12 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: يشهد سوق المستلزمات المدرسية في العراق ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، وهو ما يثقل كاهل الأسر المتوسطة والفقيرة التي تعاني من صعوبة تأمين احتياجات أبنائها الأساسية من قرطاسية وملابس مدرسية.

وهذه الأزمة أدت إلى تفاقم الضغوط المالية على العائلات، مما أثر بشكل مباشر على قدرة الطلاب على مواصلة تحصيلهم الدراسي بصورة طبيعية.

تقول أم محمد من بغداد: “كل عام نتفاجأ بارتفاع أسعار الملابس والحقائب المدرسية. هذا العام كان الأسوأ؛ بالكاد استطعنا شراء بعض الدفاتر والكتب لأبنائي الثلاثة. لا أستطيع تأمين كل ما يحتاجونه، وأشعر بالعجز أمامهم. أبنائي محرومون من قرطاسية جيدة وزملاؤهم يأتون إلى المدرسة بأدوات أفضل، وهذا يخلق لديهم شعورًا بالنقص.”

 

وفي بداية كل عام دراسي، يشرع التجار وأصحاب محلات القرطاسية والملابس المدرسية بعرض منتجاتهم بأسعار مرتفعة، ما يعمق الأزمة المالية للأهالي.

وتعاني الأسر العراقية من غلاء هذه المستلزمات، حيث أن أسعار الحقائب، الدفاتر، والملابس المدرسية قد تضاعفت.

ويتحدث أبو علي: “كنت أتوقع أن ترتفع الأسعار قليلًا، لكن ما يحدث الآن غير معقول. حتى أبسط الأشياء أصبحت فوق قدرتنا المالية. لا أستطيع شراء ملابس مدرسية جديدة لأطفالي كل عام، فالملابس المستوردة تتلف بسرعة وعلينا البحث عن بدائل باهظة الثمن. أشعر بأن الفقر أصبح عائقًا أمام تعليم أبنائي، وأخشى أن يضطروا لترك المدرسة.”

و أشار أحد المواطنين إلى أن بعض الأسر باتت تكتفي بشراء الأدوات الأساسية فقط، نظرًا لعدم قدرتها على تغطية الاحتياجات الكاملة.

وتكشف أم فاطمة من بابل: “ابنتي الصغيرة بدأت تشعر بالخجل لأنها لا تملك الأدوات المدرسية نفسها التي يملكها زملاؤها. حقائبنا تتمزق سريعًا والكتب باهظة الثمن، لا نملك خيارًا سوى شراء الأرخص، لكنها لا تدوم طويلًا. هذه الأزمة جعلتنا نشعر بالعجز أمام توفير أبسط حقوق أبنائنا في التعليم.”

الأدوات ذات الجودة المنخفضة التي تكون أسعارها أقل قد لا تكون الحل الأمثل للأسر، إذ تعاني من التلف السريع، مما يضطر الأسر لشراء بدائل بأسعار أعلى. مثلًا، الحقائب المدرسية ذات الجودة المنخفضة لا تتحمل وزن الكتب الثقيلة، فتتمزق سريعًا، مما يزيد العبء المالي على الأسر.

التأثير على التحصيل الدراسي

تفاقم الأزمة الاقتصادية جعل الفقر عائقًا أمام التحصيل العلمي للعديد من الطلاب. وغياب الدعم الحكومي في توفير القرطاسية والكتب المدرسية مجانًا أو بأسعار مدعومة أدى إلى زيادة المعاناة.

اما الأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على المستلزمات الجيدة يشعرون بحالة من التمييز مقارنة بزملائهم الذين يستطيعون شراء أفضل الأنواع، مما يؤدي إلى خلق فجوات اجتماعية في المدرسة ويؤثر نفسيًا على الطلاب.

ويقول أبو حسن من كربلاء: “لم أكن أتخيل أن توفير مستلزمات مدرسية بسيطة سيصبح معاناة. كنا نضطر لتوفير المال لشهور قبل بداية العام الدراسي، والآن حتى ذلك لا يكفي. الحقائب المدرسية والقرطاسية أصبحت أسعارها تضاعف ما كانت عليه، ولا أستطيع شراء المستلزمات لكل أطفالي. الحلول قليلة والمشكلة تزداد يومًا بعد يوم.”

