الطيب عبدالله لـ «التغيير»: الغناء الهابط إفراز لنظام مريض ظل يرزح باسم الدين «30» عاماً
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
دونما استئذان اقتحمته بعبارة (قالوا لي أنساه وأمسح من خيالك ذكرياته) في إشارة لأغنيته الخالدة (السنين) ورد بالقول: لكن كيف؟! الحكاية دي ما صعبة شديد؟ باقي ليك بتبقي يا حبيب؟ هكذا رد الفنان الكبير الطيب عبدالله، وبعد التعريف بنفسي والاستئذان لعمل حوار صحفي أجاب حول وضعه الصحي قائلا: تسلم اخوي نحمد الله لا جديد، بس نسأل الله العودة لي بلدنا الحبيب، ويحفظ أهلنا المساكين الفيه من شر المجرمين.
وفي مقابلة مطولة تحدث الشاعر والملحن والفنان السوداني صاحب الأصول اليمنية عن تجربته العريضة وبداياته، وتناول الواقع الغنائي بالسودان وعبّر عن رأيه في اهتمام الدولة بالمبدعين، ورأى أن التوزيع الموسيقي في السودان يحتاج للكثير ليواكب الاحترافية وتطرق الطيب عبدالله لمنافسته مع العمالقة وردي وود الأمين والكاشف وأبو داؤود وغيرهم، وعن تأثير الثقافة اليمنية عليه، وأجاب عن الأسئلة بهدوء يشبه طبقات صوته الحزين التي أطربت الشعب السوداني حد الثمالة.
أجرى المقابلة: عبدالله برير
أنت احد عظماء المبدعين السودانيين ذوي الأصول المزدوجة أمثال بازرعة وربشة وغيرهما، كيف كان تأثير الفن اليمني عليك؟جدي لأبي مولود في السودان لذا لا اعلم عن فن الغناء اليمني شيئا مع احترامي الشديد له فقط اسمعه من حين لآخر كاي شخص سوداني، انا لم أجد نفسي مسكونا بالفن السوداني فجأة، فهو في تكويني منذ بداية خلقي ونشوئي فانا سوداني حتي العظم، وأول فنان تغنى نابذا للتفرقة العنصرية البغيضة واسأل (يافتاتي ما للهوى بلد) فهي تنبيك عن سؤالك، عموما علينا ألا نتطرق لمثل هذه الأشياء التي اوردتنا الآن الى مانحن فيه من شتات وتشرذم وتهلكة، ابتعد عن الأنا والقبلية والجهوية (وجعجة نحن ونحن) فقط إن أحببت استخدام لفظ نحن فقل (نحن ابونا النيل والجنس سوداني).
عند عودتك للسودان بعد غياب طويل هل وجدت التكريم والاحتفاء المستحق رسميا وشعبيا؟لا تكريم لكريم، التكريم لـ (القونات)، نحن لم نفعل شيئا نستحق عليه التكريم.
كيف استطعت أن توظف إمكانيات صوتك المنتمية إلى المساحة الوسطى (تينرو) في تقديم ألحان وأغنيات ذات طابع تطريبي خرافي خلدت في وجدان الناس؟بجانب الفطرة والموهبة الإلهية التي أعتقد انها كانت عالية الحمدالله، واتمتع بقرار صوتي عال جدا، درست (صولفيج) صوت بمعهد الموسيقي اول افتتاحه 1969 لخمس سنوات.
في بداياتك هل توقعت أن تحجز لنفسك مقعدا في خارطة الغناء السوداني في وجود الكاشف وعثمان حسين وأبو داؤود ووردي وقتذاك؟هذه الأشياء كان وما زال صعبا التكهن بها، لم يدر بخلدي يوما أنني سأكون من بين هذه الكوكبة التي ذكرتها ولكن كل من كان يسمعني كان يتنبأ لي بان يكون لي يوما شأن في هذا المجال ما عدا شخصي لم اكن اتوقع ذلك.
