دراسة تكشف عن مخاطر محتملة للأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات على المدى الطويل
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
حذرت دراسة جديدة من أن اتباع الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، مثل حمية كيتو وأتكينز، قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 على المدى الطويل. وأظهرت الأبحاث التي أجريت في جامعة موناش الأسترالية أن هذا النمط الغذائي، الذي اكتسب شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب قدرته على فقدان الوزن بسرعة، قد يكون له آثار سلبية على صحة التمثيل الغذائي عند الاستمرار في اتباعه لفترات طويلة.
وأشارت نتائج الدراسة، التي شملت متابعة 39 ألف شخص على مدى 14 عاماً، إلى أن الأفراد الذين اتبعوا نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون والبروتين لديهم احتمال أعلى بنسبة 20% للإصابة بمرض السكري من النوع 2، مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نظاماً غذائياً أكثر توازناً. ويعزز هذا الاكتشاف فكرة أن خفض الكربوهيدرات ليس دائماً الخيار الأفضل لصحة التمثيل الغذائي.
وفسرت الدكتورة باربرا دي كورتن، التي قادت البحث، أن زيادة تناول الدهون المشبعة في هذه الأنظمة الغذائية يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين، وهو عامل رئيسي للإصابة بالسكري من النوع 2. كما أشارت إلى أن خطر الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات قد يكمن في عدم حصول الأشخاص على كمية كافية من الألياف، مما يجعل خياراتهم الغذائية غير صحية عند استبدال الكربوهيدرات.
وبينما لا يعني ذلك أن تناول الكربوهيدرات بكثرة هو الحل، فإن التوازن الغذائي وتناول الكربوهيدرات الصحية مع الألياف يظل أمراً مهماً للوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري، خاصةً عند النظر إلى الخيارات الغذائية الشائعة والمرتبطة بنمط حياة منخفض الكربوهيدرات.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
مصير مجهول لعشرات الغزيين المفقودين في طابور الجياع الطويل
غزةـ ساعةَ المغيب يوم 11 يونيو/حزيران الجاري، غادر الشاب محمد عواجة (19 عاما) منزله شرق مدينة غزة متجها إلى منطقة "النابلسي" قرب محور نتساريم، الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في وسط القطاع.
لم يحمل محمد سلاحا، ولم يكن ذاهبا لمهمة قتالية، بل سعى فقط للحصول على كيس طحين يجلبه لأسرته التي تعاني من الجوع، كما هو حال مئات آلاف العائلات في غزة. ومنذ تلك اللحظة، اختفى أثره.
تقول شقيقته سجى، في حديثها للجزيرة نت، "لم يكن يبحث عن أكثر من الطحين، لم يكن سوى شاب مريض يعاني من اضطرابات عصبية ويحتاج إلى علاج منتظم صباحا ومساء، وإلا أصيب بنوبات تشنج مؤلمة".
وتضيف "منذ خروجه لم نجد له أثرا، لا بين الجرحى، ولا على قوائم الشهداء، ولا حتى في سجلات المستشفيات، أخي ليس مقاتلا، ولم يرتكب جريمة، فقط كان يريد أن يطعمنا".
قصة محمد هي واحدة من عشرات القصص المفجعة من ما بات يُعرف بظاهرة "مفقودي المساعدات" في قطاع غزة، وهي ظاهرة إنسانية متفاقمة، توازي في فظاعتها أرقام الضحايا الذين قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء، في خطة أميركية-إسرائيلية مثيرة للجدل.
لا تقتصر مأساة توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية داخل غزة على سقوط الشهداء والجرحى، بل تمتد إلى فقدان عشرات المواطنين، وتقول السلطات الحكومية في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة 450 فلسطينيا، وأصابت 3466 آخرين، بينما لا يزال 39 شخصا في عداد المفقودين بعد خروجهم بحثا عن الطعام.
وتعود جذور هذه المأساة إلى 27 مايو/أيار الماضي، حين بدأت إسرائيل تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر شركة تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، بدعم من واشنطن، رغم رفض الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإغاثية الدولية التعامل معها، واعتبارها آلية غير آمنة، ولا تستوفي الحد الأدنى من شروط الإغاثة الإنسانية.
