بوابة الوفد:
2025-07-01@18:23:05 GMT

عن سيرة فنان جميل (1-2)

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

ليس أعظم من سيرة فنان، يعيش من أجل الجمال، ينكسر مع المواجع، ويشتعل لنثر ذرات الحسن يميناً ويساراً.

كذب الزعماء، الساسة، وقادة الحروب، والمصفقون للطغاة، وهم يسودون لنا الصفحات تاركين مذكرات تبرير وتجميل وكذب.

من هنا فسعادتى لا توصف متى قرأت مذكرات مبدع.. سحرتنى من قبل مذكرات نجيب الريحانى، وفاطمة اليوسف، ويوسف وهبى.

وسعدت أيما سعادة قبل سنوات قليلة بصدور مذكرات عزة فهمى عن الدار المصرية اللبنانية، واليوم تبهرنى دار الشروق بمذكرات فنان ساحر، ومبهر، وجميل وهو محمد عبلة، بعنوان جذاب هو «مصر يا عبلة».

تبدو سيرة الفنان فى بلادنا سيرة مقاومة دائمة. وهى مقاومة لعراقيل جمة. فهى أولاً مقاومة لمجتمع لا يأبه كثيراً فى ظل الهموم المادية الحياتية بقيمة الفن، ويعتبره رفاهية وأمراً ثانوياً.

وثانياً لمؤسسات رسمية تدعى احتضان الإبداع وتشجيعه وتحفيزه، وفى حقيقة الأمر هى تتاجر به، وتستغله، وتحاول توظيفه لمآرب لا علاقة لها بالفن والذوق والجمال.

وثالثاً وذلك الأهم لتيار دينى، مُساق، ومصمت، ومُنغلق، ومخاصم لمعالم الحضارة ومعاد لقيم العصرنة، تحت باب «شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار».

بهذا المنطق قاوم محمد عبلة عقبات الفن فى طريقه مدفوعاً بفورة المحبة للجمال، وحماسة الإيمان بأهمية الفن وقدرته على تغيير البشر، والبلدان، والعوالم. ما الفن سوى راية تحدٍّ لكتائب القبح المستعرة والمنتشرة والمنتشية بمجازر التحضر شرقاً وغرباً..

كان أول تحدٍّ جابهه عبلة عندما اختار الفن، واختاره الفن، هو مقاومة وصاية والده وإصراره على إلحاقه بالكلية الحربية. كان منطق والده واضحاً فى بدايات السبعينيات حيث استقر النظام الذى أسسه ضباط يوليو، وصار كل شىء، إذ سأل ابنه عندما عرف أنه يريد دخول كلية الفنون الجميلة لأنه يحب الرسم: «هل سمعت من قبل عن رئيس مدينة أو محافظ خريج فنون جميلة؟». وأضاف والده «رئيس البلد كلها واحد من الجيش. هل هناك فنان أصبح رئيساً للجمهورية؟ راجع نفسك يا محمد». لكن محمد عبلة لم يراجع نفسه، وتقبل الدفاع عن اختياره وتحمل تبعاته حتى النهاية، فترك البيت واستأجر مكاناً متواضعاً وعمل فى النقاشة والخط وكثير من المهن الحرفية لينفق على نفسه طالباً فى الفنون الجميلة بالإسكندرية.

ثم واجه الفنان تحدى البيروقراطية عندما رفض وكيل الكلية انتقاله من فنون تطبيقية فى شهر ديسمبر، إذ مرت شهور من الدراسة، وكان محمد عبلة معجباً بأعمال فنان سكندرى عظيم هو سيف وانلى، وقرر الاستعانة به فى هذه المشكلة. وذهب الطالب لباعة اللوحات يسألهم عن عنوان الفنان، حتى وصل إليه دون سابق معرفة، وطرق الباب ليجد رجلاً متواضعاً ومهذباً يدعوه للدخول. وحكى له عن رفض وكيل الكلية التحاقه بها، رغم حبه الشديد للفن، وتدخل «وانلى» وهاتف عميد الكلية، وسانده فى قبول أوراقه.

توالت التحديات فى مسيرة الرجل، وكان أصعبها ذلك التمدد العنيف للمتأسلمين فى الجامعات والمدارس، وتحريمهم للفنون وتحريضهم ضدها. وكان من الغريب أن بعض الطلبة الذين صادقهم محمد عبلة، وانبهر بأعمالهم فى البدايات انقلبوا بعد ذلك إلى متشددين، ومكفرين، وناقمين على الفن والمجتمع والحياة برمتها. لقد أعجب ببعضهم وكانوا نواة لتيار السبعينيات الصاعد من رحم الصراع العربى الإسرائيلى، وتغيرات المجتمع الكبرى، لكن موجة التطرف العاتية ابتلعت كل شىء. وربما أغرب ما يستدعى الالتفات هنا، أن هيمنة التيار الدينى وصلت إلى حد تعيين بعضهم فى سلك التدريس بالفنون الجميلة، حتى إن أحدهم قال لـ«عبلة» وهو يعد مشروع التخرج «الرسم حرام، لكن الضرورات تبيح المحظورات».

