الأخلاق حتى تنعم مجتمعاتنا بالسلام الاجتماعي، وتتحقق لنا الخيرية التي يريدها الله لنا في قوله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ.. " (آية 110 ـ سورة آل عمران). [email protected]
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدين الإسلامي حسن الخلق الدين الحياة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صلى الله علیه وسلم مکارم الأخلاق الله تعالى رسول الله
إقرأ أيضاً:
غرف في الجنة يدخلها من فعل 4 أمور.. حاول أن تكون منهم
قال مجمع البحوث الإسلامية، إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عن 4 أعمال إذا قام بها الإنسان في الدنيا؛ فإنه يفوز بغرف في الجنة.
واستشهد المجمع، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بحديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، حيث قَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الكَلاَمَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ". رواه الترمذي.
6 طاعات تقودك إلى الجنة اغتنمها لتفوز بالجنة ونعيمها
1) الخشوع في الصلاة.
2) الإعراض عن اللغو.
3) إيتاء الزكاة.
4) حفظ الفرج من الحرام.
5) حفظ الأمانات والوفاء بالعهد.
6) المحافظة على الصلوات المفروضة.
قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)، وورد الكثير من الأحاديث النبوية التى تحثنا على ذلك ومنها، ما ورد عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ , وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»، رواه الترمذي حديث حسن صحيح.
وأوصي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دائما بتقوى الله تعالى وأن نكفر عن سيئاتنا بفعل الكثير من الطاعات والأعمال الصالحة وأن نعامل الناس بحسن الخلق، فحسن الخلق مفتاح كل خير.
وقال مجمع البحوث الاسلامية، إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حث على التحلي بخلق الرحمة، وبين لنا أنه سبب من أسباب دخول الجنة، فقال ﷺ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ"، وذكر منهم: "رَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ.