أحمد الخير: بيوتنا في المنية مفتوحة لأهلنا النازحين
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
قال عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب أحمد الخير في بيان: "منذ أسبوع، والعدو الإسرائيلي يمارس عدوانا بشعا على لبنان وشعبه، ويتمادى في إجرامه إلى حد ارتكاب المزيد من جرائم الحرب الموصوفة والمجازر الوحشية المدانة بحق المدنيين والأبرياء، من دون أي رادع، كما حصل اليوم في جنوب لبنان والبقاع، وكما يحصل كل يوم، منذ 11 شهرا في قطاع غزة وفلسطين المحتلة".
أضاف: "لقد تسببت الضربات الإسرائيلية، مساء أمس وطوال اليوم، بسقوط مئات الشهداء والجرحى، وبموجات نزوح غير مسبوقة. إذا بات واضحا أن ما نواجهه لم يعد عدوانا على فئة أو منطقة، بل عدوانا على كل اللبنانيين، وعلى كل المناطق، لا يميز بين لبناني وآخر، ولا سبيل لمواجهته إلا بالمزيد من الوحدة والتضامن ووقوفنا كلبنانيين إلى جانب بعضنا البعض في كل المناطق".
وتابع: "إن مصاب أهلنا في الجنوب والبقاع وباقي المناطق هو مصابنا في المنية والجوار، ولا كلام يمكن أن يصف حجم الألم الذي يعتصر قلوبنا، بإزاء ما نشهد عليه من إجرام يحاول قتلهم وقتلنا كلبنانيين، ومن ترهيب يحاول النيل من كراماتهم التي هي من كرامتنا جميعا".
وأردف: "قلوبنا قبل بيوتنا مفتوحة لكل أهلنا من النازحين، كما كل مدارسنا ومعاهدنا ومؤسساتنا الصحية والاجتماعية والإنسانية، وقد تواصلت لهذه الغاية مع قائمقام المنية - الضنية جان الخولي من أجل عقد اجتماع طارئ للبحث في خطة الطوارئ وكل الخطوات الواجب اتخاذها في هذه المرحلة، لاستنفار كل الجهود والإمكانات وتوفير كل مقومات الصمود والبقاء في جهوزية تامة للمساعدة في إيواء النازحين والوقوف إلى جانبهم".
وختم: "حمى الله لبنان وكل اللبنانيين من وحشية هذا العدو وإجرامه الذي لا يعرف حدودا". (الوكالة الوطنية)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مادة تأكل ثاني أكسيد الكربون.. هل نبني بها بيوتنا قريبا؟
لو سألت أي مهندس عمّا يبقي المدن واقفة، فستسمع كلمة واحدة تتكرر، إنها الخرسانة، المادة الأكثر استخدامًا في البناء على الكوكب، لكنها تحمل "فاتورة كربون" ثقيلة؛ إذ ترتبط صناعة الخرسانة والأسمنت بانبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
بل ويقدّر نصيب الخرسانة من انبعاثات هذا الغاز الضارة، بنحو قرابة 8% من الانبعاثات العالمية، وفق ما ورد في تصريحات فريق بحثي بجامعة ووستر بوليتكنك الأميركية.
وأخيرا، قدّم هؤلاء الباحثون مادة إنشائية جديدة اسمها "المادة الإنشائية الإنزيمية"، لا تَعِد فقط بتقليل الانبعاثات، بل تمتص ثاني أكسيد الكربون أثناء التصنيع وتحبسه على هيئة معادن صلبة، وتتماسك خلال ساعات بدلا من أسابيع.
الجوهر الكيميائي للفكرة مستوحى من الطبيعة، فكثير من الكائنات تبني أصدافها بتحويل الكربون الذائب إلى كربونات الكالسيوم (حجر جيري).
استعار فريق جامعة ووستر بوليتكنك المبدأ نفسه، لكن بدلا من النشاط الحيوي يستخدم إنزيما يسرّع تفاعلًا معروفًا في الكيمياء الحيوية، وهو تحويل ثاني أكسيد الكربون المذاب في الماء إلى "بيكربونات" أو "كربونات"، اللبنات التي تُسهِّل تكوين كربونات الكالسيوم كبلّورات صلبة.
الإنزيم المذكور في هذه الحالة هو "أنهيدراز الكربونيك"، وهو إنزيم يعتمد على الزنك ويشتهر بقدرته على تسريع ترطيب ثاني أكسيد الكربون في الماء.
وتُظهر الاختبارات، التي أورد الباحثون نتائجها في دراستهم التي نشرت بدورية "ماتر"، على ملاطّات جيرية أن هذا الإنزيم يمكنه فعلا رفع سرعة تكوّن بلورات من كربونات الكالسيوم وتحسين القوة المبكرة لأن التفاعل يسير أسرع.
إعلانبعد ذلك، يستخدم الفريق تقنية تسمى "المعلّقات الشعرية"، وتتمثل في نظام ثلاثي (سائل-سائل-صلب) تُضاف إليه نُقطة من مادة غير ممتزجة لتكوين جسور شعرية بين الحبيبات، فتتشابك تلقائيا في شبكة قوية تشبه الجل.
وبحسب الدراسة، فإن كل متر مكعب من المادة الإنشائية الإنزيمية يمكن أن يحجز أكثر من 6 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون، في حين أن مترا مكعبا من الخرسانة التقليدية قد يرتبط بانبعاث نحو 330 كيلوغراما من ثاني أكسيد الكربون.
ومن ناحية القوة الميكانيكية، فإن المادة الإنشائية الإنزيمية حققت قوة ضغط في نطاق 25-28 ميغاباسكال، أي قريبة من الحد الأدنى لبعض خرسانات الاستخدام الإنشائي، مع امكانية مقاومة الماء.
تحديات ليست سهلةهذه الأرقام واعدة، لكنها لا تُغلق النقاش، فالفرق بين "نموذج واعد" و"مادة تدخل كود البناء" يمر باختبارات طويلة للعمر التشغيلي، والتشققات، والدورات الحرارية، والتآكل الكيميائي، وسلوك المادة تحت أحمال متكررة، وهي خطوات عادة ما تكون أطول بكثير، وتطلب المزيد من البحث العلمي.
كما أن التحدي ليس علميًا فقط، بل اقتصادي وتنظيمي أيضا، فما تكلفة الإنزيم؟ وما مدى استقراره في خطوط إنتاج كبيرة؟ وكيف سيندمج في أكواد البناء الحالية؟ يتطلب ذلك أيضا المزيد من البحث.
لكن في النهاية، فإن البحث العلمي في هذا النطاق يسرّع الخطى، لحل واحدة من أكبر مشكلات الكوكب كله، وهي نفث ثاني أكسيد الكربون، والذي يتسبب في الاحتباس الحراري، بما له من أثر ضارب في العالم.