عائلات ضحايا 11 سبتمبر تواصل السعي لإدانة السعودية في القضية
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
ينتظر العشرات من عائلات ضحايا أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 قرارا محوريا من قاضٍ فيدرالي في معركتهم القانونية التي استمرت لسنوات مع السعودية بشأن ادعائهم بدور المملكة في دعم "شبكة متطرفة" ساعدت الخاطفين قبل الهجوم على مركز التجارة العالمي.
بالنسبة إلى تيري سترادا، رئيسة منظمة "عائلات 11/9 المتحدة"، وهو تحالف من عائلات الضحايا والناجين الذين يسعون إلى "تحقيق الشفافية"، فإن كتاب "لن ننسى أبدا" هو "تذكير دائم بضرورة الدفع نحو الحقيقة بشأن المأساة التي أدت إلى وفاة زوجها وما يقرب من 3000 شخص آخر حتى تصبح البلاد أكثر أمانا لجيل أحفادها"، بحسب "سي إن إن".
وقالت سترادا "إنها ليست مجرد مرة واحدة في السنة لتذكر أولئك الذين فقدوا أو قتلوا في ذلك اليوم. إنها تعهد بضمان قول الحقيقة، وهناك الكثير أكثر من مجرد عدم نسيانهم أبدًا، وهو عدم نسيان ما حدث أبدًا حتى نتمكن من منع حدوثه مرة أخرى".
في جلسة استماع في تموز/ يوليو الماضي بشأن الاقتراح السعودي برفض القضية، قدم محامو العائلات أدلة يقولون إنها "تكشف عن شبكة الدعم التي تضم العديد من كبار المسؤولين السعوديين العاملين في الولايات المتحدة، بعضهم داخل السفارة في واشنطن العاصمة، والتي سهلت تحركات الخاطفين في جميع أنحاء البلاد".
بينما قال محامي المدعي جافين سيمبسون خلال جلسة الاستماع في 31 تموز/ يوليو إن "الشبكة السرية المسلحة ذات مهمة معادية للولايات المتحدة أنشأتها وتمولها وأدارتها ودعمتها المملكة العربية السعودية والمنظمات التابعة لها والموظفون الدبلوماسيون داخل الولايات المتحدة".
في حين أن 15 من الخاطفين التسعة عشر كانوا مواطنين سعوديين، فقد نفت المملكة العربية السعودية أي تورط حكومي في الهجمات، ولطالما قالت الولايات المتحدة إن شريكها الاستراتيجي في الشرق الأوسط لم يكن له دور وأن تنظيم القاعدة تصرف بمفرده في اختطاف أربع طائرات تجارية وتوجيهها إلى برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك والبنتاغون، بينما تحطمت طائرة رابعة، وهي الرحلة 93 لشركة يونايتد، في بنسلفانيا.
ورغم ذلك تواصلت مزاعم التواطؤ السعودي، وتطورت الدعاوى القضائية ضد السعودية منذ عام 2002، في عام 2016، بعدما تجاوز الكونغرس حق النقض الذي فرضه الرئيس باراك أوباما آنذاك لسن قانون يسمح للأفراد بمقاضاة الحكومات الأجنبية عن الهجمات الإرهابية، مما مهد الطريق أمام مطالبات العائلات ضد الرياض للمضي قدما.
وأكدت "سي إن إن" أنه "تم تكثيف آلاف الدعاوى القضائية التي تسعى للحصول على تعويضات من المملكة العربية السعودية لتقديمها المزعوم للمساعدات المادية والمالية لتنظيم القاعدة في دعوى قضائية متعددة المقاطعات يشرف عليها قاضي المقاطعة الفيدرالية في مانهاتن".
في عام 2018، منح قاضي المقاطعة الفيدرالية جورج دانييلز نافذة ضيقة لمحامي العائلات للسعي إلى الكشف المتعلق بخلية إرهابية مزعومة يديرها لاعبان رئيسيان يعملان في جميع أنحاء لوس أنجلوس وسان دييغو. يجب على محامي المدعين إثبات أن المواطنين السعوديين دعموا الخاطفين كعملاء للمملكة العربية السعودية بتوجيه من كبار المسؤولين السعوديين.
إذا حكم دانييلز بأن القضية يمكن أن تستمر في المضي قدمًا، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور المزيد من الأدلة التي لم يسبق لها مثيل.
وسلطت الحجج في تموز/ يوليو الضوء على الأدلة التي تم جمعها من خلال سنوات من الاكتشاف التي سلمتها وزارة العدل وخدمة شرطة العاصمة في المملكة المتحدة والمملكة ببطء، بما في ذلك الأدلة التي تم الكشف عنها مؤخرًا فقط.
وقد وضع محامو المدعين مواطنين سعوديين تدعمهما المملكة على رأس "خلية إرهابية" مقرها جنوب كاليفورنيا، والتي دعمت اثنين من خاطفي الطائرات في هجمات 11 سبتمبر، وهما نواف الحازمي وخالد المحضار، عندما وصلا إلى الولايات المتحدة لأول مرة في عام 2000 قبل أن يصطدما في النهاية بطائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 77 في البنتاغون.
ويقال إن الدبلوماسي السعودي فهد الثميري، الذي كان يعمل في القنصلية السعودية في لوس أنجلوس، كان الشخص الرئيسي المعين للاتصال بتنظيم القاعدة والخاطفين في لوس أنجلوس، وفقًا لملفات المحكمة للمدعيين.
وفقًا لملفات المحكمة، عمل الشميري عن كثب مع شخصية رئيسية أخرى في الدعوى، عمر البيومي، في تنظيم نظام الدعم للحاسمي والمحضار أثناء وجودهما في كاليفورنيا قبل انتقالهما في النهاية شرقًا لتعزيز المؤامرة الإرهابية.
وبحسب تقرير لجنة 11 سبتمبر 2004، ساعد بيومي -الذي رعته المملكة كطالب يعيش في الولايات المتحدة وكان يعمل مع مقاول سعودي- الخاطفين عند وصولهما إلى البلاد. وذكر التقرير في ذلك الوقت أنه ساعدهما في العثور على شقة في سان دييغو وفتح حساب مصرفي ووقع على عقد إيجارهما.
وأضاف سيمبسون في جلسة الاستماع أن المعلومات التي أصدرها مكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت لاحق دعمت ادعاء المدعين بأن بيومي والشميري نظما شبكة الدعم في جنوب كاليفورنيا لحازمي ومحضار بتوجيه من مسؤولين سعوديين كبار يعملون مع متطرفين معروفين بما في ذلك الداعية الأمريكي المولد أنور العولقي، الذي قُتل في نهاية المطاف في غارة بطائرة بدون طيار أمريكية في عام 2011.
لكن تقرير عام 2004 قال إنه لم يجد أي دليل في ذلك الوقت على أن بيومي ساعد الخاطفين عن علم. ولم يتم الكشف علنًا عن نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن صلته المزعومة بالمخابرات السعودية إلا بعد أكثر من عقد من الزمان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السعودية الولايات المتحدة تنظيم القاعدة 11 سبتمبر السعودية الولايات المتحدة 11 سبتمبر تنظيم القاعدة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة العربیة السعودیة فی عام فی ذلک
إقرأ أيضاً:
لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟
ألبرتا- في مثل هذه الأيام من كل عام، كانت الأجواء بين كندا والولايات المتحدة تعج بالرحلات الجوية للسياح، لقضاء إجازة فصل الصيف، لكن ولأول مرة منذ عقود عدة، تشهد هذه المسارات تراجعًا غير مسبوق، بعدما شكلت هذه الرحلات شريان حياة اقتصادي وسياحي بين الجارتين.
بدأت التوترات السياسية بين كندا والولايات المتحدة في فبراير/شباط من هذا العام، عندما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضم كندا إلى الولايات الأميركية، ثم عندما فرضت إدارته رسومًا جمركية على السلع الكندية مدعيةً مخاوف أمنية على الحدود.
وردّت كندا بإجراءات مماثلة بفرض رسوم على المنتجات الأميركية، ما أثار حالة من الغضب والاستياء الشعبي، وأطلقت حملات مقاطعة واسعة ضد السلع الأميركية والسفر إلى الولايات المتحدة.
حجوزات متراجعة نحو أميركاووفقًا لتقرير صادر هذا الشهر عن منظمة بيانات وتحليلات الطيران، فإن شركات الطيران، مثل "طيران كندا"، و"ويست جيت"، و"يونايتد إيرلاينز" قلصت رحلاتها إلى وجهات أميركية رئيسية مثل لوس أنجلوس وشيكاغو وأورلاندو، مع إعادة توجيه تركيزها نحو وجهات محلية ودولية تعتبر أكثر ربحية.
وأشار التقرير إلى بيانات وإحصاءات لافتة، أبرزها:
إلغاء أكثر من 320 ألف مقعد على الرحلات بين البلدين حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، وذلك استنادًا إلى مقارنة البيانات بين الفترة من 3 إلى 24 مارس/آذار 2025. شهرا يوليو/تموز وأغسطس/آب 2025، وهما ذروة موسم السفر الصيفي، شهدا أكبر انخفاض في السعة بنسبة 3.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. رغم الاستقرار العام في سعة الرحلات خلال الصيف، إلا أن التحديثات الأسبوعية الأخيرة أظهرت اتجاهًا تنازليًا واضحًا في عدد المقاعد المتاحة. كما انخفضت حجوزات الركاب على الخطوط الجوية بين كندا والولايات المتحدة بنسبة 70% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، في مؤشر واضح على التراجع الكبير في الطلب على السفر عبر الحدود. إعلانوقالت إيمي بوتشر، نائبة رئيس الشؤون العامة في جمعية صناعة السياحة الكندية، إن الكنديين اختاروا تجنب زيارة الولايات المتحدة هذا الصيف.
وأضافت أن السفر جوًا تراجع بنسبة 22.1% في يونيو/حزيران الماضي مقارنة بالعام السابق، بحسب بيانات هيئة الإحصاء الكندية، كما انخفضت رحلات العودة الكندية بالسيارة بنسبة 33.1%.
