الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة وصف ما يحدث فى أسوان من إصابات تقترب من 500 مواطن أسوانى نتيجة الإصابة ببكتيريا ايكولاى أو الإشريكية القولونية وأنها الوحيدة وراء النزلات المعوية بأسوان، نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى فى الأماكن والمناطق التى ظهرت فيها حالات الإصابة مع سهولة علاجها، وتلك البكتيريا متواجدة بكثرة فى أمعاء الإنسان بشكل طبيعى دون أن تسبب أى أعراض أو مشاكل صحية، إلا أنه إذا تحولت هذه الأنواع إلى سلالات تحمل جينات تمكنها من اختراق الخلايا أو تدميرها أو إفراز السموم داخل الجسم فإن المشاكل الصحية تبدأ بالظهور.
بشكل عام تعد سببًا مهمًا لأنواع عديدة من الأمراض مثل كالتهاب المرارة وتسمم الدموالتهاب البول والتهاب غشاء السحايا عند الأطفال حديثى الولادة وكذلك التهاب الرئة وفى الحالات الشديدة تكون مصحوبة بقىء اسهال.
هذا هو الرأى الطبى والصحى والرسمى الذى خرجت به وزارة الصحة ولكن مع كل هذا ما زالت بين المواطنين علامات التعجب، وهنا تظهر التخمينات والتوقعات التى من شأنها نسف الرواية وهى رواية خيالية اقرب منها إلى الأحلام بأنها حرب بيولوجية تواجهها مصر من قبل إثيوبيا وان الطرف الاثيوبى قام بإلقاء مواد سامة فى منابع نهر النيل.. وهى رواية غير منطقية بالمرة فكيف يفعل ذلك وهو يعلم أن شعبه هو أيضا يشرب من هذا النهر وحتى وان فعل هل أمن بفعلته هذه رد الفعل المصرى السودانى والدول المتضررة ليفتح على نفسه حربا لا يأمن عواقبها.. للأسف خيال البعض دائمًا ما يسير نحو المؤامرة ربما تعود المواطن منذ الماضى على عدم إخباره بالحقيقة تحت عنوان الأمن القومى رغم أن الدولة فى عام ٢٠٢٠، وأزمة وباء كورونا كانت تتعامل مع مواطنيها بمنتهى الشفافية والأرقام دون اخفاء أو تخفيف مهما كانت الحقيقة مرعبة وشاقة.
والسؤال للمواطن المشكك فى أى رواية حكومية هل كان محافظ أسوان يلقى بنفسه إلى التهلكة من أجل الكذب والتدليس فيشرب من صنبور المياه وهو يعلم أنها غير آمنة.. لقد وصل الأمر فى مصر إلى ارسال رسائل الواتس وانتشارها تحذر من شرب المياه وان الماء فيه سم قاتل.. وهل تعيش الدولة فى سلام دون تحرك أو تحذير إذا كان بالفعل هناك سم فى الماء.. بالفعل الدولة ربما تتعامل مع أشياء كثيرة بعدم الشفافية والمصارحة ولكن هذا الأمر كان فى الأنظمة السابقة التى انتشر فيها الفساد وتسبب هذا الفساد فى قيام الساعة ثورة أزاحت النظام حيث كان من المستحيل أن يصف النظام الوضع الحقيقى لانه هو سبب تلك الكوارث، وجاءت ثورة يناير للقضاء على الفساد فسجن من سجن وهرب من هرب بعد أن تسببوا فى تجريد الدولة من خيراتها.. الأمر بالفعل يحتاج المزيد من التأكد والتبين وعدم السير وراء الشائعات وقذائف المرجفين وجاءت الشائعات الأخرى التى تتهم أشقاءنا السودانيين بأنهم هم السبب فى انتشار المرض، وكانت حدود الدولة مرتعًا وليس هناك ما يسمى بنظام الفحص الطبى للقادمين من الخارج وهو نظام ليس معمولا به فى مصر فقط بل فى دول العالم وأن الإقامة فى مصر تحتاج التأكد من طالب الإقامة أنه لا يحمل الأمراض المعدية.
