سودانايل:
2025-05-25@17:04:35 GMT

صراع الإستراتيجيات يصرع الدعم السريع

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

أن الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع ضد المواطنين بانتهاك حرمات منازلهم و الاستيلاء عليها و حالات التهجير و التطهير العرقي في دارفور و عمليات السرقة و النهب و الاغتصابات، جميعها جعلت هناك حالة من الغضب الشعبي الشديد ضد ميليشيا الدعم، و هذه الأفعال غير الانسانية و الممارسات السيئة السمعة أدت إلي إدانتها من قبل العديد من الدول الغربية و أمريكا و المنظمات الدولية.

لكن الجانب الأكثر خطورة، و دخل في المعادلة هو الانقلاب الذي حدث في النيجر و أطاح بالرئيس محمد بازوم الذي يعد حليفيا قويا لفرنسا في غرب أفريقيا بعد ما تمردت على الوجود الفرنسي في أفريقيا دولتي (بوركينافاسو و مالي ) اللتان أعلنتا ولاءهما لروسيا، و انقلاب النيجر الرافض للوجود الفرنسي فيها يعد تحول جديدا، إلي خروج أغلبية الشعب تؤيد الانقلاب، حيث رفعوا شعارات تأييد لروسيا، الانقلاب سوف ينقل الصراع في تلك المنطقة إلي صراع إستراتيجي عالمي، تعلن فيه شعوب بعض الدول رفضها للوجود الغربي و قبولها بعلاقات وطيدة مع موسكو.
جاء في ( أونلاين عربي) في تناولها لانقلاب النيجر "برز النفوذ الروسي المتصاعد في القارة الأفريقية، والمتمثل في معظم نواحيه بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية على أنها عنصر يزيد من النفوذ الروسي في أفريقيا، وسط إقبال متزايد من بعض الدول الإفريقية التي ترزح تحت وطأة مشاكل أمنية عميقة مثل الإرهاب والصراعات الداخلية والانقلابات، على عروض المجموعة الروسية لضمان الاستقرار في مقابل التنازلات الاقتصادية،" في السودان المتهم الأول لميليشيا الدعم هي ( فاغنر الروسية) التي لها علاقة و طيدة مع الميليشيا حيث تقود عمل التدريب على القتال، و مدها بالسلاح، و المشاركة في التنقيب عن الذهب. و أيضا التدخل الأماراتي بحيثيات أهداف عسكرية و أخرى اقتصادية، فدولة الأمارات تعتبر الداعم الأكبر للميليشيا. و أن كان تدخل الأمارات في الحرب الدائرة في السودان معلوم لكل الغرب و الولايات المتحدة إلا أنهم غضوا الطرف عنه تماما، و لكنهم لم يغضوا الطرف عن التواجد الفاعل ل ( فاغنر) في المنطقة، خاصة بعد حرب أوكرانيا، و مؤتمر الدول ألفريقية مع روسيا في بطرسبرغ، و الذي أعلنت فيه عدد من الدول انحيازها لموسكو، ثم عاضد ذلك انقلاب النيجر. الذي يؤكد أن الانقلاب لا يعني تصرفا فرديا من قبل مجموعة عسكرية أنما توجه أفريقي بدأ يتخلق لرفض التواجد الغربي في المنطقة، الأمر الذي يجعل التنافس يحتد على السودان بسبب موقعه الإستراتيجي الرابط بين شرق أفريقيا و غربها. و الذي لن يكون في صالح الميليشيا و الذين يؤيدونها علنا و في الخفاء.
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي عقدت يوم 9/ أغسطس 2023م أكد المندوبان الروسي و الصيني بوجوب التزام الجميع بعدم التدخل في الشأن السوداني، و باعتباره شأنا داخليا، الأمر الذي جعل السودان يعلن أن وفد الجيش لن يعود إلي طاولة المفاوضات إلا إذا خرجت الميليشيا من جميع منازل المواطنين، و جميع الدور الحكومية للخدمات و المستشفيات. الأمر الذي سوف يجعل قرار وقف الحرب فقط عند الجيش السوداني. أن الصراع الإستراتيجي هو صراع لا يخرج من دائرة