بوابة الوفد:
2025-12-04@22:39:20 GMT

إشكالية الحبس الاحتياطى وحقوق الإنسان

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

فى إطار الإصلاح المجتمعى والإستراتيجية القومية لحقوق الإنسان فى مصر فإننى بدايةً أتساءل: هل النقاشات الراهنة حول خفض مدة الحبس الاحتياطى ومناقشة تعديلات قانون الإجراءات الجنائية ينبئ بعهد جديد من الحريات؟، إن قرار الإفراج عن 151 من المحبوسين احتياطيًا، وذلك استجابة لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وتنفيذًا لتوصيات الحوار الوطنى بشأن مراجعة سياسات الحبس الاحتياطى، خطوة إيجابية ومهمة فى مسار تعزيز المصالحة المجتمعية وتحقيق الاستقرار السياسى والاجتماعى فى مصر، فى ضوء المناقشات الأخيرة التى أطلقها الحوار الوطنى حول مناقشة الحبس الاحتياطى، وخفض مدته فى خطوة لتعزيز مناخ الحريات، ومن هنا يشغل ملف الحبس الاحتياطى بال الشارع المصرى، فى ظل الجلسات النقاشية التى تناولها الحوار الوطنى على مدار الفترة الماضية، ليتطرق لأخطر القضايا فى ملف الحريات وحقوق الإنسان، لتأتى قرارات الإفراجات المستمرة عن المحبوسين احتياطيًا بتوجيهات رئيس الجمهورية، تؤكد رغبة الدولة الحقيقية فى تنفيذ مخرجات الحوار الوطنى الذى بات عاملًا مؤثرًا فى مسار السياسة المصرية، وباب لفتح الأفق وزوال الضبابية، وتأكيدًا لخطوات تمد جسور الثقة بين الجميع، بجانب مشروع القانون المقدم أمام مجلس النواب بشأن تعديلات الإجراءات الجنائية، حيث إن المشروع أتى بتعديلات لتكون أكثر توافقًا مع مبادئ حقوق الإنسان، حيث نص على ضمانات واضحة لكفالة المحاكمة العادلة، والحق فى الاستعانة بمحام، وحق المتهم ودفاعه فى الوثوق على ما ينسب إليه من اتهام وتنفيذ كافة الإجراءات الخاصة بمحاكمته، بدءًا من مرحلة التحقيق وانتهاء بالحكم الذى تصدره المحكمة الجنائية المختصة، كذلك تضمن الاتجاه للحد من مدد الحبس الاحتياطى، وهو أمر يتماشى مع حقوق الإنسان ونادت به المنظمات الحقوقية على مدار سنوات طويلة، حتى لا يتحول الحبس إذا طالت مدته إلى عقوبة سالبة للحرية، وأيضًا وضع آليات واضحة لحماية الشهود والمبلغين، وضمان سرية هويتهم فى بعض الحالات، إضافة إلى توفير برامج حماية خاصة لهم، مما خلق حراكًا كبيرًا ينتهى إلى عهد جديد من الحريات والحفاظ على حقوق المحبوسين، مع خفض مدة الحبس، مع وضع آليات جديدة تسهم فى الحفاظ على الأمن العام دون الإخلال بحقوق المحبوسين، على الجانب الآخر توجد بعض الاعتراضات من قبل نقابة المحامين ليست على مشروع القانون ككل، وإنما هى على بعض بنوده التى تحتاج إلى إعادة صياغة، وما بين التأييد والاعتراض أرى لا شك أن قرارات الإفراجات المتتالية تعزز مناخ الحريات وتؤكد التزام الدولة ببناء مستقبل أفضل لجميع المواطنين، كما أنها تسهم فى ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان ويعكس التزام الدولة بتحقيق العدالة الناجزة والتوازن بين حماية الأمن الوطنى وضمان حقوق الأفراد، وللحديث بقية إن شاء الله.

