بوابة الفجر:
2025-07-03@15:06:07 GMT

د. رشا سمير تكتب: السياحة هي الحل

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

إسبانيا واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، ولعل شواطئها الساحرة وتراثها المعماري الفريد، والأطعمة المختلفة، هي أبرز نقاط الجذب السياحي للدولة المتوسطية، تأثرت أسبانيا مثلها مثل غيرها من الدول بجائحة كورونا بعد أن كانت تحتل المرتبة الثانية عالميًا لجهة عدد السياح، والحقيقة أنها إستطاعت في العام الماضي أن تعود لسابق عهدها، فالسياحة في إسبانيا تشكل 13 بالمائة من الدخل القومي لرابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

ولأن الشئ بالشئ يذكر فالحقيقة أن مصر تستحق، تستحق أن تلحق بهذا الركب، بل وتستحق أن تتفوق ليس فقط لأننا نمتلك ثلث آثار العالم، بل لأننا نمتلك كل مقومات السياحة التاريخية والشاطئية والدينية والثقافية، مصر التي ينظر العالم كله إليها ويتعجب..تستحق.

تأثرنا بأزمة الكوفيد وتأثرنا بالأزمة الإقتصادية العالمية بل وتأثرنا بديون ثقيلة، إلا أننا نستحق، نستحق أن نعرف أولوياتنا ونبحث عن مصادر للدخل القومي للخروج من الأزمة..

تابعت حفلات العلمين التي أشعلت الساحل وجاء إليها المصطافين من كل صوب وحدب، لأنها ببساطة حفلات تناسب كل الأذواق، وعلى الرغم من هجوم الكثيرين عليها إلا أنني أراها خطوة هامة لإستعادة ريادة مصر الفنية وتأكيد على أن مصر هي الأساس، حتى لو إستطاعت بعض الدول أن يصبحوا في غضون سنين قليلة هم الوجهة الثقافية للوطن العربي إلا أن هذا يتم بفنانين ومبدعين مصريين، ولو أن ما فعلوا نموذج يستحق المحاكاة.

نحن دولة تمتلك مقومات السياحة ولكن لا ندرك قيمة ما نمتلك، بدءا من سائق التاكسي الذي ينتظر في المطار ليستولى على كل ما يستطيع من السائح دون أن يفكر لحظة في أن السياحة ستعود عليه وعلى أسرته بالكثير، ومرورا بالشاب الذي يخرج من جيبه قلم ليكتب على حوائط المعابد والمسلات (أحمد بيحب منى)! ووصولا للطفل الذي قرر التزويغ من المدرسة لمطاردة السائحات والتحرش بهم في المزارات والهرم.

إذن النكبة الحقيقية في أننا لا ندرك وإذا أدركنا لا نسعى للتغيير وإذا حاولنا التغيير نعانده ونعرقله.

الشواطئ المصرية التي تنافس جزر الملاديف موجودة من الغردقة وحتى شرم الشيخ والساحل ومطروح خلابة، إستطاع المواطن في الغردقة وشرم الشيخ أن يطور من سلوكه لأن السياحة هي لقمة عيشه ودخل أسرته، أما المواطن في الأسكندرية ومطروح على سبيل المثال وليس الحصر لازال غير مدرك معنى أن يقدم صورة تجذب السائح وتوفر له قضاء أجازة دون مشاكل حتى يعود من جديد.

أحترم وبشدة ما قامت به الدولة من تطوير لمنطقة مسجد عمرو والكنيسة المعلقة، وهي المنطقة التي تجاور متحف الحضارات، أحترم بشدة تطوير سور مجرى العيون الذي بعد أن كان صورة كئيبة تعبر عن القبح، بات منارة راقية وجميلة، اللهم إلا فكرة المقاهي التي يجب أن تكون بشكل أكثر تحضرا وتنظيما، لأن تنظيف وتطوير المناطق المزدحمة وإعادة رونقها يحتاج إلى منع ترخيص الكافيهات التي تؤدي إلى عودة القبح والزحام من جديد بشكل مقنن.

السياحة الدينية والمزارات التي تنبع من كون مصر بلد الألف مأذنة، سياحة لا بد وأن تؤخذ في الإعتبار، لقد رأيت بعيني في جولة من باب الوزير بالدرب الأحمر إلى شارع المعز عدد لا نهائي من الجوامع الخلابة التي وإن وجدت في أى دولة لأصبحت وجهة سياحية خطيرة لكنها بكل أسف تحتاج إلى نظرة شفقة، تحتاج إلى تنظيف المكان وتطويره ولكن مع ضرورة الإبقاء على الطابع التراثي، مثلما حدث في مسجد السيدة نفيسة وجامع عمرو بن العاص، ومع الأسف لازال المواطن لا يدرك قيمة الحفاظ على هذا التطوير من أجل نفسه، وهنا يأتي دور التعليم!.

لازال عندي أمل في حديقة الحيوان المغلقة حاليا والتي وقعت تحت طائلة التطوير وهي التي تضم تاريخ مصر منذ عهد الخديوي إسماعيل متمثلا في الأقفاص والممرات والبلاط والجدران..أرجوكم حافظوا عليها وحافظوا على طابعها التراثي الحضاري.

