حقيقة تصريحات سفيرة المغرب لدى إثيوبيا.. هل لمحت إلى مصر؟
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
أثار فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة اهتمامًا كبيرًا حول تصريحات سفيرة مملكة المغرب في إثيوبيا، نزهة العلوي محمدي، حيث شاع بين المستخدمين أن تصريحات السفيرة قد تتضمن تلميحات حول الخلافات بين مصر وإثيوبيا.
لكن، ما حقيقة هذه التصريحات؟ في هذا المقال، سنقدم تحليلًا دقيقًا للتوضيح حول صحة هذه التصريحات وسياقها.
حقق الفيديو المتداول حول تصريحات السفيرة نزهة العلوي محمدي انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
رصد فريق تدقيق المعلومات في "المصري اليوم" أن الفيديو حقق نحو 18 ألف مشاهدة على منصة "إكس" و347 إعجابًا و47 مشاركة.
كما سجل الفيديو ما يقرب من 129 ألف مشاهدة على "تيك توك"، بالإضافة إلى 2357 إعجابًا، هذا الانتشار الواسع يعكس اهتمام المستخدمين الكبير بالمحتوى وحرصهم على فهم الرسائل التي قد تحملها التصريحات.
التحقق من صحة التصريحاتتحقق فريق "تدقيق المعلومات" من صحة الفيديو المتداول، ووجد أن التصريحات التي تمت مشاركتها قديمة وتعود إلى مقابلة أجرتها السفيرة نزهة العلوي محمدي مع التلفزيون الإثيوبي.
تم نشر الفيديو على قناة "EBC Languages" على موقع "يوتيوب" بتاريخ 3 مايو 2023، لذا، فإن التصريحات ليست حديثة، بل تعود إلى أكثر من عام.
محتوى التصريحاتفي المقابلة، أجابت السفيرة محمدي على سؤال حول الرسالة التي ترغب في إرسالها للشعب الإثيوبي لتعزيز التقارب بين الشعبين المغربي والإثيوبي.
وفي الدقيقة 27:00 من الفيديو، قالت: "أود أن أشكر الإثيوبيين على كل التسهيلات التي تُقدم لسفارة المملكة المغربية، ما يتيح لنا أداء مهامنا في إثيوبيا."
وأضافت: "المغرب بلد أفريقي عربي، ودائمًا ولا يزال يقف إلى جانب الدول الأفريقية، لأننا ننتمي إلى قارة واحدة ونتشارك مصيرًا واحدًا، نحن نؤمن بشراكة جنوب-جنوب، وبالتالي فإن المغرب قريب جدًا من إثيوبيا من حيث الرؤية والأهداف والرغبة السياسية، على الرغم من البعد الجغرافي."
السياق والتوقيتتزامن تداول الفيديو مع زيارة رسمية للقائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، حيث استقبل رئيس أركان قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في المغرب أواخر أغسطس الماضي.
هذه الزيارة قد تكون سببًا في إثارة الجدل حول تصريحات السفيرة، حيث يربط البعض بين التوقيت وزيارة الوفد العسكري.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تصريحات قديمة تداول الفيديو
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر بين إثيوبيا وإريتريا يُنذر بصدام جديد في القرن الأفريقي.. التفاصيل
تشهد منطقة القرن الأفريقي تصاعدًا خطيرًا في التوتر بين إثيوبيا وإريتريا، وسط تبادل الاتهامات وتزايد الحشود العسكرية على الحدود، ما يثير المخاوف من اندلاع صراع مسلح قد يعيد شبح الحرب الطويلة بين البلدين إلى الواجهة مجددًا، بعد سنوات من الهدوء النسبي أعقبت اتفاق السلام في 2018.
تصريحات نارية ومخاوف إقليمية
في خطاب متلفز، شن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي هجومًا لاذعًا على الحكومة الإثيوبية، معتبرًا أن مطالب أديس أبابا بالحصول على منفذ إلى البحر الأحمر، والخلافات المتفاقمة بشأن مياه النيل، تمثل تهديدًا مباشرًا لسيادة إريتريا وللاستقرار الإقليمي.
وأكد أفورقي أن هذه "الطموحات الإثيوبية التوسعية" من شأنها زعزعة أمن المنطقة، مشيرًا أيضًا إلى ما وصفه بـ "التدخلات الخارجية في الشأن الإثيوبي"، والتي قال إنها تؤثر سلبًا على استقرار الدولة الجارة.
وفي موقف يعكس تصاعد الاستعدادات العسكرية، حذر الفريق زادغان قبري تنساء، نائب رئيس إقليم تيغراي ورئيس أركان الجيش الإثيوبي السابق، من أن نشوب حرب مع إريتريا أصبح "أمرًا حتميًا"، مشيرًا إلى أن التحضيرات بلغت مراحلها النهائية، وأن إقليم تيغراي قد يتحول إلى ساحة معركة رئيسية.
جذور التوتر المتصاعد
1. أزمة تيغراي غير المحسومة
رغم توقيع اتفاق بريتوريا في نوفمبر 2022 بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، فإن الانقسامات الداخلية في الجبهة، خاصة بين جناح ديبرتسيون جبري ميكائيل والحكومة الفيدرالية، فاقمت التوترات. وتتهم أديس أبابا إريتريا بدعم هذا الجناح، وهو ما تنفيه أسمرة.
2. الخلاف حول الوجود العسكري الإريتري
تطالب إثيوبيا بانسحاب القوات الإريترية من تيغراي وفقًا لاتفاق بريتوريا، لكن إريتريا تصر على أن وجودها العسكري يتم داخل أراضيها السيادية، في حين ترى أديس أبابا أن هذا يشكل خرقًا واضحًا للاتفاق.
3. الطموح الإثيوبي نحو البحر الأحمر
جددت إثيوبيا مؤخرًا مطالبها بالحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر، ما أثار حفيظة إريتريا التي تعتبر هذه الخطوة تهديدًا لسيادتها. واعتبر وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح هذه الطموحات "مضللة" وتحمل إرثًا تاريخيًا من النزاعات.
4. حشد عسكري على الحدود
ردًا على التصعيد السياسي، كثفت إثيوبيا من تواجدها العسكري على الحدود مع إريتريا، وهو ما قوبل بتحركات مماثلة من الجانب الإريتري، مما يعزز احتمالات الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.
ثلاثة سيناريوهات محتملة
نزاع محدود: قد تندلع مواجهات عسكرية محدودة في المناطق الحدودية، دون أن تتوسع إلى صراع شامل.
وساطة إقليمية أو دولية: قد تتدخل أطراف إقليمية أو دولية للوساطة بين الطرفين، في محاولة لتفادي تفاقم الأزمة.
استمرار التوتر دون صدام: من المرجح استمرار التوتر والتصعيد الإعلامي والعسكري دون انزلاق فعلي إلى الحرب، مع استمرار حالة الاستقطاب.
يبقى المشهد في القرن الأفريقي محفوفًا بالمخاطر، مع هشاشة الوضع الأمني وتعقيد التوازنات الداخلية والخارجية. وتتطلب الأزمة تدخلًا دبلوماسيًا عاجلًا وحلولًا استراتيجية بعيدة المدى لتفادي اندلاع صراع جديد ستكون له تداعيات خطيرة ليس فقط على إثيوبيا وإريتريا، بل على أمن واستقرار المنطقة برمتها.