حتى المجازر تحولت إلى جزء من الهوية الفلسطينية.. مخيم تل الزعتر نموذجا
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
يمكننا أن نزعم أن مجزرة تل الزعتر هي أول وأكبر مجزرة ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني، ونُفذت بأيدٍ عربية..ويمكننا أن نزعم أيضاً أنه لم يسبقه أي حدث حظي بكثافة التفاعل الفني والثقافي، في مجتمع ثقافي يساري ناهض في تلك الفترة.
واليوم في 12 آب / أغسطس 2023، وبعد 47 عاماً على المجزرة، ما زال هناك من يسأل ويستفسر عن بعض البديهيات من حكاية استشهاد مخيم الصمود، وعاصمة الفقراء ـ كما سماه مظفر النواب ـ رغم شهرته وانتشار تفاصيله.
قد لا يعلم البعض أن هناك أكثر من 12 كتاباً عن هذا المخيم المنكوب المنسي الذي مازال يحتضن جثامين أبنائه الشهداء تحت أنقاضه.
فيما يلي جمعنا ما لدينا من كتب عن المخيم، لنضعها بين يديكم، لمزيد من الاطلاع على قصة مخيمنا الذي خرجنا منه تحت وابل الرصاص ووسط آلاف المجازر والضحايا.
تشكلت الكتب الأولى عن المخيم والمجزرة على أمرين:
1 ـ وقائع الحصار
2 ـ شهادات الناجين
وبعضها زاد في المنهجية قوائم الشهداء والجرحى.. التي كانت ما تزال بدائية.. وقد صدرت هذه الكتب في السنة الأولى بعد سقوط المخيم. وهو ما كان يبدو توجُّهاً عاماً في الإعلام الموحد لمنظمة التحرير، كي يتناول كل كتاب الجانب الذي يهم الكاتب، كالشعر والكتابة والرسم والأغاني والتقارير وغيرها. في المرحلة الثانية، تناولت الكتب الوقائع والبيئة السياسية والرُّؤى والآراء والتحليلات.
نأتي إلى الكتب المبكّرة:
1 ـ النهوض مرة أخرى (شهادات واقعية من تل الزعتر):
كان هذا الكتاب من أوائل الكتب المنهجية عن المخيم. ألّفه الكاتب علي حسين خلف، وأصدره الإعلام المركزي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وصدر في بيروت في كانون الثاني (يناير) 1977، أي بعد خمسة شهور من سقوط المخيم.
يقع الكتاب في نحو 250 صفحة، فيه تسعة فصول وملحق للصور. ويتضمن الكتاب تجربة مخيم تل الزعتر، شهادات المقاتلين، شهادات الجرحى، شهادات أمهات الشهداء، شهادات عامة، شهادات الصحفيين العرب والأجانب، جداول الشهداء، غيرها من الفصول في الكتاب.
2 ـ تل الزعتر: الرمز والأسطورة
عندما سقط المخيم، وخرج المقاتلون، كان بينهم المناضل عدنان عقلة أو أبو أحمد الزعتر، وهو الذي كتب عنه محمود درويش "أنا أحمد العربي". خرج وقد احتفظ في ذاكرته وأوراقه ما استطاع، وأعدّ كتابه "تل الزعتر.. الرمز الأسطورة.
قدَّم للكتاب القائد جورج حبش، وأصدرته اللجنة السياسية الإعلامية المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وصدر بعد سنة من سقوط المخيم، أي في 12 آب (أغسطس) 1977 في بيروت.
يقع الكتاب في 284 صفحة، ويضم المقدمة والفصل الأول عن الوضع الديمغرافي والجغرافي لمخيم تل الزعتر. والفصل الثاني عن حرب تل الزعتر ومعركة حرش ثابت ويوميات الحصار والصمود. أما الفصل الثالث فيتضمن أسماء شهداء الجبهة الشعبية في المخيم. ويتوسع الفصل الرابع بأسماء شهداء منظمة التحرير والحركة الوطنية.
أما الفصل الخامس فهو عن التضامن الأممي ومذكرات إحدى المناضلات الأمميات في الدفاع عن المخيم.
3 ـ طريق تل الزعتر
هو كتاب إنساني منوّع، يقع في 120 صفحة، ألّفه هاني مندس، وأصدره مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت عام 1977 (من دون تحديد الشهر)، كتب مقدمته الشاعر محمود درويش، واعتمد على مقاطع وفلاشات وصور ورسوم لأطفال الذين المخيم عبّروا فيها عن المجزرة.
يتحدث الكتاب عن مشاهد اشتهرت في الحصار من خلال اقتباسات وشهادات من أهل المخيم ومقاتليه، بعناوين، مثل: الجفاف، أيام العدس، الماء الأحمر (حنفية الماء)، الجحيم، الموت في رعاية الصليب الأحمر، وغيرها من الفصول..
