أثار اختراق أجهزة الاتصالات اللاسلكية، لعلامة تجارية لشركة آسيوية ويستخدمها حزب الله، بحثاً مكثفاً عن مسار هذه الأجهزة، ما كشف سوقاً غامضة لأجهزة بتقنيات قديمة قد لا يحصل فيها المشترون على ضمانات تذكر.

وقال محللون ومستشارون، إنه رغم إدارة سلاسل التوريد وقنوات التوزيع للمنتجات الجديدة الأكثر تطوراً بشكل محكم، فالأمر ليس كذلك مع الأجهزة الإلكترونية القديمة الواردة من آسيا، لأن التقليد والمخزونات الفائضة والطبيعة المعقدة لصفقات التعاقد على التصنيع، تجعل تحديد مصدر المنتج مستحيلاً في بعض الأحيان.

وسلطت ردود فعل الشركات التي ارتبطت بالأجهزة المفخخة، التي قتلت 37 شخصاً وأصابت نحو 3 آلاف آخرين في لبنان الأسبوع الماضي، الضوء على صعوبة تحديد طريقة وتوقيت تحويلها إلى أسلحة.

Hack of Hezbollah devices exposes dark corners of Asia supply chains https://t.co/fOuIR4FwqM pic.twitter.com/F87pmJB8tZ

— Reuters (@Reuters) September 20, 2024

واتهمت شركة غولد أبوللو، في تايوان، شركة في أوروبا لها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية، ما دفع المجر، وبلغاريا، والنرويج، ورومانيا إلى التحقيق لمعرفة مناشئ هذه الأجهزة.

وقالت آيكوم اليابانية في بادئ الأمر، إنها لا تستطيع تحديد إذا كانت أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تحمل علامتها أصلية، لأن السوق مليئة بالمنتجات المقلدة. لكنها أصدرت بياناً أمس الجمعة، قالت فيه إن من المرجح بشكل كبير أن الأجهزة اللاسلكية التي انفجرت في لبنان ليست من منتجاتها.

ونقل موقع آيكوم عن وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم، أن "الأجهزة المستوردة من خلال موزع، وأن المنتجات المقلدة التي تحمل رقم الطراز نفسه يستورد من دول أخرى".

وقالت الشركة اليابانية إن "فحص الأجهزة التي انفجرت سيكون ضرورياً، للتأكد من أنها ليست من إنتاجها، ولكن في ضوء المعلومات المتعددة التي كشفت فإن الاحتمالات ضئيلة للغاية لتكون تلك الأجهزة من إنتاجنا".

وقال الخبير والاستشاري في التكنولوجيا المقيم في الصين، ديفيد فينشر:" "إذا اختُرقت سلسلة التوريد لوضع متفجرات داخل الأجهزة.فهذا تخطيط مذهل. غير أن اختراق سلسلة التوريد الحالية ليس صعباً، هو ربما أسهل ما في الأمر".

وأضاف أن المنتجات المقلدة منتشرة بشكل كبير خاصة في مراكز التصنيع الكبرى مثل الصين، حيث يمكن إنتاج مكونات مقلدة بسهولة، مشيراً إلى أن الانتقال من المكونات المقلدة إلى اختراق سلاسل التوريد سهل. وتابع "باعتباري متخصصاً في  التكنولوجيا، أستطيع أن أقول إن وضع متفجرات بكميات قليلة في أجهزة اتصالات لاسلكية ليس صعباً".

وقال مصدر أمني، إن حزب الله حصل على الأجهزة منذ نحو 5 أشهر، وأنه كان يعتقد أنه اشتراها من شركة غولد أبوللو. وأظهرت صور جهاز انفجر أن الأجهزة المحمولة كانت عليها ملصقات عليها علامة شركة آيكوم وعبارة "صنع في اليابان".

واستبعدت الشركتان احتمال تصنيع أي من المكونات القاتلة في مصانعهما على أراضي البلدين. وقال وزير الاقتصاد التايواني كيو جيه-هوي: "مكونات الأجهزة التي انفجرت في لبنان لم تُصنع في تايوان".

