رئيس الوزراء: السعودية مستعدة لضخ استثمارات تتجاوز 15 مليار دولار في مصر
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
أجاب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على عدد من الأسئلة التي طرحها الصحفيون والإعلاميون خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عُقد اليوم بعد انتهاء جلسة اجتماع مجلس الوزراء.
صبط ملايين الحالات من سرقة الكهرباءورداً على سؤال حول ملف سرقة التيار الكهرباء، والجهود المبذولة للتعامل مع هذه الظاهرة، أكد رئيس الوزراء سلبية هذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة في الفترة الأخيرة، ووجود ملايين الحالات التي يتم ضبطها سنوياً من خلال الجهات المختصة، وهو ما يؤدي إلى أن جزءًا كبيرًا من القدرات المولدة تهدر على الدولة.
وأشار إلى أنه في حالة عدم وجود نصف عدد الحالات التي يتم ضبطها بسرقة التيار الكهربائي، فإن ذلك من الممكن ألا يحمل الدولة أي أعباء مالية إضافية لإنتاج الطاقة الكهربائية اللازم لتلبية مختلف الاحتياجات، لافتًا إلى ضرورة رفع وعي المواطنين بالآثار السلبية لهذه الظاهرة، إذ أن ذلك يلقى عبئاً أكبر على الدولة في إتاحة الشحنات الإضافية من المواد البترولية اللازمة لتشغيل المحطات الكهربائية، وهو ما يؤدي لمزيد من الضغط على الموازنة العامة للدولة، ومزيد من الضغط على موارد العملة الأجنبية، وهو ما سينعكس على مختلف المواطنين.
إجراءات للتعامل مع سرقة التيارولفت رئيس الوزراء، في هذا الصدد، إلى العديد من الإجراءات المتخذة للتعامل مع ملف سرقة التيار، من بينها تكثيف الحملات، هذا إلى جانب اتخاذ قرارات بالتجميد المؤقت للدعم المقدم من جانب الدولة للأشخاص الذين تحررت ضدهم محاضر سرقة كهرباء حتى يفصل القضاء في هذه المحاضر، لأنه من غير المقبول من يقوم بسرقة التيار الكهرباء يحصل على دعم مقدم من قبل الدولة أو أي خدمات مدعومة تقدمها الدولة.
وفى ذات السياق، أكد رئيس الوزراء ضرورة التكاتف جميعا للقضاء على هذه الظاهرة السلبية، موضحاً أن كمية الطاقة المهدرة من خلال سرقة التيار الكهربائي تصل إلى 20% من حجم الطاقة المنتجة، وهو رقم ليس بالقليل، ويطلق عليه الفقد التجاري وليس الفقد الفني.
الإعلان عن مجموعة سكنية كبيرة الفترة المقبلةوفيما يتعلق باعتماد مجلس الوزراء اليوم لقرارات مجلس إدارة صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، أشار إلى التوجيه الصادر لوزير الإسكان بالإعلان عن مجموعة كبيرة من الوحدات السكنية الجديدة خلال الفترة القادمة، مؤكداً في هذا الصدد استمرار دعم الدولة لهذه الوحدات، ودراسة زيادته، لافتاً إلى أنه سيتم عقد اجتماع الأسبوع القادم لمناقشة مختلف الأمور الخاصة بهذا الملف بالتعاون والتنسيق بين وزارة الإسكان والصندوق، تمهيداً لبدء الإعلان عن هذه الوحدات الجديدة.
ورداً على أحد الأسئلة، أكد رئيس الوزراء أن الاستثمارات السعودية التي تم الإعلان عنها مؤخراً والتي تقدر بـ 5 مليارات دولار، هي استثمارات جديدة وليست ضمن الوديعة الموجودة لدي مصر، وسيتم ضخها خلال الفترة القادمة في عدد من القطاعات التنموية في مصر مثل السياحة والصناعة وقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، والتي تحقق عائدا استثماريا.
