ليبيا – تناول تقريران تحليليان لقسم الأخبار الإنجليزية بصحيفة “العرب الأسبوعية” وموقع “ذا ناشيونال” الإخباري الدولي آخر تطورات أزمة المصرف المركزي.

التقريران اللذان تابعتهما وترجمت المهم من رؤاهما التحليلية صحيفة المرصد وصفا اتفاق مجلسي النواب والدولة الاستشاري على تعيين محافظ ومجلس إدارة للمصرف المركزي في غضون 30 يوما بفرصة لتفكيك معركة السيطرة على عائدات النفط في البلاد المتسببة في خفض الإنتاج.

وأرجع التقريران أزمة المصرف المركزي إلى المشهد السياسي المنقسم في البلاد بين مؤسسات حاكمة متنافسة ضعيفة الشرعية في وقت سادت فيه حالات الارتباك والخوف والمعاملات المتعثرة في المصارف والمتاجر والشركات في جميع أنحاء ليبيا بسسب الصراع على هذه المؤسسة المالية.

وتابع التقريران إن العديد من المعاملات المصرفية العادية بدت مستحيلة فيما بقيت العديد من مرتبات الدولة غير مدفوعة مبينان إن تمكن إدارة المصرف المركزي من دفع أجور العاملين بالقطاع العام بناء على طلب حكومة تصريف الأعمال أمر غير واضح.

ونقل التقريران عن المواطن من مدينة مصراتة محمد سالم قوله:”الناس منهكون من الانتظار وتحمل المصاعب وبالطبع المواطنون يكافحون والجميع يتأثرون بنقص الوقود ويتعين على الشاحنات الانتظار لمدة يومين أو 3″ في وقت بين فيه التقريران فشل دفع مرتبات مليوني موظف بسبب أزمة المصرف المركزي.

وقال المحلل السياسي جليل حرشاوي:”إن الأزمة الحالية تتراكم منذ أشهر مع تدهور علاقة الصديق الكبير وعبد الحميد الدبيبة فالعداء والنزاع واضح بينهما وبلغ ذروته الآن ونقطة اللاعودة وبحلول نهاية العام 2023 ظهرت أدلة تشير إلى أن الأول توقف عن تقديم الائتمانات لجميع الشركات المرتبطة بالثاني”.

وتابع حرشاوي قائلا:”هذا التوقف جعل الدبيبة يشعر بالاختناق فبمجرد أن تصبح الأمور غير قابلة للاستمرار سوف تنفجر في مرحلة ما وأعتقد أن الليبيين سوف يعانون بشدة بسبب التداعيات الاقتصادية وقد تسوء الأمور كثيرا قبل أن نصل إلى القاع وللصراع المسلح مرة أخرى”.

واختتم حرشاوي بالقول:”إذا استمرينا في هذا النوع من الأجواء فسوف يصبح من الطبيعي العودة المحتملة إلى جميع الأعمال العنيفة وسوف يصبح الناس أيضا أكثر توترا بحيث يصبح الأمر أكثر احتمالية وخاصة في مثل هذه اللحظات من الارتباك”.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: المصرف المرکزی

إقرأ أيضاً:

حين يصبح القرار عبئا لا مفر منه.. خيارات أميركا الكارثية في إيران

صراحة نيوز- بقلم / د. منذر الحورات

لم يُطل انتظار المتابعين لسماء المنطقة، إذ ألقت طائرات «بي–2» الأميركية أخيراً بحمولتها الثقيلة فوق المنشآت النووية الإيرانية، وحمولة أخرى محملة بالمفاجآت والفوضى لكل الأقليم داست القانون الدولي والهيئات الدولية وسيادة الدول، ورغم أن البعض رأى في تأخر الضربة مؤشراً على تردد إستراتيجي، مقترن بتقلبات مزاج الرئيس ترامب، إلا أن اللحظة جاءت أخيراً، وتجاوز الرئيس الأميركي عقبات ثقيلة كادت تؤدي إلى انكشاف إستراتيجي خطير لدور ومكانة القوة الأميركية، لكن هذا القرار لم يكن سهلاً ولا سريعاً، فقد وُضعت على طاولة الرئيس معادلات معقدة، أبرزها الذاكرة الجريحة للمغامرات الأميركية في العراق وأفغانستان، هناك، انطلقت واشنطن نحو «تدخلات سريعة» وانتهت إلى فوضى سياسية، واحتلال دام، وخراب مؤسسات، وجراح وطنية لم تندمل بعد، وندوب عميقة في الذاكرة الأميركية، وإيران، بكل تعقيداتها العرقية والدينية، وتسليحها الثقيل، ومعرفتها النووية، تمثل نسخة أشد تعقيداً من تلك التجارب، وانهيار الدولة فيها لن يكون مجرد أزمة، بل كابوساً إستراتيجياً قد يغير وجه الشرق الأوسط لعقود.