وربما تأتى أسوأ السيناريوهات والشائعات وهو إصابة مصر بالكوليرا.. أعتقد أنه من أخطر التوقعات وأكثرها تأثيرًا وان الدولة لو علمت بهذا ما كانت ننتظر مطلقًا دقيقة لإخبار مواطنيها وتكوين مناطق عزل ومستشفيات عزل.
عزيزى المواطن تأكد أن مصر محروسة من الله العلى ان إخفاء الحقيقة من قبل الحكومة ليس فى صالحها فلماذا تقلق والأمر كما وصفته وزارة الصحة بكتيريا تسبب نزلة معوية..
تأكد أن سلاح الخوف أو التخويف قاتل لأى تقدم وأن التشاؤم فى الاسلام مرفوض، فالكون يسير بمقدار ولن يزيدك السير وراء الشائعات الا مزيدا من الضغط النفسى والتوقف عن استكمال الحياة بما هو خلقنا من أجله وتعمير الأرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صكوك خالد حسن الدكتور خالد عبدالغفار سلالات
إقرأ أيضاً:
الحلقة رقم (٥) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
●الحلقة رقم (٥) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة ..
● فى هذا التسجيل أشرت الى أن هنالك عدد من الإخوة الضباط الذين تواصلوا مع زملائهم الذين إنضموا لمليشيا الدعم السريع ومحاولة إعادتهم أو على الأقل تحييدهم ، وذكرت منهم على سبيل المثال وليس الحصر ، أخونا الدكتور عبد الرحمن مسلم الدفعة ٤٠ الذي تواصل مع دفعته اللواء الركن دكتور متمرد النور حامد مراهد (من أبناء قبيلة الحوازمة)..
● أجبت على سؤال مهدي كبة عن الأسباب الحقيقية ودوافع حركتنا التصحيحية في ٢١سبتمبر ٢٠٢١م ، مع أنه ومن خلال نقاشنا ثبت له بصورة غير مباشرة الدواعي والأسباب التى دعتنا للقيام بهذه الحركة التصحيحية وكلها متعلقة بالدعم السريع ومدى خطورته على الدولة السودانية ..
●أشرت الى أن المجموعة التى قدمت للمحاكمة العسكرية وما زالت هذه المحاكمة مستمرة للأسف الشديد ، قد قدمت عدد من الشهداء ، وإن كان هنالك من رفض مشاركتها في القتال الى جانب إخوتهم في القوات المسلحة وتحديداً في معارك المدرعات ومنطقة وادي سيدنا العسكرية (كرري) وهنا لابد أن أشير الى أن العقيد الركن زكي عبد الله(من ضمن أفراد المجموعة) ومعه دفعته العقيد الركن معتصم يوسف(الآن بالقاهرة مستشفياً ، نسأل الله له الشفاء العاجل) هما أول من وصل الى رئاسة محلية كرري وحرراها من دنس هولاء الأوباش ، وكان هذا التحرك بمثابة البداية الحقيقية للعمليات التعرضية التى تلت ذلك حتى تحررت كامل محلية كرري ، ومن ثم فتح الطريق الى منطقة أمدرمان العسكرية حيث سلاح المهندسين ..●بالرغم من هذه التوجيهات العليا التى صدرت بعدم مشاركة مجموعة بكراوي (هكذا يسموننا ) في حرب الكرامة الوجودية ، إلا أن ذلك لم يثننا في المضي قدماً والدفاع عن الأرض والعرض ، وهذه حقائق سنذكرها لاحقاً إن مد الله في الآجال ..
●نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل جميع الشهداء ويشفي الجرحى ويفك أسر المأسورين ..
عبد الباقي الحسن بكراوي