وحسب  رسالة لبعثة لبنان لدى الأمم المتحدة، إلى مجلس الأمن الدولي، خلص تحقيق أولي للسلطات اللبنانية إلى أن المتفجرات زُرعت فيها قبل وصولها إلى البلاد.

The lethal hack of Hezbollah's Asian-branded pagers and walkie-talkies has sparked an intense search for the devices' path, revealing a murky market for older technologies where buyers may have few assurances about what they are getting https://t.co/EIqEM5NrN2 1/9 pic.twitter.com/VE1krCSGEs

— Reuters (@Reuters) September 20, 2024 منتجات مقلدة

ولكن في الوقت الحالي، لا معلومات أكيدة، ولم يتضح كيف أو متى فخخت أجهزة البيجر والوكي توكي ليصبح من الممكن تفجيرها عن بعد.

وقال جو سايمون الشريك في شركة خدمات الملكية الفكرية الصينية "إيست آي.بي"، إن جزءاً من المشكلة هو أن العلامات التجارية الأصغر حجماً، لا تميل إلى الاستثمار بشكل كبير في مراقبة المنتجات المقلدة، لأسباب منها التكاليف التي قد تؤثر على ربحيتها.

وأضاف "السلطات لا تمنع التعامل مع المنتجات المقلدة منخفضة التقنية، لكن أصحاب الملكية الفكرية في حاجة إلى المراقبة والتحقيق وتقديم الشكاوى، وهذا لا يحدث دائماً كما مع العلامات التجارية عالية التقنية والأكبر حجماً".

أما شركة آيكوم، فإنها تقول إن إحدى المشاكل أنها توقفت عن تصنيع الطراز "آي.سي-في82" الذي يدور حوله النقاش منذ نحو 10أعوام، وهو الوقت الذي بدأت فيه وضع ملصقات مجسمة للحماية من تقليد المنتجات. وحذرت الشركة مراراً من المنتجات المقلدة، خاصة من طرازاتها القديمة.

ووفقاً لأحدث تقرير متاح من مكتب براءات الاختراع الياباني، أبلغت أكثر من 7% من الشركات في اليابان عن خسائر تجارية بسبب تقليد المنتجات في 2020، مع ارتباط نحو ثلث الحالات بالصين. وحثت آيكوم العملاء على استخدام شبكة الموزعين المعتمدين فقط، للتأكد من شراء منتجات أصلية.

ولكن في الصين، خلص بحث إلى أن عشرات المتاجر تبيع أجهزة اتصال لاسلكية بعلامة آيكوم التجارية، على منصات تجارة إلكترونية مثل علي بابا، وتاوباو، وجيه.دي، وبيندودو، ومن ضمنها طراز "آي.سي-في82".

ومن بين 3 بائعين في الصين لمنتجات علامة آيكوم على علي بابا، لم يدرج أياً منهم موردين رسميين على موقع آيكوم على الإنترنت، وقالت شركتا غوانغتشو ميتكسينغ كوميونيكيشنز إكويبمينت، وشيندونغ بينغشن تكنولوجي، إنهما تبيعان منتجات أصلية، بينما أقرت شركة غوانغتشو يشين تريدينغ كو ببيع "منتجات مقلدة صينية الصنع" بالإضافة إلى المنتجات الأصلية.

وتقول آيكوم إنها تصنع جميع منتجاتها في اليابان. ولم ترد بعد على طلب للتعليق على المنتجات التي تحمل علامتها التجارية  في المواقع الصينية عبر الإنترنت. وأظهر فحص أن الطراز "آي.سي-في82" الذي توقف إنتاجه يباع أيضاً في فيتنام، على منصة التجارة الإلكترونية شوبي ما يشير إلى توفره على نطاق واسع.

أما شركة غولد أبوللو، التي رخصت لشركة بي.إيه.سي في بودابست، بيع منتجاتها فقد تحولت سلسلة التوريد إلى مسار إنتاج غامض تحاول السلطات في دول مختلفة الآن التعرف عليه.