فوق هذا كله، تواجه إدارة ترامب معارضة صامتة لكنها مؤثرة، تأتي من عمق قاعدته الانتخابية التي صوتت له على وعد «أميركا أولا»، أي النأي بالنفس عن الحروب الخارجية، تيار «ماغا» والذي  يُذكره دوما بأنه لم يُنتخب ليعيد أميركا إلى نزاعات الشرق الأوسط، بل ليعيدها إلى الداخل، وإلى جانب هذا التيار، يميل الرأي العام الأميركي بوضوح إلى رفض أي تدخل عسكري جديد،  فاستطلاعات الرأي تُظهر رغبةً جامحة رافضة للحرب، وإحساساً عاماً بأن الضربات العسكرية، مهما بلغت دقتها، لم تحل أزمة، بل زادتها تعقيداً، وهنا تبرز معضلة أخرى: الاقتصاد،  فالتصعيد في الخليج يعني تهديداً لأمن الطاقة العالمي، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، ويُطلق شرارة تضخم جديدة داخل الولايات المتحدة  في وقت حساس سياسياً، قد تُقوّض فيه شعبية ترامب، وتُهدد مستقبله الانتخابي.

في المقابل، لم تتوقف إسرائيل عن ممارسة ضغط هائل على واشنطن، فبالنسبة لتل أبيب، فإن أي تأخير في الرد هو تهديد مباشر لأمنها القومي، خصوصاً إذا قررت طهران توسيع ردها ليشمل جبهات متعددة أو مصالح إسرائيلية استراتيجية، لقد وجدت إسرائيل أن الظروف منحتها فرصة ذهبية لاستثمار قوة الولايات المتحدة إلى جانبها،  فاستخدمت كل أدواتها السياسية والإعلامية لدفع الرئيس ترامب لإتخاذ قراره الحاسم، وكانت هذه لحظة فارقة، إذ وقف ترامب أمام مفترق طرق: إما أن يتدخل وينقذ صورة أميركا كقوة رادعة، أو أن يمتنع ويتحمل كلفة فقدان الثقة العالمية بدورها القيادي، ويُغضب إسرائيل، الحليف الأقرب، ورغم أن الضربة نُفذت متأخرة نسبياً، فقد أعادت تأكيد الدور الأميركي في صياغة موازين القوة العالمية، وذكّرت الجميع بأن واشنطن ما تزال تُمسك بخيوط اللعبة الكبرى، لكنها في الوقت ذاته، فتحت أبواباً لفوضى قد يصعب إغلاقها لسنوات طويلة.

 

إذاً تقف المنطقة اليوم على حافة الهاوية، والاحتمال الأقرب هو الانزلاق نحو مواجهة إقليمية أوسع، تُحرّكها شهوة الانتقام وسوء التقدير، ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً أمل في نافذة دبلوماسية قد تُفتح في اللحظة الأخيرة، تماماً كما تُفتح أبواب الحرب في غفلة من التاريخ، لكن الواقع يقول إن خيارات ترامب في إيران لم تكن يوماً سهلة، بل بدت، كما في الأمس، كابوسية: محصورة بين رغبته في تفادي الحروب، ونزعة أمريكية مزمنة نحو الحسم، وفي النهاية، ألقى الرئيس كل تلك الخيارات في حضن المرشد الأعلى الإيراني، الذي بدوره يقف على الحافة: بين القلق على بقاء النظام، وبين مواجهة غير متكافئة مع أعظم قوة في العالم.

مصير إيران والمنطقة وربما النظام الدولي بأسره يتوقف الآن على قرار رجل في طهران،  لكن المؤكد أن واشنطن، رغم كل شيء، أعادت رسم المشهد، ووضعت خصومها ومنافسيها أمام مأزق استراتيجي غير مسبوق.

فهل سيجد هؤلاء طريقهم للرد؟ أم أن الكرة ستبقى معلقة في ملعب أميركي مزدحم بالأزمات والضغوط، يفتقر إلى الوقت واليقين؟

مقالات مشابهة

  • حل أزمة مازوت البقاع في لبنان وعودة مهرجانات بيت الدين.. تفاصيل
  • حماس تدعو لصد هجمات المستوطنين في الضفة بهذه الطريقة
  • وزارة المالية تحيل مرتبات شهر يونيو إلى المصرف المركزي
  • ويل سميث يعلن عن حفله بمهرجان موازين الليلة بهذه الطريقة | فيديو
  • حمّاد يبحث مع المركزي أزمة السيولة وتوسيع الدفع الإلكتروني
  • إيران بين الادعاء بالانتصار والتحول الجيوسياسي.. قراءة تحليلية
  • حماد يترأس اجتماع المصرف المركزي لدعم الانضباط المالي والاقتصادي
  • حين يصبح القرار عبئا لا مفر منه.. خيارات أميركا الكارثية في إيران
  • منعا لانقطاع الحرارة.. خطوات الاستعلام ودفع فاتورة «التليفون الأرضي»
  • لتجنب الخرف والزهايمر.. نظف دماغك بهذه الطريقة