تخيل أن تحظى بيوم إجازة إضافي كل أسبوع، يومًا تقضيه مع عائلتك، تمارس فيه هواياتك، أو حتى
تسترخي فيه بكل بساطة، هذا ليس ضربًا من الخيال، بل هو واقع بدأ يتشكَّل في عالمنا اليوم!
شركة سعودية رائدة في الرياض، قد خطت الخطوة الأولى، مُعلنة عن تبنيها لأسبوع العمل المكون من أربعة أيام فقط، لتكون بذلك أول شركة في المملكة تنتهج هذا النظام الحديث.
لقد بدأت فكرة أسبوع العمل المكون من أربعة أيام، مع الحفاظ على نفس الراتب، تكتسب زخمًا عالميًا، إذ تعكس إدراكًا متزايدًا بأهمية تحسين جودة الحياة وتحقيق توازن أفضل بين العمل، والحياة الشخصية. ومن خلال تقليص عدد أيام العمل، يمكن للشركات أن تحدث ثورة في سوق العمل، تعزِّز من سعادة ورفاهية موظفيها، وتحقق مستويات إنتاجية غير مسبوقة، تتجاوز بكثير، ما يمكن تحقيقه في أسبوع العمل التقليدي المكون من خمسة أيام.
إن أسبوع العمل الأقصر، يعني المزيد من الوقت للراحة والاستجمام، ممّا ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية، والجسدية للموظفين. وقد أثبتت الدراسات أن الشركات التي طبَّقت هذا النظام، شهدت انخفاضًا ملحوظًا في مستويات التوتر لدى موظفيها، وتحسنًا كبيرًا في صحتهم العامة. وعندما يعود الموظفون إلى العمل بعد عطلة نهاية أسبوع أطول، يكونوا أكثر سعادة، وحيوية، وحماسًا، ممّا يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم وإبداعهم.
في المقابل، لا تزال العديد من الشركات في المملكة العربية السعودية، تعمل بنظام أسبوع عمل مرهق، يمتد لستة أيام، ممّا يترك للموظفين يوم عطلة واحد فقط، وهو ما قد يؤدي إلى إجهاد وتوتر شديدين. هذا الوقت المحدود للإجازة، لا يكفي لتلبية الاحتياجات الشخصية والعائلية، ناهيك عن الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وغالبًا ما ينتج عن هذا النظام شعور الموظفين بالإرهاق النفسي والجسدي، والانفصال عن أسرهم. يتزايد التشكيك في الاعتقاد التقليدي بأن المزيد من ساعات العمل يعني إنتاجية أعلى، حيث غالبًا ما تتأثر جودة العمل سلبًا، عندما يكون الموظفون مرهقين ومجهدين.
تؤدي الأسرة دورًا محوريًا في الثقافة السعودية، ويمكن أن يؤدي اعتماد أسبوع عمل من أربعة أيام، إلى تعزيز الروابط الاجتماعية، وتحسين الرفاهية العامة، ممّا يعود بالنفع على المجتمع بأسره، وليس فقط على مكان العمل. فبالنسبة للكثيرين، يعني يوم الإجازة الإضافي، المزيد من الوقت لقضائه مع الأحبة، ممّا يساهم في حياة أكثر ثراءً، ورضىً. ويتماشى هذا النهج مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة، وزيادة الإنتاجية. ومن خلال تبني جداول عمل أكثر مرونة، يمكن للشركات تقليل الإرهاق والتغيب، وهما عاملان يؤثران سلبًا على النجاح على المدى الطويل.
وقد أظهرت دراسة استقصائية حديثة أجرتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أن المهنيين الشباب في المملكة، يبحثون بشكل متزايد عن وظائف توفر المرونة، وتعطي الأولوية لرفاهيتهم.
وبالتالي، يمكن أن يكون تطبيق أسبوع عمل من أربعة أيام، خطوة استراتيجية للشركات التي تتطلع إلى جذب أفضل المواهب، والاحتفاظ بها في سوق العمل التنافسي.
أسبوع العمل من أربعة أيام ليس مجرد صيحة عابرة؛ إنه طريق واعد نحو بيئة عمل صحية، وحياة أكثر توازناً. ومن خلال تقليل عدد أيام العمل، يمكن للشركات بناء قوة عاملة أكثر تحفيزًا، وإنتاجية، ورضا.
وبينما تواصل المملكة العربية السعودية، تطوير سوق العمل بها، يمكن أن يؤدي اعتماد مثل هذه التدابير التقدمية، دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل العمل في المملكة، ممّا يعود بالنفع على الشركات والمجتمع على حدّ سواء.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: أسبوع العمل فی المملکة أسبوع عمل
إقرأ أيضاً:
التحفظ على مهندس حفار إد مارين 12 بعد كارثة غرقه بجبل الزيت
تواصل السلطات المختصة في محافظة البحر الأحمر تحقيقاتها في حادث غرق حفار البترول "إد مارين 12" قبالة سواحل منطقة جبل الزيت، حيث قررت النيابة العامة التحفظ على المهندس المسؤول عن عملية النقل البحرية، لحين الاستماع إلى إفادته حول الملابسات التي أفضت إلى الكارثة.
وكان الحفار في طريقه إلى موقع جديد للعمل قرب منصة الأشرفي البحرية مساء الثلاثاء، حين انقلبت الأوضاع بشكل مفاجئ أثناء جره بواسطة ثلاث وحدات بحرية. وفور بدء الانحدار المفاجئ للحفار، سارع الفريق المشرف بإطلاق إشارات استغاثة صوتية وضوئية لإنقاذ الطاقم.
الحادث أسفر عن مصرع أربعة من طاقم العمل، بينما أُصيب 22 آخرون بإصابات متفرقة، ولا يزال أربعة في عداد المفقودين، وسط عمليات بحث مكثفة تجريها فرق الإنقاذ المتخصصة.
الواقعة استدعت تدخل غرفة الطوارئ المركزية التابعة للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، والتي تلقت نداء استغاثة من إحدى القاطرات المشاركة في العملية، لتبدأ على الفور سلسلة من التحركات الميدانية للتعامل مع الوضع.
التحقيقات الأولية ترجّح وجود إهمال أو خطأ تقني أثناء عملية القطر، وربما خلل في تقدير المخاطر المرتبطة بنقل حفار بحري ضخم وسط ظروف مناخية أو فنية لم تُقدّر بدقة. فيما تُواصل الأجهزة الأمنية والبحرية تمشيط المنطقة في محاولة للعثور على المفقودين.
ويُسلط الحادث الضوء على التحديات المرتبطة بصناعة الطاقة البحرية، وأهمية تعزيز معايير الأمان والسلامة المهنية خلال العمليات الملاحية المعقدة، لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.