داليا عبدالرحيم: الصراع في الشرق الأوسط يُهدد بإشعال فتيل هجمات إرهابية بأوروبا
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه مر عام من العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر على غزة، وها هي لبنان تدخل دائرة النار؛ دائرة الجنون والانتقام الإسرائيلي المدمر، لبنان بجنوبها وشمالها، بيروت الجميلة يتم تدميرها أمام أعين المجتمع الدولي الصامت المتخاذل ولمَ لا؟ ألم يفعل ذلك من قبل وهو يرى أطفال غزة يحترقون بنيران الجيش الإسرائيلي؟ وسكت من قبل عن إبادة شعب غزة؟ واليوم يصمت مرة أخرى على إبادة شعب بلد الأرز لبنان، ولا يزال المدنيون يدفعون الثمن الأغلى، منازل مدمرة وبنية تحتية منهارة وأحلام تتبدد تحت وطأة الحروب.
وأضافت "عبدالرحيم"، خلال تقديمها برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أنه يظل سؤالنا الذي نطرحه في كل مرة يطيح جنون الدمار بقيم السلام: كيف تُسهم هذه الجرائم المتكررة ضد الإنسانية في تغذية مشاعر التطرف والإرهاب وزيادة النزعة نحو العنف؟، وكيف يتفاعل المجتمع مع هذا الواقع؟، مشيرة إلى أنها ستتناول الأثر الإنساني الذي خلفته تلك الأعمال الإجرامية على حياة الناس اليومية، وكيف يمكن أن تتحول تلك المنطقة إلى بيئة خصبة لنمو الفكر المتشدد، وما هو دور المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في مواجهة هذا التحدي الإنساني الكبير.
وأوضحت أن هناك تقريرًا نشرته أكسيوس بعنوان: "كيف تُشكل حرب غزة منظور جيل جديد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، قالت فيه، إن الحرب الأخيرة على غزة أعادت تشكيل نظرة الشباب الأمريكي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن الأجيال الأصغر سنًا، وخاصة أقل من 40 عامًا لم تعد ترى إسرائيل باعتبارها الطرف الأضعف، وبدلاً من ذلك ينظرون إلى إسرائيل باعتبارها قوة عسكرية غاشمة مهيمنة في المنطقة، في حين يُنظر إلى الشعب الفلسطيني باعتباره الطرف الأضعف المضطهد، ويوم الجمعة الماضي حذرت وكالات إنفاذ القانون الأمريكية من العنف المحتمل الذي يستهدف الأماكن الدينية والثقافية، ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي ، فالذكرى السنوية الأولى لهجوم 7 أكتوبر هو عامل محفز للمتطرفين العنيفين وأعمال الإرهاب والكراهية، وأكدت وكالات الأمن أن المجتمعات اليهودية والمسلمة والعربية - وخاصة المعابد اليهودية والمساجد - مُعرضة لخطر أن تصبح أهدافًا لهجمات عنيفة أو تهديدات.
وتابعت: وقبل أيام كشفت صحيفة “ديلي إكسبريس” عن مخاوف متزايدة بين رؤساء أجهزة الأمن الأوروبية من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يُلهم متطرفين للعمل كـ"ذئاب منفردة"، مما يؤدي إلى تفاقم الإرهاب والتطرف داخل المجتمعات الغربية، ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران أصبحت أجهزة الأمن العالمية في حالة تأهب قصوى، وأن احتمال اندلاع صراع كامل ليس مجرد مصدر قلق إقليمي - بل أنه يهدد بإشعال فتيل هجمات إرهابية في أوروبا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم الجيش الإسرائيلي الضفة الأخرى
إقرأ أيضاً:
هل تُسهم الدبلوماسية الأمريكية في نزع فتيل الحرب في لبنان؟
جان يعقوب جبور
في خِضمِّ التوترات المتصاعدة على الحدود الجنوبية، تبدو الدبلوماسية الأمريكية لاعبًا أساسيًا في منع انزلاق لبنان إلى مُواجهة شاملة؛ فواشنطن- التي تدرك خطورة انفجار الجبهة الشمالية على كامل الإقليم- تتحرك على خطّين متوازيين: الضغط على إسرائيل لعدم توسيع رقعة الصراع، ومُحاولة تثبيت قنوات التواصل مع الدولة اللبنانية وحلفائها الدوليين.
تُؤكد مصادر دبلوماسية أنّ الإدارة الأمريكية تُظهر حرصًا واضحًا على إبقاء الاشتباكات ضمن "سقف مضبوط"، خشية انتقال النار إلى ساحات أخرى تمتدّ من العراق إلى اليمن، ما يُهدد مصالحها المباشرة وأمن قواتها في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، تُكثِّف واشنطن اتصالاتها مع تل أبيب، مُشدّدةً على ضرورة تفادي أي مُغامرة عسكرية غير محسوبة في لبنان، فيما تعيد تفعيل التنسيق مع فرنسا والأمم المتحدة لتثبيت القرار 1701 وتعزيز دور قوات اليونيفيل.
على الضفة اللبنانية، تواصل الولايات المتحدة دعمها للجيش اللبناني باعتباره الجهة الشرعية القادرة على لعب دور ضابط للإيقاع الأمني في الجنوب، في وقت تمتنع عن أي تواصل مباشر مع "حزب الله"، ما يَحدّ من قدرتها على التأثير الكامل في القرار الميداني. ومع ذلك، ترى واشنطن أنّ ضبط الصراع يحتاج إلى مُقاربة شاملة تشمل الحلفاء الإقليميين للحزب، وعلى رأسهم إيران، وهو ما يُفسّر ازدياد وتيرة الرسائل غير المُعلنة بين واشنطن وطهران عبر وسطاء إقليميين.
لكنَّ قدرة الدبلوماسية الأمريكية تبقى محكومة بعوامل مُعقّدة؛ فإسرائيل تتخذ قراراتها وفق حساباتها الداخلية ومخاوفها الأمنية، فيما يتوزَّع القرار اللبناني بين الدولة والقوى السياسية و"حزب الله"؛ بما يعكس تشابك الساحة المحلية مع الحسابات الإقليمية. لذلك، لا يمكن للدور الأمريكي وحده أن يمنع الحرب، لكنه يبقى عنصرًا محوريًا في إبقاء النار تحت السيطرة، ومنع الانفجار الكبير الذي يلوح في الأفق.
في المحصلة، تُسهم واشنطن بفعالية في احتواء التوتر، لكنها ليست اللاعب الوحيد في لعبة التوازنات؛ فمصير الجبهة الجنوبية سيظل رهن شبكة متشابكة من الضغوط الدولية، والحسابات الإسرائيلية، والرسائل المتبادلة بين طهران وتل أبيب، والقدرة اللبنانية على تجنُّب الانجرار إلى مواجهة لا يحتملها البلد.