وأكد أن هناك رغبة كبيرة جداً من جانب صندوق الاستثمار السعودي، والقطاع الخاص السعودي في مضاعفة الاستثمارات خلال الفترة القادمة، في مجالات منها الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحلية مياه البحر تحديداً، باستثمارات تتجاوز 10 إلى 15 مليار دولار وذلك خلال الفترة القادمة.
وأضاف: «نعمل خلال الفترة الحالية علي استهداف وفتح أبواب الاستثمار في مصر من خلال صندوق الاستثمار السعودي والقطاع الخاص السعودي، والعمل على إقامة كيانات ومشروعات مشتركة بين القطاع الخاص السعودي والقطاع الخاص المصري، تغزو الأسواق الافريقية وأسواق الشرق الاوسط».
وبشأن استفسار عما إذا كان الإعلان عن أنه لن يتم اللجوء لإجراء تخفيف أحمال للكهرباء مرة أخرى يرجع إلى جهود الحكومة لزيادة نسبة الطاقة المتجددة، أم لزيادة المبالغ المخصصة لاستيراد الغاز والمازوت، أم الأمرين معا، وكيفية ضمان استدامة ذلك في ظل التوسع في المشروعات التنموية، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الأمر يتعلق بشقين، الشق الأول أنه سيكون لدينا حجم معين سنحتاجه من الطاقات التقليدية (الغاز والمازوت)، والذي كنا نعتمد في جزء منه على الإنتاج المحلي، لكن مع التأخر في فاتورة الشريك الأجنبي اضطرت الحكومة لاستيراده من الخارج، ومع عودة الأمور سنوفر مرة أخرى هذا الحجم من الطاقة التقليدية.
واستطرد: «الشق الثاني وهو ما يتعلق بالطاقات الجديدة والمتجددة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن احتياج الدولة من الكهرباء يزيد سنويا مع زيادة عددنا ومع التوسع في المصانع، مؤكدا أن الزيادة في الطلب على الكهرباء تؤكد نمو الاقتصاد المصري، فهناك مصانع عديدة تطلب حجما كبيرا من الطاقة، وهي توفر الآلاف من فرص العمل، وبالتالي سنعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة خلال المرحلة المقبلة مثلما يتجه العالم الآن للاعتماد عليها، ولذا استهدفنا أن تكون نسبة مزيج الطاقة الجديدة والمتجددة تصل إلى 42% من إجمالي الطاقة في مصر بحلول 2030، وسيكون الاعتماد الأكبر على القطاع الخاص في إدارة وتشغيل محطات الطاقة الجديدة والمتجددة.
رؤية مصر في قمة بريكسوفيما يتعلق بتساؤل حول الرؤى التي ستطرحها مصر خلال قمة «بريكس» والمقرر عقدها الشهر المقبل، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الدول الأعضاء في التجمع دول كبيرة وعملاقة مثل الصين، وروسيا، والهند، وجنوب أفريقيا، وباقي الدول الأخرى، والآن لدينا حضور في التجمع ونسعى كباقي الدول لإحداث نوع من الشراكات بين دول التجمع وخاصة أن هناك عدة مزايا عند إقامة وتنفيذ مشروعات بين دول الأعضاء في التجمع، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الحكومة تعد حاليا حزمة من المشروعات التي نستهدفها في الوقت الراهن، ونسعى إلى التوصل إلى إبرام اتفاقات ثنائية مع الدول الأعضاء بشأنها خلال فعاليات القمة.
