مظاهرات بأميركا تحت شعار عام على الإبادة وعام على المقاومة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
دالاس- عمّت ربوع أميركا خلال اليومين الفائتين مظاهرات تحيي ما أسماه القائمون على تلك المظاهرات "عام على الإبادة وعام على المقاومة" وذلك مع حلول الذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.
وفي دالاس إحدى أكبر المدن بولاية تكساس، انطلقت مظاهرة حاشدة جابت شوارع وسط المدينة بحضور شرائح متنوعة شملت العرب والمسلمين والمكسيكيين والأميركيين ذوي البشرة السمراء والأميركيين البيض وعدد من السكان الأصليين، وغيرهم.
وفي إحدى الكلمات الرئيسية خلال المظاهرة، قال الدكتور عمر سليمان، وهو أحد الدعاة المسلمين المعروفين في أميركا، إن ثمة شيئا غريبا كامنا في إحياء الذكرى.
ففي أميركا وكندا مثلا، يقول سليمان إنه لا مشكلة لديهم في إحياء ذكرى السكان الأصليين والإبادة التي جرت لهم ووضع تماثيل كتذكار لما جرى، ما دام احتلال الأرض قائما، وما دامت هذه الذكرى أصبحت من الماضي، ولا يؤثر استدعاؤها على الواقع الحالي.
رسائل المظاهراتوأضاف الشيخ سليمان أنه يفضل إحياء ذكرى التحرير، لا ذكرى المآسي، وأن يتم إحياء هذه الذكرى في مدرسة وائل الدحدوح للصحافة، ومدرسة هند رجب للإنسانية. وتابع أن التحرير يتطلب جهودا مكثفة من الجميع، وألا يتأثر الناشطون بما أسماه "ماكينة الدعاية الصهيونية" التي تحاول "تشويه حقنا" في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
بدورها، قالت جيل ستاين المرشحة الرئاسية بالانتخابات القادمة، والطبيبة اليهودية التي رفضت منذ اليوم الأول الحرب الإسرائيلية على غزة، إنها فخورة بالمظاهرات المستمرة الداعمة للحق الفلسطيني، والتي لم تتأثر بالدعاية المضادة من مناصري الإبادة كما وصفتهم.
وأشارت ستاين -في كلمتها- إلى أهمية أن ينعكس هذا الحضور بالانتخابات القادمة، كي يعلم الحزبان الديمقراطي والجمهوري أنه ليس أمرا ضروريا أو محتوما التصويت لطرفين كل منهما يدعم الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن هذه إحدى الوسائل الهامة لإيصال رسائل سياسية واضحة لا لبس فيها ستُثمر مستقبلا.
من جهته قال الدكتور حاتم بازيان الأستاذ في جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا "إن علينا أن نتذكر جميعا أن هذه الأرض (أميركا) ليست لنا، وليست لهم (المناصرين لإسرائيل) بل هي للسكان الأصليين الذي أبادتهم الآلة الاستعمارية الأميركية".
وأضاف بازيان، الأميركي ذو الأصول الفلسطينية، أن الفلسطينيين هم أقدر الناس على فهم ما قاساه السكان الأصليون. وأوضح في كلمته أن على الفلسطينيين وكل حر يناصر القضية الفلسطينية أن يستمر في النضال، لأن هذه القضية -برأيه- لن تحرر فلسطين وحدها بل ستحرر العالم بأسره.
وتأتي هذه المظاهرات في سياق أكثر تركيبا في الجغرافيا الأميركية تحديدا، وذلك لعدة أسباب: أولها أن المتظاهرين يرون أن الإدارة الأميركية شريك في الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن هذه الحرب تدار بأموال الضرائب التي يدفعها الأميركيون، وفق الدكتور بازيان.
وثانيها يتعلق بقرب الانتخابات الرئاسية مطلع نوفمبر/تشرين الثاني القادم، مع ما يصحبها من نقاشات محتدمة واستقطابات كانت الحرب ضلعا أساسيا فيها في ظل دعوات مسلمين وعرب -آخرها بيان لمنظمة "مسلمون أميركيون لأجل فلسطين" وبيان لأكثر من 30 داعية أميركي مسلم- إلى عدم التصويت لمرشح دَعم الحرب الإسرائيلية على غزة، والتصويت لغيره ممن لا يدعمونها.
أما ثالث تلك الأسباب فهو حلول هذه الذكرى السنوية مع حرب أخرى يشنها الجيش الإسرائيلي على لبنان، بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة.
الطلبة كانوا حاضرين بصورة واضحة في المظاهرات بالولايات والمدن الأميركية. فقد حضر طلبة جامعة تكساس في دالاس، والتي شهدت اعتصاما في أروقة الجامعة في الفصل الفائت قبل أن تفضه الشرطة بالقوة.
ويقول أحمد أبو راس، المحامي ومسؤول مؤسسة "أميركيون مسلمون لأجل فلسطين" بولاية تكساس إن الإبادة الجماعية أبطلت ما حاولت الحركة الصهيونية في أميركا تحقيقه.
وأضاف أبو راس للجزيرة نت "لقد أنفقوا مئات الملايين من الدولارات لخلق رواية معادية للفلسطينيين بالولايات المتحدة. وتم استخدام تلك الحجج باستمرار في وسائل الإعلام لتبرير الإبادة الجماعية المستمرة".
