مؤتمر يناقش «دور القيادات الشبابية في تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة»
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
شما المزروعي: نلتزم بالعمل مع الشباب ومن أجلهم أبوظبي: «الخليج»
استضاف مركز الشباب العربي في مقره في أبوظبي، وبالتزامن مع اليوم العالمي للشباب، الموافق 12 أغسطس/آب، مؤتمراً حول «دور القيادات الشبابية في تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة»، وذلك بالشراكة مع مؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، وعدد من أعضاء برامج مركز الشباب العربي.
وعقد المؤتمر بحضور شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ونائب رئيس مركز الشباب العربي، وماجد النعيمي، المكلف بقيادة قطاع الشباب بالإنابة في وزارة الثقافة والشباب، وبالتزامن مع إطلاق مؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، النسخة السادسة من برنامج «إعداد القيادات والمواهب الشابة» من المساهمين في تنمية المجتمع في مختلف المجالات.
وفي ظل جهود مركز الشباب العربي لتمكين الشباب وبناء قدراتهم ضمن مسار المواطنة الإيجابية وخدمة المجتمع، ولتعزيز الشراكات والتعاون بين الشباب والمنظمات المعنية بالتأثير والبناء المجتمعي في المنطقة. تتنوع المشاريع الشبابية المشاركة بين المبادرات الصغيرة والمتوسطة والأكبر والأكثر طموحاً التي تعالج القضايا الاجتماعية المعقدة وفق مسارات التنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار، قالت شما المزروعي، خلال كلمتها الافتتاحية: «ننظر إلى اليوم العالمي للشباب فرصةً لنستذكر فيها القيم الإنسانية الأصيلة التي يتحلى بها الشباب العربي في خدمة المجتمعات والأوطان، والنابعة من حبه وانتمائه وارتباطه بموروثه الحضاري والثقافي، ونحتفي اليوم بالنماذج العربية المشرفة التي قدمت صورة إيجابية عن إمكانيات شبابنا ورغبتهم الصادقة في رد الجميل لبلادهم ولدعم مكانتنا بين الأمم».
وأضافت: «مركز الشباب العربي بتوجيهات من رئيسه سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، ملتزم بالعمل مع الشباب ومن أجلهم وزيادة إسهاماتهم وإعلاء صوتهم وتمكينهم في المحافل الدولية وبالأخص مع اقتراب استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف بشأن المناخ كوب 28، وفخورون بإطلاق اسم (عام الشباب العربي) لعام 2023 باعتباره الثروة الحقيقية لدولنا ومنطقتنا والمحرك الرئيسي للبناء والتنمية».
من جانبه قال ماجد النعيمي، المكلف بقيادة قطاع الشباب بالإنابة في وزارة الثقافة والشباب: «نجتمع اليوم، لنحتفل معاً باليوم العالمي للشباب، ونتشارك سوياً قضية محورية ومهمة، حول دور القيادات الشبابية في المسيرة التنموية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة محمد بن سلمان «مسك» وبرنامج «زَمالةُ مسك»، بهدف توعية الشباب بالقضايا التي تتعلق بأهداف التنمية المستدامة وبمفهومها، وبدورهم في تحقيق أهدافها وتشكيل المستقبل».
وأكد النعيمي، أن وطننا العربي ما زال يحتضن العديد من الطاقات والخبرات الشبابية التي ستخرج للنور قريباً، وكلنا أمل أن نلتقي بها من هذا المنبر المتميز في مركز الشباب العربي، الذي أصبح جسراً لعبور الكثير من أحلام شبابنا.
وأضاف: «إن التحديات المتعاقبة، جعلت من شبابنا قوة طامحة قادرة على تحمّل المسؤوليات، وواجبنا أن نوفّر لهم البيئة التي توائم أفكارهم وتدعم تطلعاتهم، لأن الحلم لا يتحقق دون الأمل».
ولفت إلى أن القيادة الرشيدة حريصة على سماع صوت الشباب وتبنّي تطلعاتهم، وذلك بالتوجّه نحوهم بأدوات المعرفة وتطوير المهارات، عبر إطلاق البرامج والمبادرات الشبابية التي تسهم في تعزيز قدراتهم الابتكارية التي ستقود مجتمعاتهم إلى مستقبل مزدهر ومستدام.
وناقش المؤتمر، عدداً من المحاور والموضوعات المهمة، التي ركزت على دور الشباب العربي في تنفيذ المبادرات الشبابية التي تسهم في تنمية وبناء المجتمع وتحقيق الأثر الإيجابي والأهداف التنموية المستدامة، إضافة إلى أهمية العلاقات وبناء الشراكات لإحداث تأثير حقيقي في مختلف القضايا التي تسهم في تفعيل دور الشباب في صنع المستقبل وتغير حياة مجتمعاتهم للأفضل.
