علماء يحلون لغز أصوات غامضة في أعماق البحار بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
في تطور علمي بارز، اكتشف باحثون مصدر الأصوات الغامضة المعروفة بأصوات "البيوتوانغ"، التي سفن الخيال العلمي.
وكانت الأصوات تأتي من "خندق ماريانا" أعمق نقطة في الأرض في غرب المحيط الهادي إلى الشرق من جزر ماريانا الشمالية.
ويقول العلماء إنها أصوات حيتان، وتستخدمها في الغالب لتحديد مواقعها، مثل لعبة "ماركو بولو"، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ"
وكان الباحثون يشتبهون في أن هذه الأصوات هي أصوات الحيتان منذ عام 2016، لكنهم لم يتمكنوا من مطابقة هذه الأصوات حتى الآن.
وفيما يتعلق بهذه الأصوات البيولوجية، يشير الخبراء إلى أنها صرخات ميكانيكية، وتبدو معظم هذه الأصوات مثل الأصوات التي تصدرها المركبات الفضائية في ستار تريك، وتقترن بأصوات أعمق وأكثر خشونة.
واكتشفت جامعة ولاية أوريغون هذه الأصوات لأول مرة أثناء إجراء مسح حول خندق ماريانا، واستعانوا بطائرة شراعية بحرية ذاتية التشغيل، يمكنها الغوص حتى عمق 35876 قدمًا.
ويؤكد الباحثون أن حيتان "برايد" هي مصدر أصوات بايوتوانج الغامضة، حيث تم اكتشاف نداء جديد في تسجيلات صوتية مستقلة من أرخبيل ماريانا وتم تسميته بـ "بايوتوانج".
واستعان الباحثون بأدوات الذكاء الاصطناعي، والتي أكدت أن حيتان برايد هي مصدر هذه الأصوات المميزة، وذلك بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي غربلت أكثر من 200.000 ساعة من التسجيلات الصوتية التي تحتوي على أصوات مختلفة من المحيط.
ويمكن تقسيم أصوات بايوتوانج إلى جزأين متميزين، الأول هو صوت منخفض ومتذمر يتردد صداه بعمق شديد، و من ناحية أخرى، الجزء الثاني هو صوت معدني عالي النبرة.
وتم العثور على أصوات الحيتان الحيوية فقط في مجموعات مختارة من الحيتان، ربما موسمية وأبرزت الدراسة أيضًا أنه لا يمكن سماع هذه الأصوات إلا في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ، و على الرغم من ذلك، فإن حيتان برايد تجوب منطقة أوسع بكثير، وهذا يشير إلى أن نسبة معينة فقط من الحيتان ستصدر الضوضاء، ونظراً للطبيعة المراوغة وفق العلماء لحيتان برايد، تصعب دراسية هذه الأصوات، ولازال العلماء يبحثون في فك اللغز الباقي حيال أنظمة التواصل الغنية والمتنوعة لهذه العمالقة البحرية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي هذه الأصوات
إقرأ أيضاً:
الأنثروبوتس.. خلايا بشرية تصنع روبوتا حيا لا يشبه الإنسان
تعودت مجموعة من العازفين المخضرمين على عزف لحن معين لسنوات في أحد المسارح تحت قيادة قائد الأوركسترا، لكن عندما عزفوا في مسرح مختلف، ومن دون قائد أوركسترا، بدؤوا يعزفون لحنا مختلفا، لم يتدربوا عليه من قبل، لكنه كان مخزونا في ذاكرتهم القديمة.
هذا السيناريو التخيلي هو بالضبط ما حدث عندما قرر باحثون من جامعة تافتس الأميركية منح خلايا بشرية فرصة "إعادة اكتشاف نفسها" في بيئة جديدة، فكانت النتيجة مدهشة، وهي ميلاد كيانات أو كائنات مجهرية أطلقوا على الواحد منها اسم "أنثروبوت"، وهو الإنجاز الذي كشفت جيزيم غوموسكايا من مركز ألين للاكتشافات بجامعة تافتس والباحثة الرئيسية بالدراسة، عن تفاصيله في تصريحات خاصة للجزيرة نت.
وينشأ كل إنسان من خلية واحدة، تنقسم وتتشكل وتتنوع في الوظائف، لتبني الأنسجة والأعضاء والأطراف، وأعاد هذا المخطط نفسه مليارات المرات عبر الأجيال وبتكرار شبه مثالي، لمدة تزيد على 300 ألف عام.
وعمل الباحثون بجامعة تافتس في دراسات سابقة على فهم "شفرة البناء" التي تجعل الخلايا الفردية تخلق شكل هذا الجسم البشري، وذلك في سعيهم لدفع حدود الطب التجديدي، لكنهم في الدراسة الجديدة المنشورة بدورية "أدفانسد ساينس"، ذهبوا إلى أبعد من ذلك، وهو استخدام الخلايا البشرية لصنع ما يشبه كائنات بأشكال وقدرات غير مألوفة، وكل ذلك دون تعديل جيني.
كلمة "أنثروبوت" هي مزيج من كلمات تعني "إنساني" و"روبوتي"، بمعنى أن الخلايا البشرية، مع وضعها في بيئة مختلفة تماما، بدت كأنها كائنات مختلفة اتخذت برمجة مغايرة عن برنامجها المعتاد.