وأوضح أن "الجمهور الأميركي استيقظ على حقيقة مفادها أن حكومتهم وممثليهم يخدمون دولة أجنبية. فاللوبي الإسرائيلي لا يهتم بالأميركيين الذين بدأ كثير منهم تغيير مواقفهم، ونظرتهم للوبي الإسرائيلي ودوره المدمر في أميركا".
وتابع المحامي قوله إن "الصهاينة عزلوا أنفسهم عن الساحة العالمية، وهي مسألة وقت فقط قبل أن ينهار نظامهم ومشروعهم الاستعماري بالكامل".
بدورها قالت حنين إبراهيم، وهي طالبة بجامعة تكساس في دالاس، وإحدى أعضاء حركة الطلاب لتحرير فلسطين "إن اليوم يصادف مرور عام على حرب الإبادة، وعلى العرب والمسلمين القاطنين في أميركا دور مهم وأساسي خاصة أنهم يعيشون في البلد الأكثر دعما لإسرائيل في حربها".
وتؤكد حنين أن ما يجري في فلسطين ليس حديثا، لكن هذه الحرب فتحت الأبواب للأميركيين لمعرفة حقيقة ما يدور منذ عام 1948، وأن على المسلمين والعرب دورا مهما في تثقيف الناس، وتوعيتهم لأجل إحداث تغيير حقيقي في المشهد الاجتماعي والسياسي الأميركي.
وتقول أيضا "كان لهذه التوعية أثر فيما شهدناه في مختلف أنحاء الجامعات الأميركية، كي يقفوا مع الحق الفلسطيني، وما زال أمامنا مهمة رئيسية كطلاب للضغط على الجامعات الأميركية من أجل سحب استثمارات هذه الجامعات من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ويصر الحضور على أن الاحتجاج المستمر والضغط على الجامعات والمؤسسات الداعمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي هو أقل ما يمكن فعله في محاولة لإيقاف الحرب على غزة.
ويزداد زخم هذه الاحتجاجات وتأثيراتها في ظل الانتخابات القادمة، حيث تسعى حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لرأب الصدع مع المسلمين والعرب في ظل تقارب نتائج استطلاعات الرأي بينها وبين الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات القادمة.
ومع قدرة هذه الأصوات على تغيير النتائج في عدد من الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وويسكونسن وجورجيا وبنسلفانيا ومينيسوتا وأريزونا وفلوريدا، تزداد أهمية أصوات العرب والمسلمين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حراك الجامعات الحرب الإسرائیلیة على غزة فی أمیرکا عام على أن هذه
إقرأ أيضاً:
مظاهرات بأوروبا للتنديد بالحرب على غزة والمطالبة بمقاطعة إسرائيل
شهدت عواصم ومدن أوروبية عدة -اليوم السبت- مظاهرات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، مطالبة الحكومات بوقف التعاون مع تل أبيب.
ففي العاصمة البريطانية لندن خرجت مظاهرات نددت بدور الحكومة البريطانية في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
ونظمت مؤسسات المجتمع المدني المناصرة للقضية الفلسطينية مسيرة هي الـ27 من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة والتي تتزامن مع الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، والتي يقولون إنها مستمرة حتى الآن، ولا سيما مع استمرار إسرائيل في حربها على غزة.
ونقلت مراسلة الجزيرة من لندن مينة حربلو عن مدير حملة التضامن مع فلسطين بن جمال أنه كلما زادت إسرائيل في عنفها على المدنيين بغزة تآكلت المسوغات التي تسوقها المؤسسة السياسية البريطانية لتبرير التطهير العرقي الذي تقوم به تل أبيب في الأراضي الفلسطينية.
وتحدث مسؤولون سياسيون بينهم نواب برلمانيون وألقوا باللوم على حكومة كير ستارمر التي يقولون إنها تغض الطرف عن جرائم الاحتلال والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي من خلال تسليح إسرائيل والدفاع عما يقولون "إنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
ونقلت المراسلة عن مواطنين بريطانيين قولهم إنهم لم يكونوا يعلمون بما يجري في غزة لكن الصور التي يرونها على شاشات التلفاز حفزتهم للخروج في المظاهرات والتعبير عن مساندتهم للفلسطينيين.
إعلانوفي باريس، قال مراسل الجزيرة حافظ مريبح إن الشعارات المرفوعة في المظاهرة التي خرجت في باريس تطالب بوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية فورا.
وذكر المراسل أن آلاف المتظاهرين جابوا شوارع باريس مطالبين الحكومة الفرنسية والولايات المتحدة بوضع حد لما تفعله إسرائيل في فلسطين دون حسيب أو رقيب.
وعبر المتظاهرون عن غضبهم بمشاهد فنية تجسد النكبة الفلسطينية وتندد بعمليات قتل الأطفال والمدنيين.
ويمثل المتظاهرون أطيافا مختلفة من المجتمع الفرنسي سواء من الجمعيات أو الأحزاب السياسية أو النقابات التي لم تعد تتقبل مشاهد القتل والدمار التي تمارسها إسرائيل في غزة.
وطالب المتظاهرون الحكومات الأوروبية بوقف التعاون التجاري مع إسرائيل، وإيقاف الصادرات نحوها.
كما خرجت مظاهرات مماثلة في برلين وشتوتغارت الألمانيتين، والعاصمة الدانماركية كوبنهاغن.