تقرير: نتانياهو دعا إلى مواجهة واسعة النطاق في الشمال
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
"مواجهة واسعة النطاق" هكذا وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ما ستواجهه إسرائيل مع حزب الله في شمال إسرائيل، خلال مباحثات استراتيجية مع قادة الأجهزة الأمنية الخميس، بحسب ما ذكرت "القناة 13" المحلية.
ووفق ما نقلته القناة عن أحد مساعدي نتانياهو إنه "لم يتم تحديد الخطوة" التي وعد بها كبار المسؤولين منذ أشهر، مضيفا أنها قد تستغرق أسابيع أو بضعة أشهر من الآن، بحسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن التقرير.
وقال مسؤولون خلال اجتماع المباحثات الاستراتيجية "إن الحل الدبلوماسي وحده لا يمكن أن يؤدي إلى عودة عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا منذ السابع من أكتوبر إلى منازلهم".
وأدى القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ بدء الحرب في غزة، إلى نزوح عدد كبير من السكان على جانبي الحدود.
وتشير "القناة 13" في تقريرها إلى أن هدف إسرائيل "ببدء جبهة حرب مع لبنان في أسرع وقت ممكن بناء على استعداد الجيش الإسرائيلي، والشرعية الدولية".
ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن توسيع "جبهة الحرب شمال إسرائيل سيتطلب خفض عدد القوات التي تقابل في غزة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الاثنين الماضي، أن إسرائيل عازمة على استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية، مشيرا إلى أن "هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب" إسرائيل، مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، "وخيار ثان وهو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب".
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
مذّاك يستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان "دعما" لغزة و"إسنادا" لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفها بأنها "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.
وأدت هذه المواجهات إلى نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين والإسرائيليين، وأثارت المخاوف من اتساع رقعة الحرب المستمرّة منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 623 شخصا على الأقل في لبنان، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، بينما قُتل 50 شخصا على الجانب الإسرائيلي، وفق الجيش.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يدفع نحو توسيع الحرب في غزة.. حماس ترفض والغضب يتصاعد داخليًا ودوليًا | تقرير
وسط تفاقم الأزمة في قطاع غزة، يمضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الدفع بمخططه لتوسيع نطاق العمليات العسكرية، معتبرًا أن هذا المسار هو السبيل الأمثل لتحقيق أهدافه وإنهاء ما يصفه بحكم حركة حماس.
ويؤكد أن الهدف المعلن ليس فرض سيادة إسرائيلية كاملة على القطاع، بل "تحريره" وفق تعبيره، زاعمًا أن القوات الإسرائيلية باتت تفرض سيطرتها على ما يقارب ثلاثة أرباع مساحته، مع خطط للتقدم نحو المناطق المتبقية، بما فيها قلب مدينة غزة.
نتنياهو يرفض أي صفقة جزئية لإعادة المختطفين ويتمسك بشروطه
خبير علاقات دولية: نتنياهو يغتال حرية التعبير عن طريق قتل الصحفيين
إلا أن هذه الطروحات قوبلت برفض قاطع من حماس، التي اعتبرت تصريحات نتنياهو "مضللة" وتهدف للتنصل من المسؤولية عن المجازر وسياسات الحصار، مؤكدة أن الحديث عن "التحرير" ليس إلا غطاءً لتكريس الاحتلال وتغيير الحقائق أمام المجتمع الدولي.
على الصعيد الداخلي، تتعرض الخطة لانتقادات حادة من أطراف متعددة في المشهد السياسي الإسرائيلي، إذ يرى الباحث السياسي إلحنان ميلر أن المشروع يفتقر للدعم الشعبي سواء بين أوساط اليمين أو المعارضة، فيما شن وزير المالية بيتاليل سموتريتش هجومًا مباشرًا على نتنياهو متهمًا إياه بفقدان الجدية والعجز عن تحقيق إنجازات ملموسة. ويُضاف إلى ذلك التلويح بإجراء انتخابات مبكرة إذا لم يشهد التصعيد العسكري تطورًا حاسمًا.
تطبيق الخطة يستلزم استدعاء نحو 250 ألف جندي احتياط، معظمهم من المدنيين، ما يشكل عبئًا ماليًا ضخمًا يقدر بعشرات المليارات من الدولارات، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الاقتصادية والسياسية. كما يدفع بعض التيارات اليمينية المتشددة نحو ترحيل سكان غزة وإعادة فرض السيطرة المباشرة، وهو خيار يزيد من التوترات الداخلية والخارجية.
خارجيًا، تزداد عزلة إسرائيل مع صدور إدانات من خمس دول أوروبية تحذر من أن توسيع المستوطنات أو فرض مناطق عازلة يخالف القانون الدولي ويعرض حياة المدنيين والرهائن للخطر.
كما أن المبادرة السعودية–الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، التي حازت دعمًا متناميًا، تمثل تحديًا سياسيًا يربك حسابات نتنياهو ويحاول التخفيف من تداعياته على الساحة الداخلية.
من جانبه، يرى المستشار الدبلوماسي منير الجاغوب أن نتنياهو يسعى لصفقة مرحلية تمتد لعدة أشهر لتحسين موقعه السياسي، لا إلى تسوية شاملة، بينما تصر حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل ورفض نزع سلاحها، مما يجعل أي تفاهم صعب المنال. ويضيف أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور على نحو خطير، إذ تبقى المساعدات بعيدة عن متناول غالبية السكان، فيما تتعمد إسرائيل استهداف البنية التحتية وإفراغ المؤسسات، تمهيدًا لتقليص الوجود السكاني الفلسطيني، ما يشكل تهديدًا وجوديًا للقضية الفلسطينية.
في ظل هذه المعطيات، يرى محللون أن الحكومة الإسرائيلية قد تواجه انهيارًا أو إعادة تشكيل إذا فشلت في تحقيق إنجاز ميداني أو سياسي ملموس، بينما يتطلب الموقف تحركًا عربيًا ودوليًا متماسكًا لوقف التصعيد ومنع تحويل غزة إلى ساحة دمار دائم مع استمرار الانقسام وتعثر المساعي الدبلوماسية.