4 ـ تل الزعتر: الشهيد والشاهد
كتاب من إعداد نساء تل الزعتر، بدأنَ بجمع شهاداتِهنّ وتجربتهنّ بدعمٍ من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وصدر الكتاب عن اللجنة التنفيذية والشؤون الثقافية في الاتحاد في نيسان (أبريل) 1977 في بيروت.
صدر الكتاب في 183 صفحة، ويتضمن شهادات حية لنساء المخيم، في مقدمتها شهادة والدة كاتب هذه السطور، مع ملحق الأهازيج الفلسطينية الخاصة بتل الزعتر، بالإضافة إلى ملحق للصور من مراحل الحصار والتهجير.
5 ـ يوميات طبيب في تل الزعتر
كان في مخيم تل الزعتر طبيبان فلسطينيان، هما يوسف عراقي وعبد العزيز اللبدي.. أصدر كل منهما كتاباً. وقد استطاع الدكتور يوسف عراقي إصدار كتابه في عام 1977، وفيه يومياته كطبيب في 126 صفحة.
تناول فيها يومياته في ترتيب وإدارة العمل الإسعافي في المخيم، وسلط الضوء في تدهور الوضع الطبي والإنساني في الحصار. وأرفق الكتاب مع لوحات للفنان الفلسطيني توفيق عبد العال.
وقد أصدر الدكتور يوسف عراقي نسخة مُحدَّثة في فلسطين عام 2016.
6 ـ يا وَحدَنا.. أوراق تل الزعتر
هذا الكتاب الذي ألَّفه الدكتور عبد العزيز اللبدي، صدر عن الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية في 163 صفحة. روى فيها اللبدي مذكراته الشخصية المندمجة بالتجربة الإسعافية والإنسانية في المخيم.
وتزين الكتاب برسومات خاصة للفنانة التشكيلية تمام الأكحل التي تحدثت في مذكراتها عن رسوم تل الزعتر وكيف أن زوجها الفنان اسماعيل شموط كان "يرسم ويشهق"!.
7 ـ حكايتي مع تل الزعتر
هو أيضاً كتاب للدكتور عبد العزيز اللبدي، الذي أصدرته دار منشورات ضفاف عام 2016 في بيروت في الذكرى الأربعين لسقوط المخيم. وهو قراءة ثانية مُتأنّية وموسَّعة لما جرى، فيه جزء من كتاب "يا وحدنا" المذكور أعلاه عن وقائع الحصار.
يقع الكتاب في 348 صفحة، بالإضافة إلى الملاحق والفهارس والصور، ويتحدث فيه أيضاً عن تجربته الشخصية بالعمل الوطني عموماً وتل الزعتر خصوصاً.
8 ـ تل الزعتر.. ذاكرة فلسطينية خالدة
صدر هذا الكتاب عن دار الندى في بيروت للناشط والكاتب حسين فارس عام 2007، في 288 صفحة، ويُعدُّ كتاباً توثيقياً استفاد من ذاكرة المؤلف وذاكرة الأحياء من أهالي تل الزعتر، ومن علاقات المؤلف بالأهالي، ومما توفّر لديه من كتب سابقة ووثائق عن يوميات المخيم. وأرشيف الجرائد والمجلات التي كانت تصدر خلال أحداث حرب السنتين. وقائمة طويلة بأسماء الشهداء مفروزين حسب فصائلهم بالإضافة إلى الشهداء المدنيين.
9 ـ مخيم تل الزعتر.. وقائع الذاكرة المنسية
صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين" عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في الدوحة نهاية العام الماضي، في كانون الأول (ديسمبر) 2022، ويقع في 463 صفحة. بذل فيها الكاتب جهداً بحثياً كبيراً، واطّلاعاً على مصادر نادرة مكتوبة ومرئية، ومقابلات مطولة. فخرج كتاباً أكاديمياً محكّماً.
يقرأ الكتابُ معركة تل الزعتر ضمن بيئتها الإقليمية وأهمية المعركة في الصراع القائم في تلك المدّة. وأثر المعركة الحاسمة فيه على مسار الحرب اللبنانية. ويتابع الكاتب قضايا أهالي الزعتر بعد سقوط المخيم.
يأخذ البعض على الكاتب أنه ليس من أبناء المخيم، وبالتالي لم تنطبع في ذاكرته أحياء المخيم ولا يعرف خريطته الداخلية، كما هو الحال مع باقي الكتب. غير أن هذا لا يُعيبُه في القيمة العلمية ووجود الخرائط التفصيلية التي يحتاجها.
هذه باختصار أهم الكتب التي ننصح بقراءتها لنعرف أكثر عن المخيم ويوميات حصاره ووقائع مجزرته، والظروف السياسية المحيطة بالمجزرة. علماً أن بعض الكتب لم ننشرها كونها أقرب للرواية من التوثيق.
