قبل المنزلق الخطير.. رسالة عراقية إلى الرئيس الأميركي وكل الأصدقاء
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
حذّر العراق، الأحد، من الوقوف "على أعتاب منزلق خطير قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة".
وقال رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، في بيان صدر عشية الذكرى الأولى لهجوم حماس على إسرائيل: "في ظل التداعيات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، نوجّه رسالتنا إلى كل الأصدقاء، وبالخصوص الرئيس الأميركي، جو بايدن، ودول الاتحاد الأوروبي، بأننا نقف على أعتاب منزلق خطير قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي".
وأكد البيان أن المنطقة "تمثل الرئة التي يتنفس منها العالم بالطاقة".
وذكّر بأن العراق لطالما حذر من مغبّة سعي إسرائيل إلى "توسعة الحرب والصراع"، معتبرا أن "المجتمع الدوليّ عاجز عن القيام بدوره".
وطالب بـ"مضاعفة الجهود" من أجل "إنقاذ المنطقة من شرور حرب لا تُبقي ولا تذر".
ويأتي هذا البيان بعد مقتل جنديَين إسرائيليَين بانفجار مسيّرة في هجوم نُفذ من العراق ليل الخميس، حسبما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وأصدرت "المقاومة الإسلامية في العراق" بيانا أعلنت فيه أن مسلحيها هاجموا "فجر الجمعة 3 أهداف بثلاث عمليات منفصلة في الجولان وطبريا (...) بواسطة الطائرات المسيّرة".
وسبق لـ"المقاومة الإسلامية في العراق" أن أعلنت شنّ عمليات مماثلة تستهدف إسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
ومنذ أبريل، أكّدت إسرائيل وقوع عدد من الهجمات الجوية من جهة الشرق، دون أن توجّه أصابع الاتهام إلى جهة محددة، وأعلنت مرات عدة أنها اعترضت مسيّرات خارج مجالها الجوي.
وكشف مصدر أمني لقناة الحرة، ليل السبت الأحد، أن محيط مطار بغداد والمناطق المجاورة في العاصمة العراقية يشهد انتشارا أمنيا كثيفا وتأجيلا لهبوط أغلب الرحلات القادمة.
يأتي ذلك في ظل التصعيد المتواصل في الشرق الأوسط، وترقب الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران قبل أيام، بالإضافة لتدهور الوضع الإنساني في لبنان، من جراء الغارات الإسرائيلية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
هل تغادر أميركا العراق؟ للقصة بقية يرصد سيناريوهات الانسحاب المزمع
وأعاد برنامج "للقصة بقية" في حلقته بتاريخ 2025/12/1 سرد هذا الملف بتوازن يجمع بين تقرير موسع يراجع جذور الأزمة، ونقاش معمّق مع ضيوفها حول دلالات التحول الحالي ونتائجه المحتملة.
يبدأ تقرير الحلقة بتتبع المسار السياسي الذي أوصل بغداد وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات الأميركية على مرحلتين تنتهيان في نهاية 2026.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"ما وراء الخبر" يستعرض اشتراط السوداني انسحاب القوات الأميركية لنزع سلاح الفصائل بالعراقlist 2 of 4بلقاء مع واشنطن بوست.. الشرع يعيد رسم خريطة العلاقات مع أميركاlist 3 of 4إيران وانتخابات العراق.. الجار الحاضر في كل صندوقlist 4 of 4ماذا سيحدث إذا خرجت "واشنطن" من الشرق الأوسط؟end of listويشير إلى أن مواقف متعاقبة لإدارات أميركية وتعهدات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عكست إرادة مختلفة في الشكل، لكنها التقت على فكرة الانتقال من نموذج الاحتلال إلى نموذج الشراكة، وإن بقيت التفاصيل محل جدل.
ويرصد التقرير حجم الوجود العسكري الحالي الذي يناهز 2500 جندي ينتشرون بين قواعد تمت إعادة تصنيف أدوارها.
لكن الشهادات التي وثقها التقرير تؤكد أن هذا الوجود لا يُختزل في الأرقام، إذ يرتبط بملفات أوسع تشمل الرصد الجوي والاستخبارات وصيانة منظومات التسليح التي يعتمد عليها الجيش العراقي، ما جعل فكرة الانسحاب الكامل أكثر تعقيدا مما تبدو عليه في البيانات الرسمية.
