ميديا بارت: 3 طرق يسهم بها الغرب في محو المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
استنكر موقع ميديا بارت عدم رد فعل الغرب على التصرفات الإسرائيلية وما تسببت فيه من قتل عشرات الآلاف من المدنيين، مؤكدا أن ذلك يتجاوز المعايير المزدوجة التي تم التنديد بها منذ أشهر، ويعد في الواقع تواطؤا نشطا في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها هذه الدولة المارقة.
ورأى الموقع الفرنسي -في تقرير مطول بقلم جوزيف كونفافرو- أن سرعة وعنف تفجيرات بيروت يخلقان نوعا من الدهشة في لبنان وفي الغرب، حتى أصبح لسلسلة الموتى المجهولين وغير المدفونين من المدنيين، الذين تساقطوا تحت الضربات الإسرائيلية، تأثير مخدر.
وقال المؤرخ فنسنت لومير "نحن لا نعرف قصص ووجوه الموتى في غزة. فما لا يقل عن 40 ألف قتيل، بينهم ما لا يقل عن 30 ألف امرأة وطفل في غزة، أبرياء بالطبع. وهذه الأرقام لها عمليا قدرة تخدير علينا، ولم تعد لها دلالة اليوم".
حرب انتقام
ولتقريب الصورة أكثر، يقول الموقع إن إسرائيل ظلت ترتكب على مدى عام ما يعادل مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول كل أسبوع، ومع ذلك لم يهرع أي زعيم غربي إلى رام الله ولا إلى بيروت للتعبير عن الرعب من هذه المذبحة، ولم يؤكد أي رئيس دولة أو حكومة غربية للشعبين الفلسطيني واللبناني دعمه الكامل في مواجهة الهجمات.
وبالتالي -كما يقول الكاتب- تظل الحقيقة هي أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة في المتوسط عن مقتل أكثر من 1200 شخص كل أسبوع على مدى العام الماضي، وأن القادة الغربيين مسؤولون عن الدعم السياسي والعسكري لهذه المذبحة التي لا نهاية لها والتي لا تميز ولا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.
هذه الحرب التي تقودها إسرائيل -حسب الكاتب- حرب للردع ولكنها أيضا انتقامية وتتسبب في تدفق أنهار من الدماء على أيدي القادة الغربيين والأميركيين قبل كل شيء، من الرئيس جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فهم جميعا ملوثون لأنهم يتقاسمون المسؤوليات مع المجرمين الذين يحكمون إسرائيل.
ولا يقتصر الأمر -حسب الكاتب- على أن الموتى والسجناء الإسرائيليين لديهم أسماء ووجوه وقصص، على عكس الجثث المتعفنة في المقابر الجماعية في غزة، أو المدفونة تحت أنقاض الضاحية الجنوبية، أو المحتجزين في سجون النقب التي يصعب الوصول إليها، بل إن الجسم الفلسطيني أو الشيعي لم تعد له أي قيمة في نظر الإسرائيليين خاصة، والغربيين عموما.
ولفت الموقع إلى أن تقديرات لا مبالغة فيها كشفت أن ثمة نحو 120 ألف حالة وفاة في غزة، وهذا يعني أنه سيكون لدينا بالفعل حوالي 100 قتيل فلسطيني مقابل وفاة إسرائيلية واحدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهذه أرقام مذهلة، مقارنة بنسبة 7 إلى 1 خلال الانتفاضة الأولى و3 إلى 1 خلال الانتفاضة الثانية.
التواطؤ الغربي
وذهب الكاتب إلى أن الغرب مسؤول عن محو المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين بأكثر من طريقة، أولها توفير الأسلحة والأموال اللازمة لهذه المذبحة، حيث أبدت الحكومة الإسرائيلية سرورها بأن تعلن عن مساعدة جديدة بقيمة 8.7 مليارات دولار من الحليف الأميركي في الوقت الذي كانت تضرب فيه بيروت، وتزعم الولايات المتحدة أنها لم تكن على علم بذلك.