 

دكتور جامعى وكاتب مصرى

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النقاشات الحوار الوطني الحبس الاحتياطى الحبس الاحتیاطى الحوار الوطنى حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

اليماحي: الكويت تمثل تجربة عربية متميزة في مجال تعزيز حقوق الإنسان

أكد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، أن تعزيز منظومة حقوق الإنسان تعد أحد المرتكزات الرئيسية لبناء مجتمعات عربية مستقرة ومتماسكة، مؤكدًا على أهمية  تكامل الجهود الوطنية بين كافة المؤسسات المعنية، وذلك في إطار من التعاون والتنسيق المستمر وبما يضمن توحيد الرؤى وتكامل الأدوار في خدمة المواطن العربي.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس البرلمان العربي أمام أعمال الدورة الثامنة والعشرين للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المخصصة لمناقشة التقرير الدوري الثاني المقدم من دولة الكويت، والتي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

وأشار "اليماحي" إلى أن حقوق الإنسان ليست مجرد نصوص أو التزامات شكلية، بل هي منظومة متكاملة تُجسد احترام الكرامة الإنسانية، وتُعبر عن إرادة الدول في بناء واقع أفضل لمواطنيها، مشيدًا بالجهود العربية المخلصة في ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة وسيادة القانون وتعزيز مسارات الإصلاح والتنمية في العالم العربي.

وثمن "اليماحي"، جهود الدول العربية في تقديم تقاريرها الدورية بانتظام إلى اللجنة المعنية بحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن البرلمان العربي ينظر إليها باعتبارها مؤشرًا واضحًا على رؤية عربية واعية تُدرك أهمية المراجعة الدورية والتقييم الذاتي كأدوات أساسية لتطوير منظومة حقوق الإنسان ويعكس درجة عالية من الشفافية والمسؤولية ويبرهن على الجدية والرغبة الصادقة في البناء والتطوير وتبني أفضل الممارسات التي تواكب التطورات الإقليمية والدولية بما يحقق في النهاية مصلحة المواطن العربي ويحافظ على حقوقه الأساسية.

كما ثمن رئيس البرلمان العربي، الجهود المخلصة التي تبذلها دولة الكويت تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه، في مجال تعزيز حقوق الإنسان، لافتًا إلى أن دولة الكويت نجحت عبر سياساتها الحكيمة وممارساتها المتقدمة، في ترسيخ مكانتها كنموذج عربي رائد يُبرهن أن التطوير في مجال حقوق الإنسان هو خيار استراتيجي تدعمه إرادة سياسية واعية ورؤية مستقبلية طموحة، ومثالًا يُحتذى به في مسار التطوير الذاتي لمنظومة حقوق الإنسان والارتقاء بها.

حضر الفعالية من البرلمان العربي، معالي النائب علوي الباشا نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي، وخليل الحوسني الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية ومسؤولي الإعلام والمراسم.

https://youtu.be/OcyZsb1fO5Q

طباعة شارك البرلمان العربي رئيس البرلمان العربي محمد بن أحمد اليماحي منظومة حقوق الإنسان مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الكويت الدورة الثامنة والعشرين للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • أكثر من ألف ليبي وليبية يبدون رغبتهم في الانضمام إلى “الحوار المهيكل”.. والبعثة الأممية توضح آلية الاختيار
  • فصل جديد لحقوق الإنسان في سوريا – أمل حذر وتحديات
  • حقوق الإنسان: المخالفات الممنهجة اختفت في انتخابات الدوائر الملغاة
  • حقوق الإنسان: الدولة تقف على مسافة واحدة بين جميع مرشحي الانتخابات
  • اليماحي: الكويت تمثل تجربة عربية متميزة في مجال تعزيز حقوق الإنسان
  • الكويت تجدد التزامها بمبادئ الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • نائبة: ملف حماية الأطفال يجب أن يُفتح بقوة في ظل الأحداث الأخيرة ببعض المدارس
  • القصبي: بعض القوى تستغل حقوق الإنسان لأجندات خاصة
  • بدء اجتماع حقوق الإنسان بالشيوخ لمناقشة خطة عمل اللجنة
  • وفاة غامضة لموقوف في البصرة.. وحقوق الإنسان تتقصى عن الأسباب