ويلتقط التقرير خطوط الضغط التي خلّفتها الهجمات على قواعد أميركية بعد حرب غزة 2023، وما سببته من إعادة تقييم داخل بغداد للعلاقة مع واشنطن.
وتظهر لدى المحللين مخاوف سياسية عراقية من أن بقاء القوات قد يجر البلاد إلى صدامات إضافية، في حين يرى آخرون أن خروجها دون ترتيبات أمنية ناضجة قد يفتح بابا لفجوة خطيرة في التوازن الإقليمي، خاصة مع اشتباك العوامل السورية والإيرانية في المشهد.
كما يشير التقرير إلى أن الحسابات ليست أمنية فحسب؛ فالعراق لا يزال يعتمد على نظام مالي يتحكم بتدفق الدولار عبر البنك الفدرالي الأميركي، ما يجعل الاقتصاد العراقي جزءا غير منفصل عن معادلة الوجود العسكري.
إعادة تموضعوفي الجزء التحليلي من الحلقة، يرى الدكتور حارث حسن الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن ما جرى تسويقه كـ"انسحاب" هو في جوهره "إعادة تموضع"، إذ ستبقى القوات الأميركية متركزة بشكل أساسي في إقليم كردستان، مع تقليص وجودها في بغداد والأنبار.
ويشير إلى أن الاتفاق الحالي يفتح الباب لإطار تفاهم جديد، لا لإنهاء العلاقة الأمنية بشكل كامل.
ويشرح حارث أن العراق، من الناحية العسكرية الصرفة، غير قادر على سد الفجوة التي سيخلفها المغادرون؛ فالرصد الجوي الأميركي، وقدرات الاستطلاع، والبنية التقنية للصيانة والتسليح، لم تُستكمل بعد محليا.
ويضيف أن الحكومة تخشى أن خروج القوات قد يسحب منها إحدى أهم أوراق الاحتواء في ملف الفصائل المسلحة، إذ استخدمت هذا الملف لسنوات لفرض توازن دقيق بين القوى الداخلية.
ويمتد تحليل حارث إلى البعد الاقتصادي الذي يصنفه "أخطر عوامل المشهد"، موضحا أن بغداد تعتمد بشكل كامل على تدفق الدولار من الاحتياطي الأميركي، وأن أي تعديل في آليات التحويل أو القيود على حركة العملة كفيل بإحداث اضطراب اقتصادي واسع.
ويرى أن واشنطن تدرك تماما حساسية هذه الورقة، وتتعامل معها كجزء من هندسة العلاقة مع العراق، وليس كملف مالي منفصل.
سوريا حاضرةأما السفير الأميركي السابق دوغلاس سيليمان فيمنح النقاش زخما آخر، معتبرا أن الوجود الأميركي في العراق متصل بشكل وثيق بالمعادلة السورية.
ويشير إلى أن القوات الأميركية في سوريا تعتمد لوجستيا على قواعدها في شمال العراق، وأن خروجا كاملا من العراق سيجبر واشنطن على مراجعة وجودها في سوريا أيضا، وهو سيناريو يحمل مخاطر أمنية كبيرة على العراق، خاصة مع وجود السجون والمخيمات التي تضم عناصر من تنظيم الدولة.
ويرى سيليمان أن الانسحاب لا يمكن فصله عن توازن القوى الإقليمي، موضحا أن واشنطن تدرك أن العراق يقف في نقطة تماس حساسة بين طهران وأنقرة والرياض، وأن أي فراغ سريع قد يختلّ لصالح أطراف لا تملك الولايات المتحدة تأثيرا مباشرا عليها.
ويضيف أن واشنطن لا تبحث عن "خروج كامل" بقدر ما تبحث عن "تخفيض الانخراط" مع الإبقاء على أوراق اتصال فعالة.
وتخلص الحلقة إلى أن العراق يقف في مساحة رمادية لا تميل بشكل حاسم إلى أي طرف؛ فالتأثير الإيراني يشهد تقلبات، والفصائل المسلحة تراهن على لحظة انتقالية قد تمنحها نفوذا أكبر، فيما تحاول الحكومة بناء مسار متوازن يضمن بقاء الدعم الدولي دون السماح بتحول العراق إلى ساحة تنازع مباشر بين القوى الإقليمية.
Published On 2/12/20252/12/2025|آخر تحديث: 00:52 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:52 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