وقال ديجانتا داس، من مركز أدفانست لايف سايكل إنجنيرينغ، بجامعة ميريلاند والذي يدرس الإلكترونيات المقلدة: "الوفرة على نطاق واسع لمعدات التصنيع الرخيصة المستعملة، يعني تزايد قدرة منتجي السلع المقلدة، على ما هو أكثر من مجرد إنتاج أحد المكونات، بل وربما تصنيع منتجات كاملة"، وأضاف "لن أسمي ذلك تقليداً بعد الآن، إنه أشبه بالتصنيع غير القانوني".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تايوان اليابانية الصين تفجيرات البيجر في لبنان تايوان اليابان الصين المنتجات المقلدة فی لبنان

إقرأ أيضاً:

طبيب يكشف الحالات التي يمكن فيها خفض ضغط الدم دون الحاجة إلى أدوية

كشف البروفيسور فيليب كوبيلوف، المتخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية،  أن التحكم في ضغط الدم لا يتطلب دائمًا اللجوء إلى الأدوية، خاصة في الحالات التي لا تتسم بخطورة عالية. وأكد أن العديد من الأشخاص يبالغون في القلق عند ارتفاع ضغط الدم ويظنون أن الحل الوحيد هو العلاج الدوائي، بينما يمكن في بعض الظروف السيطرة عليه من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة.

وأشار إلى أن التقييم الطبي لحالة المريض يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مستوى ضغط الدم وحالته الصحية بشكل عام، بما في ذلك وجود أمراض مزمنة مثل مشاكل القلب أو السكري أو السمنة ولفت إلى أن الرجال قد يكونون أكثر عرضة للمضاعفات الصحية الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، مما يستدعي دراسة كل حالة بعناية لتحديد نوع العلاج المناسب.

 

في حالات ارتفاع ضغط الدم البسيط أو المعتدل، يوصي الأطباء عادة بمحاولة تحسين نمط الحياة كخطوة أولى قبل التفكير في العلاجات الدوائية. كما أوضح أنه بالنسبة للنساء اللواتي لا يعانين من عوامل خطر أخرى مهمة، لا يُفضل اللجوء إلى الأدوية مباشرة إذا كان الارتفاع طفيفًا.

 

وأكد كوبيلوف أن خطوات مثل فقدان الوزن، وزيادة النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين، وتقليل استهلاك الملح تلعب دورًا مهمًا في استقرار ضغط الدم بشكل طبيعي. وأضاف أن هذه التغييرات غالبًا ما تعطي نتائج إيجابية خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. وفي حال عدم التحسن بعد هذه الفترة، يتم النظر في استخدام الأدوية كخيار علاجي.

مقالات مشابهة

  • فصل جسدها ووزعه بالشوارع .. أمن القاهرة يكشف لغز العثور على فتاة عين شمس
  • فرنسا تهدّد بفرض رسوم جمركية على الصين “في الأشهر المقبلة”
  • وزير الخارجية يكشف أسباب فشل اتفاق 2020 بين مصر وإثيوبيا لحل أزمة السد
  • الداخلية تكشف مزاعم شخص بتشاجر أطفال أمام المحال التجارية بمطروح
  • ميتا تستحوذ على شركة ناشئة في مجال أجهزة الذكاء الاصطناعي
  • طبيب يكشف الحالات التي يمكن فيها خفض ضغط الدم دون الحاجة إلى أدوية
  • لينكات «خبيثة».. ضبط تشكيل عصابي تخصص في اختراق حسابات المواطنين بالمنيا
  • فضائح بالجملة| محمد موسى يكشف الجانب المظلم في حياة الهارب محمد ناصر
  • مجموعة “ان ار ار تي سي” تستحوذ على شركة “رايب أورجانيك”
  • أجهزة قياس الغلوكوز المعيبة مرتبطة بوفاة 7 وإصابة أكثر من 700 عالميا: ما نعرفه