سام برس:
2025-05-10@21:23:40 GMT

عذرًا ذاكرتنا السمكية الضَّعيفة..

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

عذرًا ذاكرتنا السمكية الضَّعيفة..

بقلم/ عبدالله الصعفاني
عذرًا ذاكرتنا السمكية الضَّعيفة.. حكايةُ رياضيٍّ وإعلاميٍّ كبيرٍ يطلبُ السماح..!

إذا كان الإعلام هو صانع نجوم الرياضة، وبدونه يبقى أهم حدث رياضي محبوسًا داخل صحن الملاعب والصالات ومدرجاته، فمن يصنع نجوم الإعلام الرياضي..؟

خطر السؤال على بالي، ثم أخذ ينتف شاربي ويهز أذني وأنا أتذكر إعلاميين كبارًا بحِسبة العطاء وحسبة الأسبقية والتأسيس، لكن ذاكرتنا السمكية الضعيفة أدخلتهم قسرًا في عالم النسيان، وعلينا من اليوم أن نتذكرهم، ليس من أجلهم، ولكن من أجلنا عندما نصير إلى ما صاروا إليه، فضلاً عن أن ذلك من مكارم الوفاء الذي لا يتحقق دون تجنُّب نسيانهم.



* وسأقفز على الخصوصية اليمنية المكابرة التي يدّعي فيها الواحد منَّا أنه أحسن واحد في “الحارة” وفي “القارة”، وأعترف بتقصيري تجاه شخصيات محترمة، هم في الحقيقة قامات وهامات، لكنني ما زلتُ أسيرَ عادةٍ سيئة هي التعايش مع أشكال من التقصير الذي يجعلني لا أعرف أين يعيش رياضيون وإعلاميون كبار، ولا كيف يتدبرون أمورهم في زمن يمني أغبر.. مع أن الواجب يقتضي التعرف على نظرتهم للمشهد الرياضي العام بعد أن اعتزلوا القيادة والرياضة وقاعدة الرأي الحر والخبر المقدَّس..؟

ومن هؤلاء الكبار الصديق عبده جحيش، الإعلامي والقيادي الذي كان شعلة ثراء، ثم قرر التوقف، رغم أن الإبداع وتراكم الخبرة لا يستسلمان للتقاعد.

* والآن، وفي لحظات الحنين للالتقاء بزملاء الزمن الرياضي والإعلامي المحترم، وجدتُ نفسي متعلقًا بقشة القول: أن تأتي متأخرًا خير من مواصلة “الدعممة”، أو الارتزاح على القول، وما أنساني روح المبادرة والسؤال إلا الشيطان.

وعند هذه النقطة أستأذن وأكشف عن رسالة قصيرة من الرياضي والإعلامي المؤسس عبده جحيش قال فيها ما يلي: “أتمنى عليك يا عبدالله أن تطلب عبر صفحتك من الزملاء في الوسط الصحفي بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص، المسامحة عن أيّ خطأ وقعتُ فيه خلال مسيرتي السابقة”.

وها أنا أتأخر في توجيه الطلب كعادتي مع أمور كثيرة أتمنى لو أتعافى منها ولو من باب الاحترام لقول حكيم: ليس أسوأ من عجز القادرين.

* وهنا أثق أن جميع زملاء زميلنا الكبير، ممن يقرأون هذه التناولة، سامحوه عن أيّ خطأ أو هفوة توقعها الرجل مدفوعًا بامتلاكه الروح النقية والقلب الصافي اللذين يجعلانه يعتذر وهو الذي لم نرَ منه إلا قلمًا جريئًا منحازًا لقناعات رسمها لنفسه، منها أنه كان وراء صدور قرار حكومي يمنع المسؤولين من رئاسة الأندية الرياضية حتى لا ينقلون إليها أوجاعهم وفسادهم.