لا أجد خير من جملة أستاذنا أديب نوبل العظيم نجيب محفوظ لأختم بها مقالي..

(( مصر ليست دولة تاريخية.. مصر جاءت أولًا ثم جاء التاريخ ))

                                            [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

ماريان جرجس تكتب: انتٌخبت مصر سفيرة للعالم في 30 يونيو

لم يجد قلمي كلمات كافية تعبر عن الامتنان والاحتفاء بذكري ثورة الثلاثين من يونيو ، فكل الأقلام الزميلة قالت الكثير من الأشعار عن تلك الذكري الثمينة المحفورة في قلوبنا ، ذكري قريبة في الزمن وقريبة من القلب ، نتذكرها ونتذكر نسمات الحرية التي ولدت بين نسمات الجو الحار ، عن أجواء فريحة وكأن السنوات لم تمر وكأن بيان الثالث من يوليو لازال يُقرأ من جديد بصوت اللواء ياسر وهبة .
قالوا عنها أنها ثورة التصحيح وأنها ثورة المرأة وأنها حافظت على الهُوية المصرية، قالوا عنها أنها ثورة أصابت أهداف لم يصبها حراك يناير الثوري، قالوا أنها ثورة البناء والتعمير وتاريخ ميلاد الدولة المصرية الحديثة.


ولكن قلمي له عينان يران ثورة يونيو من زاوية أخري ، يري ثورة يونيو لحظة فارقة في عمر العالم على الصعيد العالمي والاقتصادي والعسكري وربما البيئي والإنساني أيضًا.


فلو سقطت مصر حينذاك ، وقُسمت كما كانت تنوي جماعة أهل الشر لأصبح ذلك الإقليم الملتهب الذي نتابع أخباره من على شريط الأخبار في الشاشة أكثر التهابا في مصر، ولأصبحت مصر هي نقطة التوهج المركزية لتلك الصراعات الإقليمية فضلا عن سماح الأخوان للتواجد العسكري لقواعد غربية واحتضان أكثر من فصيل مسلح وكان شريط البحر الأحمر سيتحول إلى ساحة اقتتال ملتهبة بالنيران حرفيا مما كان سيؤثر وبشدة على حركة التجارة العالمية ولم يكن هناك قاعدة برنيس العسكرية الجوية البحرية ، بل كنا سنجد كل أنواع الأسلحة والصواريخ والمقاتلين من الشيشان وأفغانستان ، وأطراف غربية دخيلة تحاول تجربة أسلحة في تلك الفوضى ولكن عفوًا عزيزي القارئ لن تكون تلك الحرب من أجل الأشقاء في غزة ولا من أجل تحريرها ولكن كانت ستكون حربًا بالوكالة لأن هؤلاء مقاتلين غير شرفاء ، ولكنهم مرتزقة يعملون بالوكالة لصالح أي دولة غربية تريد أن تهاجم أي دولة في المنطقة من خلال قواعد عسكرية دخيلة على أراضٍ مصرية ولكن بثورة يونيو بُنيت قواعد عسكرية مصرية على أراضٍ مصرية وأصبحت مصر نقطة عازلة في ذلك الإقليم الملتهب وخير سند للقضية الفلسطينية قادرة على إغاثتها ومساعدتها وحماية حقوقها في الحفاظ على قطاع غزة حتي الان الذي لولا ثورة يونيو لكان اختفى من على الخريطة .


كما أن بتلك الثورة حافظت مصر على مستقبل إفريقيا الواعد وأقامت المشاريع والاستثمارات المصرية الإفريقية والصينية الإفريقية والغربية الإفريقية والتي لولا صمود الدولة المصرية لانُتهكت تلك القارة مرة أخري وسُرقت ثرواتها باستعمار اقتصادي من الطراز الجديد.


جاهدت مصر أيضًا في وأد الهجرة الغير نظامية من خلال شواطئ المتوسط وكان لذلك بُعد انساني على العالم ، كما شاركت في حل قضية المُناخ وكان لذلك بعد بيئي .


لذا لا أتخيل شكل العالم إذا لم تقم ثورة يونيو عام 2013 .

طباعة شارك ثورة الثلاثين من يونيو ثورة التصحيح ثورة المرأة

مقالات مشابهة

  • المذيعة الحسناء سالي عثمان تكتب: (شريف الفحيل إلى أين؟!!!)
  • حزب طالباني:الحل المؤقت لأزمة رواتب الإقليم بداية لحل دائمي
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • إيمي سمير غانم تستعيد الذكريات بصورة لوالدتها رفقة رجاء الجداوي وميرفت أمين
  • آية عبد العزيز تكتب: فيلم " أحمد وأحمد" عودة حميدة للأحمدين
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • وهم الحل الليبي الليبي
  • ماريان جرجس تكتب: انتٌخبت مصر سفيرة للعالم في 30 يونيو
  • سمير عثمان: هدف مانشستر سيتي غير صحيح وواضح .. فيديو
  • «فيزا»: زيادة معدلات السياحة المحلية بالإمارات خلال الأضحى