غزة تغرق في نفاياتها.. حصار وحرب يحولان المدينة إلى كارثة بيئية
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
تفاقمت مشكلة تراكم النفايات في غزة بشكل كبير بسبب الحرب والحصار المتواصل، مما أسفر عن تكدسها في الشوارع والساحات العامة، مسببًا مخاطر صحية وبيئية كبيرة على السكان، كما أدي تدهور البنية التحتية ونقص الوقود والموارد إلى تراكمها دون معالجة، مما يزيد من انتشار الحشرات والقوارض ويهدد بانتشار الأمراض.
نشر موقع "موندويس" تقريرًا سلط فيه الضوء على معضلة تراكم النفايات في مدينة غزة، والتي تمثل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن أنظمة إدارة النفايات في القطاع أصبحت عاجزة أمام استهداف الاحتلال الإسرائيلي لبنية الصرف الصحي.
ويوضح الموقع أنه مع تجاوز عدد سكان مدينة غزة 800,000 نسمة، أصبحت المدينة تنتج أكثر من 700 طن من النفايات يوميًا، وقد كانت إدارة هذا الحجم من النفايات في مدينة محاصرة تحديًا كبيرًا قبل بدء الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ حيث منع الاحتلال الإسرائيلي استيراد أو صنع المعدات اللازمة للقيام بهذه المهمة.
ومع بدء الإبادة الجماعية، تفاقمت الأزمة حيث شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا على جميع مرافق الصرف الصحي وأنظمة إدارة النفايات بهدف خلق أزمة بيئية وصحية في غزة.
يضيف الموقع أن إدارة النفايات في المدينة تمكنت من التكيف مع الوضع وتقديم خدماتها الأساسية على مر الحروب الإسرائيلية السابقة على غزة، لكن هذه الحرب لا تشبه أيًا من سابقاتها، فهي إبادة جماعية تهدف إلى سلب المدينة قدرتها على الحياة، وأصبح كل يوم يبدو وكأنه سباق مع الزمن للحفاظ على الخدمات الأساسية للمدينة التي يتم طمسها بشكل منظم.
وقد قام الاحتلال باستهداف فرق إدارة النفايات في شرق غزة، حيث يقع مكب النفايات التابع للإدارة، وهو ما حال دون نقل النفايات وأجبر الفرق على تكديسها في وسط المدينة، وأدى إلى خلق ظروف خطيرة للغاية على سكان غزة.
إدارة النفايات والإبادة الجماعية
يؤكد الموقع أن نظام إدارة النفايات كان هشًا بالفعل قبل الحرب الحالية، نتيجة للحصار الذي استمر 17 سنة، والذي منع القطاع من استيراد المعدات المناسبة مثل الضاغطات أو المحارق.
وقد أدى هذا الحصار إلى لجوء إدارة النفايات إلى حلول مؤقتة، مثل استخدام 300 عربة تجرها الحيوانات، وهو ما أبقى الخدمات مستمرة لسنوات حتى بداية الحرب الحالية.
وفي اليوم الأول من حرب الإبادة الجماعية، استهدفت القوات الإسرائيلية العاملين في مكب النفايات، مما أدى إلى إصابة العديد منهم وتدمير معدات بقيمة 1.5 مليون دولار، ولم يكن هناك خيار سوى التخلص من النفايات في مواقع مؤقتة وسط المدينة، مثل سوق اليرموك والمساحات المفتوحة في سوق الفراس، وأصبحت هذه المناطق الآن مليئة بالقمامة المتعفنة، مما يشكل مخاطر صحية شديدة على السكان القلائل الذين بقوا في هذه المناطق.
وأشار الموقع إلى أن إدارة أكثر من 500 عامل في ظل هذه الظروف أصبحت أمرًا شبه مستحيل، فنصف أفراد الفريق يعيشون في شمال غزة؛ وقد واصلوا استخدام العربات في الأيام الأولى للحرب، ولكن مع اشتداد القتال لم تعد حتى هذه الطريقة آمنة.
دمرت الغارات الجوية عربات نقل القمامة وفقد العديد من العمال مصدر رزقهم، وفي إحدى الغارات، قُتل أكثر من 40 موظفًا كانوا يحتمون في المرآب الرئيسي، كما دمرت ثمانية صواريخ أكثر من 120 مركبة تُستخدم لجمع النفايات وإدارة مياه الصرف الصحي وتوزيع المياه، وأصيب نصف الفريق بجروح قد تجعل العديد منهم غير قادرين على العودة إلى العمل مرة أخرى.
مدينة تغرق في نفاياتها
يتابع الموقع أن العواقب البيئية والصحية أصبحت خطيرة في ظل تراكم أكثر من 150,000 طن من النفايات في مدينة غزة، ومع اقتراب فصل الشتاء، من المنتظر أن تؤدي أكوام النفايات إلى سد أنظمة الصرف الصحي، وإلى فيضانات محتملة في مدينة مدمرة.
سيواجه العديد من السكان النازحين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة رعبًا إضافيًا بسبب هذه الفيضانات، ورائحة النفايات المحترقة؛ حيث يحاول السكان اليائسون التعامل مع النفايات بإشعال النار فيها، وتؤدي هذه الأدخنة السامة إلى تفاقم الوضع وزيادة أمراض الجهاز التنفسي.
وقد أبلغت وزارة الصحة في غزة عن أكثر من 250,000 حالة إصابة بأمراض جلدية بسبب التعرض للنفايات، مما ينذر بأزمة صحية كارثية.
يختم الموقع بأن نظام إدارة النفايات الذي كان هشًا قبل الحرب أصبح الآن مدمرا، فهناك أكثر من 150,000 طن من النفايات التي تسمم المدينة، وسيؤدي موسم الأمطار إلى تفاقم الوضع، وهو ما يتطلب تحركا دوليا عاجلا قبل أن تصبح غزة غير صالحة للعيش بشكل كامل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النفايات غزة مخاطر صحية غزة نفايات انتشار الامراض مخاطر صحية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدارة النفایات الصرف الصحی من النفایات النفایات فی النفایات ا الموقع أن العدید من فی مدینة أکثر من
إقرأ أيضاً:
عمدة لوس أنجلوس تتهم إدارة ترامب باستخدام المدينة "كحقل تجارب"
انتقدت عمدة لوس أنجلوس كارن باس، نشر الإدارة الأمريكية للحرس الوطني ومشاة البحرية في المدينة لفض الاحتجاجات الداعمة المهاجرين غير النظاميين، واعتبرت أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تستخدم لوس أنجلوس كـ »حقل تجارب ».
جاء ذلك في تصريح للصحفيين، مساء الاثنين، علقت فيه على أمر ترامب بنشر قوات من الحرس الوطني في لوس أنجلوس.
وقالت باس: « إدارة ترامب صرحت سابقاً بأن المداهمات ستستهدف المجرمين والأشخاص الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال، لكن السلطات تتوجه حالياً إلى أماكن عمل الناس ».
وأضافت: « لم يتم إخبارنا بأن هؤلاء هم الأشخاص الذين سيتم القبض عليهم، وهذا يجعلني أشعر بأن مدينتنا تستخدم في الواقع كحقل تجارب ».
وكان ترامب اتهم كلًا من حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارن باس بـ »عدم القيام بواجباتهما ».
والأحد، أعلن ترامب نشر قوات من الحرس الوطني في لوس أنجلوس للسيطرة على المظاهرات، وحمّل المسؤولين المحليين التابعين للحزب الديمقراطي المسؤولية عن الأحداث في المنطقة.
ولليوم الثالث على التوالي، تتواصل المظاهرات في مدينة لوس أنجلوس دعما للمهاجرين غير النظاميين الموقوفين.
وبدأت المظاهرات في لوس أنجلوس ضد فرق دائرة حرس الحدود بسبب حملاتها ضد المهاجرين غير النظاميين، حيث وصف ستيفان ميلر مستشار ترامب المظاهرات بأنها « تمرد ضد الولايات المتحدة ».
وتشهد المظاهرات بين حين وآخر مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، حيث نشرت السلطات الأمريكية قوات من الحرس الوطني للسيطرة عليها.
ومع نشر 300 عنصر من الحرس الوطني في المدينة بتعليمات من الرئيس دونالد ترامب، تلمح الإدارة الأمريكية إلى إمكانية زيادة العدد.
والاثنين، أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، اعتزام ترامب إرسال ألفي جندي إضافي من الحرس الوطني للتدخل في المظاهرات.
وتشهد بعض مناطق المدينة زيادة في زخم المظاهرات واشتدادا للمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وفق مراسل الأناضول.
وأعلنت شرطة لوس أنجلوس أن التجمعات دون ترخيص ستعتبر « غير قانونية » وسيتم توقيف المتظاهرين.
وأظهرت لقطات مصورة استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين بين الحين والآخر.