وأيامها كان معه كل الحق، ليس لأن الحال بلغ بشيخ قبلي أن يكسر كأسًا رياضيًّا وشرْخه إلى نصفين حتى يجبر خواطر الخلاف على نتيجة.. ومعروف ما أحدثته الوجاهات والمشيخات من العوار بعد عودتها الغريبة إلى الهيئات الرياضية.

ولأن عبده جحيش انقطع عن الكتابة، حتى لا أقول اعتزلها، ثمة ما يدعو للتذكير به ليعرف من لا يعرف كيف أن الكبار وحدهم يعتذرون ليس عن أخطاء واضحة، وإنما لدرء الشك، وطلبًا للنقاء والصفاء.

بطل هذا المقال ليس إنسانًا عاديًّا، وإنما رمزًا من رموز الحركة الرياضية، صحفيًّا وكاتبًا، قياديًّا وصاحب إنجازات.
* إذا تناولنا موضوع تأسيس نقابة الصحفيين، ستجد اسم عبده جحيش، كما ستجد اسمه رئيسًا لأول اتحاد للإعلام الرياضي في شمال الوطن.

وإذا كنت من المهتمين بحدث الاعتراف الآسيوي بعضوية الاتحاد اليمني لكرة القدم، سيكون هو من رأس وفد اتحاد كرة القدم في الشمال إلى اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي عام 1980 في هونج كونج، وكذلك حضور اجتماع الاتحاد الدولي الذي تم فيه الاعتراف بالكرة اليمنية في سويسرا في نفس العام.

* وامتدادًا لذات توجهه لإدخال الرياضة والإعلام الرياضي اليمني في شمال البلاد ما يندرج تحت رغبته في مغادرتنا لذلك الحال المجهول، فكان عبده جحيش رافعة حصول الإعلام الرياضي في صنعاء على عضوية الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في اجتماع أثينا عام 1982.

* ثم ماذا يا عبده جحيش وأنت تطلب السماح والعفو من زملائك..؟

عندما كنت طالبًا في التعليم الأساسي في مدينة الحديدة، ويتجاذبني الفضول المبكر لمهنة الصحافة، أتذكر أن فترة الراحة في يومي الدراسي كانت فرصة طالب رياضي شغوف مستعجل لقراءة ما نقلته صحيفة “الجماهير” من أخبار وآراء عن الرياضة وكرة القدم اليمنية، ونجومها على وجه الخصوص.. ولم تكن “الجماهير” التي أصدرها عبده جحيش إلا باكورة الإصدارات والكتب الرياضية التي بدون اقتنائها آنذاك لا بد أن تشعر بأن شيئًا مهمًّا ينقصك.

الأستاذ عبده جحيش.. شكرًا لأنك صاحب سجل رياضي وقيادي وإعلامي محترم.

والمعذرة لأننا ما نزال في بلد الحكمة أسرى الذاكرة الضعيفة أو المغيّبة تجاه نجوم الأمس بثنائية ضغوط ضيق الحال، ونسيان ما ينتظرنا من الإهمال، وسوء المآل..

نقلاً من صفحة الكاتب بالفيسبوك..صحيفة اليمني الأميركي

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

القوى الناعمة في الميدان الرياضي.. الأهلي نموذجاً

حين تُهتف أسماء الأندية في المدرجات، وتُرفرف الأعلام في السماء لا يكون ذلك مجرد شغف كروي؛ بل رسالة وطنية تتردد أصداؤها في كل ميدان لم تعد الرياضة مجرد لعبة تُكسب وتُخسر؛ بل أضحت أداة من أدوات التأثير وسفيرًا ناعمًا يعبّر عن الهوية والطموح. في عالم تتنافس فيه الدول على كسب القلوب قبل العقول تظهر القوى الناعمة؛ كقوة مؤثرة يتعدى مداها حدود السياسة والاقتصاد، وتجد في الميدان الرياضي أحد أبرز تجلياتها، وفي هذا الإطار يبرز فوز النادي الأهلي السعودي بكأس نخبة آسيا؛ كأحد النماذج الفريدة التي تجسّد نجاح المملكة في تحويل الرياضة إلى منصة للتألق الإقليمي والرسالة العالمية.
فوز الأهلي السعودي بكأس نخبة آسيا ليس مجرد بطولة تضاف إلى خزائن الإنجازات؛ بل هو ثمرة مباشرة لمشروع تطوير الأندية، الذي يقوده بتوجيهات القيادة الرشيدة؛ حيث أضحى صندوق الاستثمارات العامة، في إطار رؤية المملكة 2030 رافدًا هامًا لتعزيز التميز؛ فقد تمثل دعم الصندوق في إعادة هيكلة الأندية، وتعزيز البنية الإدارية، وجلب الكفاءات الفنية والاستثمار في اللاعبين؛ ما جعل الأهلي يعود للواجهة بكل أناقة وقوة.
– دور وزارة الرياضة من التمكين إلى الإنجاز
في قلب هذه النقلة النوعية تؤدي وزارة الرياضة دورًا إستراتيجيًا محوريًا في صياغة السياسات الرياضية، وتوفير البيئة التشريعية والتنظيمية، التي تمكّن الأندية من التوسع والاحتراف؛ فقد عملت الوزارة على إطلاق إستراتيجية دعم الأندية الرياضية، وتحفيزها على التميز المالي والفني، وتوفير برامج تطويرية للكوادر الوطنية العاملة في المجال الرياضي، وتمكين الشباب والمرأة من المشاركة الفعّالة في الأنشطة الرياضية، ودعم الاستضافة الدولية للبطولات، وإبراز الوجه الثقافي والحضاري للمملكة.
وتعمل الوزارة بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة، والجهات ذات العلاقة على تحقيق مستهدفات الرؤية في قطاع الرياضة؛ لتكون المملكة نموذجًا عالميًا في الاستثمار الرياضي والبنية التحتية المتقدمة.
مشروع دعم الأندية من صندوق الاستثمارات العامة؛ يهدف إلى رفع جودة التنافسية، وتحقيق الاستدامة المالية وجعل القطاع الرياضي أكثر جاذبية للاستثمار؛ بما يحقق أثرًا اقتصاديًا واجتماعيًا طويل المدى، ويُعد الأهلي أحد أوضح الأمثلة على نجاح هذا المسار.
هذا التقدم الرياضي يربط بوضوح بين الرياضة والتنمية الوطنية، من خلال توفير الوظائف، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتحقيق أهداف جودة الحياة؛ ليصبح المجال الرياضي أحد أركان القوى الناعمة للمملكة.
إن فوز الأهلي اليوم هو فوز لمشروع وطني، يتقاطع فيه الحلم مع التخطيط، ويزدهر فيه الشغف الرياضي تحت راية التمكين والإبداع.
ساحل الحرف وعبر الزمان سنمضي معًا؛ فهذه قصة طموح تُروى للأجيال بين التعثّر والتدثر بالمجد.

@majedstopuqu

مقالات مشابهة

  • أين نحن من القوانين الرياضية؟!
  • أخبار الوادي الجديد| سبب حظر خروج الثروة السمكية.. واستقرار أسعار الخضروات والفاكهة
  • التحكيم الرياضي يفتح ملف احتجاج النصر ضد العروبة بشكل عاجل
  • الاكتفاء الذاتي أولا.. سبب حظر خروج الثروة السمكية من الوادي الجديد
  • وفاة نجم رياضي في حادث قطار مأساوي
  • هيدي كرم تشارك جمهورها بصورة من داخل صالة الألعاب الرياضية
  • ملعب كركوك الأولمبي.. صرح رياضي يعاني الإهمال لسنوات ووعود بإنجازه قريباً
  • مواصفات جي أي سي امباو 2025 الرياضية
  • حظر خروج الثروة السمكية من الوادي الجديد إلا بعد استيفاء حصتها
  • القوى الناعمة في الميدان الرياضي.. الأهلي نموذجاً