تمتلك دول غرب إفريقيا، ذراعا عسكريا ذا تاريخ طويل في مكافحة الإرهاب وحفظ السلام، حملت هذه القوات في البداية مسمى (إيكوموج)؛ وصولا إلى مسمى (قوات احتياطي التدخل السريع لغرب إفريقيا).
وتتألف قوات التدخل السريع لدول غرب إفريقيا "قوات إيكواس" من 12 ألف فرد، وتسهم فيها دول غرب إفريقيا الأعضاء في تجمع إيكواس بدرجات متفاوته، لكن النصيب الأكبر في تشكيل تلك القوات، يقع على عاتق نيجيريا، باعتبارها صاحبة أكبر جيش في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، عددا وتسليحا، فضلا عن امتلاك نيجيريا لقدرات اقتصادية وبشرية هائلة تؤهلها للعب دور مهيمن على عمل تلك القوات.


برز اسم "قوات إيكواس" - مؤخرا - مع نشوب الأزمة في جمهورية النيجر وقرار قادة دول غرب إفريقيا، الأعضاء في إيكواس في ختام قمتهم الطارئة الثانية يوم الخميس الماضي، برفع حالة تأهب تلك القوات لتحقيق هدف سياسي، هو استعادة السلطة الدستورية فى جمهورية النيجر.
المهام العملياتية متعددة الاغراض هي محور عمل وتدريب تلك القوات بموجب بروتوكول تشكيلها الأول الصادر في 29 مايو 1981، فيما يعرف ببروتوكول "العون العسكري المتبادل"، الصادر في فريتاون، عاصمة ليبيريا، في حينه ككجزء لا يتجزأ من بروتوكول سياسي أشمل اتفق عليه قادة دول غرب إفريقيا وسمى "بروتوكول آليات التداخل لمنع الصراعات وإدارة وتنفيذ مهام حفظ الأمن والسلام في غرب إفريقيا"، وعليه تشكلت قوات ما عرف آنذاك بـ"قوات غرب إفريقيا لمراقبة وقف إطلاق النار"، التي عرفت اختصارا بقوات "إيكوموج"، التي بدأت قوامها بثلاثة آلاف مقاتل، أسهمت بمعظمهم نيجيريا وإلى جانبها غانا وغينيا وسيراليون. 
واعتبارا من عام 1999 بدأ التفكير في تطوير مهمة "إيكوموج" إلى قوات تدخل سريع وحفظ سلام إلى أن تحولت - بنهاية العام الماضي - إلى مسمى "قوة احتياطى التدخل السريع لغرب إفريقيا" أو ما عرف إعلاميا باسم قوات "إيكواس للتدخل السريع"، وهي قوات حفظ سلام في تعريفها ومفهوم تشكيلها ترتبط بقوات حفظ السلام الإفريقية.
وتحددت لقوات إيكواس للتدخل السريع مهام معينة وهي: استعادة السلام وحفظ السلام ومراقبة وقف إطلاق النيران، وإدارة عمليات التدخل ذات الطابع الإنساني والإغاثي، ومراقبة فرض العقوبات الجماعية، التي تقررها إيكواس بما في ذلك إجراءات الحظر ومكافحة الإرهاب. 
من مهام قوات الايكواس - كذلك - الانتشار الوقائي بهدف منع الصراعات وبناء السلام، كما من مهامها إدارة وتنفيذ عمليات نزع اسلحة الجوانب المتقاتلة، وإدارة ما يتصل بإنهاء الصراعات سياسيا، وعلى طاولات التفاوض من إجراءات لتسريح المتقاتلين بعد نزع سلاحهم وكذلك إعادة تأهيلهم، كما يعد مكافحة الجرائم المنظمة من بين مهام قوات الايكواس للتدخل السريع. 
وتعد قوات إيكواس هي تشكيلات عسكرية مسلحة بالأساس، إلا أنها "مطعمة" بعناصر من المراقبين المدنيين وعناصر ذات تخصص في أعمال الإغاثة، وقد كان العمل العسكري المشترك للإيكواس سواء من خلال قوات إيكوموج أو قوات غرب إفريقيا للتدخل السريع، بعد ذلك دور كبير في التعامل مع أزمات عديدة ذات طابع مسلح في غرب إفريقيا، فقد نجح العمل الغرب إفريقي العسكري المشترك في استعادة الديمقراطية في ليبيريا عام 1990 وسيراليون عام 1998 وغينيا بيساو 1999، كما نفذت الاداة العسكرية المشتركة لدول غرب إفريقيا مهام حفظ سلام في ساحل عام 2003 ومالي 2013.
وترتبط قوات إيكواس للانتشار السريع ECOWAS Standby Force تنظيميا بتشكيل اوسع نطاقا وهو قوات التدخل السريع للاتحاد الافريقى African Standby Force التي يشمل هيكلها التنظيمى منظمات عسكرية لجميع أقاليم إفريقيا الخمس، وهي شمال إفريقيا وشرق إفريقيا ووسط إفريقيا وجنوبها وغربها وذلك وفق الضوابط الحاكمة والمنظمة لعمل تلك التكتلات العسكرية المنصوص عليها في المادة رقم 13 من ميثاق عمل مجلس السلم والأمن الافريقي. 
وينص بروتوكول العمل الخاص بقوات الاتحاد الإفريقي ووحداته التابعة على عدم جواز استخدام القوة المسلحة، إلا بعد استنفاذ جميع الحلول السلمية والدبلوماسية والتفاوضية لانهاء الصراعات الناشبة. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أفريقيا مكافحة الإرهاب حفظ السلام إيكواس النيجر دول غرب إفریقیا التدخل السریع قوات إیکواس تلک القوات