إعلانوزاد الأمر سوءا بعد إغلاق إسرائيل، منذ مارس/آذار الماضي، جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مما تسبب بانهيار الوضع الإنساني، وتفشي الجوع وانعدام الأمن الغذائي بين السكان.
مفقودون بلا أثرعبد الرحمن عمارة (20 عاما) هو شاب آخر خرج من منزله شمال مدينة غزة يوم 9 يونيو/حزيران الجاري، متوجها جنوبا نحو نقطة توزيع مساعدات وسط القطاع، ولم يعد منذ ذلك الحين.
ويقول شقيقه يوسف للجزيرة نت "ذهب ولم نسمع عنه شيئا، لا اتصال ولا أثر، والدتي ووالدي يعيشان تحت وطأة الانتظار القاتل".
ويضيف "لم يذهب إلى معركة، بل إلى طابور طويل من الجياع، فلماذا يكون هذا مصيره؟ لماذا لا يهتم أحد بمصير المفقودين؟ لا مؤسسات حقوقية ولا جهات دولية تتابع الملف، وكأن أبناءنا لا قيمة لهم".
وفي مشهد يعكس عمق المأساة، استعاد والد عبد الرحمن حمدان جثة ابنه بعد 11 يوما من البحث. وكان الشاب (19 عاما) خرج من مخيم المغازي باتجاه نقطة نتساريم يوم 10 يونيو/حزيران الجاري للحصول على مساعدات غذائية، لكنه لم يعد.
يقول والده للجزيرة نت "كل يوم كنت أضع علامة على ورقة علقتها في غرفته، حتى بلغت 11، وفي اليوم التالي تلقينا الخبر المؤلم". عثر على جثة عبد الرحمن في حالة تحلل، وتم التعرف عليها عبر ملابسه الممزقة بشظايا قذيفة إسرائيلية.
ورغم فداحة الموقف، يقول الأب إنه شعر بالراحة لمعرفة مصير ابنه، مضيفا "ابني لم يكن يحمل سلاحا، كان يريد كيس طحين، بأي قانون يستهدف بقذيفة دبابة؟ ولماذا تفتح مناطق عسكرية لساعتين فقط، ليمر منها آلاف الجوعى، ثم تقصف؟".
تتزايد أعداد المفقودين يوما بعد يوم، وفق ما يؤكده غازي المجدلاوي، رئيس المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسريا (مؤسسة غير حكومية). ويقول للجزيرة نت "وصلتنا عشرات البلاغات حول حالات اختفاء لمواطنين غادروا منازلهم نحو نقاط التوزيع ولم يعودوا".
ويضيف أن غياب بيئة آمنة لتوزيع المساعدات واستمرار الاعتداءات في محيط تلك النقاط، يطرح تساؤلات حول ما إذا كان بعضهم تعرض للاستهداف أو الاعتقال أو حتى القتل، مشيرا إلى صعوبة التوثيق الميداني وانتشال الجثامين في ظل الواقع الأمني المعقد.
وفي تعليق رسمي، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إن "ما يجري في نقاط توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية هو مشهد إنساني مفجع، يتحول فيه الجوع إلى فخ دموي محكم".
ويضيف للجزيرة نت أن "مراكز التوزيع ليست مراكز إغاثة، بل مصائد موت، الاحتلال يستخدمها ضمن خطة مدروسة لاستهداف المدنيين، في مناطق عسكرية مفتوحة يتم إطلاق النار فيها بشكل مباشر على الجموع".
ويشدد الثوابتة على أن الكارثة لا تقتصر على من فقدوا أرواحهم، بل تطال من لا يزال في عداد المفقودين، وعائلاتهم التي تعيش على أمل هش في غياب أية معلومة.
ويرى مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن استمرار هذا النهج يكشف عن سياسة ممنهجة لإطالة أمد العدوان على غزة، وكسر إرادة أهلها، وضرب نسيجهم المجتمعي تحت غطاء "إنساني زائف".
إعلان