المطالبات بتدخل حكومي عاجل

ووسط هذه الأزمة المتفاقمة، تزداد المطالبات الشعبية بتدخل حكومي عاجل لتخفيف العبء عن كاهل الأسر. الأهالي يطالبون بتوفير الكتب والمستلزمات المدرسية مجانًا أو بأسعار مدعومة، لضمان حصول جميع الطلاب على فرص متكافئة في التعليم وعدم خلق فجوات بين الطلاب.

وتتزايد أيضًا الدعوات إلى إطلاق مبادرات خيرية وتطوعية تهدف إلى تقديم المساعدة للأسر المتضررة. في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يمكن لهذه المبادرات أن تكون حلاً مؤقتًا للتخفيف من حدة الأزمة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

كارثة بيئية في شارع الوطن: نفايات أمام المساجد والفئران تنتشر وسط مناشدات بلا استجابة

صراحة نيوز – آلاء قطيشات

وصلت إلى موقعنا شكاوى من عدد من سكان حي الهاشمي الشمالي – شارع الوطن في العاصمة عمان، يعبّرون فيها عن معاناة مستمرة منذ سنوات بسبب تراكم النفايات على الجزيرة الوسطية في الشارع، وأمام أحد المساجد.

وقال الأهالي في رسالتهم إن بعض السكان يصرّون على إلقاء النفايات في غير أماكنها، رغم توفّر الحاويات المخصصة على طول الشارع، ما تسبب في انتشار روائح كريهة بشكل دائم، وتكاثر واضح للحشرات والفئران.

ورغم أن أمانة عمان تقوم يوميًا بإزالة النفايات، إلا أن الظاهرة مستمرة وتتفاقم، بحسب السكان، الذين عبّروا عن استيائهم من غياب الوعي لدى البعض، قائلين: “الأزمة مش بإهمال الأمانة، الأزمة في الناس اللي بتصر ترمي الزبالة بمكان غلط.”

وأوضح السكان أن بداية المشكلة تعود إلى فترة جائحة كورونا، حين بدأ البعض بتجنّب رمي النفايات داخل الحاويات خوفًا من المخالفات، واستمر هذا السلوك حتى اليوم رغم عودة الأمور إلى طبيعتها.

وأشاروا إلى أن إمام المسجد تحدّث عن هذه الظاهرة أكثر من مرة في خطب الجمعة، لكن دون أي تجاوب فعلي من المخالفين.

السكان يطالبون عبر موقعنا الجهات المختصة في أمانة عمان بإيجاد حلول رادعة أكثر فاعلية، مؤكدين أن هذه الممارسات باتت تهدد الصحة العامة وتشوه المشهد الحضري.

View this post on Instagram

A post shared by صراحة نيوز – Saraha News (@saraha.news)

 

مقالات مشابهة

  • غدًا.. انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية بالقاهرة بمشاركة أكثر من 212 ألف طالب وطالبة
  • سعر الدولار اليوم الخميس 29 مايو 2025 أمام الجنيه المصري في البنوك
  • رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات هندسة شبرا ويطمئن على الطلاب
  • وكيل تعليم الوادي الجديد يوجه رؤساء لجان الإعدادية بتهيئة الأجواء المناسبة للطلاب
  • انطلاق امتحانات الثانوية الأزهرية بمطروح: 924 طالبًا وطالبة يؤدون امتحاناتهم في 9 لجان مجهزة بالكامل
  • فى يومها الأول.. محافظ القليوبية يتفقد لجان امتحانات الشهادة الثانوية الازهرية
  • شراء الأضاحي أصبح رفاهية في تركيا
  • اليوم.. طلاب العلمي بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان القرآن والحديث
  • كارثة بيئية في شارع الوطن: نفايات أمام المساجد والفئران تنتشر وسط مناشدات بلا استجابة
  • أكاديمية ليبية: التسول أصبح وسيلة بقاء لعدد من الأسر الليبية