هل يمكن القول بأن الفرق الموسيقية عند بعض الفنانين السودانيين محدودة الآلات كما ونوعا ( كلاسيكية) ولا توصل فكرة اللحن والتوزيع المطلوب؟نحن مازلنا يا عزيزي بعيدين عن فهم توظيف الآلات الموسيقية الا من اجتهادات شخصية من بعض زملائنا مثل محمد وردي ومحمد الامين رحمهما الله، نحن في حاجة ماسة لموزعين على مستوى رفيع من الموهبة والذكاء والاحساس العالي بجانب العلم المؤسس على فهم فن التوزيع للأغاني ليريحوا الفنان المغني من ارهاق التكرار للأغنية بالساعات الطويلة لكذا يوم او المقطوعات الموسيقية، شخصيا كنت حضورا في توزيع أغنية “الود” لوردي في القاهرة في السبعينات وكان المسؤول عن التوزيع الموسيقار العالمي ايطالي الجنسية اندريا رايدر علي النوتة، في ظرف 24 ساعة فقط كانت الاغنية قد سُجلت.
هل قدرت الدولة الفن والفنانين والمبدعين؟هذه الأشياء رهينة برئيس دولتك أي أن يكون فنانا وليس بالضرورة أن يكون دارسا للموسيقى، فقط يكون له احساس فني عالي، نحن بكل أسف وخلال كل الحكومات المتعاقبة لم يكن بها رئيس فنان ولا حتى شغال بالفن، ومعظمهم ينظرون للفن من زاوية انه سفه أو ترف، ليس من أجندتهم في شيء، واذا زار أي رئيس فنانا وكان هذا الفنان مريضا يعتبر الرئيس زيارته هذه شرفا للفنان، انا شاهدت عشرات التماثيل لفنانين في امريكا وبريطانيا في قلب العواصم والمدن الكبيرة تكريما لهم، الفنان السوداني يعاني اشياء مؤلمة جدا منها عدم وجود سند مادي له أذا مرض أو توقف عن الغناء ليعيش باقي عمره في أمان، كان الله في عونه.
ما هو تقييمك للساحة الفنية في العقد الأخير في ظل وجود ظاهرة الغناء الهابط ؟هو ليس بفن لكي نطلق عليه هذه الكلمة السامية التي ما خلقت إلا لترقى بالأمم، أما ما يُطلق عليه من فن هابط ما هو إلا (عهر فكري) ونتاج إفراز طبيعي لنظام مريض بأكمله يرزح باسم الدين، وجلس يتقيأ اسقاطاته على البسطاء ثلاثين عاما بسياسة ممنهجة لتقضي على كل ما هو جميل فكانت هذه الظاهرة من الذين نصبوا أنفسهم فنانين للغناء الهابط واصبح لهم مصدر ارتزاق للعيش، والأمم كما تعلم أخلاق.
في ظل شبح الجوع في السودان بسبب الحرب، هل من رسالة توجهها للمسؤولين؟كيف تطلب مني أن أرسل لهم رسالة لتذكيرهم بأن يساعدوا المطابخ الخيرية مثلا ليمدوا بدورهم الناس المساكين المحتاجين للطعام، هؤلاء الناس المسؤولين أليسوا سودانيين و(شايفين البحصل قدام عيونهم إنو الناس بتموت بالجوع) هؤلاء جبناء بلا ضمائر، لا تطلب من جبان أن يساعدك.
الوسومالطيب عبد الله الغناء السوداني الفنانين السودانيين الموسيقى السودانيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الطيب عبد الله الغناء السوداني الفنانين السودانيين الموسيقى السودانية
إقرأ أيضاً:
وفاة الفنان عماد محرم عن عمر يناهز 74 عاما
نشرت أسرة الفنان عماد محرم، تعليقا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تعلن فيه عن وفاته عن عمر يناهز 74 عاما.
وقالت أسرة الفنان عماد محرم: إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله تعالى رجل من أطيب من عرفت بحياتي وحما نجلي المنتج الكبير عماد محرم.. جزاه الله الخير واصطفاه من أهل الجنة وألهم عائلته وألهمنا الصبر والسلوان.
ولد الفنان عماد محرم في القاهرة عام 1951م.
مسيرة عماد محرمعمل عماد محرم بالتمثيل في فترة السبعينيات، تميز بأدوار الشر وتنوعت أعماله الفنية بين السينما والتليفزيون وقدم مجموعة أعمال فنية متنوعة ورغم أنه لم يقم بدور بطولة مطلقة.
عماد محرم معروف لدى الجمهور بأدواره، ومن أهمها دوره في فيلم “العفاريت” والذي يعتبر أشهر أعماله الفنية، تزوج من المذيعة داليا ومازالا حتى الآن يحتفلان بعيد زواجهم.
بعد نجاح فيلم “العفاريت” تغيب فترة كبيرة عن الشاشات وظهر مرة أخرى في الألفية الجديدة وقدم مجموعة أعمال درامية مع كبار الفنانين والفنانات في مصر، مثل مسلسل “الباطنية” وغيرها.
انطلاقة عماد محرمقدم الفنان عماد محرم أول دور له في الدراما التلفزيونية من خلال تقديمه مسلسل “بيار الملح” وذلك فى عام 1967 مشاركا الفنان القدير الراحل شكرى سرحان والفنانة القديرة ليلى طاهر.
قدم أول أدواره السينمائية في عام 1982م حيث قدم فيلم بعنوان “الثأر”، ثم قدم فى نفس العام دور في فيلم “رحلة الشقاء والحب”.
قبل نحو 4 سنوات ظهر عماد محرم، مع ابنته التي التقطت الفيديو على طريق السيلفي، وسألته عن ابنة مديحة كامل، الحقيقية في الفيلم، باعتباره هو الذي جسد دور الخاطف في الفيلم، ليرد: «بس كده هحرق الفيلم»، ثم يجيب قائلًا: «بس الفيلم بقاله مدة عشان كده هقولكم ان بنتها هي بلية».
وعلقت مؤلفة فيلم العفاريت الناقدة ماجدة خير الله، بغضب على احتفال السوشيال ميديا بمعرفة سر الفيلم ومن هى ابنة مديحة كامل بالعمل.
وكتبت ماجدة خير الله عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "في اغنية بهية البراوية اللي كتبها صلاح جاهين وغنتها سعاد حسني، في فيلم المتوحشة، جملة بتقول شوف الهيافة المؤلمة!! النهارده صحيت علي نوع من الهيافة المؤلمة، عندما قام احد ممثلي فيلم العفاريت، بتسجيل فيديو يعلن فيه عن سر يراه خطيرا وكان سبب في حيره الأمة، والاجيال المتعاقبة، وهو من تكون ابنة مديحة كامل".
وأضافت أنه "تفضل وأعلن بثقة أنها بليه!! وبعدها سمعنا اصوات تهليل وتكبير وانتصارات ، وزفرات ارتياح، وكأن الجماهير استراحت بعد عناء، وعشرات من الاشخاص كنا نحسبهم عقلاء، كل منهم يقول والله كنت عارف انها بلية، واخرين يقولون كم تمنينا ان تكون، لوزه !! بجد ؟؟ بجد".
وتابعت: "هو فيه ايه ؟ وايه الهيافه المؤلمه دي؟ طبعا ممكن حد يقول لماذا لاتفرحي بهذا الضجيج، حول فيلمك بعد كل تلك السنوات، والحقيقه انني لا احب ان افرح لاسباب واهية، وبستغرب من ان البعض مشغول جدا بفكرة مين بنت مديحة كامل؟.. مش بفكره عصابات خطف الاطفال؟.. والمتاجره فيهم! وهي قضية لازالت مستمره وباقية؟.. محدش ليه اهتم بمصير الطفل سقراط، الذي كان مهتم بالقراءة، والمذاكرة، ولو كان في ظروف افضل ووسط عائلته ولم يتم اختطافه، ربما كان الان طبيبا او مهندسا، او صحفيا، او احد المبدعين!".
وأشارت إلى أنه لم يكن هدف فيلم العفاريت، اثارة حيرة من يشاهده، ودفعه إلى أن يترك كل الاشياء المهمة في حياته، والبحث عن إجابة سؤال من تكون ابنة مديحه كامل؟؟، مضيفة :هل ارتحت كده، مفكرتش في احتمال، ان تكون ابنتها ليست بليه ولاحتي لوزه؟ وان وجود ملابس الطفلة لدى الكاتعة ليست دليلا علي وجودها!!.. مش جايز تم بيعها لعائلة لا تنجب! هناك عشرات الاحتمالات، التي لم تفكر فيها! ولم افكر فيها أنا أيضا لأن هذا لم يكن هدف الفيلم.
واستطردت ماجدة خير الله، قائلة: "لو كنت مستقبلا جيدا لفن السينما، لأدركت ان قيمة الكثير من الافلام يكمن في الأسئلة التي تتركها معلقة بلا إجابة، وتبقي تحاول تتفرج علي انستازيا! وسع مداركك وسيبك من الهيافه المؤلمة".