*كاتب وشاعر فلسطيني
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير مجزرة الفلسطيني فلسطين مجزرة وثائق هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الکتاب عن المخیم الکتاب فی فی بیروت
إقرأ أيضاً:
عصابة المراهقين.. أحلام تحولت لكابوس بعد سرقتهم بـ 20 مليون جنيه مصوغات ذهبية بقنا
قرروا التمرد على حياتهما من أجل دخول عالم المليونيرات بأى شكل حتى ولو كانت الأموال من حرام، دون أي تفكير أو تدبر لعواقب ما يدبرونه ويخططون من جرم تعاقب عليه الأديان السماوية والقوانين، أو على حساب مستقبلهم التعليمى الذى تلاشى أمام العقوبات القانونية التي تنتظرهم، فكانت نهاية خطتهم على يد رجال الأمن بقنا.
قصتهم الشيطانية بدأت منذ أيام عندما اتفق 5 شباب من مركز أبوتشت شمال قنا،" بينهم طلاب جامعيين وثانوية عامة"، على تكوين تشكيل عصابى، لتنفيذ عملية سرقة مصوغات ذهبية من مندوبين تابعين لأحد محلات الصاغة في محافظة سوهاج، ظناً منهم بأنهم سوف يتمتعون بقيمة المصوغات الذهبية التي سوف يستولون عليها وما معها من مبالغ مالية.
واتفقت عصابة الشباب المراهقين، على انتظار مندوبى محل الصاغة على الطريق الصحراوى أمام قرية الرواتب التابعة لمركز أبوتشت، مع تجهيز بندقية آلية للتعامل مع المندوبين، وما أن وصلا المندوبين للمكان المتفق عليه، حتى خرج عليهم أفراد العصابة ببندقيتهم، يساومونهم بالإبقاء على حياتهم أو تسليم كل ما معهم للنجاة بحياتهم، وقد كان لهم من أرادوا.
حصل المتهمين على كل ما يحمله المندوبين الأبرياء من مصوغات وأموال، والتي قدرت بـ 2.50 كيلو مشغولات ذهبية، تقدر بقيمة 20 مليون جنيه، وتمكن بعدها الأشقياء من الهروب بما تم الاستيلاء عليه، معتقدين بأنهم بعيدين عن أعين رجال الأمن، ليحمل لهم صباح هذا اليوم أكبر صدمة لخطتهم الفاشلة التي تحطمت أمام يقظة رجال البحث، فقد كشفت هوياتهم وأصبحت أياديهم أقرب إلى الأساور الحديدية، لتلتف حول أياديهم التي استحلت أكل الحرام.
أحلام تحولت إلى كابوسالأحلام الوردية التي رسمها الأشقياء الخمسة، تبخرت وتبدلت إلى أحزان ومصير مجهول ممزوج بفضائح مدوية، يتناقلها القاصى والدانى بنطاق مركز أبوتشت، حول الأشقياء الخمسة وجريمتهم النكراء، وأحلامهم المحرمة، التي تحولت إلى كابوس مؤلم ينتظرهم خلال أيام، بعد أن تقضى جهات التحقيق في أمرهم بما يستحقونه من عقوبات جراء جريمتهم التى كانت تنذر بمجتمع أكثر فوضوية مالم يتمكن رجال الأمن من كشف ملابسات الجريمة وتحديد هويات مرتكبيها وتقديم للعدالة.
الأحلام التي كانت تعانق ناطحات السحاب في السماء الفسيحة بسيارات فارهة وأموال لا حصر لها بعد تقسيم حصيلتهم المحرمة، تحولت إلى أمنيات بسيطة بالحصول على أحكام مخففة تهون عليهم ضيق الأساور الحديدية التى تلازم أياديهم، في كل مرة يطلبون فيها للتحقيق، ومن بعدها الزنازين وأسوار الحبس التي سوف يقضون فيها أجمل أيام عمرهم بين عتاولة الاجرام بدلاً من قضائها بين زملائهم في المدارس والجامعات.
سرقة بالإكراهوكانت أجهزة الأمن بمركز أبوتشت، تلقت بلاغاً من مندوبى محل مجوهرات، يفيد تعرضهما لعملية سرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح، انتهت بالاستيلاء على ما بحوزتهم من مصوغات ذهبية تقدر بحوالي 20 مليون جنيه، أثناء توجههم لتوزيع ما لديهم من مشغولات ذهبية على التجار بنطاق مركز أبوتشت.
وبتكثيف التحريات من قبل رجال البحث بمركز أبوتشت، تم التوصل إلى هويات المجرمين الخمسة وكشف ملابسات الواقعة، وضبط المتهمين والمسروقات وإعادتها لأصحابها، عقب تحرير محضر بالواقعة، وإحالة المتهمين للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات.