آخر تحديث: 12 شتنبر 2024 - 5:23 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف عضو تحالف السيادة، احمد الدليمي، الخميس، ان اجتماعات التحالفات السنية لترشيح شخصية توافقية لشغل منصب رئاسة البرلمان وصلت الى طريق مسدود دون التوصل الى اجماع موحد حول حلحلة ازمة رئاسة البرلمان. وقال الدليمي في تصريح صحفي، إن ” اجتماعات التحالفات السنية شبه متوقفة حاليا بعد ان فشلت جميع المحاولات الرامية الى اقناع المتخاصمين بالجلوس على طاولة واحدة لفض الخلافات السياسية حول اختيار شخصية توافقية لرئاسة البرلمان الامر الذي دعا قادة التحالفات السنية التوجه الى قوى الاطار التنسيقي للضغط باتجاه حل الازمة واطلاق مبادرة تنهي حالة الانقسامات التي ضربت التحالفات السنية وحولتها الى تحالفات تبحث عن المال والجاه بعيدا عن مصلحة المكون “.

واضاف ان” اجتماعا من المزمع اقامته في الانبار بحضور عدد من قيادات التحالفات السنية لمناقشة ازمة اختيار رئيس للبرلمان يبدوا انه ولد ميتا قبيل انعقاده بعد اعتذار عدد كبير من قادة واعضاء التحالفات السنية من الحضور الى الاجتماع بحجة وجود ارتباطات تحول دون حضورهم”. وبين، ان” مسعود بارزاني اطلق مبادرة لجمع اقطاب التحالفات السنية على طاولة اربيل الا ان هذه المبادرة لم تلقى اذن صاغية من قبل المتصارعين على الظفر بكرسي رئاسة البرلمان وما هي الا ساعات من انطلاقها ليعلن عن فشلها بعد رفضها من قبل عدد من قادة التحالفات السنية بسبب تحيز البارزاني للرئيس المقال محمد الحلبوسي”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: التحالفات السنیة

إقرأ أيضاً:

سطحية مغلفة باليقين: أزمة القيادة (3-3)

في كل مرحلة مفصلية من التاريخ، ثمة قائد يقف على منصة عالية، يلقي خطابا حادا وواثقا، يحرك الجماهير، ويعدهم بالرفاهية والخلاص؛ وفي كل مرة تقريبا، تكشفت الأحداث لاحقا عن حقيقة مرة: ما بدا يقينا كان جهلا، وما بدا عمقا كان قشرة رقيقة فوق سطح شديد الهشاشة.

هكذا وصلت الأمة من الإحباط ولا شيء يهم نتيجة تحفيز العواطف بلا معطيات مادية تحقق ما يتحدث به من يفترض أنهم قادة ويعلمون ما يفعلون، بيد أنهم لا يتعدون الوهم التصوري في تقدير أنفسهم ومعرفتهم وقدراتهم، وتزداد هذه وفق قدرات جوقة المستفيدين الذين يقنعون القط بأنه أسد.

القناعة الزائفة: اختزال العالم في شعار

يواجه المتصدرون، في كل مستوياتهم، واقعا معقدا يتشابك فيه الاقتصاد بالثقافة، والجغرافيا بالتاريخ، والمصالح بالتحيزات. لكن كثيرا ما نراهم يقفزون على هذه الشبكة المعقدة إلى تفسيرات مبسطة تُرضي المستمعين:

- المشكلة الاقتصادية سببها الفساد وحده، بينما لا يوجد عقلية تدير الاقتصاد.

- الأزمة البيئية تحل بالتوافقات مع دول الجوار وبالتطوير في تقنية تدوير النفايات مثلا.

- النزاع السياسي يحتاج فقط لإرادة قوية، أو تفاهمات، بينما لا رؤية ولا فهم لمشاكل المجتمع التي تراكمها أساليب عدمية سلطوية تتصور أن قوتها دائمة وهي المهمة.

