مقتل شخص وفقدان 22 بعد غرق قارب يحمل مهاجرين متجهين إلى أوروبا قبالة سواحل ليبيا
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
سبتمبر 3, 2024آخر تحديث: سبتمبر 3, 2024
المستقلة/- قالت السلطات الليبية إن قارب يحمل مهاجرين متجهين إلى أوروبا انقلب قبالة الساحل الليبي يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وفقد 22 آخرين.
وقال خفر السواحل في مدينة طبرق بشرق ليبيا إن القارب كان يحمل 32 مهاجرا وتم إنقاذ تسعة. وقال خفر السواحل إن الناجين يتم نقلهم إلى ميناء في طبرق.
كان حطام السفينة أحدث مأساة بحرية قبالة الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والتي برزت في السنوات الأخيرة كنقطة عبور للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في إفريقيا والشرق الأوسط.
انزلقت ليبيا إلى الفوضى في أعقاب انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي أطاحت وقتلت معمر القذافي في عام 2011.
استفاد المتاجرون بالبشر في السنوات الأخيرة من الفوضى، حيث قاموا بتهريب المهاجرين عبر الحدود الليبية الواسعة، التي تتقاسمها مع ست دول. يتكدس المهاجرون في سفن غير مجهزة بشكل جيد، بما في ذلك القوارب المطاطية، وينطلقون في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
مادلين تُبحر نحو غزة.. قارب صغير وصرخة مدوية لكسر الحصار
تُبحر غدا الأحد، من ميناء كتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية، سفينة صغيرة تحمل اسم "مادلين" ضمن تحالف أسطول الحرية الدولي، في خطوة رمزية تحمل من الشجاعة والإصرار ما يتجاوز حجمها الصغير، لتمثل صرخة عالمية متجددة في وجه الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 18 عامًا.
سُمّيت السفينة تيمّنًا بـمادلين كلّاب، أصغر صيّادة محترفة في العالم، والوحيدة في قطاع غزة. وتمامًا كما تمخر مادلين الصغيرة عُباب البحر يوميًا متحدية القيود والرصاص الإسرائيلي، تنطلق السفينة التي تحمل اسمها في تحدٍّ رمزي وسياسي بليغ.
سفينة صغيرة.. بمهمة كبيرة
تحمل "مادلين" على متنها عددًا من النشطاء الدوليين ومساعدات إنسانية رمزية، ولكن الأهم أنها تنقل رسائل ثلاث:
ـ رسالة تضامن واضحة إلى سكان غزة بأنهم ليسوا وحدهم، وأن المجتمع الدولي الشعبي - وإن خذلته حكوماته - لا يزال يتنفس ضميرًا.
ـ رسالة تحدٍّ ورفض لاستمرار الحصار، وتأكيد على الحق الفلسطيني في حرية الحركة والتواصل مع العالم عبر البحر.
ـ رسالة سياسية ضد التواطؤ الدولي، وضد القرصنة الإسرائيلية في المياه الدولية كما حدث مؤخرًا لسفينة "الضمير".
بعد العدوان وأمام صمت العالم
تأتي هذه الرحلة بعد الاعتداء الإسرائيلي بطائرة مسيرة على سفينة "الضمير" قبالة السواحل المالطية، ما يعكس تحول إسرائيل من دولة احتلال إلى قرصان دولي، في ظل صمت دولي مطبق.
ويُبحر "أسطول الحرية" هذه المرة في وقت تمر فيه غزة بكارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ تستمر حرب الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل في أكتوبر 2023، وسط استخدام التجويع كأداة قمع جماعي، ومحاولات تهجير ممنهجة وتدمير شامل.
زاهر بيراوي: "نُبحر بشرف وإن قصّر العالم"
يؤكد الإعلامي الفلسطيني زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن هذا التحرك وإن كان صغيرًا في ظاهره، فإنه يحمل وزنًا معنويًا وثوريًا هائلًا. ويضيف:
"نحن نشعر بالخذلان والعجز، ولكننا نجتهد بما نملك. سفينتنا رسالة حب ودعم لغزة، واحتجاج صارخ على صمت العالم، خصوصًا دول الجوار التي لا تفصلها عن غزة سوى قرارات حكوماتها".
ويتابع: "استهداف سفننا في المياه الدولية لن يوقفنا، ولن يُسكت صوت الحق. إن لم يتحرك الحكام، فعلى الشعوب أن تتحرك".
البر يتجاوب مع البحر.. ثلاث فعاليات دولية لكسر الحصار
يتزامن إبحار "مادلين" مع ثلاث حراكات برية كبرى: المسيرة العالمية إلى غزة: عبر القاهرة وصولًا إلى رفح، بدعوة من نشطاء عالميين، قافلة الصمود العربية: تنطلق من تونس مرورًا بليبيا ثم مصر، القافلة الدبلوماسية والحقوقية: بدعم من مؤسسات حقوقية فلسطينية وعالمية، للضغط لفتح معبر رفح.
مادلين.. والرسائل التي لا تغرق
سفينة "مادلين"، وفق القائمين عليها لا تحمل فقط مؤنًا، بل تحمل كرامةً وصوتًا ورفضًا للخذلان. في بحرٍ صامت، تمثل كل شراع يُرفع نحو غزة قصيدة مقاومة، وكل قطرة ماء تُشق بمجداف هي نقطة ضوء في عتمة التواطؤ العالمي.
وإلى حكام العرب والمسلمين تقول: "يا حيف"... أما آن لهذا الصمت أن ينكسر؟
الحصار على غزة.. أطول العقوبات الجماعية في العصر الحديث
منذ عام 2007، فُرض الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، بعد سيطرة حركة "حماس" على الحكم هناك، ليصبح القطاع المحاصر أكبر سجن مفتوح في العالم. هذا الحصار لم يكن وليد لحظة سياسية فقط، بل جاء تتويجًا لسياسات ممنهجة بدأت منذ سنوات طويلة بهدف عزل غزة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
الحصار شمل كل جوانب الحياة: إغلاق المعابر البرية والبحرية والجوية، وتقييد حركة الأفراد والبضائع، ومنع دخول مواد البناء والمعدات الطبية والاحتياجات الأساسية، فضلاً عن تقليص شديد في الكهرباء والوقود. وقد صنفته الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان كـ"عقوبة جماعية غير قانونية" تطال أكثر من مليوني إنسان نصفهم من الأطفال.
وتفاقمت الكارثة الإنسانية مع كل عدوان إسرائيلي جديد، ليتحول الحصار من مجرد "إجراء أمني" مزعوم إلى أداة إبادة بطيئة تُستخدم لخنق الحياة في القطاع، وفرض معادلة الاستسلام السياسي مقابل لقمة العيش.
ورغم المطالبات الدولية المتكررة برفع الحصار، فإن الصمت العالمي وتواطؤ بعض الأطراف الإقليمية والدولية أبقياه قائمًا لأكثر من 17 عامًا، ليصبح وصمة عار أخلاقية وقانونية في جبين النظام العالمي الحديث.