الاستقطاب، و الاستقطاب أن تقدم ضمانات للدول، و لن تكون هناك مفاضلة بين قوتين عسكريتين في السودان، انما هي قوى واحدة الجيش، خاصة أن أغلبية الشعب السوداني تقف مع الجيش. و الغرب سوف ينظر للحرب في السودان من خلال النظرة التنافسية الإستراتيجية في أفريقيا بعد انقلاب النيجر الموالي لموسكو. كتب ستيفن بلانك الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في موقع ( هيل ) الأمريكي، "أن الانقلاب الأخير في النيجر يساعد في توضيح العديد من القضايا في السياسة العالمية بعض هذه القضايا، منها أن حرب روسيا في أوكرانيا أدت إلى حدوث تحولات سياسية عالمية، من بينها الأهمية المتزايدة لجنوب الكرة الأرضية. وتؤكد القمة الروسية الأفريقية الثانية التي عقدها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مؤخرا في سانت بطرسبرغ اعترافه بهذه الحقيقة وموضوعيتها." أن انقلاب النيجر قد أوجد أجندة جديدة في المنطقة، لابد أن تنظر لها الدول الغربية بنظرة جادة بعيدا عن سياسة العقوبات التي درجت عليها. و هذا ما أشار إليه بلانك "بأنه من الواضح أن الغرب، على الرغم من قوته الكلية المتفوقة في جميع الأبعاد، لا يزال يفتقر إلى أي فكرة عن كيفية تنسيقها لصالح إستراتيجية شامل" الآن نجد روسيا قد فتحت العديد من الملفات مع الغرب في أوكرانيا و أفريقيا و الآن تواجد ( فاغنر) في الحدود البولندية ألمر الذي يقلق الغرب، و ينظر للحرب الدائرة في السودان من خلال منظور إستراتيجي.
أن موسكو استطاعت أن تحدث تشويشا في المخيلة الغربية، و هي بالضرورة تساعد السودان للتخلص من ميليشيا الدعم السريع و ليس بأيدي موسكو و لكنس سوف يكون بأيادي الغرب؛ و لكي يكسب السودان لابد أن يعجل بمحاصرة حركة الميليشيا في الخارج و منع دعمها من قبل عدد من دول المنطقة، و وقف الدعم اللوجستى و التشوين لها، و بدأت الميليشيا تفقد مواقعها الإعلامية في عدد من الوسائط. و كل ذلك جاء بسبب رفض وجود الغرب في عدد من دول غرب إفريقيا. و في (الاندبندت العربية) يفسر محفوظ السالك المتخصص في دول الساحل " أن اهتمام مالي بالنيجر بحاجة موسكو إلى إقامة علاقة مع الأخيرة لزيادة حلفائها في المنطقة، وتريد روسيا أن يكون حاكم باماكو الجديد غويتا عراب تغلغلها في المنطقة، وقد يكون نجاح عسكريي مالي في مد الجسور مع نظرائهم النيجريين وراء التخلص من محمد بازوم وتحقيق اختراق روسي جديد في المنطقة." أن التغييرات الإستراتيجية في منطقة غرب و وسط أفريقيا سوف ينظر إليها الغرب بجدية، و سوف تبدأ من الحرب الدائرة الآن في السودان، و خاصة الأنتهاء من العمل العسكري غير المنضبط. و دعم فكرة أن يكون هناك جيشا سودانيا واحدا. إلي جانب استثمار الثروة السودانية بما يعزز عملية التنمية و رفع مستوى المعيشة و الاستقرار السياسي و الاجتماعي، بعيدا عن الأجندة الخارجية التي تحاول أن تفرض لاعبين بعينهم. نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: انقلاب النیجر فی السودان فی المنطقة عدد من

إقرأ أيضاً:

خارجية جنوب أفريقيا توضح حقيقة إبادة البيض التي تحدث عنها ترامب

علّق وزير خارجية جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، على مقطع الفيديو الذي عرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والذي زعم أنه يظهر "إبادة جماعية" للبيض في البلاد، ما أثار جدلا واسعا.

زتم توجيه سؤال للوزير حول صحة الصور التي عرضها ترامب في فيديو طريق الصلبان البيضاء، والتي ادعى أنها تمثل عشرات المزارعين البيض الذين دفنوا تحت صلبان بيضاء كبيرة، من قبل مراسلة شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

???? JUST SHOWN IN THE OVAL OFFICE: Proof of Persecution in South Africa. pic.twitter.com/rER1l8sqAU — The White House (@WhiteHouse) May 21, 2025
 وأوضحت المراسلة أن التحقيقات أثبتت أن المقطع في الواقع يصور احتجاجًا على بعض عمليات القتل، وأن هذه العلامات استُخدمت للاحتجاج.


رد الوزير لامولا مؤكداً صحة هذا التوضيح، وقال: "نعم هذا صحيح"، مضيفا أن هذا الاحتجاج جرى قبل نحو سبع سنوات، مرتبطاً بهجمات على المزارعين. 

وأشار إلى حادثة مأساوية حدثت تقريبًا بعد يومين من دفن أحد عمال المزارع حيًا داخل نعش، مما أثار مشاعر قوية في المجتمع الجنوب أفريقي.

وأكد الوزير أن هناك تحديات حقيقية تتعلق بهجمات المزارعين، بالإضافة إلى تحديات أخرى مرتبطة بالجريمة بشكل عام، التي تؤثر بشكل غير متناسب على جميع السكان في جنوب أفريقيا. 

???? JUST SHOWN IN THE OVAL OFFICE: Proof of Persecution in South Africa. pic.twitter.com/rER1l8sqAU — The White House (@WhiteHouse) May 21, 2025
وشدد على أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة هذه المشكلات، وأن أي شراكة لدعم هذه الجهود ستكون موضع ترحيب.

وأشار لامولا إلى أن الهدف الأساسي من اللقاء مع الجانب الأمريكي كان إعادة ضبط العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحًا أن أي تصعيد أو تدهور إضافي كان من شأنه أن يؤثر سلبًا على هذه العملية الاستراتيجية.


وأضاف أن التواصل بين الجانبين استمر، وأن اللقاء انتهى بشكل إيجابي، حيث وصف الغداء الذي جمع المسؤولين بأنه كان مثمراً وإيجابياً للغاية. وأكد أنه تم وضع قواعد مشتركة لاستئناف التعاون، بما في ذلك تبني رسالة إيجابية حول العلاقات الثنائية.

وختم الوزير بالإشارة إلى مشاركة الولايات المتحدة في مجموعة العشرين، مؤكداً أن الرئيس ترامب لا يزال موضع ترحيب لحضور قمة القادة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

والخميس، قال ترامب إنه لا يتوقع أي شيء بشأن الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكابها "إبادة جماعية" في قطاع غزة.

وفي معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين: "ماذا تتوقعون بشأن محكمة العدل الدولية؟ هل تتوقعون أن تتخلى جنوب أفريقيا عن هذه القضية؟" أوضح ترامب: "بصراحة، لا أتوقع شيئا".

وأضاف الرئيس الأمريكي: "حقًا لا أتوقع. سنرى ما سيحدث. سيُتخذ قرار، ومن يدري ما يعنيه هذا القرار؟".

مقالات مشابهة

  • هل استيقظ ضمير الغرب بعد استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني؟
  • الجيش السوداني يستولي على منظومة تشويش وأجهزة تقنية في رئاسة الدعم السريع بمنطقة صالحة – فيديو
  • شاهد بالصورة والفيديو.. حاصروه وقتلوه بــ 18 رصاصة في جسده.. الكشف عن مقبرة الشهيد المجهول الذي قام بعملية انتحارية بتفجيره 10 سيارات محملة بجنود للدعم السريع بشرق النيل
  • تصنيف الدول الأكثر خطورة في أفريقيا للعام 2025 (إنفوغراف)
  • الجيش السوداني يتوعد بـطرد الدعم السريع من كردفان ودارفور
  • اسلحة كيميائية ضد الدعم السريع
  • خارجية جنوب أفريقيا توضح حقيقة إبادة البيض التي تحدث عنها ترامب
  • الجيش السوداني يسيطر على الدبيبات ومهلة لخروج الدعم السريع من الفاشر
  • وهل يعود “قطار الغرب” التائه في الأرجاء؟!
  • أعلن انتهاء المعركة ضد الجيش.. هل يتجه الدعم السريع لتأسيس دولة جديدة؟