وثانيها رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع بعض الاستثناءات النادرة مثل النرويج وأيرلندا وإسبانيا، علما أن الشرق الأوسط اهتز بعد اغتيال زعيم حزب الله، وهو التحرك الذي من شأنه أن يثبت أن التهديد الإيراني لإسرائيل ما زال تحت السيطرة، وأن طهران غير قادرة على التنافس عسكريا مع دولة تدعمها الولايات المتحدة.
وأخيرا بترك الغرب حليفته إسرائيل تحبس نفسها في المنطق الخبيث الذي يبرر الخلط بين الأمن والانتقام، فمن ذا يستطيع أن يصدق أن حكومة إسرائيل ليست مسؤولة عن مصير المحتجزين الذين ما زالوا أحياء في غزة، بعد أن أخرجت عدة جولات من المفاوضات عن مسارها، وقضت على زعيم حماس إسماعيل هنية الذي أشرف عليها بطريقة أقل تعنتا من خط خلفه يحيى السنوار؟
حدود الإستراتيجية
وأشار الموقع إلى أن انتصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التكتيكي لا ينبغي أن يخفي حقيقة أنه يستند إلى كارثة متوقعة، وكما قال ألوف بن رئيس تحرير صحيفة هآرتس فإن على إسرائيل "قبل تحويل لبنان إلى غزة أخرى" أن تدرك أن هناك "طريقة أخرى غير القوة الجامحة لإعادة المحتجزين من غزة والشماليين إلى موطنهم"، مذكرا بأن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية تمّ عن طريق الضغط الدبلوماسي لا عن طريق التدمير الأعمى.
وأشار الكاتب إلى الدمار الذي لحق بقطاع غزة وعشرات الآلاف من القتلى والمبتورين والجرحى والأيتام هناك مما يشكل أرضا خصبة لهجمات مستقبلية، كما أن عملية الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله من الحجم والفعالية بحيث يستحيل القول اليوم هل ستؤدي إلى رد إيراني، أو إلى وضع راهن جديد لصالح إسرائيل، أو إلى إعادة تشكيل عميقة للخرائط السياسية وحتى الجغرافية للمنطقة بأكملها.
وذكر الكاتب أن الاغتيالات المستهدفة التي ترتكبها إسرائيل قد جلبت في أغلب الأحيان أشخاصا أكثر تصميما إلى قيادة المنظمات التي تقاتلها، سواء داخل حزب الله أو مع انتخاب يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس هذا الصيف.
ورأى أن انتصار نتنياهو الحالي لا يتعارض مع انتصار السنوار، مشيرا إلى أن السنوار حقق انتصارا إستراتيجيا باقتحامه جنوب إسرائيل وسط عمى استخباراتي كامل، وانتصارا سياسيا لأنه قد نجح إلى حد كبير في تدمير ما يمكن أن يدمره من إسرائيل، وهو في النهاية انتصار أيديولوجي من خلال إعادة صياغة القضية الفلسطينية في منطق جديد.
وخلص الكاتب إلى أن العالم إذا فكر اليوم بمنطق الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن أو نتنياهو أو السنوار أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلا يمكن أن يرى (العالم) إلا وفق محور الخير ومحور الشر، ولكن إذا كنا لا نزال نعتقد أن قوة القانون يمكن أن تتغلب على حق القوة، فمن الملح كبح جماح الذراع الانتقامية لبلد من المفترض أن يكون ملجأ لشعب عانى من الإبادة الجماعية وحليفا للغرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حزب الله فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
دمار غير مسبوق و34 مصابا.. ما الذي نعرفه من هجوم إيران على إسرائيل
بعد 18 ساعة على بدء الهجوم الإسرائيلي الواسع عليها، شنت إيران مساء اليوم هجومين صاروخين على إسرائيل، عبر عشرات أو ربما مئات الصواريخ البالستية، في أكثر هجوم إيراني قوة على إسرائيل.