- الضحالة في النخبة السياسية تحلها الصناديق

هذه العبارات يختلف عليها الجمهور، لكن الغالبية تقبلها فهي تبدو كإجابات سهلة لمشاكل شديدة التعقيد. لكن الطمأنينة التي تبثها هي طمأنينة زائفة، لأنها لا تطلب تضحية ونست العقول حقيقة أن ليس هنالك حل بلا مخاطر، وأن كل خطوة في السياسة قد تطلق سلسلة تفاعلات لا يمكن التنبؤ بها.

العمق الوهمي: فجوة لا يراها صاحبها

الخطورة هنا ليست فقط في الجهل، بل في مبتلى لا يرى. فالقائد الذي يتحدث بثقة عن "إصلاح التعليم" أو "إعادة هيكلة الاقتصاد" قد لا يدرك أنه لا يفهم سوى العناوين العريضة، وأن التفاصيل التقنية التي تُشكّل جوهر أي إصلاح غائبة عن ذهنه؛ فأخطر القادة ليسوا الجهلاء الذين يعرفون أنهم يجهلون، بل أولئك الذين يتصورون أنهم يملكون الفهم الكافي لكل شيء، أولئك يصنعون عالما داخل رؤوسهم، عالما سلسا، بسيطا، يمكن ضبطه بإصدار قرارات عليا، وفي لحظة ما، يصبح اليقين ذاته جزءا من هويتهم، فلا يعودون قادرين على الشك أو المراجعة، لأن الاعتراف بالجهل يبدو وكأنه انكسار سياسي. هكذا يغدو القائد أسيرا لوهمه، والجماهير أسيرة لوهمه بالأمل.

ما يزيد الأمر تعقيدا أن هذا المتصدر للقيادة أو المفكر أو المحلل غالبا ما يحيط نفسه بمن يرددون صدى كلماته، فيدخل في فقاعة معرفية تُغذي وهمه بأنه يفهم كل شيء. وفي هذه الفقاعة، يصبح النقد جريمة، والأسئلة المعقدة علامة ضعف، بينما تُكرّس البساطة المضللة كفضيلة قيادية.

ليس كل القيادات تفكر بأنانية، لكن السلطة بطبيعتها تميل إلى خلق وهم الفهم، لأن القائد يرى في نفسه صورة المخلّص، ويرى في اعترافه بحدود فهمه تهديدا لهذه الصورة، لكن في عصرنا الذي أصبح فيه كل شيء متشابكا من الاقتصاد إلى البيئة، لم يعد هذا الوهم رفاهية، بل خطرا وجوديا. قائد يجهل أنه يجهل قد يشعل حربا لا تنتهي، أو يطلق إصلاحا اقتصاديا ينتهي بكارثة اجتماعية، أو يتعامل مع أزمة بيئية وكأنها لعبة أرقام يمكن التلاعب بها.

في زمن سابق، لا يحتاج القائد لعلم الكثير ويظل ناجحا نسبيا، لأن العالم كان أبسط، والقرارات أقل تشابكا. أما اليوم، والأنظمة المترابطة، والذكاء الاصطناعي، فإن أي قرار محلي قد يولد آثارا كونية، هنا تصبح القيادة السطحية خطرا وجوديا.

القائد الذي يظن أن كل شيء تحت سيطرته يُشبه ربان سفينة يبحر في بحر هائج بعينين مغمضتين. وما يضاعف الخطر أن مثل هذا الربان لا يستمع لصوت أي بحار يشير إلى الصخور أمامه، لأنه يظن أنه يرى أبعد منهم جميعا.

شعوب تسحرها السلطة

الجماهير ليست بريئة تماما من صناعة هذا الوهم. هي بدورها تألف المتصدي الواثق، وتميل إلى تبني الحلول السهلة. في اللاوعي الجمعي هناك كره للتعقيد، ونفور من الزعماء الذين يتحدثون عن المشكلات كما هي: متشابكة، صعبة، تحتاج إلى سنوات من العمل الصبور.

وهكذا تتشكل حلقة معيبة:

- قادة يقدمون التبسيط كعمق.

- وجماهير تكافئ هذا التبسيط بالثقة والتصفيق.

ثم قرارات سطحية تنفجر لاحقا في أزمات أعقد، لكن لماذا تنجذب الجماهير لهذا النمط من القادة؟ لأن الإنسان بطبعه يميل إلى السطحية والبساطة. القائد الواثق، حتى لو كان واثقا بلا سبب، يبدو أكثر جاذبية من قائد يعترف بتعقيد الواقع أو بجهله بجوانب معينة. وهكذا ينشأ تحالف غير واعٍ بين الثقة الزائفة في الأعلى والرغبة في الحلول السهلة في الأسفل، يديم دورة من القرارات السطحية، والسياسات القصيرة النظر، والنكسات المتكررة.

أزمة القيادة في عصر التعقيد

إن ما ينقذ الأمم ليس قادة يعرفون كل شيء، فهذا وهم مستحيل، بل قادة يملكون شجاعة الاعتراف بما لا يعرفونه. التواضع هنا ليس فضيلة أخلاقية فقط، بل أداة سياسية:

- القائد المتواضع فكريا يفتح المجال لمستشارين مختلفي الآراء، بدلا من محيط من المصفقين.

- وهو يدرك أن التعقيد يتطلب حلولا متعددة المستويات، لا شعارات عامة.

- والأهم أنه يزرع في الرأي العام استعدادا للتعامل مع الواقع كما هو، لا كما يُراد له أن يكون.

في عالم بالغ التعقيد، ليس أعظم القادة من يملكون كل الإجابات، بل من يملكون شجاعة القول: لا أعرف، فلنسأل، فلنفكر معا.

التواضع الفكري هنا ليس ضعفا، بل فضيلة سياسية. القائد الذي يدرك محدوديته يصبح أكثر قدرة على الاستماع لخبراء، على جمع رؤى متعددة، على بناء سياسات تقوم على فهم أعمق بدلا من الانطباعات العامة؛ أو حذف أي فكرة وراي لا يطابق ما يريد المتصدر في المجتمع.

إن تغيير أسباب البلاء فرع من التعافي وهذا لا يأتي بالأنانية أو حب المكاسب الشخصية أو فتات الموائد بل بالمصداقية مع النفس، فإن لم تتح فالمصير تراه العيون؛ تخلف وخراب يحدثه الإحباط والتكاسل، فمن يأتي من خارجك ليغير يأتي لإخضاعك وليس لتكريمك، فهو يريدك هلاميا مستهلكا حياتك في سديم أو ضباب.

مقالات مشابهة

  • سطحية مغلفة باليقين: أزمة القيادة (3-3)
  • المراحل السنية بصحار تبدأ الإعداد للموسم الكروي الجديد
  • خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: «قمة ألاسكا» دفعة نوعية لجهود التسوية السلمية لأزمة أوكرانيا
  • كاتس يبحث مع قادة الجيش خطة السيطرة على مدينة غزة
  • تحالف عزم يحشد لإزاحة الحلبوسي من الانتخابات
  • إسبانيا: ندعم إنشاء تحالف دولي لحماية المدنيين في غزة
  • وصفته بـمحور الاضطرابات.. مجلة أمريكية: تحالف روسيا وإيران والصين لم يمت
  • بغداد توقّع وواشنطن تشتعل.. اتفاق أمني عراقي–إيراني يربك معادلة التحالفات
  • سامي الجابر مشيدا بتعيين مدربين جدد للفئات السنية: خطوة تفرح كل عاشق للزعيم
  • تحالف الفتح:إخراج القوات الأمريكية من العراق أمر خامنئي يجب تنفيذه