وللوصول إلى هذه الكائنات المجهرية الفريدة من نوعها، يكشف بيان صحفي صادر عن الجامعة، كيف قام الباحثون باختيار خلايا بشرية بالغة مأخوذة من القصبة الهوائية (الخلايا المهدبة المسؤولة عن تنظيف المجاري التنفسية)، وبدلا من زرع الخلايا على طبق نمو تقليدي، تم توفير بيئة ثلاثية الأبعاد تُشجع الخلايا على التجميع بطريقة غير معتادة، دون إجبارها على شكل معين، وراقب الفريق كيف بدأت الخلايا تتجمع تلقائيا لتشكل كائنات مجهرية.
إعلانووجد الباحثون أن بعض هذه الكائنات المجهرية كانت كروية الشكل، وبعضها ممدود، وبعضها مغطى بأهداب جعلتها تتحرك كأنها تسبح، والبعض الآخر أظهرت قدرة على التئام الجروح إذا تم شقها، وبدا الأمر كما لو أن الباحثين منحوا الخلايا الحرية لأول مرة، فبدأت تُعيد اكتشاف قدراتها.
وعند تحليل الخلايا داخل مجموعات "الأنثروبوتس"، اكتشف الباحثون أنها أعادت تنشيط أكثر من 9 آلاف جين، بما في ذلك، جينات قديمة جدا ومشتركة مع كائنات وحيدة الخلية، وجينات جنينية مرتبطة بتكوين الطبقات الجنينية والتناسق.
وتقول جيزيم غوموسكايا الباحثة الرئيسية بالدراسة للجزيرة نت: "لم يعتمد الأمر على التلاعب بالجينات، بل على إعادة ترتيب الخلايا نفسها، فعندما تم أخذ خلايا من القصبة الهوائية للإنسان وفصلها ثم السماح لها بإعادة بناء نفسها في شكل جديد، بدأت تلك الخلايا في تنشيط أكثر من 9 آلاف جين، كثير منها كان خاملاً في حالتها الأصلية".
وتضيف: "نعتقد أن هذا التحول ناتج عن تغيرات في طريقة تفاعل الخلايا مع بعضها البعض، بالإضافة إلى التغير في شكلها والبيئة المحيطة بها، وهي ظروف تذكرنا بما يحدث أثناء التئام الجروح أو في مراحل التطور الجنيني المبكر".
وترجح أن هذه الآلية يمكن تعميمها على أنواع أخرى من الخلايا، ما دام المبدأ هو أن "الشكل والسياق يؤثران في سلوك الجينات".
اللافت أكثر، أن الباحثين قاسوا "العمر البيولوجي" للخلايا، وهو ما يُعرف بالبصمة الوراثية ووجدوا أن الخلايا التي أتت من شاب عمره 21 عاما، كانت تُعادل 25 عاما من حيث العمر البيولوجي، لكن بعد تحولها إلى "أنثروبوت"، انخفض عمرها إلى 18.7 سنة فقط.
وتقول غوموسكايا "يبدو أن إعادة تنظيم الخلايا في شكل جديد، يخلق ظروفا توهمها بأنها تبدأ من الصفر، فتبدأ آليات تجديد الشباب بالعمل من تلقاء نفسها، وهذا يعني أن مجرد تغيير الشكل والتنظيم قد يعيد عقارب الساعة البيولوجية للخلف".
ولم يكتف الباحثون بذلك، بل رصدوا السلوك والوظائف لكائنات الأنثروبوتس، وسجلوا قدرتها على الحركة الذاتية، والتئام الجروح، والتنظيم الداخلي المستقل.
ويرجح الباحثون أن العودة البيولوجية للوراء ناتجة عن إشارات ميكانيكية وتواصل بين الخلايا يجعلها تشعر كأنها في بداية جديدة، فيبدأ برنامج "تجديد الخلية" بالعمل تلقائيا، دون أي تدخل خارجي.
ولاحظ الباحثون أن الأنثروبوتس تتصرف بطريقة مختلفة حسب شكلها الخارجي، حيث أظهرت الكائنات الكروية سلوكا حركيا يختلف عن الأنواع الممدودة.
وتقول: "هذا يشير إلى أن البنية ثلاثية الأبعاد بحد ذاتها، حتى دون تغييرات جينية، يمكن أن تُطلق سلوكيات جديدة مثل الحركة والشفاء الذاتي، مما يؤكد أن "الشكل له سلطة على الجينات".
نحو تطبيقات واعدةورغم أن هذه الكائنات لا تزال في بيئات مختبرية، فإن الفريق البحثي يرى آفاقا علاجية في المستقبل.
وتوضح غوموسكايا: "ما يميز كائنات الأنثروبوتس هو أنها مصنوعة من خلايا الشخص نفسه، دون مواد غريبة، لذا من المحتمل أن تكون آمنة مناعيا، ونطمح لاستخدامها مستقبلاً كروبوتات حية تقوم بتوصيل الأدوية، إصلاح الأعصاب، أو تنظيف الأنسجة من الخلايا الميتة".
إعلانولا ينوي الفريق التوقف عند هذه المرحلة، وتختم الباحثة: "نخطط لاختبار خلايا جديدة مثل خلايا العضلات والجلد والدم، كما سنقوم بتجربة الأنثروبوتس في بيئات ثلاثية الأبعاد وداخل كائنات حية، لنرى مدى قدرتها على العمل والتفاعل بفعالية".