وللسيرة بقية تستحق الحكى..

والله أعلم

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر يا عبلة محمد عبلة

إقرأ أيضاً:

ترامب يفتح النار على ماسك: شركاته تعيش على الإعانات وكان سيغادر أمريكا والأخير يرد

وكالات

شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على الملياردير إيلون ماسك، متهمًا إياه بالاعتماد المفرط على الدعم الحكومي، ومنددًا بما وصفه بـ”تفويض السيارات الكهربائية”، في إشارة إلى السياسات التي تشجع الأميركيين على اقتناء هذا النوع من المركبات.

وفي منشور نشره على منصة “تروث سوشيال”، قال ترامب: “الولايات المتحدة ستوفر ثروة طائلة إذا أوقفت إنتاج السيارات الكهربائية وإطلاق الأقمار الصناعية”، مضيفًا أن شركات ماسك، وعلى رأسها “تسلا” و”سبيس إكس”، “لم تكن لتستمر دون دعم”، وأنه “لولا هذا الدعم، لربما أغلق ماسك مصانعه وعاد إلى جنوب إفريقيا”، في إشارة إلى أصول الملياردير.

وهاجم ترامب بشدة ما وصفه بسياسة فرض السيارات الكهربائية، معتبرًا أنها “جزء رئيسي من الحملة الانتخابية الحالية”، موضحًا: “السيارات الكهربائية جيدة، لكن لا ينبغي أن يُجبر الناس على اقتنائها”، في رسالة موجهة إلى قواعده الانتخابية الرافضة للقيود المرتبطة بالسياسات البيئية.

ولم تقتصر تصريحات ترامب على الجانب الصناعي، بل ألمح إلى ضرورة تدقيق الدعم الحكومي المقدم لماسك، مشيرًا إلى مبادرته السابقة المعروفة اختصارًا بـ”DOGE” والتي تعني “وزارة الكفاءة الحكومية”، حيث تساءل بلهجة لاذعة: “ربما يجب أن تنظر DOGE في هذه الإعانات.. أموال طائلة يمكن توفيرها!”.

التصعيد الجديد يأتي في ظل توتر متزايد بين الرجلين، لاسيما بعد انتقادات ماسك العلنية لما يعرف بـ”قانون الجميل الكبير”، الذي تبناه ترامب سابقًا، فضلًا عن تصريحات الملياردير الداعية إلى خفض تمويل حملات بعض أعضاء الكونغرس.

من جانبه، رد إيلون ماسك بشكل غير مباشر عبر منصة “إكس”، قائلاً: “أوقفوا كل الدعم عن شركاتي الآن”، في تصريح مقتضب نقلته وكالة “رويترز”.

وأضاف لاحقًا: “تجاوز سقف الدين هو السبيل الوحيد لإجبار الحكومة على تقليل الهدر والاحتيال”، متسائلًا عن جدوى وضع سقف للدين في الوقت الذي يستمر فيه رفعه.

وختم ماسك رسائله بالتحذير من المخاطر الاقتصادية، قائلاً: “كل ما أطلبه ألا نُفلس أميركا”، في إشارة إلى ضرورة ضبط الإنفاق وتبني سياسات مالية صارمة لحماية الاقتصاد الأميركي من الانهيار.

يأتي هذا السجال ليعكس انقسامًا حادًا في الرؤى الاقتصادية بين ترامب، الذي يسعى لاستقطاب الناخبين عبر شعارات خفض الدعم والحد من التدخل الحكومي، وبين ماسك الذي يواجه انتقادات متكررة بشأن الدور الذي تلعبه الإعانات في دعم شركاته العملاقة.

مقالات مشابهة

  • دافيد أنشيلوتي: فينيسيوس ساعدنا كثيرًا.. وكان دائمًا في قلب الملعب رغم الانتقادات
  • ترامب يفتح النار على ماسك: شركاته تعيش على الإعانات وكان سيغادر أمريكا والأخير يرد
  • ألحان لا تموت.. سيرة محمد الموجي في ذاكرة الموسيقى
  • كلام جميل عن بداية شهر جديد يوليو
  • كلام جميل عن بداية شهر جديد للحبيب
  • كاريكاتير مجلة ليمان يثير عاصفة في تركيا.. ومسؤولون: لن نسمح بالإهانة تحت اسم الفن
  • توزيع 40 جهاز لقياس السوائل كهدايا مجانية لذوى الإعاقة البصرية
  • قيادي بحماس: الجرائم المتواصلة بالضفة تتطلب مقاومة مستمرة
  • ظهور مفاجئ للفنانة المصرية عبلة كامل.. هل تراجعت عن الاعتزال؟
  • أمانة عمان تقر مذكرات تعاون لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار