معرض دمنهور للكتاب: "صحح مفاهيمك" تدعو لمواجهة الشائعات وتصويب الفكر وبناء الوعي
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
عقد معرض دمنهور الثامن للكتاب، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور خالد أبو الليل، ندوة تحت عنوان "صحح مفاهيمك"، وذلك في إطار التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف، بمشاركة الشيخ عطية جبريل فضل الله والشيخ رمضان عبد الحفيظ القلجة، وأدار الندوة الدكتور محمد عاشور.
جاءت الندوة في إطار مبادرة "صحح مفاهيمك"، التي تهدف إلى تصويب المفاهيم المغلوطة التي يتبناها البعض عن الدين والحياة، والتأكيد على أهمية مواجهة الشائعات التي تدمّر الأسر وتزعزع استقرار المجتمعات.
وخلال كلمته، أوضح الشيخ عطية جبريل فضل الله أن الشائعة هي أحد أخطر أسلحة الهدم في المجتمعات، مستشهداً بحادثة الإفك التي كانت من أكبر الشائعات في التاريخ الإسلامي، وكيف واجهها الرسول صل الله عليه وسلم بالحكمة والثقة حتى برأ الله السيدة عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سماوات.
وأكد أن الكلمة أمانة، والكذب خيانة، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".
وأشار فضيلته إلى أن نشر الأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون تحرٍّ أو تثبّت يعد من كبائر الذنوب، لقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..."، كما دعا إلى عدم نشر الأحاديث أو الأقوال دون علم أو سند صحيح.
وتحدث الشيخ عطية أيضًا عن أهمية الأخلاق في الإسلام، مؤكدًا أن الأخلاق لا تتجزأ، وأن المسلم الحق يتخلق بخلق النبي صل الله عليه وسلم في بيته وشارعه ومع الناس كافة، مستشهدًا بقول الرسول الكريم: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
كما أشار إلى أن الاستخدام الخاطئ للموبايل والإنترنت أصبح من أسباب الانحدار الأخلاقي وإهدار الوقت والصحة، داعيًا إلى توظيف هذه الوسائل في الخير ونشر الوعي والمعرفة.
من جانبه، أكد الشيخ رمضان عبد الحفيظ القلجة أن مبادرة "تصحيح المفاهيم" ليست عملاً عابراً، بل مشروع حضاري متكامل يهدف إلى إعادة بناء الوعي والعقل الجمعي على أسس من العلم الصحيح والفهم المستنير.
وأوضح أن فساد المفاهيم يؤدي إلى انحراف السلوك وضياع القيم، وأن المبادرة تعمل على إزالة الغبش عن معاني النصوص ورد الأمور إلى مقاصدها الشرعية والإنسانية.
وأشار الشيخ رمضان إلى أن المبادرة تستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية وفهم العلماء الراسخين، وتؤكد أن الدين ليس تكفيراً ولا عنفاً ولا انغلاقاً، بل هو رحمة وهداية وسلام، مصداقًا لقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
واختتم كلمته بالتأكيد على أن تصحيح المفاهيم مسئولية مشتركة بين العلماء والدعاة والمثقفين والإعلاميين، بل وبين جميع أفراد المجتمع، حفاظاً على عقول الشباب وصوناً للأوطان من الفكر المنحرف ومخاطر الفتن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحح مفاهيمك وزير الثقافة العلم الصحيح
إقرأ أيضاً:
في ندوة بـمعرض دمنهور للكتاب.. الأزهر يؤكد: مواجهة التطرف مسؤولية فكرية وتنموية شاملة
عقد معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ندوة بعنوان "كيفية مواجهة التطرف والتصدي للأفكار المغلوطة"، شارك فيها الدكتور حسن السيد خليل، الأمين المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية والمشرف على مجلة الأزهر الشريف، والدكتور منصور أبو العدب، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة البحيرة الأزهرية، والدكتور حمدي الأطرش، مدير عام منطقة وعظ البحيرة، وأدار الندوة الدكتور محمد القصاص.
افتتح الدكتور القصاص اللقاء بالتأكيد على أهمية ترسيخ الانتماء للوطن كوسيلة لمواجهة التطرف، موضحًا أن الوطن هو الحصن المنيع الذي يحتضن التنوع ويصهر الاختلافات، بينما يمثل التطرف خطرًا وجوديًا يهدد وحدة المجتمع وأمنه، داعيًا إلى خوض معركة فكرية وتنموية شاملة ضد الأفكار المتشددة.
من جانبه، أكد الدكتور حسن خليل أن مواجهة التطرف لا تقتصر على الجوانب الأمنية، بل تتطلب استراتيجية وطنية شاملة تشمل الفكر والتعليم والإعلام والتنمية.
وأوضح أن التطرف لا ينشأ من فراغ، بل تغذيه عوامل كالفقر والجهل والفراغ الفكري والإحباط الاجتماعي، مشيرًا إلى أن تعزيز الانتماء الوطني والعدالة الاجتماعية هو خط الدفاع الأول ضد التطرف، فالمواطن الذي يشعر بالكرامة وتكافؤ الفرص في وطنه يصعب استقطابه من قبل الجماعات المتشددة.
وأضاف خليل أن المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية تتحمل مسؤولية كبيرة في تجديد الخطاب الديني، ونشر الفكر الوسطي الذي يعزز التسامح والتعايش، مع دور محوري للإعلام في تصحيح المفاهيم وتفنيد الشبهات. كما شدد على أهمية التنمية الشاملة في القضاء على بيئة التطرف، موضحًا أن توفير فرص العمل والتعليم الجيد للشباب يمثل طوق نجاة حقيقيًا من الانجراف نحو الأفكار الهدامة.
كما تناولت الندوة دور الأزهر الشريف كمرجعية إسلامية عالمية في مواجهة الفكر المتطرف، من خلال مؤسساته المتخصصة مثل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الذي يتابع بلغات عدة ما يُنشر عن الإسلام ويرد على الشبهات التكفيرية، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الذي يقدم فتاوى دقيقة ومصححة تدعم قيم الرحمة والعدالة.
وأشار المتحدثون إلى أن الأزهر يسهم عالميًا في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من خلال مؤتمرات دولية ولقاءاته مع الفاتيكان التي أثمرت عن وثيقة الأخوة الإنسانية، إضافة إلى مبادرات مثل بيت العائلة المصرية ومركز حوار الأديان لترسيخ قيم المواطنة والتعايش.
وفي ختام الندوة، أكد المشاركون أن حماية الأوطان من التطرف مسؤولية جماعية بين الدولة ومواطنيها، مشددين على أن المواجهة الفكرية وتحصين العقول بالفكر الوسطي هما السبيل الحقيقي لضمان الأمن والسلام، وأن الأزهر سيظل منارة تنشر التسامح وتواجه ظلام الفكر المتشدد.