وسلط المشاركون، الضوء على عدد من المحاور والموضوعات المهمة، التي ركزت على دور الشباب العربي في تنفيذ المبادرات الشبابية التي تسهم في تنمية وبناء المجتمع وتحقيق الأثر الإيجابي والأهداف التنموية المستدامة، إضافة إلى أهمية العلاقات وبناء الشراكات لإحداث تأثير حقيقي في مختلف القضايا التي تسهم في تفعيل دور الشباب في صنع المستقبل وتغير حياة مجتمعاتهم للأفضل.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي الشباب العربی فی الشبابیة التی تنمیة المجتمع التی تسهم فی دور الشباب محمد بن
إقرأ أيضاً:
عام الشباب.. من الاحتفالية إلى السباقات الإنتاجية المستدامة
إسماعيل بن شهاب البلوشي
في محطات سابقة من تاريخ النهضة العُمانية، كانت فكرة تخصيص أعوام وطنية تحت مُسميات مثل "عام الصناعة"، "عام الشباب"، و"عام الحرفيات" خطوة طموحة تعكس التوجه نحو تنويع مصادر التنمية وبناء الإنسان العُماني. لكنها، وبالرغم من النوايا الطيبة، اتخذت طابعًا احتفاليًا وإعلاميًا أكثر من كونها نقطة انطلاق لمسار مستدام من الإنتاج والتطوير.
اليوم، ومع تسارع التحديات الاقتصادية وارتفاع مطالب الشباب الباحث عن فرص العمل والإبداع، آن الأوان لنفكر خارج الأطر التقليدية. لماذا لا نُعيد تجربة هذه الأعوام، ولكن هذه المرة لا على هيئة شعارات، بل كساحات تنافسية بين الولايات والمحافظات، يتحول فيها كل عام إلى مختبر وطني للإبداع والتنمية والتوظيف الذكي؟
الاقتراح: أعوام إنتاجية تنافسية
تقوم الفكرة على تخصيص كل عام لقطاع حيوي (مثل: عام التصنيع المحلي، عام الأمن الغذائي، عام التقنيات البيئية، عام الابتكار الحرفي…)، وتُدعى فيه كل ولاية لتشكيل فريق عمل متخصص من الشباب ورواد الأعمال والمهنيين المحليين، يتعاونون سرا لعدة أشهر على بلورة مشروع حقيقي وملموس يُعرض لاحقًا في معرض وطني كبير، وتُمنح فيه جوائز للولايات الأكثر إبداعا واستدامة بل وتنفيذه على أرض الواقع لاستحقاق جائزة سلطانية مستحقة.
أما آلية التنفيذ المقترحة، فنوضحها كما يلي:
1- تشكيل لجنة وطنية للإشراف على المشروع السنوي، تضم خبراء من مختلف القطاعات (الاقتصاد، التعليم، البيئة، الحرف، الاستثمار…).
2- تخصيص ميزانية سنوية واضحة، توزّع على الولايات بالتساوي كبداية لرأس المال التشغيلي.
3- تحديد معايير التحكيم مسبقًا، تشمل: عدد الوظائف المستحدثة، استدامة الفكرة، جدواها الاقتصادية، قابليتها للتوسع، ومدى ارتباطها بالهوية المحلية.
4- مرحلة التحضير والتنفيذ بسرية لمدة 6 أشهر، تتبعها مرحلة التقييم والعرض الجماهيري والمعرض السنوي.
5- تكريم الولايات الفائزة، ليس فقط بجوائز رمزية، بل بمنح إضافية لتنفيذ مشاريعها على نطاق أوسع.
ومثل هذه المبادرة لن تقتصر فوائدها على الإبداع المحلي، بل ستكون جسرا لتحقيق أهداف استراتيجية أعمق، منها:
تنشيط الاقتصاد المحلي: عبر تحويل الأفكار إلى مُنتجات وخدمات قابلة للتسويق داخليا وخارجيا. توظيف الطاقات الشابة: بتوفير مساحات فعلية للعمل والإنتاج ضمن فرق ومبادرات مجتمعية تنافسية. تعزيز الانتماء للولاية والمكان: لأنَّ الشاب سيُسهم في مشروع حقيقي يحمل بصمة منطقته. تسويق الولايات كوجهات للفرص: مما يخلق ديناميكيات تنموية جديدة تتجاوز المفهوم الإداري المركزي.إنَّ كثيرًا من المبادرات الوطنية- رغم صدق أهدافها- لم يُكتب لها النجاح؛ لأنها جاءت على شكل مشاريع مركزية تطبّق من الأعلى إلى الأسفل. أما هذه المبادرة المُقترحة، فتعتمد على قاعدة "التوزيع العادل للفرص" عبر تمكين كل ولاية من رسم تجربتها الخاصة، وفق قدراتها ومواردها وهويتها. وهذا هو جوهر العدالة التنموية الحديثة: أن نمنح الجميع ذات الفرصة، ونترك المجال للتنافس الشريف في كيفية استثمارها.
ختامًا.. ليس المطلوب أن نكرر تجارب الماضي، بل أن نتجاوزها. نُريد أن ننتقل من فكرة "الاحتفال بالعام" إلى "إنتاج العام". لا نريد أن يُختزل عام الصناعة في ملصقات ومنتديات، بل أن يُرى في مشروع ناجح في مرباط، أو مصنع منزلي في عبري، أو تقنية زراعية مطورة في خصب.
هذه ليست دعوة رومانسية، بل خطة عملية، وقابلة للتنفيذ، تستند إلى فطرة العُماني القادرة على الإبداع حين تمنح الثقة والمسؤولية. فلنُطلق سباق الأفكار، ولنجعل كل ولاية صفحة جديدة في كتاب التاريخ العُماني المُشرق.
رابط مختصر