وعلى الفور أكد الحرس الثوري الإيراني تنفيذ هجمات على عشرات الأهداف في إسرائيل بينها "مراكز عسكرية وقواعد جوية للنظام الصهيوني الغاصب"، ونقلت رويترز عن مسؤول إيراني قوله "لن يكون هناك أي مكان آمن في إسرائيل.. وانتقامنا سيكون مؤلما. العدو الصهيوني سيدفع ثمنا باهظا لقتله قادتنا وعلماءنا وأبناء شعبنا".
في المقابل، ما زالت إسرائيل تتكتم على حج الخسائر جراء الضربة الإيرانية. حيث دعا الجيش الإسرائيلي، السكان إلى عدم نشر أو مشاركة مواقع وفيديوهات عن أماكن سقوط الصواريخ الإيرانية.
وأضاف في بيان أن "العدو يراقب هذه التوثيقات من أجل تحسين قدراته الهجومية".
وأُطلقت إيران على الهجوم اسم "عملية الوعد الصادق 3″، علما بأن هجومين إيرانيين سابقين أطلق عليهما نفسم الاسم تقريبا، أحدهما (الوعد الصادق1)، ونفذ في أبريل/نيسان 2024، بينما أطلق على الثاني الوعد الصادق 2 ووقع في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
فما الذي جرى، وما هي أهم المواقع التي استهدفها القصف الإيراني، وما أهم الخسائر المعروفة حتى الآن.
إعلان الخسائر البشريةبعيد الهجوم الإيراني بوقت قصير، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن 17 شخصا أصيبوا بسبب القصف الصاروخي الإيراني، دون أن تتحدث عن طبيعة هذه الإصابات، وهل هي خطيرة أم طفيفة.
ولاحقا، أفادت نجمة داود الحمراء (الإسعاف الإسرائيلي) بارتفاع حصيلة المصابين جراء سقوط صواريخ في وسط إسرائيل إلى 21 من بينهم اثنين في حالة وصفت بالخطيرة.
كما أكدت نجمة داود الحمراء وجود عالقين داخل مبنى في تل أبيب جراء سقوط صاروخ أطلق من إيران.
دمار غير مسبوقأكد قائد شرطة لواء تل أبيب أن ما جرى (يقصد الهجوم الإيراني) يمثل حدثا كبير شمل عددا كبيرا من المواقع، وأن قوات الإنقاذ تحاول الوصول لمحتجزين.
وقال إن قوات الإنقاذ تحاول الوصول إلى محتجزين داخل ملاجئ مغلقة.
وأضاف أن المنطقة تعرضت لعدة أنواع من الصواريخ، وأن هناك مبان انهارت وأخرى دمرت فيها طوابق كاملة.
ومن جهتها، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن "دمارًا غير مسبوق" لحق بمنطقة تل أبيب الكبرى، حيث تعرضت عشرات المباني والمركبات لأضرار مباشرة بفعل الصواريخ الإيرانية أو شظايا الصواريخ الاعتراض.
9 مناطق تعرضت للصواريخوبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد تعرضت 9 مناطق في إسرائيل للاستهداف من الصواريخ البالستية الإيرانية.
وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية سحب دخان كثيفة تتصاعد من قلب تل أبيب، فيما دوّت صفارات الإنذار في معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك القدس وحيفا وبئر السبع، وسط حالة من الذعر العام.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها تتعامل مع "مواقع متعددة" سقطت فيها صواريخ وشظايا، بينما دعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى التزام الملاجئ وعدم مغادرتها حتى إشعار آخر.
الإجراءات الإسرائيليةمع اقتراب الصواريخ والمسيرات الإيرانية من إسرائيل، تم تفعيل جميع أنظمة الدفاع الجوي فورا، بما في ذلك القبة الحديدية (للهجمات الصاروخية القصيرة المدى) وأنظمة أخرى لاعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
إعلانوتم تفعيل أجهزة إنذار سقوط الصواريخ في تل أبيب والقدس ومناطق داخل إسرائيل، ووُجه السكان إلى الملاجئ فورا.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية أطلقت عشرات الصواريخ في محاولة لاعتراض الهجوم.
وقال مسؤول إسرائيلي إن القوات الأميركية تساعد إسرائيل أيضا في اعتراض الصواريخ القادمة.