وتعقيباً على سؤال لأحد الصحفيين حول أسباب ارتفاع أسعار بعض المحاصيل الزراعية، خاصة الطماطم، أشار رئيس الوزراء إلى أنه فيما يتعلق بمحصول الطماطم، فقد تضرر بصورة كبيرة للغاية خلال الفترة الأخيرة بسبب ما شهدناه من ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما تسبب في تضرر نسب الإنتاجية، مضيفًا أنه مع منتصف شهر أكتوبر المقبل ستدخل العروات الجديدة ما سيرفع من حجم الإنتاجية مرة أخرى، موضحاً أن الجهات المعنية مثل جهاز حماية المستهلك ووزارتي التموين والداخلية بالتعاون مع اتحاد الغرف التجارية، قامت بتنفيذ العديد من الحملات للتأكد من أنه لا يوجد تخزين لهذه السلع في ظل النقص الموجود في الكميات المتاحة بالسوق.
انفراجة في ملف الأدويةوردًا على تساؤل بشأن توافر الأدوية في الأسواق، أشار رئيس الوزراء إلى أنه بالفعل حدثت انفراجة ليست بالقليلة في أصناف كثيرة من الأدوية، وطبقًا للأرقام فإن نسبة تتراوح بين 80% إلى 90% من الأدوية الناقصة أصبحت متوفرة.
وفي تعقيبه على سؤال آخر حول الدعم الحكومي المُقدم للشركة القابضة للأدوية، أوضح أنه عُقد بالأمس اجتماع مع وزير قطاع الأعمال، حيث استعرض الوزير موقف الشركة القابضة للأدوية، وما تم اتخاذه من خطوات لتطويرها.
وأضاف أنه على مدار الفترة الماضية، استثمرت الدولة المصرية مليارات لإعادة تأهيل خطوط الإنتاج التابعة لهذه الشركة، وذلك بالنظر لتقادم هذه الخطوط، والتخوف من أن يتسبب ذلك في عدم مطابقتها للمواصفات العالمية، موضحاً أنه تم بالفعل الانتهاء من تجديد هذه الخطوط بالكامل وبدأ الانتاج بها، فيما عدا خط إنتاج واحد سيتم الانتهاء منه خلال الشهر المقبل، مؤكدًا أن الشركة القابضة للأدوية ستعود خلال الفترة المقبلة لأقصى إنتاجية ممكنة.
وأجاب رئيس الوزراء سؤال ارتفاع سعر اسطوانة البوتاجاز، مشيرًا إلى أن التحدي الكبير الذي يواجه الدولة هو كيفية التعامل مع ملف الطاقة، وحجم الدعم الذى تتحمله الدولة في المحروقات والطاقة، الذى أصبح فوق قدرة احتمال الموازنة المصرية، مؤكداً أن الدولة تحملت الجزء الأكبر من فاتورة الدعم خلال فترة كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا، من خلال الاستدانة للمحافظة علي أكبر جزء من الدعم للمواطنين، وذلك علي أمل أن هذه الازمات هي فتره عارضة وتنتهي، لكن مع دخول تلك الازمات الي مراحل اخري وتعقيدها، وذلك ما جعل فاتورة الدعم فوق قدرة واحتمال الحكومة والموازنة العامة، وبالتالي لضمان استمرار الخدمة للمواطنين كان يجب رفع جزء من الدعم علي المواطن.
ونوه في هذا الصدد إلى بعض الآراء التي تقول أن الحكومة تمن علي المواطنين، بالعكس دور الحكومة هو خدمة المواطن، مؤكداً أن بعض القرارات والخطوات المتخذة لا تلقي القبول الشعبي علي المدي القصير، لكن الأمانة تقتضي أن الحكومة بقدر الإمكان تتحمل علي أمل أن هذه الازمات والتي يعاني منها جميع شعوب ودول العالم، تنتهى، وهذا ما رأيته في القمه الأفريقية – الصينية، فلا يوجد رئيس أفريقي لم يتحدث عن أزمة الديون الداخلية وعدم قدرة دولته على تحمل هذه الازمات، والمطالبة بتدخل دولي فيما يتعلق بالديون على العديد من الدول النامية، وإعادة النظر في هذا الملف، بما يساعد هذه الدول على تحقيق أوجه التنمية بها.