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يصد هجمات الدعم السريع.. معارك بابنوسة تتوسع والحصار يضيق على الدلنج

البلاد (الخرطوم)
تتواصل حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، في وقت تتسع فيه رقعة التصعيد العسكري بجنوب كردفان ودارفور، وسط تحركات عسكرية متبادلة وتحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع.
وتمكن الجيش السوداني أمس (الأحد)، من صد هجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على خطوطه الدفاعية المتقدمة التابعة للفرقة 22 في مدينة بابنوسة. ووفق مصادر ميدانية، استخدمت قوات الدعم السريع طائرات مسيّرة وقصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف محيط مقر القيادة، بينما ردّ الجيش بقصف مضاد طال مواقع تمركز القوات المهاجمة داخل المدينة.
وتُعد بابنوسة آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان، وموقعاً استراتيجياً يرتبط بطريق حيوي يصل الولاية بإقليم دارفور، ما يزيد من أهمية السيطرة عليها في ميزان العمليات العسكرية.
وفي جنوب كردفان، اتهم كل من تحالف”تأسيس” والحركة الشعبية-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو الجيش بتنفيذ غارة عبر طائرة مسيّرة على منطقة كمو. وزعمت الجهتان، في بيانين منفصلين، أن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة آخرين.
وشهدت المحاور القتالية في الولاية تصعيداً ملحوظاً خلال الأيام الماضية، إذ شنّت قوات الدعم السريع وعناصر من الحركة الشعبية المتحالفة معها هجمات متتالية على حامية كرتالا شرقي كادوقلي، استمرت ثلاثة أيام قبل أن يتمكن الجيش من صدّها.
وفي إقليم دارفور، تتفاقم معاناة النازحين، خاصة في مدينة طويلة غرب الفاشر، حيث ما تزال عشرات الأسر دون مأوى في مخيمي دبة نايرة وطويلة العمدة. ويواصل النازحون مناشداتهم للمنظمات الإنسانية لتوفير الخيام والمواد الغذائية والدواء وسط ظروف إنسانية قاسية.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن السيطرة على إقليم كردفان، الذي يتكوّن من أربع ولايات، تُعد مفتاحاً مهماً لخطوط الإمداد بين العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور. ويمنح التحكم في المدن الرئيسية — مثل الأبيض — أفضلية كبرى للقوات المسيطرة في تأمين طرق الإمداد نحو الخرطوم ودارفور، ما يفسر حدة المعارك في المنطقة.
وتظهر خريطة السيطرة الحالية أن قوات الدعم السريع تبسط نفوذها على ولايات دارفور الخمس باستثناء أجزاء من شمال دارفور، بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على غالبية ولايات البلاد الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يصد هجمات الدعم السريع.. معارك بابنوسة تتوسع والحصار يضيق على الدلنج
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه بعد شنه هجمات جديدة ضد قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"
  • قوات الدعم السريع تستهدف المواطنين في إقليم دارفور
  • قوات الدعم السريع تستهدف المواطنين في إقليم دارفور.. وعدد كبير مصيرهم مجهول
  • الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"
  • الدعم السريع تشن هجوما كبيرا على بابنوسة والجيش السوداني يرد
  • عاجل .. مقتل قائد كبير لقوات الدعم السريع في غارة جوية للجيش السوداني
  • «الزملوط» محافظ بدرجة مقاتل
  • قوات الدعم السريع تغتال مدير مكتب وكالة السودان للأنباء بالفاشر