الجزيرة:
2025-06-17@19:31:54 GMT

صرخات من الضفة لإنقاذ التعليم ومستقبل الأطفال في غزة

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

صرخات من الضفة لإنقاذ التعليم ومستقبل الأطفال في غزة

رام الله- "أدهم ولارا" شقيقان نجحت عائلتهما برفقة طواقم الدفاع المدني في استخراجهما من تحت أنقاض بيتهما المدمر في جباليا بعد أيام من اندلاع الحرب في غزة، أدهم الذي كان قد بدأ عامه طالبا في الصف الأول، حزين على قرطاسيته التي لم يستطع إنقاذها من الركام.

كانت والدته قد اشترت له حقيبة جميلة وأقلاما وألوانا ودفتر رسم، وتقول "كان فرحا جدا بدخوله المدرسة، ولكن نفسيته تحطمت بعد أن قضى ساعات تحت ركام بيتنا، هناك ندوب في وجهه حتى الآن، وبالكاد يستطيع المشي على قدميه، أصبح عدوانيا ويصرخ باستمرار".

أما شقيقته لارا، التي كانت قد بدأت صفها الثالث، فتفيد أمها بأنها أصبحت ذات شخصية منعزلة وانطوائية، لا ترغب بالحديث مع أحد، وتؤكد أن الحرب ومشاهد الدمار والدماء تركت بصمتها في شخصية طفليها الاثنين.

حلم الدراسة

وتتابع الوالدة "نسيا القراءة والكتابة وحتى الأحرف التي تعلماها، نرجو أن ترجع المدرسة، هذا حلمنا جميعا". وتضيف أن بعض الأهالي يرسلون أولادهم للحصول على دروس خاصة، وتؤكد "لو كنت أستطيع توفير تكاليف الحصص لأرسلتهما، ولكني أعاني في توفير طعامهم وحليب طفلتي الصغيرة ذات العام".

بدورها، إيمان أبو سليمة هي أم لـ7 أطفال؛ 3 في المدرسة واثنان في الجامعة، وشاب كان في الثانوية العامة عندما بدأ العدوان، وفجأة وجد نفسه يقف في طوابير الحصول على الماء والطعام، فقرر العمل ليساعد في توفير مصاريف عائلته وعدم الالتحاق بمقاعد الدراسة حال عودة التعليم.

تصف إيمان انقطاع أولادها عن الدراسة بمأساة حقيقية، وتقول إن وزارة التعليم الفلسطينية في رام الله "لم تفعل أي شيء مطلقا لإنقاذ مستقبل أولادنا، فقط مبادرات فردية هنا وهناك".

في الأثناء، وضع انطلاق العام الدراسي الجديد في الضفة الغربية، صباح اليوم الاثنين، مسألة إنقاذ التعليم في غزة على طاولة النقاش، فمن ينقذ مستقبل أطفالها؟

وحرمت الحرب الإسرائيلية على القطاع قرابة 700 ألف طالب وطالبة من مقاعدهم الدراسية، وأصبح مستقبلهم مرهونًا ببعض المبادرات التعليمية هنا وهناك.

المعلمة أسماء مصطفى من شمال غزة نزحت لأول مرة عن بيتها بعد اندلاع الحرب بأيام قليلة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدمت قلبها مشاهد الأطفال الصغار في هذا العدوان وهم يجوبون الشوارع بيأس، يبحثون عن لقمة طعام أو شربة ماء. "كبروا كثيرا قبل أوانهم"، تقول أسماء التي لم تستغرق وقتا طويلا في التفكير حول ما ستفعله، وسرعان ما انطلقت بمبادرتها "كل يوم حكاية".

تعيش اليوم المعلمة نزوحها الثامن، تنزح وتنزح مبادرتها معها، فأينما حلت تنادي على الأطفال عبر سماعة صغيرة تحملها معها، وتوضح أنها تحاول التخفيف عنهم، وتذكرهم بأساسيات القراءة والكتابة والحساب، خوفًا من "تجهيل جيل كامل أنشأته الحرب".

وإلى جانب أكثر من 10 آلاف شهيد من الطلبة في غزة و15 ألف جريح، فإن مئات الآلاف فقدوا كتبهم وحقائبهم المدرسية الجميلة تحت الركام، وهُدمت مدارسهم وما تبقى منها أصبح مراكز إيواء للنازحين، وحُرموا من حقهم في التعليم الذي كفلته كل المواثيق الدولية والإنسانية.

تدخلات

وفي الوقت الذي انطلق فيه العام الدراسي بالضفة في وضع سياسي صعب وغير مستقر، فإن عام الحرب على غزة لا يزال مستمرا، مما يطرح السؤال حول الدور الذي لعبته وزارة التربية والتعليم لضمان حق الطلبة في الحصول على تعليمهم، ولو بالحد الأدنى.

يقول المتحدث باسم الوزارة، صادق الخضور، إن 700 ألف طالب وطالبة في الضفة توجهوا اليوم إلى مدارسهم، ويوجد 630 ألفا آخرون في غزة وإنهم بصدد ترتيب تدخلات لإنقاذهم. ويوضح "كان لدينا خطة مقررة من مجلس الوزراء لإنقاذ التعليم في غزة بعد انتهاء العدوان، ولكن أمده طال وستشرع الوزارة بتنفيذ ما يمكن من هذه الخطة".

وفي ظل تعاقب حكومتين على هذه الحرب، كان لا بد من السؤال عن دور كل واحدة؟، ووفق الخضور، وضعت الحكومة السابقة أطر هذه الخطة العامة ومعالمها، أما الحالية فجعلتها أكثر تفصيلا وشمولا ووضوحا، "أي أن هذه الخطة التي لم تر النور بعد، هي جهد تراكمي لحكومتين متعاقبتين".

وبشأن التدخلات، أضاف أنها تجمع بين الافتراضي والوجاهي، فهناك مدارس افتراضية جديدة في غضون أيام سيتم إطلاقها، وسيتم توفير المواد التعليمية "أوف لاين، وأون لاين"، ونقاط توزيع إنترنت بالتعاون مع شركات الاتصالات. أما عن التعليم الوجاهي، فأكد الخضور أن الوزارة بصدد تشكيل حاضنة لكل المبادرات الفردية والمؤسسية لتكون الخيط الناظم لها.

وبيّن الخضور أن الأولوية ستكون لطلبة التعليم الأساسي، حيث هناك 70 ألف طالب يُفترض أن تبدأ حياتهم المدرسية هذا العام. أما طلبة التوجيهي الذين لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة بعد وعددهم 39 ألفا، "فتبذل الوزارة قصارى جهدها لتمكينهم من إنجاز الامتحان والالتحاق بالجامعات في أقرب وقت ممكن وقبل نهاية 2024".

وأشار إلى أن 88 ألف طالب وطالبة جامعيين تأثروا بشكل كبير بهذه الحرب وهُدمت جامعاتهم، واستشهد العديد من محاضريهم المتميزين، وأن وزارة التعليم عملت على بعض التدخلات والمبادرات مع جامعات الضفة، وتبحث الآن المزيد من الخيارات والنفقات العملية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وناشد الخضور المؤسسات الأممية توفير حق طلبتهم في التعليم، مضيفا أن آخر إحصائية تبين أن 290 مدرسة من أصل 370 تعرضت لأضرار ما بين متوسطة وبالغة، فيما تُستخدم المدارس التي تعرضت لأضرار خفيفة كمراكز إيواء في غزة. ووفقا له، أصبح 3 آلاف طالب من ذوي الإعاقة نتيجة الحرب، إلى جانب استشهاد 400 من كوادر المدارس، و100 من كوادر الجامعات، وتضرر 31 مبنى جامعيا.

مبادرات

من جهتها، استبعدت المشرفة التربوية، نجلاء خصيب، عودة التعليم النظامي قبل انتهاء الحرب، "فلا يمكن الحديث عن ذلك إذا كان الطالب يعاني من الجوع والخوف وعدم الأمان، واحتياجاته الأساسية غير متوفرة".

وبرأيها، فإن الحل الأمثل في ظروف الحروب هو استخدام كل الوسائل الممكنة من أجل تعليم الأطفال مهارات حياتية بسيطة، تساعدهم على التفريغ النفسي وتعلّمهم القدرة على دعم الذات. وتقول إنه على الجهات الرسمية حصر قوائم بأسماء المعلمين الذين بإمكانهم تنفيذ مبادرات تعليمية في غزة، والإشراف عليها ودعمها قدر المستطاع.

كما تقترح إطلاق مبادرات أخرى افتراضيا يكون معلمو الضفة جزءًا منها بحيث يدرّسون بعض المواد الأساسية من خلال مجموعات، ويقدمون حصصًا للدعم النفسي والأنشطة التفريغية.

وأكدت خصيب ضرورة أن تقوم الوزارة بحلقات دعم نفسي لمعلمي غزة ومعلماتها تساعدهم وتوجههم للخروج من هذه الأزمة، وأن تأخذ مؤسسات القطاع الخاص والأهلي على عاتقها تنفيذ مبادرات تعليمية وتحاول توفير الاحتياجات الأساسية لدعم هذه المبادرات.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ألف طالب فی غزة

إقرأ أيضاً:

بين الصيانة والتوسعة.. توجيهات حكومية لإنقاذ كهرباء عدن

وجهت الحكومة اليمنية وزارة الكهرباء باتخاذ إجراءات عاجلة لرفع القدرات التوليدية لمحطات الطاقة في العاصمة عدن، في ظل تردي خدمة الكهرباء وتأثيرها السلبي على حياة المواطنين، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف،

Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين

وأصدر رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك عددًا من التوجيهات لقيادة وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء، ومسؤولي المحطات، بهدف معالجة الإشكالات الإدارية والفنية، والارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، مع إعادة جدولة الأولويات وفق الاحتياجات العاجلة للقطاع.

جاء ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء لعدد من محطات توليد الطاقة الكهربائية في عدن، حيث تفقد أوضاعها الحالية، وناقش المعالجات العاجلة المطلوبة لتعزيز قدراتها التوليدية، وفق ما أفادت به وكالة سبأ الحكومية.

وتفقد بن بريك الأعمال الجارية في مشروع تصريف الطاقة بمحطة كهرباء خورمكسر، والذي يتضمن إنشاء خطوط نقل ومحطات تحويل لنقل الطاقة إلى مديريات خورمكسر، صيرة، المعلا، والتواهي، في خطوة تهدف إلى تحسين شبكة توزيع الكهرباء وضمان وصولها بكفاءة إلى كافة المناطق المستهدفة.

وخلال زيارته، استمع رئيس الوزراء إلى شرح تفصيلي من المسؤولين وممثلي الشركة المنفذة للمشروع حول الإنجازات التي تمت، والوقت المتبقي لاستكمال المشروع، مؤكدًا على أهميته الاستراتيجية في تصريف الطاقة وتعزيز قدرات التوليد الكهربائي في عدن.

وفي إطار الحلول الفورية، وجه بن بريك بسرعة استكمال إنجاز بقية المهام في المشروع خلال مدة أقصاها شهر، على أن يتم إدخال مكوناته إلى الخدمة فور الانتهاء منها. كما وجه باستكمال أعمال الصيانة لمحطة كهرباء المنصورة وإضافة قدرة توليدية جديدة تبلغ 20 ميجاوات تعمل بالمازوت، نظرًا لكلفتها الاقتصادية المنخفضة.

>> ابن مبارك يلجأ لإرشيف معين.. البحث عن حلول لكهرباء عدن في اللحظات الأخيرة

وترأس رئيس الوزراء اجتماعًا موسعًا لمسؤولي الكهرباء، ناقش خلاله المقترحات العاجلة لرفع القدرة الإنتاجية لمحطة المنصورة، والبدائل الممكنة لتخفيف الانقطاعات، إضافة إلى تأمين كميات كافية من الوقود لضمان استمرارية التشغيل، بالتنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي.

وشدد بن بريك على ضرورة إعداد مناقصة شفافة لتعيين شركة رقابية لفحص وقود الكهرباء، والإشراف على عملية التوزيع لضمان كفاءة الاستخدام. كما طالب بتقديم تقرير تفصيلي شامل عن الإيرادات والنفقات الخاصة بالكهرباء خلال العامين الماضيين والستة الأشهر الأولى من العام الجاري، على أن يتم إنجازه في أسرع وقت ممكن.

وأكد رئيس الوزراء أهمية إعادة النظر في النموذج الإداري الحالي لقطاع الكهرباء، وتنفيذ إصلاحات جوهرية تضمن استقرار الخدمة المقدمة للمواطنين، مشددًا على ضرورة تجاوز الآليات التقليدية المتبعة سابقًا، والانتهاج نحو طرق جديدة تؤدي إلى زيادة الكفاءة في الإنتاج والتوزيع، وتحسين آلية التحصيل المالي، إضافة إلى البحث عن بدائل اقتصادية أكثر جدوى في توليد الكهرباء بتكاليف أقل.

وتأتي هذه التوجيهات الحكومية العاجلة في إطار الجهود المبذولة لتخفيف معاناة المواطنين، وتحقيق تحسن ملموس في مستوى خدمات الكهرباء خلال الفترة القادمة، وسط تحديات مستمرة تواجه هذا القطاع الحيوي.

مقالات مشابهة

  • الضربة الإسرائيلية ومستقبل التسلح النووي الإيراني
  • النائب السابق الحسنات تدعو الحكومة لإنقاذ القطاع السياحي
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • التعليم: ترتيبات لعقد امتحان الثانوية العامة بالضفة اعتبارا من السبت المقبل
  • الثقافة بين الورق والرقمية.. مناقشات برلمانية حول الاستثمار الثقافي ومستقبل النشر في مصر
  • الهيلامنجية ومستقبل الدولة الأردنية
  • صرخات يائسة من داخل صنعاء.. موالون للحوثي يصرخون طالبًا لصرف الراتب
  • بين الصيانة والتوسعة.. توجيهات حكومية لإنقاذ كهرباء عدن
  • نساء غزة.. فقد وألم وحياة مأساوية لا تنتهي
  • مجموعة السبع: أستراليا تعتزم طرح مسألة الرسوم الجمركية ومستقبل تحالف أوكوس مع واشنطن