وأوضح رئيس الوزراء أن مصر تستهلك 280 مليون أسطوانة بوتاجاز سنوياً، وأن تكلفة الاسطوانة الواحدة علي الدولة تصل إلى 340 جنيها، وكانت تُباع بسعر100 جنيه، بواقع 240 جنيها دعما للأسطوانة الواحدة من قبل الدولة، وبما يعادل أكثر من 60 مليار جنيه سنوياً دعما لاسطوانات الغاز، ذلك بخلاف دعم المواد البترولية الاخرى، والكهرباء، وتعمل الحكومة علي تقليل حجم الخسائر والدعم الذي تتحمله الدولة بالزيادة بنسبة صغيرة على المواطن».
وقال: «لا توجد حكومة تريد أن تأخذ مثل هذه القرارات»، مضيفا: لضمان سلامة الاقتصاد واستدامة تقديم الخدمات الهامة مثل الكهرباء وتوافر السلع والمنتجات البترولية، يجب ان نتحرك تدريجياً في أسعار هذه المحروقات، وسيظل دعم الدولة متواجدا بشكل كبير، ولكن بالقدرة التي تتحملها الدولة، حتي لا نضطر الي الاستدانة بمبالغ كبيرة جداً بسعر فائدة مرتفع وتتفاقم الأمور على الدولة بعد ذلك»، مؤكداً سعي الدولة لتحقيق قدر الإمكان نوع من التوازن، بتحمل الجزء الأكبر من الدعم وجزء يتحمله المواطن.
ملف الطروحاتوفيما يتعلق باستفسار عن سبب توقف الحديث عن طرح بعض الأصول ضمن برنامج الطروحات بعد الإعلان في وقت سابق عن طرحها، وما إذا كان ذلك يمثل استبعادها من برنامج الطروحات الحكومية، أو أنه يتم دراسة طرحها بشكل آخر نتيجة للمتغيرات الاقتصادية، أوضح رئيس الوزراء أن الهدف من برنامج الطروحات هو تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة للدولة، وبالتالي نسعى لتحقيق أكبر عائد ممكن للدولة المصرية، فإذا كان العائد لا يتماشى مع التقديرات التي وضعتها الحكومة، فإنها ليست مضطرة لإتمام تعاقد بطرحها في هذه المرحلة، وأحيانا تحكم الظروف بأن يكون التوقيت نفسه غير مناسب للطرح.
تغليب الصالح العاموتابع: على سبيل المثال محطة بنى سويف، والتي نتيجة للظروف التي نتحدث عنها وخاصة فيما يتعلق بملف الطاقة، والسعي لثبات استقرار الطاقة، وجدنا أن هذا الوقت ليس المناسب لطرحها وغلبنا الصالح العام للدولة، واتخذنا قرارا بتأجيل طرحها لحين أن تصبح الأمور أكثر استقرارا، مضيفا: ليس معنى أن الظروف غير مستقرة إلغاء الطرح، ولكن مصلحتنا كدولة تقول إن هذا التوقيت غير مناسب والعرض الذي تم تقديمه غير ملائم لأصل من أصول الدولة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رئيس الوزراء مدبولي سرقة التيار السعودية الطاقة الجدیدة والمتجددة خلال الفترة القادمة رئیس الوزراء مجلس الوزراء فی هذا الصدد هذه الظاهرة سرقة التیار الوزراء أن الإعلان عن فیما یتعلق ما یتعلق إلى أنه من خلال إلى أن فی مصر وهو ما
إقرأ أيضاً:
الخطيب: حجم الاستثمارات القطرية في مصر يبلغ 3.2 مليار دولار موزعة على 266 شركة
افتتح المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، فعاليات منتدى الأعمال المصري القطري، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر، وذلك بحضور الدكتور أحمد بن محمد السيد، وزير الدولة القطري لشؤون التجارة الخارجية، والوفد المرافق له، وبمشاركة واسعة من ممثلي مجتمعى الأعمال في البلدين.
وأكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، أن العلاقات بين مصر وقطر تستند إلى أسس متينة من الثقة والتعاون المشترك، وهو ما انعكس بوضوح في قوة مؤشرات التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث بلغ حجم الاستثمارات القطرية في مصر نحو 3.2 مليار دولار موزعة على أكثر من 266 شركة تعمل في قطاعات متنوعة تشمل القطاع المالي، والصناعي، والسياحي، وغيرها.
التبادل التجاري
وأوضح الخطيب أن تطور التبادل التجاري بين البلدين شهد زخمًا إيجابيًا واضحًا حيث ارتفع من نحو 80 مليون دولار في عام 2023 إلى 143 مليون دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، محققًا نموًا يقترب من 80%… وهو ما يؤكد اتساع قاعدة التعاون الاقتصادي، وقدرة الشركات في البلدين على الاستفادة من الفرص المتاحة بكل من مصر وقطر.
العلاقات الاقتصادية بين البلدينوأضاف وزير الاستثمار والتجارة الخارجية أن العلاقات
الاقتصادية بين البلدين شهدت دفعة قوية خلال الفترة الأخيرة، تُوِّجت بزيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة ولقائه بأخيه سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، حيث تم الاتفاق على تعزيز مسارات التعاون الاستثماري وفتح آفاق جديدة أمام البلدين، وقد انعكس ذلك بوضوح في الإعلان عن حزمة من الاستثمارات القطرية الجديدة في مصر، وفي مقدمتها مشروع تطوير منطقة علم الروم بالساحل الشمالي ضمن شراكة كبرى في قطاع التنمية السياحية والعمرانية.
وأكد الخطيب أن مصر تسعى خلال السنوات المقبلة إلى ترسيخ مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار، مستندةً في ذلك إلى ما تتمتع به من مقومات تنافسية واضحة، في مقدمتها الموقع الجغرافي الفريد، وتوافر كوادر بشرية مؤهلة بتكلفة تنافسية، وبيئة مستقرة وآمنة قادرة على احتضان مختلف المشروعات الاستثمارية.
وتابع الوزير أنه خلال السنوات العشر الماضية ركزت الدولة على بناء الأساس الاقتصادي الصلب من خلال استثمارات كثيفة في تطوير البنية التحتية من طرق وموانئ ومناطق لوجستية حديثة، وإنشاء جيل جديد من المدن الذكية بما هيّأ بيئة مادية قادرة على استيعاب النمو وجذب الاستثمارات الكبرى.
وتابع الخطيب أن الدولة الآن في مرحلة البناء على هذا الأساس، من خلال إطلاق إصلاحات هيكلية ومؤسسية واضحة، وتبنّي سياسات اقتصادية كلية مستقرة وطويلة الأجل تستهدف تعزيز استقرار بيئة الأعمال وتخفيف الأعباء عن المستثمرين، مدعومة بتحول رقمي شامل في الخدمات الحكومية وهو ما انعكس بالفعل في تحسن المؤشرات الاقتصادية الكلية، وترسيخ قدر أعلى من اليقين والثقة.
وأشار وزير الاستثمار والتجارة الخارجية أنه على صعيد السياسة النقدية أسهمت السياسة المنضبطة في خفض التضخم إلى 12.3% في نوفمبر 2025 مع تعزيز الاحتياطي النقدي إلى 50.2 مليار دولار وزيادة تحويلات المصريين إلى 36.5 مليار دولار بما دعم الاستقرار الاقتصادي الكلي واستعادة الثقة.
وتابع الخطيب أنه فيما يتعلق بـ السياسات المالية فقد تم فتح صفحة جديدة مع الممولين من خلال حزم إصلاحية متتالية أسهمت في توسيع القاعدة الضريبية بنحو 35% دون فرض أعباء ضريبية جديدة وبما عزز الثقة مع مجتمع الأعمال، كما تعمل الدولة على خفض الأعباء المالية غير الضريبية عبر حصر شامل للرسوم المفروضة على المستثمرين وإعادة النظر في الأعباء المطبقة على الشركات مع توحيد جهة التعامل والتحول الرقمي، بما يقلل التكلفة الفعلية على الاستثمار، ويعزز الشفافية واليقين.
وأضاف الوزير أنه تم تبنّي سياسة تجارية منفتحة ومرنة تستهدف خفض العجز في الميزان التجاري من خلال تعظيم الصادرات إلى 145 مليار دولار ،وتسهيل الإجراءات، وخفض تكلفتها بنحو 90% مع تعظيم الاستفادة من الاتفاقيات التجارية وحماية الصناعة المحلية بما يعزز تنافسية الاقتصاد المصري عالميًا.
وأكد الخطيب أن الدولة تبنت هدفًا طموحًا يتمثل في أن تصبح مصر ضمن أفضل 50 دولة عالميًا في مؤشرات تنافسية الاستثمار والتجارة خلال العامين القادمين، وقد بدأ بالفعل تنفيذ هذا التحول على أرض الواقع من خلال التوسع في التحول الرقمي الشامل عبر إطلاق منصة التراخيص، وبدء العمل على منصة الكيانات الاقتصادية، التي ستتضمن إعادة هندسة إجراءات التراخيص بالكامل وكذلك كافة الأعباء والرسوم المرتبطة بالاستثمار، بما يعزز الشفافية، ويُبسّط الإجراءات، ويمنح المستثمر رؤية واضحة، وتكلفة محددة منذ اليوم الأول.
وأوضح الوزير أن مصر تطرح اليوم فرصًا استثمارية واعدة ومتنوعة في إطار رؤية تقوم على التكامل وتبادل المزايا حيث تستند الشراكة بين البلدين إلى الجمع بين رأس المال والخبرة الاستثمارية القطرية، والقدرات الإنتاجية والبنية التحتية والموقع الجغرافي والمزايا التنافسية لمصر، وفي مقدمتها القطاع الصناعي بما يشمله من فرص للتصنيع المشترك وتعميق سلاسل القيمة،لا سيما في الصناعات كثيفة العمالة والصناعات الوسيطة مثل مكونات وصناعات السيارات، والزجاج، والمنسوجات والملابس، وصناعات البوليستر، والألومنيوم، وقطاع السياحة لا سيما مشروعات التنمية السياحية والعمرانية المتكاملة، إلى جانب قطاع الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلًا عن قطاعات أخرى تمثل مجالات خصبة للتعاون والاستثمار المشترك.
وأكد الخطيب أن هذا المنتدى يمثل محطة جديدة في مسيرة التعاون الاستراتيجي بين مصر وقطر ، وانطلاقًا من حرص الحكومة المصرية على دعم المستثمرين القطريين تم تشكيل لجنة متخصصة لتيسير إجراءات الاستثمار والتجارة مع الجانب القطري تضم فرق عمل من مختلف الجهات المعنية، بهدف دعم الشركات القطرية وتذليل التحديات وتقديم التيسيرات اللازمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأكد الوزير حرص مصر الدائم على دفع التعاون مع دولة قطر الشقيقة إلى مستوى استراتيجي أعمق يحقق نتائج ملموسة تخدم مصالح الشعبين الشقيقين، متطلعًا إلى أن يكون هذا المنتدى نقطة انطلاق لمسار متجدد من الشراكات المثمرة بين البلدين.
ودعا الوزير في ختام كلمته مجتمع الأعمال من الجانبين إلى الاستفادة القصوى من هذا المنتدى ، مؤكداً أهمية تبادل الخبرات ومناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة، وبناء شراكات حقيقية تسهم في تعظيم العائد الاقتصادي، وتعزز من مكانة البلدين في الأسواق الإقليمية والدولية.