وأشارت بوتشر، في بيان نقلته شبكة "سي بي سي" الكندية، إلى أن السياحة تُعد واحدة من أقوى المحركات الاقتصادية في كندا، حيث بلغت عائداتها 130 مليار دولار كندي ( نحو 95 مليا دولار) في عام 2024، منها 75% من السفر المحلي.
كما أكدت هيئة الإحصاء، أن الإنفاق السياحي في كندا من المقيمين ارتفع بنسبة 0.8% في الربع الأول من عام 2025، مدفوعًا بشكل أساسي بالإنفاق على الإقامة.
حملات مقاطعة الكنديين السفر نحو أميركاويعزو الخبراء الانخفاض الحاد في الطلب إلى مزيج من العوامل السياسية والاقتصادية.
ويقول الدكتور زياد الغزالي، الخبير الاقتصادي من مقاطعة أونتاريو، إن تصريحات ضم كندا كولاية أميركية، أثارت موجة من السخط الوطني، وقد انعكست هذه الموجة في حملات مقاطعة السفر إلى الولايات المتحدة، خاصة بعد الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، ولغة التهديد والوعيد التي استخدمها في تصريحاته تجاه أوتاوا.
ويضيف الغزالي، في حديث للجزيرة نت، أن تراجع قيمة الدولار الكندي بنسبة 6% هذا العام، إلى جانب زيادة أسعار تذاكر السفر، وارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد، جعل السفر إلى الولايات المتحدة أكثر تكلفة على المواطن الكندي.
ويستطرد: "إلى جانب تباطؤ سوق العمل وارتفاع معدلات البطالة إلى 7% في مايو/أيار الماضي، وهي الأعلى منذ عام 2016 باستثناء فترة جائحة كورونا، فقد ساهم هذا التدهور في تقليص ثقة المستهلك الكندي وقدرته على الإنفاق على السفر".
إعادة جدولة الرحلات وتغيير الوجهات بعيدا عن أميركاوانعكس هذا التراجع الكبير في سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة مباشرة على شركات الطيران الكندية، ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بتعديل جداول رحلاتها الصيفية، وتقليص سعة الرحلات المتجهة جنوبًا، وإضافة المزيد من المقاعد والوجهات الجديدة، مع التركيز على "أسواق القوة" في أوروبا والوجهات السياحية المشمسة.
فشركة "ويست جيت" الكندية، ثاني أكبر ناقل بعد "الخطوط الكندية"، أعلنت أنها قلّصت عددًا من رحلاتها بين كندا والولايات المتحدة، كما ألغت تسعة مسارات جوية في مايو/أيار الماضي، استجابة للانخفاض الكبير في الطلب.
وعللت هذه التعديلات بالتوترات الجيوسياسية القائمة بين البلدين، وتزايد الإقبال على تجارب السياحة الداخلية.
أما شركة "الخطوط الكندية"، فقد أعلنت في وقت سابق عن انخفاض بنسبة 10% في الحجوزات المتجهة نحو الولايات المتحدة، ابتداء من منتصف مارس/آذار الماضي وحتى الأشهر الستة المقبلة.
وإثر ذلك، بدأت الشركة بخفض الطاقة الاستيعابية، وإعادة تركيز عملياتها نحو وجهات في أميركا اللاتينية وأوروبا، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
ويقول مشغل السياحة في مقاطعة أونتاريو، فؤاد علي، إن الرحلات الجوية والبرية والبحرية نحو الولايات المتحدة انخفضت عموما بنسبة 38%، مرجعًا هذا التراجع إلى التوترات السياسية والتجارية، والرسوم الجمركية المفروضة على كندا.
إعلانوأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المواطنين الكنديين، سواء كانوا عربًا أم أجانب، يتوجهون بشكل كبير في رحلاتهم الداخلية إلى غرب كندا، خاصة إلى مدينة فانكوفر.
وفي السياق ذاته، قررت المواطنة شيرل راتزلاف من مقاطعة ألبرتا تغيير وِجهة سفرها هذا العام إلى تركيا بدلًا من الولايات المتحدة.
وقالت لـ"الجزيرة نت": "إن تغيير وِجهة السفر يعود للتوترات السياسية والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي على بلادنا، والتصريحات التي تدعو إلى ضم كندا كولاية أميركية، لذلك قررت قضاء إجازتي أنا وزوجي في مدينة إسطنبول التركية".
وتجولت "الجزيرة نت" منتصف الأسبوع في صالات المغادرة والوصول في مطار كالغاري الدولي، بمقاطعة ألبرتا، حيث لوحظ نشاط لافت في صالات وصول الرحلات الداخلية القادمة من المقاطعات الأخرى، في المقابل، بدت صالات المغادرة المخصصة للرحلات الدولية، لا سيما المتجهة إلى الولايات المتحدة، في حالة من الركود والانخفاض الواضح في الحركة، مما يعكس صورة ميدانية لما يعيشه قطاع السفر الكندي من تغيرات جذرية هذا الصيف.